تخطى إلى المحتوى

ماذا يجري في السودان الان و ماحقيقة مقتل مواطن عراقي .. ودولا تسابق الزمن لإجلاء رعاياها

السودان

 

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الأحد 23 أبريل/نيسان 2023، أن القوات المسلحة البريطانية أجلت الموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم من السودان، فيما تتسابق دول عدة بينها العراق على إجلاء مواطنيها من السودان بعد اندلاع صراع مسلح منذ 9 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

إذ كتب سوناك على تويتر: “أعبر عن تقديري لالتزام دبلوماسيينا، وشجاعة قواتنا المسلحة، التي نفذت هذه العملية الصعبة”، مضيفاً: “نواصل السعي بكل الوسائل لوقف إراقة الدماء في السودان وضمان سلامة البريطانيين المتبقين هناك”.

في ذات السياق، قال وزير الدفاع البريطاني: “شارك في عملية إجلاء موظفينا من السودان أكثر من 1200 جندي بريطاني من 16 لواء”.

ويأتي إعلان سوناك بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة تنفيذ عملية مشابهة بواسطة قوات خاصة لإجلاء موظفي السفارة الأميركية ب‍السودان.

كما أعلنت وزارة الخارجية الهولندية أنه تم إغلاق سفارة بلاده في الخرطوم ويجري العمل على إجلاء 150 من رعاياهم وعائلاتهم.

وتسبب انزلاق السودان المفاجئ نحو الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في تقطع السبل بآلاف الأجانب، ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة، وتسعى بلدان من أنحاء العالم لإجلاء مواطنيها.

*جهود الإجلاء

وتجري العديد من جهود الإجلاء على ما يبدو عبر بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، على بعد نحو 650 كيلومتراً شمال شرق العاصمة السودانية الخرطوم.

إذ قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في وقت سابق، إنها تقوم بإجلاء الدبلوماسيين والمواطنين. لكن طرفي الصراع في السودان تبادلا الاتهامات بمهاجمة موكب فرنسي.

من جهته، قال السفير الروسي لدى الخرطوم لوسائل إعلام روسية إن 140 من 300 مواطن روسي في السودان أعلنوا أنهم يريدون الرحيل، مضيفاً أنه تم وضع خطط للإجلاء، لكن لا يزال من المستحيل تنفيذها لأنها تشمل اجتياز جبهات قتال.

كما أعلنت كندا، الأحد، تعليق أنشطتها الدبلوماسية مؤقتاً في السودان، قائلة إن الدبلوماسيين الكنديين سيعملون مؤقتاً من مكان آمن خارج البلاد.

الحكومة الكندية ذكرت في بيان أنه في الوقت الذي يجري فيه تعليق الأنشطة في الخرطوم، سيستمر تقديم خدمات قنصلية محدودة.

*جهود العراق

كما وجهت الحكومة العراقية، بتعظيم الجهد الجماعي لسفارات العراق في الخرطوم والقاهرة وأبو ظبي، لتعجيل التنسيق والاستجابة مع الدول الشقيقة لتيسير عمليات الإجلاء للجالية العراقية في السودان.

ودعت وزارة الخارجية العراقية، “الجالية العراقية في الخرطوم إلى التسجيل الفوري للعودة للعراق، عبر التواصل على أرقام السفارة هناك”، لافتة: “إننا نعمل على تحقيق استجابة عاجلة جداً لسلامة جاليتنا التي تعتبر أولوية قصوى”.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، في وقت سابق، عن إجلاء 14 عراقياً من الخرطوم إلى منطقة بورتسودان، فيما أشار إلى تواصل الجهود لإجلاء الأعداد المتبقية.

فيما أعلنت العراق اليوم الاحد 23 أبريل/نيسان 2023، مقتل مواطن عراقي جراء الأحداث في السودان.

وأعرب الصحاف عن شكره “لجهود الدول الشقيقة في التعاون لإنجاح عمليات الإجلاء للعراقيين ب‍الخرطوم”.

*دول أخرى

واعلنت المملكة العربية السعودية السبت الماضي تجاتء نحو 91 سعودياً ونحو 66 شخصاً من دول أخرى من بورتسودان على متن سفينة حربية إلى جدة عبر البحر الأحمر.

وقالت الكويت إن جميع المواطنين الراغبين في العودة إلى ديارهم وصلوا إلى جدة.

واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمهاجمة ونهب قافلة للسفارة القطرية كانت متوجهة إلى بورتسودان. ولم يصدر تعليق سواء من قوات الدعم السريع أو قطر، بحسب “رويترز”.

كما قال الأردن إنه بدأ في إجلاء نحو 300 من مواطنيه من بورتسودان، السبت.

بينما قالت كوريا الجنوبية، الجمعة، إنها سترسل طائرة عسكرية لإجلاء 25 من مواطنيها في السودان.

وسمحت السويد للحكومة بنشر قوات للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة وأسرهم.

في غضون ذلك، قال مصدر في جيبوتي إن طائرات من إيطاليا وبريطانيا وكندا تنتظر الضوء الأخضر لتتوجه إلى الخرطوم. وتجري العديد من جهود الإجلاء في جيبوتي.

اذ و أفادت مصادر نقلا عن مصادر في السودان بقيام الولايات المتحدة بإجلاء رعاياها من مقر السفارة الأميركية بضاحية سوبا جنوب الخرطوم بطائرات هبطت في مبنى السفارة بالخرطوم.

وأعلنت قوات الدعم السريع أنها نسقت مع بعثة القوات الأميركية المكونة من 6 طائرات، فجر الأحد، بغرض إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين وأسرهم من السودان الذي يشهد صراعا داميا منذ أيام.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان، إن العملية تتم بعد ترتيبات سبقت الإجلاء، مؤكدة “تعاونها الكامل مع البعثات الدبلوماسية كافة، ووقوفها إلى جانبهم، وتقديم سبل الحماية اللازمة لضمان عودتهم إلى بلدانهم آمنين”.

وكشفت مصادر صحافية أميركية أن ما يقرب من 70 أميركيا أجلوا من الخرطوم، فجر الأحد.

وقالت مصادر أميركية مطلعة لشبكة CBS news الأميركية، إنه سيتم إجلاء موظفي الحكومة الأميركية في السودان. وأضافت المصادر أنه كان هناك تخطيط طوال الأسبوع لإجلاء ما يقرب من 70 مواطنا أميركيا يعملون لحساب الحكومة الأميركية في السودان.

وقال الجيش السوداني يوم السبت، إنه يتوقع أن تبدأ دول من بينها الولايات المتحدة في الإجلاء “في الساعات المقبلة”.

وقالت مصادر مطلعة على التخطيط الأميركي لشبكة “سي بي إس نيوز” إن إجلاء الأميركيين من الخرطوم سيشمل ما يقرب من 70 فردًا أميركيًا، لكن لن يشمل الإخلاء مئات المواطنين الأميركيين في السودان.

وتقر وزارة الخارجية بأن بعض السجلات تظهر أن هناك 16 ألف مواطن أميركي في السودان، لكن المسؤولين يعتبرون هذه الأرقام مبالغا فيها.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، يوم الجمعة، الماضية عن إن العمليات لا تزال جارية في ذلك الوقت لجلب موظفي الحكومة الأميركية إلى الأمان النسبي بالسفارة، وإن المدنيين الأميركيين سيكونون مسؤولين عن سلامتهم وخروجهم من البلاد.

وأقر كيربي أن تحركات الأفراد كانت جزءًا من التحضير للإخلاء، مضيفا “نريد أن نكون مستعدين لهذا الاحتمال” لكنه حذر من أنه “وضع خطير للغاية في الخرطوم مع استمرار القتال”.

وأطلقت النيران يوم الاثنين على قافلة دبلوماسية أميركية ترفع العلم الأميركي بينما كانت تحاول قوات الأمن إعادة الأميركيين إلى السفارة.

ووصف الوزير بلينكن ذلك بأنه عمل “طائش” و”غير مسؤول”، وقال إن القوات المتحالفة مع قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، من المحتمل أن تكون قد أطلقت الرصاص.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنه على الرغم من الدعوة لوقف إطلاق النار فقد استمر إطلاق النار حيث توفي مواطن أميركي في السودان يوم الخميس.

هذا واعتبارًا من بعد ظهر يوم السبت، لم يتم الإعلان عن أي قرارات بشأن ما إذا كانت وزارة الخارجية ستغلق سفارة الولايات المتحدة أو ما سيحدث مع العشرات من الموظفين المحليين غير الأميركيين العاملين هناك.

وعلى مدار الأسبوع، عملت إدارة بايدن على جمع الأفراد الأميركيين في الخرطوم ونقلهم إلى المجمع الدبلوماسي بالعاصمة. واعترفت مصادر أميركية بنقل قوات خاصة إلى جيبوتي استعدادا لعملية إخلاء محتملة.

وماذا عن عمر حسن البشير ؟

تكررت الهجمات ثانية على سجن كوبر الشهير بعاصمة السودانية الخرطوم، الذي يضم أبرز القادة السابقين في نظام عمر البشير، ومن ضمنهم الرئيس المعزول نفسه.

ماذا عن المساجين السياسيين؟

اشارت مصادر في وقت سابفق إلى إطلاق سراح العديد من السجناء، جراء نقص المياه. إلا أنها شددت على أن السجناء السياسيين في كوبر ما زالوا قيد الاحتجاز.

أتى ذلك، بعدما تعرضت عدة سجون بالخرطوم إلى هجمات سابقة وفرار معتقلين، خلال الاشتباكات الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش منذ الأسبوع الماضي.

فقد أفيد ليل السبت الأحد بفرار عدد من نزلاء سجن سوبا جنوب العاصمة، بعد إطلاق سراحهم من قبل قوات الدعم السريع، وفق ما أكد عدد منهم في مقاطع مصورة انتشرت بين السودانيين على مواقع التواصل.

كما تعرض سجن الهدى بخرطوم بري، قبل يومين أيضاً لهجمات، وفرار مساجين.

ومن الجدير بالذكر ايضا أن سجن كوبر حيث يقبع البشير وعدد من قيادات نظامه السابق، كان تعرض قبل أيام لقصف مدفعي ما أدى إلى مقتل 5 سجناء في حينه، وسط تخوف من سيناريوهات استهداف هذا السجن الشديد الحراسة، وإطلاق سراح “الإسلاميين من عهد البشير”.

ويقع هذا السجن الممتد على مساحة خمسة آلاف متر مربع تقريباً، في مدينة الخرطوم بحري، ويضم 14 قسماً، من بينها قسم مخصص للمدانين بأحكام إعدام، وثانٍ لأصحاب السوابق، وثالث لذوي الأحكام الطويلة والقصيرة، ورابع للمعتقلين السياسيين.

 

الرئيس السوداني السابق عمر البشير ( أرشيفية- رويترز.)
الرئيس السوداني السابق عمر البشير ( أرشيفية- رويترز.)

سلب ونهب واسعة في الخرطوم.. واختفاء الشرطة يثير الحيرة

في بضعة أيام تحولت العاصمة السودانية الخرطوم لـ”مدينة مستباحة”، إذ تفشت عمليات السلب والنهب بصورة مخزية أثارت استياء وغضب المواطنين، بعد تفجر الاقتتال الدامي بين الجيش والدعم السريع السبت الماضي.

سلب ونهب واسعة في الخرطوم.. واختفاء الشرطة يثير الحيرة
سلب ونهب واسعة في الخرطوم.. واختفاء الشرطة يثير الحيرة

ومازاد من حدة الغضب أن تلك الموبقات المنكرة جرت جهارا نهارا، ما جعل الجميع في حيرة وذهول وهم يسألون أين الشرطة؟ وأين اختفى عشرات الآلاف من منسوبيها كأنهم “فص ملح وذاب”.

إزاء موقف الشرطة التي” تركت الحبل على الغارب” لم يجد المواطنون بدا إلا صد هجمات اللصوص الشرسة بالسلاح مثلما حدث في مناطق شتى كالسوق المحلي بالخرطوم.

لصوص مدنيون وعسكريون

اذ وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار، كماً هائلاً من مقاطع فيديو طيلة الأيام الماضية، توثق عمليات سرقة ونهب، وسط الدمار والخراب، ودونما خوف من أحد أو اكتراث للقصف المدفعي والصاروخي وأزيز الطائرات الحربية المخيف.

وطالت عمليات النهب الأسواق والمستودعات والمخازن والمتاجر والمنازل ولم تستثنِ حتى مقار المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية بالعاصمة الخرطوم، إلا أن تلك السرقات استهدفت بشكل أساسي المتاجر والمنازل الموصدة التي غاب عنها أصحابها.

لصوص مدنيون وعسكريون السودان
لصوص مدنيون وعسكريون السودان

المقاطع التي سرت كالنار في الهشيم بمواقع التواصل بالسودان، وثقت كيفية فك أقفال المحال التجارية عنوة، عبر لصوص عاديين باللباس المدني، أو لصوص آخرين ظهروا بالملابس الرسمية، ليستغلوا “حالة الفوضى” وغياب الشرطة وبقية الأجهزة الرسمية لتنفيذ جرائمهم المقيتة.

كذلك وثقت مقاطع أخرى عمليات

نهب واسع النطاق استهدف مستودعات شركات تجارية كبرى في المنطقة الصناعية بالخرطوم بحري، وأظهرت تلك المقاطع كيفية نقل اللصوص المنهوبات الضخمة عبر الشاحنات والعربات الصغيرة بوضح النهار وعلى رؤوس الأشهاد.

اين دور الشرطة ؟

تعليقاً على هذا الأمر قال المقدم عمر عثمان في مداخلة خاصة لمنصات التواصل الاجتماعي  إن ما يجري من عمليات سلب ونهب نتاج طبيعي لحالة الحرب التي نعيشها والتي تغيب فيها قوة القانون، لذلك لا سبيل للشرطة للقيام بواجباتها المعتادة في مثل تلك الظروف الاستثنائية.

اين دور الشرطة ؟ 
اين دور الشرطة ؟

ورفض عمر بشدة اتهام الشرطة بأنها اكتفت بلعب دور المتفرج إزاء تلك التداعيات الأمنية الخطيرة، والدليل وقوع أكثر من ثلاثين قتيلا في صفوفها.

وأضاف المقدم الذي خدم لسنوات طويلة بالمباحث المركزية في العاصمة السودانية الخطوم بأن الشرطة في الأساس شرطة مدنية لا تستطيع العمل بكل طاقتها في ظل معارك حربية، لذلك كان يجب المطالبة بالسماح للشرطة المدنية بحرية الحركة وعدم استهدافها حتى تستطيع تقديم يد العون للمواطنين.

 ارتفاع عدد المصابين لـ 1929 و 30 مستشفى خارج الخدمة

قالت وزارة الصحة السودانية في تصريحات خاصة ، إن 30 مستشفى أصبحت خارج الخدمة بسبب الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما تجاوز إجمالي عدد المصابين جراء تلك الاشتباكات 1929.

وأشارت الصحة السودانية في تصريحاتها إلى قيام عناصر من قوات الدعم السريع بمهاجمة 3 مستشفيات في الخرطوم.

فيما قالت قوات الدعم السريع في السودان، اليوم السبت، إنها تصدت لهجوم شنه الجيش على مواقع تابعة لها بشرق النيل في الخرطوم.

وأضافت في بيان نشرته على حسابها بتويتر أن “قوات الدعم السريع طاردت قوات الجيش حتى أوصلتها إلى معسكرها وسيطرت عليه بالكامل”.

كما أعلنت قوات الدعم السريع أنها تصدت لهجوم ثانٍ من قوات الجيش في مدينة بحري “وكبدتها عشرات القتلى”، ودمرت 10 مركبات، وسيطرت على 60 مركبة عسكرية بكامل عتادها. وأضافت أنها سيطرت على كامل مقر التصنيع الحربي.

تطورات ميدانية

يأتي ذلك رغم إعلان الطرفين، أمس الجمعة، الموافقة على هدنة خلال أيام عيد الفطر، بعد أسبوع من الاشتباكات الدامية التي خلفت مئات الضحايا.

وفي وقت سابق من اليوم السبت، أعلن الجيش السوداني إخماد تمرد قوات الدعم السريع، مؤكداً التعامل معها بالحسم اللازم، ومشيراً إلى أن قوات الدعم السريع تواصل القصف المدفعي وأعمال العنف.

كما أعلن الجيش السوداني أن الحياة بدأت تعود تدريجياً إلى العاصمة وبقية المدن، مشيراً إلى أن هناك محاولات يائسة من الدعم السريع لدفع المزيد من قواتها إلى الخرطوم.

أخمدنا التمرد

وقال الجيش في بيان نشره على حساب القيادة العامة للقوات المسلحة على منصة  “تويتر” الامريكية : “لقد أخمدنا التمرد وخلصنا السودان من أكبر مشروع انتهازي في تاريخ البلاد”، مشيراً إلى أن “محاولات يائسة للمتمردين بدفع المزيد من القوات المندحرة إلى الخرطوم مستمرة وتتعامل معها القوات المسلحة بالحسم اللازم. ومازال المتمردون يستهدفون بعض المواقع بالقصف المدفعي وأعمال القنص”.

وأضاف: “بدأت مظاهر فقدان القيادة والسيطرة على المتمردين منذ بداية اليوم الثاني للتمرد. يصعب تحديد مدى زمني معين لنهاية العملية، ونسعى جاهدين للقضاء على التمرد في أسرع وقت للقضاء على معاناة شعبنا. القوات المسلحة برهنت على قابليتها الكبيرة للتعامل مع أي متغيرات تستهدف البلاد”.

المدنيون يدفعون الثمن الأكبر.. 264 قتيلاً في السودان

المدنيون يدفعون الثمن الأكبر.. 264 قتيلاً في السودان
المدنيون يدفعون الثمن الأكبر.. 264 قتيلاً في السودان

على الرغم من هدنة عيد الفطر التي أعلن عنها قبل يومين، تستمر الاشتباكات المتقطعة وإن بوتيرة أقل بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، لاسيما في محيط القيادة العامة للجيش بالخرطوم.

فيما أعلنت نقابة أطباء السودان، اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات السريع إلى 264 قتيلا من المدنيين، وإصابة 1543. وقالت اللجنة في بيان نشرته على صفحتها بفيسبوك، إن هناك الكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر، ولم تتمكن من الوصول للمستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.

كما أكدت أن الاشتباكات الدامية مستمرة لليوم التاسع على التوالي، رغم إعلان طرفي الصراع هدنة خلال أيام عيد الفطر.

زيادة عمليات النزوح

في حين أشار تقرير للأمم المتحدة إلى مقتل 413 شخصا وإصابة 3500 آخرين حتى 21 أبريل. وأوضح أن 132 شخصاً سقطوا في الخرطوم، و95 في شمال كردفان، و61 بشمال دارفور.

إلى ذلك، لفت إلى زيادة عمليات النزوح من جميع مناطق الخرطوم ومدينة الأُبيض بشمال كردفان. وأكد أن نحو 20 ألف سوداني لجأوا إلى تشاد، حيث يعانون من ظروف إنسانية صعبة.

نازحون من الخرطوم (رويترز)
نازحون من الخرطوم (رويترز)

وتعاني البلاد منذ انطلاق الاشتباكات في 15 أبريل بين القوتين العسكريتين الكبيرتين من شح في المواد الغذائية، وتوقف العديد من المرافق الصحية والطبية، وسط انقطاع للكهرباء وخدمة الإنترنت أحياناً.

وقد أفادت منظمة “نت بلوكس” لرصد الشبكة العنكبوتية العالمية، اليوم الأحد، بانقطاع “شبه كامل” لخدمة الإنترنت، مع دخول المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثاني. كما أوضحت أن “بيانات الشبكة في الوقت الحالي تُظهر انهيارا شبه كامل للاتصال بالإنترنت، حيث تبلغ نسبة الاتصال الوطني حاليا 2 في المئة مقارنة بالمستويات العادية”.

فيما يتخوف العديد من المراقبين أن يستمر القتال لفترة أطول، مع احتمال انزلاقه إلى حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس، لا سيما مع تمسك الطرفين بعدم التنازل والقتال حتى النصر.

المتمردون خرقوا الهدنة

نشر الجيش السوداني بيانا، أعلن من خلاله أن “قوات الدعم السريع خرقت الهدنة”.
وقال الجيش إن “أعمال القناصة مستمرة من أعلى البنايات المطلة على محيط القيادة العامة ومناطق متفرقة جنوب الخرطوم، والخرطوم بحري”.

وأضاف أن “قوات الدعم السريع نفذت قصفا عشوائيا بالهاون، أدى إلى سقوط قذائف على مناطق سكنية مجاورة مما أحدث إصابات بين بعض المواطنين”.

وأشار إلى أن “المتمردين نفذوا هجوما على مدينة جياد الصناعية ونهبوا بعض المعدات قبل تصدي الجيش وطرده لهم”.

وأوضح الجيش أيضا أن قصفا مدفعيا استهدف مواقع بمحيط القيادة العامة و”تم ترويع المواطنين مع استمرار إقامة الحواجز على الطرق وتفتيش المارة وتوقيف بعضهم”.

وأفاد “باستمرار أعمال نهب ممتلكات المواطنين وكسر واقتحام بعض المحال التجارية بالسوق العربي وتدمير مقر المؤسسة التعاونية الوطنية، بالإضافة إلى اقتحام وسرقة أسواق المؤسسة التعاونية الوطنية ب‍الخرطوم بحري”.

كما أشار إلى أن “قوات الدعم السريع استمرت في احتلال بعض مراكز الشرطة ومنعها من القيام بواجباتها اليومية في حفظ الأمن وحماية المرافق والمنشآت وتأمين السلامة والطمأنينة العامة للمواطنين بجميع أنحاء البلاد”.

وشدد الجيش على أنه سيستمر في “التصدي لهذه الانتهاكات والتعامل معها بالأسلوب المناسب حسب الموقف”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد