تخطى إلى المحتوى

من هو “أحمد سعدات” الأمين العام للجبهة الشعبية بفلسطين ؟

أحمد سعدات

منذ بداية الحرب على غزة، بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول، عادت إلى الواجهة العديد من الشخصيات الفلسطينية التي يحتجزها الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرات السنين،

والذي يرفض أيضاً إطلاق سراحها في عمليات تبادل الأسرى.

من بين هؤلاء الشخصيات نجد أحمد سعدات، وهو سياسي فلسطيني تقلّد منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنة 2001، فيما قام الاحتلال الإسرائيلي بإلقاء القبض عليه سنة 2006 مع مجموعة من أصدقائه، فيما حُكم عليه بالسجن 30 عاماً في المحاكم الإسرائيلية سنة 2008.

ومن ضمن الشخصيات التي رفض الكيان الصهيوني إطلاق سراحها هو أبراهيم ابو مخ

من بين تلك الأسماء يبرز الأسير إبراهيم أبو مخ بصفته عضواً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثالث أقدم أسيرٍ في العالم حالياً، كما أنه يعدّ واحداً من 26 أسيراً بقوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي رغم توقيع اتفاقية أوسلو التي نصت بنودها على الإفراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين. فمن هو إبراهيم أبو مخ ؟ ولماذا ترفض إسرائيل إطلاق سراحه؟

النجار الذي عاش طفولة صعبة

ولد إبراهيم أبو مخ في مدينة باقة الغربية، والتي صارت إحدى المدن التابعة اليوم إلى حيفا، بعدما كانت تابعة لطولكرم قبل عام 1948، وذلك في 26 فبراير/شباط عام 1961.

عاش إبراهيم، رفقة شقيقته التي تكبره بعامٍ واحدٍ، طفولة صعبة، إذ واجه الشقيقان ألم اليتم مبكراً، فقد فارق والدهما الحياة وهما في سن الطفولة، حين كان إبراهيم في الرابعة من عمره وأخته في الخامسة.

الأسير إبراهيم أبو مخ

وبسبب ذلك، قضى إبراهيم فترة طفولته ومراهقته في ملجأ بعكا، بينما أرسلت أخته إلى مركز خاص لرعاية الأيتام في بيت لحم، فلم يلتقِ إبراهيم بأخته إلا بعد 16 عاماً، وذلك قبل عامين من زواجها.

حارب إبراهيم صعوبة وتحدي الحياة لوحده، فعمل في النجارة من أجل استكمال دراسته والالتحاق بالجامعة، قبل أن يستقر في عمل النجارة بامتلاك ورشة نجارة خاصة.

حُكم عليه بالمؤبد بتهمة خطف وقتل جندي إسرائيلي

في دراسته بالجامعة، عُرف عن إبراهيم حب المطالعة وملازمة الكتاب، فانفتح على الشأن العام، وتكوّن لديه توجه يساري قاده إلى الانضمام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فكان أحد أفراد مجموعة شاركت في تنفيذ عدد من العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.

إبراهيم أبو مخ
إبراهيم أبو مخ

فمع مطلع عام 1985، خُطف الجندي الإسرائيلي موشيه تمام، ثم قتل في عملية بمدينة نتانيا بقيت غامضة لا يُعرف منفذها، حتى استطاعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الوصول إلى طرف خيط يقودها إلى الفاعل، وتبين لها أن إبراهيم أبو مخ على رأس المدبرين والمنفذين لتلك العملية.

في 23 مارس/آذار 1986، قامت قوات الاحتلال باعتقال إبراهيم أبو مخ مع ابن عمه رشدي أبو مخ، وتعرض إبراهيم في أثناء التحقيق لأنواع من التعذيب بهدف إجباره على الاعتراف بالتهم المنسوبة إليه، ثم قضت المحكمة العسكرية في مدينة اللد بالسجن المؤبد المحدد بـ40 سنة.

بسبب السجن، قام أبو مخ بفسخ خطوبته، وقال إنه لا يستطيع أن يظلم فتاة مع ظروف حبسه، ثم توجه إلى الدراسة، فالتحق بالجامعة المفتوحة قسم العلوم السياسية وعلم الاجتماع، كما نشط في خدمة رفاقه الأسرى من خلال عمله لسنوات بالمغسلة ومرافق عمل أخرى، وأبدى استعداده لتعليم الأسرى اللغة الإنجليزية والعبرية اللتين يتقنهما، وتنقل إبراهيم بين كل من سجن الجلمة والرملة وبئر السبع وعسقلان والجلبوع ومجدو.

ثالث أقدم أسير في العالم والذي يرفض الاحتلال إطلاق سراحه
بقي إبراهيم أبو مخ منذ ذلك الوقت في السجن، حتى صار ثالث أقدم أسير في العالم، بعد كلٍ من مواطنيه نائل البرغوثي وماهر عبد الكريم يونس، وذلك بعد مكوثه لأكثر من 37 عاماً في الأسر، فقد رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عن الأسير إبراهيم أبو مخ ومجموعة من رفاقه رغم حدوث مجموعة من صفقات التبادل والإفراجات خلال سنوات مكوثه في الأسر، والتي كان آخرها عام 2014.

حيث تنكر الاحتلال للاتفاق الذي جرى ضمن مسار المفاوضات في حينه، وأبقى على اعتقال 30 أسيراً من بينهم إبراهيم أبو مخ، وهو ما عُرف بالدفعة الرابعة من صفقة وفاء الأحرار التي أنجزت سنة 2011، وذلك وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا.

من هو أحمد سعدات؟

وُلد أحمد سعدات في 23 فبراير 1953، في مدينة البيرة، وسط أسرة نزحت من قريتها الأصلية دير طريف بعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين في عام 1948.

ترعرع أحمد سعدات في ظل الصراع بين الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين ودرس في مدارس الأونروا والهاشمية الثانوية، حيث أتقن الرياضيات في معهد المعلمين برام الله، ليتخرج بعدها في عام 1975.

انضم سعدات إلى الجبهة الشعبية في عام 1969، حيث برع في العمل الطلابي قبل أن يسطع نجمه في صفوف الجبهة. تم انتخابه عضواً في اللجنة المركزية العامة في المؤتمر الرابع للجبهة عام 1981، وكان يشغل في الوقت نفسه عضوية في لجنة فرع الضفة.

انتُخب سعدات بعدها عضواً في اللجنة المركزية العامة، في الوقت نفسه الذي كان عضواً في لجنة فرع الضفة. ومنذ العام 1994، أصبح مسؤولاً عن فرع الضفة. وفي المؤتمرين الخامس والسادس للجبهة، اللذين عُقدا سنة 1993 ثم سنة 2000 على التوالي، أُعيد انتخابه لعضوية اللجنة المركزية والمكتب السياسي.

انتُخب أحمد سعدات أميناً عاماً لجبهة التحرير الفلسطينية بعد اغتيال أبو علي مصطفى، إذ اجتمعت اللجنة المركزيَّة للجبهة الشعبيَّة في أكتوبر/تشرين الأول سنة 2001. ويعتبر سعدات ثالث أمين عام للجبهة، خلفاً لمؤسسه جورج حبش، والقائد المغتال أبو علي مصطفى.

سعدات والاعتقالات المتكررة

تم اعتقال سعدات مراراً وتكراراً من قبل قوات الاحتلال بسبب نشاطه في المقاومة. كان اعتقاله الأول سنة 1969، حيث قضى 3 أشهر في السجن. ثم أُعيد اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي سنة 1970، إذ قضى في السجن 28 شهراً.

أُعيد اعتقاله سنة 1973، إذ قضى 10 أشهر في السجن. ثم اعتُقل بعدها سنة 1975 لمدة 45 يوماً. تم اعتقاله في عام 1976 لمدة 4 سنوات. وفي عام 1985، تم اعتقاله لمدة سنتين ونصف. بعد الانتفاضة الأولى، تم اعتقاله إدارياً لمدة 9 أشهر في عام 1989.

بدأت مطاردة سعدات من قِبل قوات الاحتلال في عام 1989 بعد خروجه من السجن، واستمرت حتى عام 1992، حيث تم اعتقاله إدارياً لمدة 13 شهراً، على الرغم من منعه من الزيارات من قِبل إدارة السجون في الفترة بين عامي 1989 و1992.

وبعد خروجه من السجن، استأنف الاحتلال الإسرائيلي مطاردته، مما دفعه لمغادرة مدينة رام الله، التي كانت لا تزال تحت سيطرة إسرائيل، والانتقال إلى العيش في مدينة أريحا، وهي إحدى أوائل المدن الفلسطينية التي تم تسليمها للسلطة في ذلك الوقت.
<strong>سعدات والاعتقالات المتكررة </strong>/ التواصل الاجتماعي

الاعتقال الأخير ومعاناة في السجن

بعد توليه السلطة في مدينة رام الله، عاد القائد أحمد سعدات إليها وسط مطاردة مكثفة من قوات الاحتلال. وكان ذلك في ظل استمرار حملة الاعتقالات التي تعرّض لها، حيث تم اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية في 14 مارس/أيار 2006، بعد انسحاب المراقبين الأمريكيين والبريطانيين من سجن أريحا.

وقد شهدت تلك الفترة اقتحاماً عسكرياً إسرائيلياً لمدينة أريحا، حيث حاصرت السجن وأطلقت صواريخ في المنطقة المحيطة، مما أدى إلى هدم أجزاء من السجن. تم اتهام سعدات ورفاقه بتنفيذ اغتيالات، بما في ذلك اغتيال زئيفي والعميد فؤاد الشوبكي.

وفي 25 ديسمبر/كانون الأول سنة 2008، صدر حكم بالسجن لمدة 30 عاماً على سعدات من قبل محكمة الاحتلال. خلال فترة اعتقاله، عانى سعدات من العزل الانفرادي لمدة تجاوزت عامين، فيما خاض عدة إضرابات عن الطعام احتجاجاً على هذا العزل وظروف اعتقاله.

وفي عام 2011، تعرض لمحاولة قتل داخل زنزانته عن طريق وضع أفعى، ورغم فشل المحاولة، فإنه استمر في تحمل ظروفه الصعبة. أحمد سعدات لم يكتفِ بالإضرابات الفردية عن الطعام، بل شارك في إضراب جماعي في عام 2011 مع القائد الحمساوي جمال أبو الهيجا، وخاض إضراباً آخر في عام 2012 استمر لمدة 28 يوماً.

كما شارك في إضراب تضامني مع أسرى حركة “فتح” في عام 2017. تلك الفترات شهدت نضاله الثابت وتحمل الصعاب، وفي أغسطس/آب 2016، بدأ إضراباً آخر دعماً للأسير بلال الكايد الذي أضرب احتجاجاً على اعتقاله الإداري.

رغم اعتقاله من قبل الاحتلال الإسرائيلي أُعيد انتخاب سعدات سنة 2013 بالإجماع أميناً عاما للجبهة، بالإضافة إلى عضة في المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

تقرير خاص : حماس خدّرت رهائن كي يبدوا “سعداء”

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد