تخطى إلى المحتوى

المحيطات تثير قلق العلماء

المحيطات

يدعو العلماء باستمرار إلى تكثيف الجهود فيما يتعلق بالأبحاث الخاصة بالتغيرات المناخية، وذلك بسبب القلق الذي تثيره الزيادة الكبيرة في درجات حرارة المحيطات وأثارها المدمرة على المناخ.

ويقول الأمين التنفيذي للجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو فيدار هيلغيسين، إن “التغييرات تحدث بسرعة كبيرة لدرجة أننا أصبحنا عاجزين عن مراقبة تأثيرها”.

وأضاف هيلغيسين في حديثه لـ”فرانس برس” خلال مؤتمر “عَقد المحيطات” الذي يعقد في برشلونة، بأن “من الضروري بذل جهد أكبر بكثير فيما يتعلق بالمراقبة والبحوث في الوقت الفعلي”. معتبراً أن “معالجة ارتفاع درجة حرارة المحيطات مسألة طارئة”.

صيد الأسماك

الارتفاع الحاد في حرارة المحيط الأطلسي يهدد الصيد في ايرلندا
وسجلت درجة حرارة المحيطات التي تغطي 70 بالمئة من مساحة الكوكب وتؤدي دورا رئيسيا في تنظيم المناخ العالمي، رقما قياسيا جديدا في مارس الماضي، حيث بلغ متوسطها 21.07 درجة مئوية مقاسة على سطح المياه، باستثناء المناطق القريبة من القطبين، بحسب مرصد كوبرنيكوس الأوروبي.

ويهدد الارتفاع في درجات الحرارة والذي يتفاقم كل شهر منذ عام، الحياة البحرية.

كما تؤدي هذه الظاهرة إلى زيادة الرطوبة في الغلاف الجوي، مما يتسبب بحدوث مزيد من التقلبات المناخية كالرياح العنيفة والأمطار الغزيرة.

 تهديد الصيد في ايرلندا

 تهديد الصيد في ايرلندا
تهديد الصيد في ايرلندا

تسبب الارتفاع الكبير في درجة حرارة النصف الشمالي من المحيط الأطلسي هذا الصيف، بزيادة الضغط على قطاع صيد الأسماك في إيرلندا الذي يواجه صعوبات أصلاً، وزاد المخاوف من حدوث تغييرات في هجرة الأسماك مع احتمال توجّه بعض الأنواع شمالاً باتجاه مياه أكثر برودة.

وفي حال حدث ذلك، سيكون بمثابة ضربة قاضية للقطاع.

وفي أواخر يوليو، شهدت مياه النصف الشمالي من المحيط الأطلسي متوسط درجة حرارة لم يُسجّل في السابق، مع درجة حرارة قياسية للمياه السطحية بلغت 24,9 درجة مئوية، بحسب الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي.

ويتولى فريق “ذي اتلانتيك تشالنج”، على غرار طواقم سفن كثيرة في كيليبيغ، اصطياد سمك الغبر المتوسط والإسقمري، وهما نوعان يحظيان بأهمية كبيرة في الأسواق العالمية، ثم يعود القارب إلى الميناء بعد يوم أو يومين من الصيد لكي تبقى المنتجات طازجة.

ويؤكد مدير منظمة “كيليبيغ” للصيادين، شون أودونويو، أنّ التغير المناخي يحمل “تأثيراً كبيراً” على مخزون الأسماك البيضاء كسمك القد، الذي يفضّل المياه الباردة.

ويخشى أودونويو أن يكون انتقال أنواع من الأسماك كالقد وغبر المتوسط والرنكة إلى الشمال “مسألة وقت”.

ويقول “إذا استمر الارتفاع في درجة حرارة المياه (…) فسينخفض عدد الأسماك بشكل كبير”.

ويلاحظ أن الصيادين الايسلنديين يصطادون كميات أكبر من سمك الإسقمري، بينما يصطاد أعضاء منظمته المزيد من أنواع أخرى كالأنشوجة والسردين الموجودة عادة في المياه الجنوبية الأكثر دفئاً.

وتبعث درجات الحرارة المسجلة في يوليو بقلق كبير لأنّ المحيط الأطلسي عادةً ما يسجّل أعلى درجة حرارة في سبتمبر.

وفي يونيو، رصدت الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي موجة حرّ بحرية “حادة” قبالة أيرلندا والمملكة المتحدة.

وفي الشهر الراهن، سُجّلت درجات حرارة أعلى مما تشهده فصول الصيف عادةً بـ4 إلى 5 درجات قبالة الساحل الايرلندي، على قول غلين نولان الذي يرأس هيئة علم المحيطات والمناخ في المعهد البحري الأيرلندي.

وقال “سُجلت درجات حرارة عالية جداً وصلت إلى 24,5 درجة مئوية في خلجان مقاطعة غالواي” (غرب)، مضيفاً “أتت أكثر بكثير مما نتوقّعه في العادة”.

ويتطلع نولان إلى نشر دراسة قريباً تعزو ارتفاع درجات الحرارة في يونيو ويوليو إلى التغير المناخي.

وأرجعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي التابعة للأمم المتحدة موجات الحر البحرية الحادة إلى الاحترار المناخي المسجّل منذ عقود، على ما يشير الخبير المقيم في غالواي.

ويؤكد غلين نولان أن درجات الحرارة الحادة تحدث تغيرات على مستوى هجرة الأسماك، مشيراً إلى أن تكاثر الطحالب في المياه الدافئة بدأ يتسبب بـ”مشاكل للمحار والأسماك”.

ويواجه قطاع الصيد في ايرلندا مشكلة بارزة أخرى تتمثل في عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، إذ خُفّضت حصّة ايرلندا، البلد العضو في الاتحاد الأوروبي، من صيد الأسماك بنسبة 15 بالمئة مع حلول عام 2025، في إطار اتفاق تجارة توصلت إليه لندن والمفوضية الأوروبية في اللحظة الأخيرة.

ويقول شون أودونويو “لسوء الحظ، تسبب هذا الاتفاق بضرر لايرلندا”.

ويبدي رغبته في إحداث تغييرات على مستوى سياسة الصيد الأوروبية، مشيراً إلى ضرورة أن تراعي تأثير بريكست على القطاع في أيرلندا، والتخفيف من أثر التغير المناخي.

ويقول “لسنا سعداء بهذه السياسة التي تُطبَّق راهناً. إذ ينبغي أخذ بريكست والتغير المناخي بعين الاعتبار”.

جليد يوم القيامة يثير جدلا واسعاَ وسط تحذيرات عالمية

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد