تخطى إلى المحتوى

تقرير خاص : نيجيريا تتصدر موضوع البطالة وهذه مرتبة العراق

العراق

يتصارع الاقتصاد العالمي مع معدلات البطالة المتزايدة حيث تواجه الدول تعقيدات مكافحة التضخم، وتسريح العمال، وتأمين التمويل الدولي، وجذب الاستثمارات، وخلق فرص العمل.

ووفقا شبكة عالم الإحصاء، فإن البيانات الأخيرة تلقي الضوء على البلدان التي لديها أعلى معدلات بطالة، وفي مقدمتها أفريقيا، حيث تحتل نيجيريا وجنوب إفريقيا المرتبة الأولى مع معدلات بطالة تبلغ 33.3٪ و32.9٪ على التوالي.

وكشفت شبكة BNN (World of Statistics)، في تقرير خاص ترجمته صحيفة العراق اليوم الثلاثاء على ان العراق احتل المرتبة الرابعة بأعلى معدل على مستوى العالم في البطالة، حيث بلغت نسبتها 15.55٪، مبينة إن تداعيات البطالة محسوسة بعمق في جميع أنحاء البلاد، مما يؤكد الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير فعالة لمعالجة هذه القضية.
وتأتي اسبانيا، بالمرتبة السادسة بعد العراق بمعدل بطالة بلغ 13.26٪.

وعلى الرغم من الأزمات المستمرة في تركيا، يبلغ معدل البطالة في البلاد 10.2٪، مما يضعها في المرتبة العاشرة على القائمة العالمية.

وتأتي إيران في المرتبة الحادية عشر، حيث تتصارع مع معدل بطالة يبلغ 9.7٪، واحتلت صربيا المركز الثانية عشر بمعدل بطالة يبلغ 9٪، تليها البرازيل في أمريكا الجنوبية، حيث بلغ متوسط المعدلات 8.7٪ و8.5٪ على التوالي.

من المثير للدهشة أن فنلندا، المشهورة بتصنيفها العالي في السعادة، تجد نفسها في المرتبة التاسعة على القائمة، حيث تتنافس مع معدل بطالة يبلغ 9٪.

بطالة
بطالة

 الفقر يفتك بربع سكان العراق

أظهرت إحصاءات حديثة في العراق، تفشي البطالة والفقر على نطاق واسع، رغم ثروات البلاد التي توصف بالهائلة، حيث تصل احتياطاتها النفطية إلى أكثر من 150 مليار برميل.

وكشف ماهر جوهان، وكيل وزارة التخطيط العراقية، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية، أن نسبة البطالة في العراق تتراوح بين 13 و15 بالمئة، (أي ما يقارب 7 ملايين عاطل عن العمل)، فيما تبلغ نسبة الفقر 22 بالمئة، ( أي ما يعادل نحو 10 ملايين نسمة) في بلد يربو عدد سكانه على 43 مليونا.

وتبدو هذه النسب وفق خبراء ومراقبين معتادة ولا تعكس جديدا، بالنظر لما تعانيه البلاد من أزمات متداخلة ومتراكمة سياسيا وأمنيا واقتصاديا واداريا، ترتد سلبا على مختلف مجالات التنمية والارتقاء بالواقع الخدمي والمعيشي للمواطنين، وهو ما ينجم عنه استفحال معدلات البطالة والفقر.

عوامل تفشي الفقر

وتفاقم الوضع في ظل توالي الأزمات الاقتصادية المتلاحقة على مدى السنوات القليلة الماضية، بفعل الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي وما خلفته من دمار وأزمة نازحين، وظهور جائحة كورونا ومن ثم حرب أوكرانيا، فضلا عن آفة الفساد الإداري وهدر المال العام وضعف آليات الشفافية والمحاسبة، وتداعيات ظاهرة التغير المناخي التي تضرب أحد أهم القطاعات الحيوية في البلاد، وهو قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.

وكانت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية، قد أعلنت في صيف عام 2022، أن 9 ملايين مواطن، يعيشون تحت مستوى خط الفقر .

وحتى قبل أزمة جائحة كورونا، وتحديدا في عام 2019، أصدرت السلطات العراقية بيانات تفيد بأن نسبة الفقر في البلاد بلغت 22.5 في المئة .

ويرى متابعون أن نسبة الفقر في العراق لا تتراجع، بل إنها قد ترتفع أكثر خلال السنوات القليلة القادمة، في حال عدم معالجة مسبباتها.

ما المطلوب؟

يقول رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية رائد العزاوي، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”:

هذه النسبة ليست مستغربة ولا هي الجديدة رغم كونها نسبة كبيرة بالطبع، وتشكل نحو ربع عدد سكان العراق، أي ما يتراوح ما بين 12 إلى 15 مليون مواطن يعانون من الفقر الذي هو آفة منتشرة في البلاد، رغم كونها تسبح على بحار من النفط والغاز والمعادن والثروات الطبيعية المختلفة.
هذا يستلزم عملا كبيرا من قبل الحكومة لتقليص النسبة الكارثية والسيطرة عليها، خاصة وأن معدلات البطالة مرتفعة، وهو ما يسهم في ارتفاع نسبة الفقر، وذلك بسبب عدم توفر فرص العمل والشركات الاستثمارية وتفشي الفساد وغيرها.
الحكومة الجديدة تقول وعن حق أن على رأس أجندتها مكافحة الفساد والفقر والبطالة وتردي الخدمات، وهو ما ينتظر العراقيون ترجمته، والمفارقة هي أن آفتي الفقر والبطالة تتركزان أكثر في محافظات الجنوب، رغم كونها صاحبة الحصة الأكبر من الإنتاج النفطي الذي تعتمد عليه الموازنة العراقية .
الموازنة المرتقب إقرارها قريبا والتي تسندها وفرة مالية كبيرة جدا بحجم فائض يبلغ أكثر من 115 مليار دولار، بإمكانها ولا شك مساعدة الحكومة في تنفيذ برنامجها الطموح لمكافحة الفقر والبطالة والحد من تفاقمهما .
لمواجهة الفقر الذي يفتك بقسم كبير من العراقيين، يشير الباحث إلى عدة خطوات ممكنة:

تعزيز اللامركزية الإدارية وإتاحة الفرص والمبادرة أكثر أمام مختلف المحافظات للقيام بالمشاريع التنموية، وجعل الاستثمار الخارجي شريكا للمحلي، لرفع معدلات التشغيل والناتج القومي.
إقرار قوانين صارمة وملزمة لمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة، واسترداد الأموال الطائلة المنهوبة.
تعميم الشفافية التي هي أس نجاح أي عمل حكومي وإداري وهو ما نفتقده بالعراق، حيث تفتقر الكثير من المشاريع والخطط الحكومية والاستثمارية لها، حيث إن غالبها مشاريع وهمية ومتلكئة لم تنجز، وأهدرت تحت ستارها مليارات الدولارات، والتي كان يمكن توظيفها لمواجهة الفقر والبطالة وتنمية البلاد وتطوير واقعها الاقتصادي والخدمي.
إشراك المنظمات الدولية في مراقبة الأداء العام للشركات المحلية والأجنبية المستثمرة في البلاد، لكبح الفساد والهدر، مع ضرورة إعطاء الأولوية لإصلاح القطاع المصرفي حيث لا توجد رقمنة حقيقية بالعراق، بمعنى أن تعرف من أين تأتي الأموال وأين تذهب وكيف تصرف وتوظف، بهدف محاصرة الفساد الذي هو السبب الأساسي لتفشي الفقر والبطالة .
مواجهة تحديات تدخل الأحزاب السياسية والقوى المسلحة في مختلف شؤون الحكم والادارة، وهو الأمر الذي أعلن السوداني التصدي له منذ بداية وصوله لرئاسة الحكومة، وهو ما يحسب له في مواجهته للفساد عبر جملة إجراءات حقيقية على الأرض، وذلك بهدف تحسين الواقع المعيشي والاقتصادي للمواطن العراقي.

البطالة في العراق: بين الواقع وأولويات البرنامج الوزاري

تستلزمُ مسيرة التنمية والنمو الاقتصادي، تظافر الإجراءات التي تتضمنها السياسيات الاقتصادية، من أجل تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية للقضاء على البطالة، من خلال التوافق بينَ متطلبات الاقتصاد الوطني من القوى العاملة، والمتوفر منها في ظلّ نمط محدد للنشاطات الاقتصادية؛ لتحقيق معدلات النمو المطلوبة على صعيد الاقتصاد الوطني، وهذا يتطلب توافر عناصر مُتعددة، تتدخل في تحديد جانبي العرض و الطلب من قوة العمل، وعلى وفق تفصيلات تحددها عملية النمو الاقتصادي، والتي تعكس بدورها قدرة تلك السياسات للقضاء على ظاهرة البطالة، وهذا ما جاء في مضمون البرنامج الوزاري الذي حُدِدَ في مِنهاجه الكثير من الإجراءات، التي من شأنها أن تساهم في تقليل نسب البطالة وتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل.

البطالة في العراق: بين الواقع وأولويات البرنامج الوزاري
البطالة في العراق: بين الواقع وأولويات البرنامج الوزاري
أولاً: الواقع الحالي:
يُشكل موضوع “البطالة” وإسلوب معالجتها أهمية أساسية في تنمية و إعمار العراق؛ بسبب العلاقة المتبادلة بين الإسلوب التنموي والاستراتيجية العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي، المُتمثل بتنمية الموارد البشرية بما في ذلك تهيئة الوسائل الكفيلة لتوفير الخدمات الصحية والتعليمية والسكن، وغيرها من المهام التي تهدف إلى تنمية وتطوير قابليات الافراد، حيث أنّ زيادة السكان وارتفاع معدلات نموه تشكل عبئاً اقتصادياً على كاهل الاقتصاد الوطني، ولا سيَّما في البلدان النامية التي تعاني من تدني في معدلات نمو أنشطتها الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالعراق، وبالرغم من امتلاكه موارد طبيعية وزراعية واقتصادية يقابلها نمو في السكان، لكنّ هنالك قصور في إمكانية استغلال هذه الموارد بالشكل الذي يعمل على الاستخدام الأمثل لقوة العمل، حيث نُلاحظ تفاقم ظاهرة البطالة في الاقتصاد العراقي؛ نتيجة الزيادة الحاصلة في الإنفاق على العمليات الحربية والتسليح خلال الفترات السابقة، الأمر الذي يتطلب رسم سياسة تنموية تضمن تشغيل الأيدي العاملة لسدّ احتياجات التنمية بما يتلاءم مع الموارد والقدرات المتوفرة؛ لمعالجة عدم التوازن التي أفرزتها ظاهرة البطالة بكافة أشكالها وما تمثله من ظواهر سلبية تنعكس على عملية النمو، ممّا يتطلب إعادة النظر في هيكل الموارد البشرية لضمان الاستخدام الأمثل للأيدي العاملة، وتلبية الاحتياجات من المهن وديمومة مسار عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق.
ومن خلال مراجعة للبيانات الإحصائية المتوفرة في وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي حول تطورات السكان في العراق، نلاحظ وجود زيادة سريعة في معدلات نموه فقد بلغ عدد السكان (26.3) نسمة عام (2003)، وبلغ بحدود (40) مليون نسمة عام (2022)، محققاً بذلك نسبة نمو بحدود (3%)، ويُلاحظ أيضاً ارتفاع الفئة العمرية للسكان في سن العمل لأكثر من (52%)، بينما تبلغ نسبة السكان في سن (65) سنة فما فوق بحدود (3%) من مجموع السكان، وهذه النسبة تكشف حقيقة ارتفاع نسبة الإعالة في العراق، ممّا يُثقل العبء على الفئة العمرية الفعّالة من السكان.
ثانياً: التشغيل  وحجم البطالة:
لقد كانَ لتردي عمليات الإنتاج وازدياد نسب التضخم في الاقتصاد العراقي، الأثر المباشر في تدني الاستثمار، الأمر الذي أدى بالمقابل إلى زيادة البطالة في كافة أنواعها وخصوصاً فئة الشباب الذين تقع أعمارهم (15) سنة فما فوق الذين يشكلون النسبة الأكبر من إجمالي السكان النشطين اقتصادياً، حيث ازداد العرض نتيجة لارتفاع معدلات نمو السكان مقابل انخفاض نمو الطلب على الأيدي العاملة؛ بسبب تراجع الأداء الاقتصادي وعدم القدرة على تحقيق معدلات للنمو الاقتصادي ولضعف العملية الاستثمارية، وبالتالي، ضعف القدرة على توليد فرص عمل جديدة، ممّا جعل البطالة في العراق ظاهرة ينبغي معالجتها ضمن برامج تنموية، باعتبار أنّ الإنسان غاية التنمية ووسيلتها، إلى جانب ما تعكسه هذه الظاهرة من سلبيات على الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية.
لقد تباينت تقديرات نسب البطالة في العراق خلال السنوات السابقة، إلا أنّه وحسب الإحصائية الأخيرة الصادرة من منظمة العمل الدولية وبالتعاون مع وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فأنّ معدل البطالة بين السكان بلغ (16.5%) عام (2021)، وهذا يعني وجود شخص عاطل من بين كل خمسة أشخاص يعملون، ومن جهة أخرى، فأنّ معدل البطالة بين الذكور بلغ (14.7%) مقابل (28.2%) بين النساء.

العراق – معدل البطالة | 1991-2022 معطيات | 2023-2025 التوقعات

العراق - معدل البطالة | 1991-2022 معطيات | 2023-2025 التوقعات
العراق – معدل البطالة | 1991-2022 معطيات | 2023-2025 التوقعات

أمور يجب معرفتها عن عيد الأضحى وكل عامُ وأنتم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد