تخطى إلى المحتوى

مقالان عن العراق في الصحف العربية يوم الجمعة

مقالان عن العراق في الصحف العربية يوم الجمعة

1 الصراع الامريكي الايراني في العراق تحديدا والمنطقه جمعاً: عداء واقع أم بوابة تقاسم مصالح؟ د. احمد الاسدي
راي اليوم البريطانية

لعـل أبـرز المآحـذ التي يحملهـا البعض على طهـران تـدور حـول الدور الذي لعبتـه فـي العـراق تحديدا والمنطقـة عمومـا بعـد الغزو والاحتلال الامريكي للعـراق 2003 , والـى الحـد الذي يرى الكثيرون ممن يناصبون العداء الى ايران , إنه لولا هذا الدور لما استطاعت امريكا من تنفيذ مشروعها الاحتلالي للعراق وما تمكنت من تثبيت اقدام هذا المشروع في المنطقـة , وحيث أن الدور الايراني ليس خافيـا على احـد , وهـو أمـر واقـع , لا يمكن لطهـران ولا لحلفاءها في الداخل العراقي التنصل منـه , او القفز على حقيقته , مهما حاولوا تسويق المبررات والحجج التي تقف عارية امام المعطيات التي تعج بهـا الساحـة العراقية الرسمية منهـا والشعبية , و تـؤكد وبدون اي شك ,ان الدور الايراني وتداخلات طهران وصلت الى حد الاشباع في الشأن العراقي .
لكـن السـؤال الذي يتحاشى ويتهـرب هذا البعض مقاربته و الجواب عليه هـو:
هـل كان لطهـران أن تأخذ وتلعب هذا الدور الخطير في العراق والمرفوض من أصله بالنسبة لكاتب السطور , لولا جـريمة الغزو والاحتلال الامريكي واسقاط النظام الوطني العراقي الشرعي 2003 , هذة الجريمة التي مولتهـا ودعمتها ماليا وسياسيا وعسكريا ولوجستيا واعلاميا وبشريا ليس طهران الفارسية بل عواصم عربية بعينهـا , تقف رياض مملكة ال سعود وامارات ومشايخ الخليج في مقدمتهـا ؟
من المفيد التذكيـر هنـا إن ايران خاضت حربا ضروسا لثمان سنوات مع العـراق , لكنهـا فشلت في تحقيق أي من اهدافهـا والمشروع الذي بشـر به ( الخميني ) بعد الثورة الايرانية التي اسقطت نظام شاه الشاه وأسسست للنظام الرسمي الجمهوري الحـالي , ولـم تنجح ايران حتى فـي اختراق المنظومة المجتمعية العراقيـة وتحديدا الشيعيـه منهـا التي راهنت عليهـا , وبقـي العراق طوال سنوات الحرب الثمان بعيدا عن الصراعات الطائفية والنزعات المذهبية , واستطاع في نهاية المطاف ايقـاف المشروع الايراني واجهاضـه , وهـذا ما يؤكـد ما ذهبنا اليه مرارا وتكرارا , إن نجاح الدور الايراني بعد 2003 في العراق ماكان ليكـن لما هو عليه اليوم لولا الغـزو الامريكي وما افرزتـه مرحلة الاحتلال من معطيات وتداعيـات خلقت مناخا لتدخلات خارجية في الشأن العراقي وتركت فـراغا مخيفـا في الجغرافية السياسية والامنية والعسكرية العراقية .
أن تمـلأ ايـران الفـراغ الذي تركـه الغـزو والاحتلال فـي الجغرافية السياسية والاقتصـادية والمجتمعيـة العراقية بعد حـل الجيش العراقي والمنظومات العسكرية والاجهـزه الامنية والمخابراتيـة واسقاط البنى التحتيه للدولة وترك الوزارات ومؤسساستها مباحـه للنهب والسلب والتخريب والحرق وسرقـة ارشيفهـا الاداري او اتلافـه من قبل جهـات مرتبطه بصورة مباشرة أو بأخرى بقوات الاحتلال والعملاء الذين جاء بهم معــه , امرا اكثر من طبيعي ومتوقع , حيث المعطيات اعلاه قد أسالت لعاب و فتحت شهيـة دول الجوار واجهزتها المخابراتية للتدخل في كل شؤون الحياة في الشارع العراقي وليس الايرانيين فقط , ولكـن بكل تأكيد كـان للايـرانيين اليد الطولـى في هذة التدخـلات لأسباب بعضهـا مرتبط بعداء تاريخي , وآخر مرتبط بأولويات الحفاظ على سلامة الأمن القومي الايراني امام التهديدات الامريكية المحتمله بعد وصول الامريكان على مقربة من الجغرافية الايرانية المباشرة.
الصـراع الفارسي العربي الجمعي والعداء مع العراق التحديدي , ليس وليـد مـرحلـة احتلال العراق ولا مرحلة حرب الثمان سنوات بين العراق وايران , بـل صـراع وعــداء تاريخـي يمتد في عمق التاريخ , ولكن الذي يختلف به هذا الصراع عن الصراع العربي الاسرائيلي , إنه ليس صـراعـا وجـوديـا ولا الغـائيـا , حيث طوال صيرورة تاريخ هذا العداء , لـم تلغـي بلاد فارس العرب ولم تجتث العراق عن الوجود , والأمر كذلك بالنسبة للعرب اتجاه الفرس , وبقي هذا الصراع متناغما مع الظروف المناخية السياسية المحيطه , فتارة يرتفع خط منحناه العدائي حد الصدام العسكري وتارة اخرى ينخفض حد الاحتواء والتعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي والامني بما يخدم مصالح الطرفين , لكـن دخـول الولايات المتحده الامريكية وربيبتهـا اسـرائيـل على خط هـذا الصـراع قــد خلط الاوراق وذهـب بالجميـع الـى حـافـة الهـاويـة , وعرى ادعياء الاسلام والعروبة من العرب اولا , بعد أن أسس الى تحـالفـات جديده كـانت أشبـه بالمستحيل ظهـورهـا الى العلـن حتـى وقـت قـريب بالرغـم مـن كونهـا كانت موجـوده في الدهـاليز المظلمة , وتجـري تنسيقاتهـا من تحت الطاولـة بين دول عربية بعينهـا والكيان الاسرائيلي.
صـراع المشـاريـع الذي هيمـن على السـاحـة العراقيـة والذي تصدر مشهده صراع المشروعين الامريكـي و الايـرانـي لا يعكس العداء بين طهـران وواشنطـن , بقـدر مـا إن فيه دلالات واضحه على استراتيجيـات مرسومة لتقـاسم مصـالح وتحـديد اولـويات نفـوذ , بسبب غيـاب مشـروع عـراقي وطنـي , وانغمـاس العراقيين فـي صـراعات طائفيـة ومذهبيـة ,حيث جميـع الاحزاب والمسميات السياسيـة , سـواء منهـا التي جاءت مـع المحتـل إو التي تم تفريخهـا وتدجينهـا في الداخـل , لا تحمـل رؤيـا ولا هـوية وطنيـة , وولاءهـا الاول والاخيـر الى جهـات خـارجيـة لهـا اجندتهـا الخاصـة , هذا ما جعـل معركـة وصراع المشاريـع الخارجية على الساحه العراقية واقعـا سائـدا لا يمكـن الخروج من دوامتـه , إلا بـولادة مشـروع وطني عراقي جمعـي , ولكـن هذة الولادة تبقـى مستحيلـه على الأقـل في المنظـور القـريب , لعجـز الماكنه المجتمعية العراقية في تجـاوز الماضي, وعدم قدرتها على تشخيص اخطاءها , هذا من جانب , ومن جانب آخـر وهو المهـم والأهـم , هيمنـة القرار المرجعي الديني على الوعـي الجمعي في الشارع , وتبعية الطغم الحاكمة ورموزهـا الى هذة المرجعيات وتنفيذهم لقراراتهـا , خدمة لمصالحهم الشخصية اولا ,ولمذهبيتهم المريضه ثانيـا , وحفاظا على مناصبهم ثالثا ,ولعدم امتلاكهم الاراده والانتماء الوطني ولا حتى الثابت الاخلاقي رابعا واخيرا.
الرهـان علـى صدام عسكري امريكي ايراني , او غزو امريكي الى ايران بغاية اسقاط نظامها السياسي او حتى احتواءه , على غرار الغزو والاحتلال للعراق 2003 , رهـان الموترين الذين لا يتوانون على تسذيج عقولهم ( هذا اذا كانوا يمتلكون منهـا شيء ) ,ويتراقصون على وقع اوهام خيالهم الواسع , ويعتاشون على نشوة معلومة مغلوطة هنا وخبرا ملغوما هناك لعل وعسى يحقق لهم شيء من هذا وذاك , حيث تغيرت موازيـن القوى العالميـة واستجدت اولويات في الصراعات الدوليـة تضـع مصالح الدول ومنافعهـا اولا وآخـرا , ومـا كان سـائدا بالأمس حتى القريب من عقليـة حروب الغزو والاحتلال , ماعـاد يتماشى مـع هذة التغيرات والاولويـات , بعـد أن اصبح في متناول يد القوى الدوليـة الكثير من الاوراق التي يمكن اللجوء اليهـا لإحتواء الخصوم بقصـد الضغط من اجل الاتفاق على تقاسم المصالح وتحديد مناطق النفـوذ , وليس من اجل خوض الحروب والمواجهات العسكرية المباشره , وعـليـه فـلا امريكـا ولا اسرائيل ولا العرب السائرين في ركب سياساتهـا والمرتهنيين لأوامرهـا ,ولا حتى ايران وحلفـاءها الاقليميين من قوى مقاومة او انظمة رسمية في نيـة المواجهـه العسكريـة وخـوض الحروب الشاملـة على الأقــل فـي المنظـور القـريب.
واخيرا يبقــى هذا الاستقـراء ضمـن حـدود المعطيـات التي تهيمن على الساحتين الاقليمية والدوليـة , ولكـن بكـل تأكيد عنصـر المفـاجئـة يبقـى حـاضرا , خصوصا إذا اخذنـا بعين الاعتبـار القرارات المتخبطـة والمتذبذبـه التي تهيمـن على تصرفات وعقليـة الرئيس الأمريكـي تـرامب وارتهـانـه في قراراتـه باليمين المتصهين الامريكي الاسـرائيلي واعتبارات الدفاع عن النفس والرد والرد المقابل المشروعة احقيتهـا للجميـع والتي لا يمكن التغافل عنهـا في ظروف خاصه وقاهـرة .. والله اعلـم.
2 الحرب السرية التي تقودها إسرائيل على العراق صلاح التكمه جي راي اليوم البريطانية

ادركت إسرائيل في وقت مبكر ان قوتها العسكرية لم تعد كافية لمواجهة اعدائها وعلى رأسهم العراق فعمدت الى شن حرب ناعمة جديدة ليست تقليدية تتمثل بالاتي :
– الاعتماد على الحرب الالكترونية و لدى إسرائيل جيش الكتروني كبير يوجه تركيزه على العراق.
-انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الفيديوهات والصفحات الإسرائيلية الناطقة بلهجة (العراقية)
– يبث هذه الفيديوهات في الغالب يهود عراقيون كانوا يعيشون في العراق قبل عدة عقود …وهم في حالة شوق إلى السمك المزكوف وشارع أبو نواس وغيرها من الاكلات الشعبية القريبة من قلوب الشعب العراقي ألا أن قصة السمك المزكوف هي البداية لا أكثر .
– السمك والاغاني التراثية وغيرها كانت مجرد بوابة لدخول اليهود إلى قلب المجتمع العراقي وهي جزء من حرب نفسية يقودها الكيان الإسرائيلية عن طريق هولاء لكسب ود الشعب العراقي المعروف بعدائه لدولة الاحتلال .
– أنشاء صفحات (إسرائيل ناطقة بلهجة العراقية , وإسرائيل باللغة العربية ) والتي أعلنت عنها وزارة الخارجية الإسرائيلية بشكل رسمي للتعريف بدولة إسرائيل.
– تسعى هذه الجيوش الالكترونية اضهار دويلة اسرائيل إنها ليست محتلة لأرض فلسطين وأنهم قوم مسالمون وإبراز وجه جميل لقلب اسود وأيادي تلطخت بدماء الفلسطينيين .
أهم أهدافها

إنهاء حالة الصراع والاستسلام للكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين والقدس الشريف .
إعادة تشكيل الوعي لدى الجماهير المعادية للكيان الإسرائيلي.
قمع الروح الثورية والقتالية ضد الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.
وخلق شرعية للكيان الإسرائيلي لدى الجمهور العراقي.
إيجاد أرضية للخطاب المباشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

هل اكل الاعلام العراقي الطعم الإسرائيلي ؟
– شنت اسرائيل حربها الالكترونية الناعمة و بدأنا نشهد مؤخراً العديد من وسائل الإعلام العراقية والصحافة تنشر فيديوهات وخطابات لمتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على صفحاتها.
– هناك اتساعاً في ظاهرة الاختراق الإسرائيلي للإعلام العراقي ولا سيما بعد بدء بعض الصفحات بالنقل عن شخصيات إسرائيلية،
-هناك كبوة كبيرة في الإعلام الذي ظلّ سدّاً منيعا أمام حركات التطبيع.
ماهي إستراتيجية العراق للدفاع عن فضائه الالكتروني من هجمات الكيان الإسرائيلي؟
أن المجهود الذي يبذله الكيان الإسرائيلي لإعادة تشكيل الوعي العراقي، والتواطؤ الكبير لبعض الدول العربية ووسائل إعلامها في هذا المجال، يدعونا الى توخي الحذر كما أن الشعب العراقي لن تنطلي عليه بسهولة هذه الألاعيب وإن كان لها بعض التأثير هنا وهناك لكن ذلك لايمنع اتخاذ جملة من الاجراءات لمواجهة هذه الحرب الناعمة من خلال اتباع الطرق التالية :
1- الاعتراف بان هناك حرب نفسية وإعلامية تشنها الجيوش الالكترونية التابعة للموساد الإسرائيلي على الفضاء الالكتروني العراقي.
2- تأسيس قيادة مركزية للدفاع عن الفضاء الالكتروني من الهجمات الإسرائيلية على المستوى الوطني.
3- توفير البنى التحتية الحيوية ووضع أنظمة الأمن الالكتروني في حالة تأهب لمواجهة هذه الصفحات .
4- أنشاء وحدات للدفاع عن المعلومات في الجامعات والمراكز والأبحاث من الفكر الإسرائيلي.
5- بناء نظام دفاعي شامل في الفضاء الالكتروني مثل النظام الذي إقامته الولايات المتحدة الأمريكية .
6- يجب التعاون في مجال الفضاء الالكتروني بين القطاع الحكومي والقطاع الأمني والقطاع الخاص لدرء الخطر الصهيوني.
7- سن قوانين خاصة تمنع الترويج لشخصيات يهودية ومنع نشر محتويات الامن القومي للعراق .
8- مساعدة الجمهور و زيادة الوعي بالحرب التي تشنها وزارة الخارجية الإسرائيلية على العراق.
9- استعمال الوسائل والأجهزة التكنولوجية الأكثر تطورا المتعلقة بالفضاء الالكتروني لمواجهة هذا الخطر.
10- بلورة وتطوير سياسة ردع عراقية .بما في ذالك قدرة الرد المباشر ضد هجمات الكيان الإسرائيلي على الفضاء الالكتروني العراقي وإلحاق ألاذا به وهذا الأمر من مهام المؤسسة الأمنية العراقية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد