كشف مصدر أمريكي مسؤول، في تصريحات لـCNN، كيف علمت الولايات المتحدة مبكرا بالهجوم الصاروخي الذي أطلقته إيران، فجر الأربعاء، على قاعدتين عسكريتين تضمان قوات أمريكية في العراق، مما ساعد أمريكا في تحذير قواتها للجوء إلى مكان آمن.
وقال المصدر، المطلع مباشرة على المعلومات المرتبطة بالهجوم، إن “الجيش والمخابرات الأمريكية كان لديهم تحذير مبكر بواسطة التكنولوجيا المتقدمة من أن إيران أطلقت صواريخ باليستية قصيرة المدى”، نحو قاعدة عين الأسد وأربيل.
وأوضح المصدر أن “الأقمار الصناعية التابعة للاستخبارات الأمريكية التقطت الإشارات الأولى لبصمة حرارية مع إطلاق الصواريخ، ثم بدأ محللو الاستخبارات سريعا في استخدام تلك المعلومات للبدء في تحديد نوع الصاروخ الذي تم إطلاقه ووقت تحليقه ومداه ومساره المحتمل”.
مصدر لـCNN: الجيش الأمريكي كان لديه تحذير مبكر من الهجوم الصاروخي الإيراني
وأضاف المصدر أنه “باستخدام هذه الحسابات المبكرة، قدرت الولايات المتحدة أن الأهداف المحتملة هي قاعدة عين الأسد وأربيل، وتمكنت من تحذير القوات الأمريكية للوصول إلى مواقع آمنة”. وتابع بالقول إن “الأقمار الصناعية الأمريكية كانت ترصد مواقع الصواريخ الباليستية داخل إيران لعدة أيام ورصدت علامات على تزويد صواريخ بالوقود السائل، مما أدى أيضا إلى تحذير من إطلاقات محتملة قادمة”.
كما كشف المصدر أن طائرة تجسس أمريكية، خارج المجال الجوي الإيراني، قدمت أيضا معلومات استخباراتية إلكترونية تم جمعها من داخل إيران بما في ذلك اتصالات تم اعتراضها. وقال إن “كل هذه المعلومات التي أدت إلى القدرة على تحذير القوات الأمريكية كانت منفصلة عن التحذير الذي قدمته الحكومة العراقية للولايات المتحدة”، على حد تعبيره.
ووسط مؤشرات بأن الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران على أهداف أميركية في العراق كانت “متفق عليها” سلفا، سلطت مجلة “تايم” الأميركية الضوء على أن الضربات “نفذت بطريقة يمكن للأميركان تتبعها”.
وقال 3 مسؤولين أميركيين إن طهران جهزت للغارات بطريقة “سهلة الملاحقة” من قبل الأقمار الإصطناعية الاستخباراتية الأميركية، وأجهزة التنصت الإلكترونية المتطورة التي تعتمد عليها واشنطن.
ووفقا للمسؤولين الثلاثة، فإن الاستخبارات الأميركية نجحت بالفعل في التنبؤ بالهجمات ومعرفة أهدافها قبل 3 ساعات على الأقل من وقوعها، وأبلغت البيت الأبيض والجيش بمعلومات الصواريخ التي قال الحرس الثوري إنها انتقام لمقتل القيادي البارز لديه قاسم سليماني.
بل إن المجلة ذائعة الصيت نقلت عن المحلل الإستراتيجي علي الفونه، زميل معهد الخليج العربي في واشنطن، قوله إن عسكريا أميركيا زار قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، التي كانت الهدف الأهم للصواريخ الإيرانية، وأبلغ العراقيين بموعد ومكان سقوط الصواريخ قبل وقوع الهجوم.
ووفقا للفونه، فإن هذا التنسيق “منح الطرفين (الولايات المتحدة وإيران) الفرصة للتهدئة. كان بإمكان كل منهما إعلان الانتصار والمضي قدما”.
وصرح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبير، إن إيران أطلقت 16 صاروخا باليستيا على قواعد عسكرية في العراق من ثلاثة مواقع على الأقل، 12 منها أصابت هدفها.
وأدعى إسبير في تصريحات صحفية اليوم الخميس، أن أحد عشر صاروخا أصاب قاعدة عين الأسد الجوية، وواحد آخر أصاب قاعدة (تابعة للتحالف) في أربيل، وأن “مروحية تضررت وخيام ومواقف للسيارات”، ونوه الى أن الجيش الأميركي لا يزال في حالة تأهب.