أطلقت شركة “كوكاكولا” حملة إعلانية باهظة الثمن شارك فيها ممثل تلفزيوني معروف في جنوب آسيا، لكن تلك الحملة لم تحقق الغرض منها، وفق صحيفة واشنطن بوست الأميركية وفق تقريرا ترجمته صحيفة العراق الاثنين .
وانخفضت مبيعات الشركة الأميركية من جراء حملة مقاطعة ردا على حرب إسرائيل على قطاع غزة، التي أعقبت هجوم حركة حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الاول الماضي.
ويُنظر إلى بعض الشركات، مثل كوكا كولا، التي تستهدفها الحملة على أنها اتخذت مواقف محابية لإسرائيل، ويتردد أن بعضها مرتبط بعلاقات مالية معها أو لها استثمارات هناك.
ومع بدء انتشار الحملة، اتسع نطاق دعوات المقاطعة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشمل عشرات الشركات والمنتجات في الشرق الأوسط وآسيا، مما دفع متسوقين إلى التحول إلى البدائل المحلية.
وشهدت علامات تجارية أميركية كبرى، مثل كوكاكولا و ماكدونالدز وستاربكس وكنتاكي، انخفاضا في المبيعات في المناطق التي شهدت مقاطعة مرتبطة بغزة، وفق واشنطن بوست.
وتقول الصحيفة إنه في شباط الماضي، انخفضت أسهم ماكدونالدز بنحو 4 في المئة بعد أن أعلنت الشركة أن ضعف المبيعات في الشرق الأوسط ساهم بفشلها في تحقيق أهداف الإيرادات في الربع الرابع.
وفي كانون الثاني، أعلنت ستاربكس عن أرباح وإيرادات ربع سنوية أقل من توقعات وول ستريت بسبب “الرياح المعاكسة” التي قال الرئيس التنفيذي للشركة، لاكشمان ناراسيمهان، إنها شملت المقاطعة بسبب حرب غزة.
وفي بنغلادش، حاولت كوكا كولا عكس هذه الرياح بعد انخفاض مبيعاتها هناك بنحو 23 في المئة من خلال إعلان ظهر فيه الممثل الشهير، شرف أحمد جيبون، في دور صاحب متجر يؤكد للعملاء أن كوكاكولا ليست منتجا إسرائيليا، وأنها مرتبطة بالمجتمعات الإسلامية.
وخلال الإعلان، الذي تم تصويره بسوق مزدحمة في بنغلادش، يتفاخر صاحب المتجر بالجاذبية العالمية التي تتمتع بها كوكاكولا، ويقول إن الشائعات التي تقول إن المنتجات تصنع في إسرائيل معلومات مضللة.
ويسمع في الفيديو وهو يقول: “اسمعوا يا رفاق!، كوكاكولا ليست من ذلك المكان على الإطلاق”، دون أن يذكر إسرائيل صراحة.
ويقول: “على مدى 138 عاما مضت، كان الناس في 190 دولة يشربون كوكاكولا. يشربونها في تركيا وإسبانيا ودبي. وحتى فلسطين لديها مصنع كوكاكولا”.
لكن المصنع الفلسطيني المشار إليه يقع في مستوطنة إسرائيلية بالقدس الشرقية، تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وأثار هذا الادعاء ردود فعل منددة على الفور، وولَّد المزيد من الغضب تجاه شركة كوكاكولا، التي سحبت الإعلان من جميع القنوات وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تلقى ممثلون شاركوا في الإعلان تهديدات بالقتل.
وفي أول تصريحات لها بشأن الجدل، قالت الشركة لصحيفة واشنطن بوست إن الحملة كانت خطأً مؤسفا.
وأضاف سكوت ليث، نائب رئيس الاتصالات الاستراتيجية العالمية في الشركة: “بصفتنا علامة تجارية عالمية، نتعاون مع امتيازات محلية لخدمة المجتمعات المحلية. ونحن ندرك أن الفيديو الأخير أخطأ الهدف، ونعتذر”، موضحاً أنه “تمت إزالة الفيديو من جميع المنصات”.
إعلان ترويجي ضد المقاطعة
فشلت محاولة دعائية لشركة “كوكا كولا” في التخفيف من حدة حركة المقاطعة التي تتعرض لها في بنغلاديش، على خلفية دعمها لإسرائيل، وارتدت بنتائج عكسية حيث أثارت الدعاية سخطاً كبيراً لتقديمها معلومات مضللة، الأمر الذي سلط المزيد من الضوء على الأزمة التي تواجهها العلامات التجارية الأمريكية والغربية في ظل الدعم الغربي المستمر لإسرائيل.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الإثنين، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أنه “عندما بدأت مبيعات شركة (كوكا كولا) في الانخفاض في أجزاء من الشرق الأوسط وآسيا هذا الصيف نتيجة مقاطعة الشركات التي لها علاقات مزعومة مع إسرائيل، أطلقت شركة المشروبات الغازية في بنغلاديش حملة إعلانية باهظة الثمن تضم نجماً تلفزيونياً معروفاً بأدواره في المسلسلات التلفزيونية الواقعية في جنوب آسيا”.
وأضافت أن “الممثل شرف أحمد جيبون، لعب دور صاحب متجر يؤكد للزبائن أن كوكاكولا ليست منتجاً إسرائيلياً ويؤكد روابط الشركة بالمجتمعات الإسلامية”.
وبحسب الصحيفة فإن الإعلان الذي تم تصويره في أحد الأسواق المزدحمة في بنغلاديش يظهر “صاحب متجر يتفاخر بالجاذبية العالمية التي تتمتع بها شركة (كوكا كولا) ويقول إن الشائعات التي تقول إن الصودا تأتي من إسرائيل هي معلومات مضللة”.
ويقول صاحب المتجر في الإعلان: “اسمعوا يا شباب، (كوكا كولا) ليست من “ذلك المكان” على الإطلاق”، بدون أن يذكر إسرائيل صراحة.
ويضيف: “على مدى 138 عاماً مضت، كان الناس في 190 دولة يشربون الكوكا كولا، يشربونها في تركيا وإسبانيا ودبي، وحتى فلسطين لديها مصنع للكوكا كولا”.
ولكن بحسب الصحيفة فقد واجه الإعلان مشكلة لأن “ما يسمى بالمصنع الفلسطيني هو في الواقع شركة تعبئة مملوكة لإسرائيل تعمل في مستوطنة إسرائيلية في القدس الشرقية، وتعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي”.
وأضافت الصحيفة أن “الادعاء المضلل [للإعلان] أثار ردود فعل عنيفة على الفور، وولد المزيد من الغضب تجاه شركة (كوكاكولا) التي سحبت الإعلان من جميع أسواق التلفزيون وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي”.
ونقلت الصحيفة عن الشركة قولها في تقرير ترجمته صحيفة العراق إن “الحملة كانت خطأ مؤسفاً”.
وقال نائب رئيس الاتصالات الاستراتيجية العالمية في شركة كوكاكول سكوت ليث، : “باعتبارنا علامة تجارية عالمية، فإننا نتعاون مع امتيازات محلية لخدمة المجتمعات المحلية، ونحن ندرك أن الفيديو الأخير لم يكن دقيقاً، ونعتذر عن ذلك”. وأضاف: “تم إزالة الفيديو من جميع المنصات”.
وقالت الصحيفة إن “هذه الحادثة تسلط الضوء على اللحظة الخطيرة التي تواجهها الشركات الأمريكية التي تسعى إلى فك ارتباطها بالغضب الواسع النطاق إزاء الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه واشنطن للهجوم الإسرائيلي على غزة”.
وأشارت إلى أن “العلامات التجارية الأمريكية الكبرى مثل (كوكا كولا) و(ماكدونالدز) و(ستاربكس) و(كنتاكي) شهدت انخفاضاً في مبيعاتها في المناطق التي شهدت مقاطعة مرتبطة بغزة، وفي فبراير الماضي هبطت أسهم (ماكدونالدز) بنحو 4% بعد أن أعلنت الشركة أن ضعف المبيعات في الشرق الأوسط ساهم في عدم تحقيق أهداف الإيرادات في الربع الرابع من العام الماضي، وفي يناير أعلنت (ستاربكس) عن أرباح وإيرادات ربع سنوية أقل من توقعات وول ستريت بسبب {الرياح المعاكسة} التي قال الرئيس التنفيذي للشركة لاكشمان ناراسيمهان إنها شملت مقاطعة غزة”.
ونقلت الصحيفة عن عمر البرغوثي، المؤسس المشارك لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، قوله: “لا بد أن الشركة تعتقد أن شعب بنغلاديش وربما كل المسلمين ساذجون إلى درجة أن يصدقوا دعايتها الفاشلة، بل وأجرؤ على القول إنها بدائية”.
وذكرت الصحيفة أن “الوصف المضلل للمصنع [في الإعلان] أثار ردود فعل غاضبة عبر الإنترنت، وأثار عواقب مهنية على ممثلي الإعلان”.
ونقلت الصحيفة عن سعدية إسلام، كاتبة ومخرجة في صناعة السينما البنغلاديشية قولها: “لقد أضاف ذلك وقوداً للمقاطعة، وتلقى الممثلون المشاركون في الإعلان تهديدات بالقتل”.
وأوضحت الصحيفة أن أحد الممثلين، ويدعى شيمول شارما، نشر اعتذاراً علنياً وقال إنه “في المستقبل، لن يقبل إلا المشاريع التي تحترم حقوق الإنسان”.
وأصدر الممثل جيبون، الذي أدى دور صاحب المتجر، بياناً قال فيه إن “الإعلان كان جزءاً فقط من عمله المهني، وإنه لم يدعم إسرائيل بأي شكل من الأشكال ولن يفعل ذلك أبداً”، بحسب ما ذكرت الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أن “كوكا كولا كانت تعاني بالفعل من انخفاض في مبيعاتها في بنغلاديش بنسبة 23% قبل بث الإعلان، وقد قامت بسحبه وإلغاء إعلان آخر تم تصويره ولكن لم يتم بثه أبداً كجزء من الحملة نفسها”.
وذكر التقرير أن “مصائب الشركة خلقت فرصة سانحة للمنافسين المحليين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، بحسب محللين إقليميين”.
ونقل عن ويل تودمان، المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، قوله إن: “الناس يرفضون شرب كوكا كولا، وشهدت العلامات التجارية المحلية مثل (ماتريكس كولا) الأردنية و(كينزا) السعودية زيادة في المبيعات”.
وأضاف تودمان، الذي سافر إلى الشرق الأوسط هذا الصيف لدراسة آثار الصراع: “الأشخاص الوحيدون الذين رأيتهم يشربون كوكا كولا كانوا السائحين”.
وأوضح التقرير أنه “حتى العلامات التجارية الغربية التي مارست انضباطاً تسويقياً أكبر من كوكا كولا عانت من المقاطعة، وفي الأردن وضعت المتاجر الكبرى علامات على المنتجات المحلية للمساعدة في توجيه المقاطعين بعيداً عن العلامات التجارية الأجنبية التي لها علاقات مع إسرائيل، واضطر صاحب امتياز (ستاربكس) في الشرق الأوسط إلى تسريح 2000 موظف بسبب المقاطعة”.
وقال تودمان “لقد رأيت فروع (ستاربكس) و(ماكدونالدز) فارغة تماماً في المغرب وتونس وعمان”.
وأضاف أنه “في نهاية المطاف، فإن أي شركة لها ارتباط قوي بالولايات المتحدة معرضة للخطر نظراً لقرار واشنطن تقديم الدعم السياسي لإسرائيل في المؤسسات الدولية، بالإضافة إلى الغالبية العظمى من القنابل والذخائر التي ألقيت في الصراع”.
وتابع: “قد لا يكون لدى العديد من المواطنين في العالم العربي الذين يقاطعون منتجات إسرائيل معلومات مفصلة عن العلاقات الدقيقة بين الشركات وإسرائيل، وبدلاً من ذلك، أعتقد أن الناس يقاطعون هذه الشركات لأنها تمثل الولايات المتحدة وتمثل الدعم الأمريكي لإسرائيل”.