بعد الجدل الذي أثير الأيام الماضية بشأن منع فيلم “SPIDER-MAN: ACROSS THE SPIDER-VERSE” من دور العرض السعودية، حسمت السينما السعودية الأمر، عبر حسابها على تويتر، إذ أكدت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع أنها لم تستقبل حتى الآن طلب فسح وتصنيف فيلم.
وقال الحساب: “من حرصنا على سلامة المحتوى المعروض في صالات السينما، ومسؤوليتنا تجاه المشاهدين، نود التنويه بأننا لن نقوم بفسح وإجازة أي فيلم يتعارض مع ضوابط المحتوى المعمول بها في نظام الإعلام المرئي والمسموع ولائحته التنفيذية، ما لم تلتزم شركات الإنتاج بتنفيذ التعديلات المطلوبة”.
وتطالب الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع ببعض التعديلات على الفيلم حتى يجاز ويعرض بما يتفق مع العادات والتقاليد وقيم المجتمع السعودي.
كانت أنباء قد ترددت عن أن السعودية منعت فيلم الرجل العنكبوت من العرض رسميًا في المملكة، مثلما حدث مع فيلم مارفل Doctor StrangeK، بسبب ما تضمنه الفيلم الجديد من إيحاءات وعبارات لا تتوافق مع المبادئ الإسلامية.
وأشيع الحديث نقلًا عن عدد من المتابعين أن الشخصية الرئيسية في الفيلم “متحوّلة جنسيًا”، وقيل إن الفيلم يحاول توجيه رسالة مسيئة للأطفال من أجل الترويج للمثلية ونشرها.
ورد حساب السينما السعودية قائلًا: “دائمًا خذوا الأخبار من مصادرها الرسمية.. الهيئة لم تستقبل حتى الآن طلب فسح وتصنيف فيلم”.
يأتي فيلم “سبايدر-مان” الجديد استكمالًا لفيلم Spider-Man: Into the Spider-Verse” ” الحائز على جائزة الأوسكار.
كما حصل الفيلم أيضًا على ثالث أفضل مشاهدة في افتتاحية عطلة نهاية أسبوع، مقارنة بجميع أفلام “سبايدر-مان” مع الأخذ في الاعتبار الرسوم المتحركة والتمثيل الحقيقي.
الفيلم يعرض محاولة “مايلز” إحداث توازن بين عالمه في غرفته بالمنزل وحياته المدرسية والتعامل مع جيرانه الأشرار مثل شخصية “سبوت” الذي يؤدي دوره جيسون شوارتزمان.
وأظهر الإعلان الترويجي للفيلم أن كل ما تريده عائلة مايلز، أن يكون سعيدًا في حياته، لكن بدلًا من إخبار عائلته عن حياته المزدوجة، يعيش مغامراته في شخصية سبايدرمان مع صديقته غوين (هايلي ستاينفيلد)، حيث تقوم بدعوته إلى مغامرة جديدة يلتقي فيها مايلز ببيتر باركر الذي يلعب دوره جاك جاكسون.
وينطلق مايلز موراليس عبر الأكوان المتعددة رفقة جوين ستايسي وشخصيات تُشبهه من عوالم أخرى، ولكن حينما يشعر مايلز تهديدات جديدة، يصبح عليه إثبات مكانته عبر عالم العنكبوت.
الفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ جاستن ك. طومسون وكيمب باورز، ﺗﺄﻟﻴﻒ فيل لورد وكريستوفر ميلر وبطولة شاميك مور، هيلي ستينفيلد، إيسا راي، أوسكار إيزاك وجاك جونسون.
المحظورات في السينما السعودية بعد إصلاحات محمد بن سلمان
رغم الاحتفاء بالقرار السعودي الذي صدر مؤخرا، السماح بإصدار تراخيص لإنشاء دور سينما في المملكة والمقرر لها عام 2018، إلا أن هناك عدة مخاوف تسيطر على المهتمين بالسينما والفن.
ففي البيان الذي نشرته وزارة الثقافة السعودية بخصوص هذا القرار قالت إن: “مجلس إدارة الهيئة العامة للمرئي والمسموع وافق في جلسته على إصدار تراخيص للراغبين في فتح دور للعرض السينمائي بالمملكة”.
وأضافت بأن “محتوى العروض سيخضع للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة”، وأن هذه “العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية بما يتضمن تقديم محتوى مثير وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة”.
وهي العبارة التي تؤكد على أن هناك شروطا يجب أن يستوفيها الشريط المصور قبل عرضه في دور السينما، ولم تحدد وزارة الثقافة السعودية حتى الآن الشروط التي ستجيز بها العمل السينمائي، فالبيان وضع شروط عامة للموافقة على عرض الفيلم، وهي ضرورة أن تكون الأعمال السينمائية متوافقة مع السياسة الإعلامية للمملكة، وكذلك متوافقة مع “الثوابت والقيم” السعودية ولا تتعارض مع “الأحكام الشرعية” ولا “تخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة”.
ويذهب عدد من السعوديين إلى القول بأن التعامل مع السينما في السعودية لن يختلف كثيرا عن التعامل مع الدراما من حيث شروط العرض، وستطبق الشروط ذاتها التي تطبق على الدراما والتي تضع مجموعة من المحاذير على طاقم العمل، ومنها مثلا ممنوع تصوير مشاهد “التقبيل” في الدراما، وهو المتوقع أن يكون في السينما.
وبداية الشهر الجاري أعلن خالد مدخلي، مدير عام قناة السعودية، عرض “عوالم خفية”، المسلسل الجديد لعادل إمام نجم الكوميديا المصرية حصرياً على شاشة التلفزيون السعودي خلال شهر رمضان المقبل، وذكرت وسائل الاعلام خليجية أن داود الشريان رئيس “هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي”، طلب من القائمين على العمل الالتزام بثلاثة شروط في العمل الدرامي الأول للفنان المصري على التلفزيون السعودي، وهذه الشروط هي (عدم التلفظ بألفاظ خارجة تثير حفيظة الشعب السعودي، وعدم إظهار إيحاءات جنسية من خلال مشاهد مثيرة، بسبب الأطفال والمراهقين، وعدم الخوض في السياسة أو السخرية من الأحداث السياسية المتاحة حاليا)، ومن المعروف عن الفنان عادل إمام جرأته في طرح القضايا
وكذلك ممنوع في الدراما السعودية تجسيد مشاهد في غرف النوم بين زوجين. ويشتكي الكثير من منتجي الدراما السعودية من حذف التلفزيون السعودي العديد من المشاهد بأعمالهم التي يشتريها التلفزيون بينما يؤكد التلفزيون دائما أن الرقابة تسعى إلى الحفاظ على هوية وثقافة المملكة.
وقال الممثل السعودي ناصر العليق، في تصريحات سابقة له ردا على الاختلاط في الدراما السعودية فيقول إن “من روج لهذه الفكرة لا يعرف كيف تنتج المسلسلات السعودية، وأنا أتحدث من واقع تجربة ومن خلال مشاركتي فيها، فلم أشاهد الممثلات إلا عند تقديم أدوارهن في المسلسل ثم يبتعدن في غرف خاصة، وبالتالي ليس هناك اختلاط نهائي مع الرجال”.
وفي 2015 نشرت الصحف السعودية خبرا عن قيام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقبض على ممثلين وممثلات أثناء تصويرهم مشهد من مسلسل في مجمعٍ تجاري في شمال الرياض وأوقفوا المصورين ومنعوا الممثلين والممثلات من إكمال عملهم.
ورغم كل هذه المخاوف ينتظر الجميع ما ستكشف عنه الأيام المقبلة من تعامل الرقابة السعودية مع الأفلام المقرر عرضها في دور السينما في المملكة خاصة وأن المعلن حتى الآن هو عرض أفلام سينمائية وليس إنتاج أعمال سينمائية.