من اجل عدم تكرار فاجعة الحمدانية إذ و أعلنت مديرية الدفاع المدني في محافظة أربيل، اليوم الخميس، إغلاق 7 قاعات للأفراح والمناسبات في المدينة، بعد ان تبين انها مخالفة لشروط السلامة والأمان.
وقال المتحدث الرسمي للمديرية المقدم كاروان ميراودلي إنّ “الخطوات التي اتخذتها حكومة الإقليم لمتابعة إجراءات السلامة، شملت تشكيل لجان تابعة لمديرية الدفاع المدني لغرض تفتيش ومراجعة جميع قاعات الاحتفالات والاماكن العامة، حيث تولى نائب المحافظ رئاسة هذه اللجان”.
وأشار ميراودلي، الى “تحديد آلية العمل وكيفية سير عمل اللجان لهذا الغرض، وتمت أول حملة متابعة في أربيل مؤخراً، تم خلالها رصد 7 قاعات تفتقر لشروط الأمان والسلامة من بين ثماني تم تفتيشها، حيث تم إغلاقها لمدة محددة لحين الالتزام بالضوابط ومن ثم منحها الفرصة لتشغيلها مرة أخرى بعد التأكد من إتمام الإصلاحات.
وبعد فاجعة حريق قاعة الأفراح في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى، أطلق أغلب المحافظات العراقية حملات لمتابعة قاعات المناسبات والفنادق والمطاعم وإغلاق المخالف منها لشروط السلامة والأمان.
إذ و أعلن مستشفى غازي عثمان باشا الجامعي بمدينة إسطنبول، اليوم الأربعاء، وصول 20 شخصا من مصابي حريق قاعة الأفراح بقضاء الحمدانية في محافظة نينوى.
وقالت كبيرة الأطباء في المستشفى، دريا بايرلي، إن “تركيا استقبلت ما مجموعه 20 مريضا، توفي اثنان منهم خلال الـ24 ساعة الأولى، وهناك 18 مريضا تحت العلاج”.
وأضافت أن “11 مصابا منهم يرقدون في العناية المركزة”، مشيرة الى ان “أكثر من نصف المرضى مصابون بحروق بنسبة 40 بالمئة وأكثر”.
وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قبل أمس الاثنين (2 تشرين الأول)، نقل الوجبة الثالثة من مصابين “حريق الحمدانية” للعلاج خارج العراق.
يذكر أن حريقاً هائلاً وقع في (26 أيلول 2023)، داخل قاعة مناسبات في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى، ما أسفر عن وفاة وإصابة المئات.
وفي ذات الصدد إذ و كسر عريس الحمدانية صمته، وتحدث عن الحريق الذي خلف أكثر من 100 شخص، بما في ذلك 15 فردا من أسرته، و10 أفراد من عائلة عروسه.
وأضاف أنه وعروسه كالأحياء الأموات بعد أن انتهى حفل زفافهما بمأساة حصدت ما لا يقل عن 100 ضيف في حريق ضخم.
وفقدت العروس حنين (18 عاما) عشرة من أفراد عائلتها بينهم والدتها وشقيقها، فيما فقد زوجها ريفان (27 عاما) 15 من أقاربه بعد أن اندلع حريق في حفل زفافهما بمحافظة نيوى مساء الثلاثاء الماضي.
الأحياء الأموات
وقال العريس في مقابلة خاصة : “من الداخل نحن أموات، نحن مخدرون”.
وأضاف ريفان أن عروسه “لا تستطيع التحدث” بعد الكارثة التي تركت والدها أيضًا في حالة حرجة.
وأصيب أكثر من 150 شخصا بسبب النيران والدخان الخانق أو أثناء التدافع للفرار من قاعة الاستقبال التي تحولت إلى حطام متفحم وأكوام من الأثاث الملتوي تحت سقف منهار جزئيا.
وأشار المسؤولون إلى أن الألعاب النارية الداخلية هي السبب المحتمل للحريق الذي أدى إلى تدافع مذعور عند الخروج.
وللعريس ريفان رأي آخر إذ يعتقد أن الحريق بدأ بطريقة ما في السقف وليس نتيجة شرارة انطلقت من الألعاب النارية “قد يكون تماسا كهربائيا لا أعرف، لكنه بدأ في السقف.. شعرنا بالحرارة وعندما سمعت صوت طقطقة نظرت إلى السقف”.
ويتابع: “ثم بدأ السقف، الذي كان مصنوعا بالكامل من النايلون، في الذوبان.. ولم يستغرق الأمر سوى ثوانٍ”.
ويقول ريفان إنه أثناء الرقص انقطعت الكهرباء، وعندما عادت الكهرباء “رأى نارا” في السقف، وعندها بدأ الناس “بالصراخ” و”الهرب”.
وتحدث ريفان عن اللحظات الأولى التي أعقبت اندلاع الحريق وكيف تمكن هو وعروسه، التي لم تكن تستطع المشي بسبب ثوب زفافها، من الفرار خارجا.
“أمسكتُ بزوجتي وبدأت في سحبها ومحاولة إخراجها من مدخل المطبخ. وبينما كان الناس يهربون، كانوا يدوسون عليها. وكانت ساقاها مصابتين”.
ويشير ريفان إلى أن القاعة لم تكن تحتوي سوى على مطفأة حريق واحدة “لا تعمل”.
وتعني الكارثة الكثير بالنسبة للعريسين اللذين يؤكدان أنهما لم يعودا قادرين على البقاء في مسقط رأسهما.
مطفأة حريق واحدة “لا تعمل”
وتابع ريفان: “لقد رحل أقاربنا وأصدقاؤنا وأحباؤنا”، لقد قام الزوجان الآن بدفن أعمامهم وعماتهم وأبناء عمومتهم وهم ما زالوا ينتظرون سماع حالة والد حنين”.
وقال الزوجان إنهما لن يكونا قادرين على العيش في مدينتهما بعد الآن، وإن سعادتهما “تدمرت”.
وفي وصفه لكيفية سير الأحداث، قال إن اثنتين من الألعاب النارية الصغيرة أشعلتا عندما بدأ وعروسه في الرقص، وتلاهما أربع ألعاب نارية أخرى بعد بضع دقائق.
وقال ريفان إن والده طرح أسئلة حول مخاطر تسبب مثل هذه الألعاب النارية في حدوث شرارات يمكن أن “تهبط على ثوب العروس” و”تشتعل فيها النيران”، لكن أصحاب القاعة أخبروهم أن الألعاب النارية كانت كهربائية، لذلك “يمكنك وضع يدك أو حتى البلاستيك عليها ولن يحترق”.
عن خسائر العروسين خلال الحادث يؤكد ريفان أن حنين فقدت والدتها واثنين من أعمامها وابنتي عمها، بالإضافة إلى أن والدها لا يزال في حالة حرجة.
أما هو ففقد عمته، وخسر عمه سبعة من أفراد عائلته، فيما أصيبت أخته وزوجها بحروق.وقال مارتن إدريس، (19 عاماً)، الذي كان يعمل في المطبخ عندما اندلع الحريق “اعتقدت أنه كان هناك انفجار.. كانت النيران تلتهم القاعة بأكملها”.
واضاف: “عندما عدت إلى الداخل، رأيت جثث ثلاثة أطفال متفحمة”، مضيفاً أن “مخارج الطوارئ في المكان أثبتت أنها غير مناسبة لمئات الضيوف الذين يحاولون الهروب”.وأشارت التقارير الأولية ولقطات الفيديو التي لم يتم التحقق منها عبر الإنترنت إلى أن الألعاب النارية أشعلت زخارف السقف قبل أن تبتلع النيران مواد البناء شديدة الاشتعال.نتائج التحقيق
وكشفت اللجنة المكلفة بالتحقيق بحادثة الحريق الذي اندلع في قاعة “الهيثم” للمناسبات بقضاء الحمدانية في محافظة نينوى، اليوم الاحد (1 تشرين الأوّل 2023)، نتائج تحقيقاتها بشأن الفاجعة، فيما أصدرت اللجنة توصيات عدة لإعفاء عدد من المسؤولين في محافظة نينوى.
وقال رئيس اللجنة التحقيقية بشأن حادثة الحمدانية وزير الداخلية عبد الأمير الشمري في مؤتمر صحافي عقد بمقر الوزارة لكشف نتائج التحقيق بشأن الحادثة، ان ” قاعة الهيثم للمناسبات تتسع لـ500 فقط وتحتوي على كميات سريعة الاشتعال، لافتا إلى وجود أقمشة داخل القاعة ساعدت سرعة على الحريق فضلا عن إن أرضية القاعة أيضاً سريعة الاشتعال”.
وأضاف، ان “الحريق سببه مصدر ناري لامس مواد سريعة الاشتعال وتم اخلاء 600 شخص من داخل القاعة، مبينا ان” عدد ضحايا الحريق 107 إضافة إلى 82 جريحًا وهناك مقصرية من اصحاب قاعة العرس”.