تخطى إلى المحتوى

مقالان عن العراق في الصحف العربية يوم الثلاثاء

مقالان عن العراق في الصحف العربية يوم الثلاثاء

1 قمة تونس.. الحقوق قبل الواجبات! د. أحمد الجميعـة الرياض السعودية

تحملت الدول العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحرب العراق واندلاع الثورات العربية؛ واجباتها تجاه أمن واستقرار دولها، والحفاظ على جغرافية أراضيها، واستقلالية قرارها، والتصدي لمحاولات التدخل الخارجي لمكوناتها، إلى جانب مواجهة آليات حروب الجيل الرابع التي تحاول ولا تزال أن تستنزف مجهودها في الحرب على الإرهاب، ونشر الشائعات والتضليل الإعلامي، وتسييس ملف حقوق الإنسان، وإضعاف الروح المعنوية للشعوب، والضغوط العسكرية والاقتصادية. ورغم كل الواجبات التي التزم بها العرب خلال العقدين الماضيين في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، إلاّ أن الحديث اليوم بعد القمة العربية في تونس هو التمسك بالحقوق العربية قبل تلك الواجبات، وأولها إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وعدم التفريط بمبدأ الجولان أرضاً عربية سورية، وسيادة دولة الإمارات على جزرها الثلاث من المحتل الإيراني.
الملك سلمان يؤكد دائماً على الحقوق العربية، ويزيد عليها دعماً مالياً وسياسياً وإعلامياً، ويعبّر بوضوح عن مواقف المملكة الثابتة والتاريخية من تلك الحقوق، وأولها القضية الفلسطينية، إلى جانب التأكيد على أهمية التصدي لمشروع إيران في المنطقة العربية، وتحديداً في العراق وسورية واليمن ولبنان، والحفاظ على أمن واستقرار ليبيا، والسودان، والجزائر، والخروج من كل ذلك بموقف عربي موحد يرتقي لحجم تلك التحديات، والتهديدات، ويعزز من فرص الأمن والاستقرار والتنمية.
المملكة في كل قمة عربية تثبت أنها العمق الاستراتيجي للعمل العربي المشترك، والمحرّك الرئيس لمنظومته، والفاعل المبادر في توحيد صفه، وتدفع من رصيد علاقاتها ومكانتها وإمكاناتها في مقابل أن يستعيد العرب حضورهم، وتقطع الطريق على أي مشروعات إيرانية تحاول أن تتدخل في شؤونه، أو تؤزم شعوبه، أو تنال من وحدته، وتسعى بحزم وعزم في مواجهة أي مشروعات فوضى جديدة تريد أن تصعد على حساب الأنظمة السياسية الشرعية أو تأجيج الصراع الداخلي بين مكوناتها، كذلك العمل على التنمية الاقتصادية من خلال مشروعات عمل ثنائية ومشتركة في تحريك القوى والإمكانات التي تمنح الشعوب الاستقرار في أوطانهم، وتعزز من ميزان التبادل التجاري، وتتيح فرص واعدة أمام المستثمرين.
قمة تونس بداية جديدة لمرحلة يبدو أن الصورة فيها أكثر وضوحاً بعد المواقف الأميركية المعلنة تجاه إيران من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، وما بينهما مصالح لا ينفرد فيها أحد من دون آخر، أو ينخرط في مجهود ذاتي على حساب المجموع، أو حتى يستقوي بفاعلين غير عرب؛ لخلط الأوراق وتأزيم المواقف بعد كل قمة عربية أو إسلامية!
2 أين سيظهر «داعش» الجديد؟
عبدالله الأيوبي اخبار الخليج البحرينية
أكثر الأصوات علوا «فرحا» و«ابتهاجا» بـ«النصر» الذي تحقق على ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والتي ذاع صيته خلال السنوات الخمس الماضية تحت اسم «داعش»، نقول: أعلى هذه الأصوات صدرت عن تلك الأطراف التي تحوم الشكوك حول مسؤوليتها عن خلق وتضخيم هذه الظاهرة الإرهابية الخطرة التي اجتاحت مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق وكادت تصل إلى عاصمتي البلدين كما انتشر أنصارها وعناصرها أيضا في عديد من دول المنطقة مثل مصر وليبيا وتونس وغيرها، بل وجاهرت هذه «الدولة» بمسؤوليتها عن تنفيذ عديد من الجرائم الإرهابية في دول أخرى خارج الإقليم مثل الدول الأوروبية والآسيوية، والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء بين قتيل وجريح.
هذا الانتشار المخيف والصعود السريع لقوة «داعش» العسكرية وضع العديد من علامات الاستفهام حول تلك الإمكانيات الكبيرة والجبارة أيضا التي مكنت «داعش» من هذا الصعود والتوسع وقدرته الخارقة على سرعة التجنيد والتسلح والتمويل في ظل وجود نظام دولي صارم يراقب حركة الأموال بين الحدود ويرصد تحرك الأفراد واتجاهاتهم الفكرية والسياسية، وخاصة مع تصاعد الأعمال الإرهابية في أكثر من منطقة والتي فرضت على كثير من دول العالم، تكثيف جهودها لحماية أمنها الداخلي من جهة، وتعزيز علاقاتها الأمنية مع الدول الأخرى للإسهام في الحد من انتشار وتعاظم الحركات الإرهابية وأنشطتها.
على سوريا وحدها تدفق عشرات الآلاف من المقاتلين الذين انضموا إلى صفوف «داعش» وظهرت خلال المعارك مع الجيش السوري والعراقي أيضا، أن بحوزة هؤلاء المقاتلين أنواعا عديدة من الأسلحة الحديثة ذات المصادر المعروفة، بما في ذلك أسلحة ثقيلة يصعب، إن لم يكن من المستحيل تحريكها والتنقل بها من منطقة إلى أخرى واستخدامها من دون وجود مظلة «مجهولة» الهوية تقي هذه الأسلحة من الرقابة والتدمير أيضا قبل وصولها إلى عناصر «داعش»، أضف إلى ذلك، أن تدفق هذه العناصر من كل حدب وصوب على سوريا والعراق كان بحاجة إلى منافذ آمنة وأكيدة لبلوغ الوصول الآمن إلى مناطق القتال.
تتحدث هذه الأطراف عن تحقيق النصر على «داعش» وإنهاء وجوده العسكري في سوريا بإعلان ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية «قسد» الاستيلاء على آخر معاقل هذا التنظيم في منطقة (الباغوز) في شمال شرق سوريا، ووقوع مئات العناصر من هذا التنظيم أسرى في أيدي قوات «قسد»، وهم خليط من السوريين والعراقيين والأجانب، حيث يجري الحديث الآن عن كيفية التعامل معهم، خاصة أن بعض الحكومات الغربية ترفض تسلم مواطنيها الدواعش لمحاكمتهم، الحديث عن النصر العسكري ليس مشكوكا فيه بل الشكوك حول كيفية الاستفادة من نتائج هذا النصر وطريقة التعامل مع الدواعش الأسرى.
قوات «سوريا الديمقراطية» تتحدث عن مئات الأسرى من الدواعش، في حين جميع التقديرات تتحدث عن وجود عشرات الآلاف من المقاتلين المنخرطين تحت راية هذا التنظيم ويقاتلون في صفوفه في كل من سوريا والعراق، الحديث يدور الآن حول مكان وجود هؤلاء الآلاف وتحت أي مراقبة ومن يقوم بذلك من القوى الخارجية المنخرطة في الصراع السوري تحديدا، كما أن الشكوك، وهذا هو الأخطر تحوم حول الوجهة التي يخطط من أجل توجيه هؤلاء العناصر نحوها بعد فشل المهمة في البلدين، أو لنقل عدم وصولها إلى النتيجة النهائية المخطط لها!
لم يعد هناك أدنى شك في أن «داعش» صناعة ذات أهداف استراتيجية وضعتها الأطراف التي مكنت «داعش» من الصعود والانتشار، ومن ثم فإن هناك مهمة ربما أنجز بعضها في كل من العراق وسوريا، وربما لم تحقق جميع أهدافها، وفي مقدمتها التدمير الكامل لأركان الدولتين، رغم الخسائر الفادحة التي ألحقها التنظيم بالبنى المدنية والعسكرية في البلدين، ومن خلال تجربة «داعش» في البلدين سالفي الذكر فإن هذه الصناعة لم تفسد بعد، ويمكن إعادة تدويرها تحت علامة «إرهابية» أخرى وفي مناطق جديدة قد تكون محددة مسبقا في المطابخ السرية الخاصة بإنتاج مثل هذه البضائع.
من حيث النتائج الملموسة على الأرض فإن «داعش» هزم عسكريا في كل من العراق وسوريا، ولكنها ليست هزيمة بالمطلق فالآلاف من عناصر هذا التنظيم لم يحسم مصيرها بعد، ومما لا شك فيه أنه لم يهزم سياسيا وأيديولوجيا، فالأفكار التي استخدمت طعما لاستقطاب عشرات الآلاف من العناصر من شتى دول العالم، وخاصة من الدول الديمقراطية، هذه الأفكار لا تزال صالحة للاستخدام حتى الآن، وهناك طهاة ماهرون يعملون في المطابخ السرية قادرون على إعادة إنتاج «داعش» آخر وتوفير كل الإمكانيات لنموه وتطوره، وربما بقدرات تفوق ما وصلت إليه قدرات «داعش» الحالية، عسكريا وماليا وإعلاميا وغير ذلك.
نتائج المعارك العسكرية ضد «داعش» في كل من العراق وسوريا، لا تعني أن المنطقة وصلت إلى بر الأمان، ولا تؤكد أن هذه اللعبة الخطرة قد وصلت إلى نهايتها تماما، فالظروف الموضوعية التي مكنت طهاة المطابخ السرية من إعداد الوجبة الداعشية السامة، هذه الظروف لا تزال قائمة وهناك من هو على استعداد وقابلية ليكون طرفا في العملية. دول المنطقة بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى أن تعيد ترتيب أوضاعها الداخلية جيدا كي لا تقع مرة أخرى فريسة مثل هذه الألعاب الخطرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد