قال دبلوماسيون إن الإمارات طلبت من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاجتماع “في أقرب وقت ممكن” بشأن العمليات البرية الإسرائيلية في غزة، بحسب ما نقلت وكالة “رويترز”.
واستخدمت روسيا والصين مساء حق النقض “الفيتو” وأفشلتا مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن.
وفي المقابل فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار روسي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة وتسهيل دخول المساعدات للقطاع، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع القرار الروسي.
وتحتاج أي مسودة تسعة أصوات، من أصل 15، لتبنيها في مجلس الأمن شريطة ألا تستخدم أي من الدول الأعضاء دائمة العضوية حق النقض (الفيتو).
غوتيريش: فوجئت التصعيد الإسرائيلي في غزة
وتابع “للأسف، بدلا من الهدنة، فوجئت بتصعيد غير مسبوق للقصف وآثاره المدمرة، مما يقوض الأهداف الإنسانية المشار إليها”.
بدوره، حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من “عواقب كارثية محتملة” لشن عمليات برية واسعة النطاق في قطاع غزة، حيث لقي الآلاف حتفهم بالفعل جراء القصف الجوي الإسرائيلي.
وذكر تورك في بيان “نظرا للطريقة التي تُجرى بها العمليات العسكرية حتى الآن، وفي سياق الاحتلال المستمر منذ 56 عاما، أدق ناقوس الخطر إزاء عواقب كارثية محتملة للعمليات البرية واسعة النطاق في غزة، واحتمال مقتل آلاف آخرين من المدنيين”.
إلى ذلك دعا تورك أيضاً الطرفين المتحاربين وجميع الدول الأخرى التي لها تأثير في المنطقة “إلى فعل كل ما بوسعها لتهدئة هذا الصراع”.
وأرسلت إسرائيل قوات إلى غزة، مساء أمس الجمعة، وتعهدت بمواصلة فعل ذلك لاستهداف أنفاق حركة حماس والبنية التحتية الأخرى التي تستخدمها.
وشنت إسرائيل فيما سبق هجمات وجيزة فحسب على غزة خلال ثلاثة أسابيع من القصف ردا على هجوم حماس على جنوب إسرائيل واحتجازها رهائن في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وكشف أن “قوة خاصة من قوات الجيش الإسرائيلي دخلت إلى شمال قطاع غزة الليلة الماضية، وقامت بأعمال برية هناك”.
وأضاف: “كثفنا ضرباتنا الجوية في الأيام الأخيرة لمساعدة قواتنا على الدخول البري، حذرنا شعب غزة للانتقال جنوبا وفي المقابل عدونا يستخدم المستشفيات والمدنيين في عملياته”.
وخلال الأسبوع الماضي، طلبت إسرائيل من 1.1 مليون شخص من سكان مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى، التوجه نحو الجنوب حفاظا على سلامتهم، لكنها واصلت ضرباتها ضد ما تقول إنها أهداف لحماس في جنوب غزة.
حي الكرامة
منذ الأيام الأولى، وحي الكرامة، الواقع شمالي قطاع غزة، يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف، مما تسبب في أضرار جسيمة.
صورة للأقمار الاصطناعية تظهر حجم الدمار الحاصل في بلدة بيت حانون في قطاع غزة
كان سكان بلدة بيت حانون، القريبة من الحدود الشمالية الشرقية، من بين أول من تلقوا تحذيرات من إسرائيل لمغادرة منازلهم. وبعد ذلك، شنت الطائرات الإسرائيلية موجة من الغارات الجوية على المنطقة – التي وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها مركز لحركة حماس و”التي انطلقت منها العديد من العمليات ضد إسرائيل”.
وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت دعوة لقادة الدول العربية إلى عقد قمة عربية طارئة وقال عباس: “طالبنا مؤسسات المجتمع الدولي بوقف العدوان وإدخال المساعدات ومنع التهجير”.
واضاف: “إسرائيل ردت على القرار الأممي أمس باجتياح بري ومزيد من القصف والتدمير”.
وأكد الرئيس الفلسطيني: “أدعو قادة الدول العربية إلى عقد قمة عربية طارئة”.
اشتباكات على حدود غزة وأنباء عن التصدي لـ”توغل إسرائيلي”
أفادت وسائل إعلام فلسطينية، الاحد عن سماع أصوات اشتباكات عنيفة ودوي إطلاق نار في المناطق الشرقية لجنوب قطاع غزة وسط أنباء عن التصدي لمحاولات توغل إسرائيلية.
وأشارت إلى أنه يسمع دوي إطلاق نار أيضا في المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس وسط قطاع غزة بالتزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي مكثف لتلك المناطق.
وقال شهود عيان، إن القصف الجوي والمدفعي العنيف لا يزال مستمرا شرق خانيونس ورفح، كما يتم إطلاق قنابل مضيئة بشكل مكثيف في أجواء بلدة جحر الديك والمغراقة وسط قطاع غزة.
وأشارت وسائل إعلام فلسطينية، إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي تحاول التوغل شرق بلدة بيت حانون شمال غزة حيث تدور اشتباكات كثيفة مع المقاومة التي تتصدى لها.
قصف مواقع لتنظيمات مسلحة في سوريا
استهدفت القوات الجوية الروسية مواقع ومخابئ تابعة لمسلحين “مشاركين” في قصف مواقع للقوات السورية.
وقال ، فاديم كوليت، نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في مؤتمر صحفي: “نفذت القوات الجوية الروسية غارات جوية على أهداف للمسلحين المشاركين في قصف مواقع القوات الحكومية السورية”.
وأضاف “تم استهداف مخابئ تحت الأرض ونقاط مراقبة للجماعات المسلحة غير الشرعية في مناطق بمحافظة اللاذقية وإدلب”.
بشكل شبه يومي، تتكرر مشاهد استهداف الصحفيين العاملين في قطاع غزة بنيران وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال ضد القطاع عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين أول / أكتوبر الجاري.
ويعكس الاستهداف المتكرر للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة حقيقتين، الأولى استخدام الاحتلال سياسة الأرض المحروقة والعقاب الجماعي ضد سكان القطاع دون تمييز بين شخص وآخر، والثانية التعمد في استهداف الصحفيين في محاولة لإسكات الأصوات المناهضة للعدوان أو على الأقل التي تنقل الحقائق كما هي على الأرض.
العدوان الصهيوني الذي وصف بأنه الأعنف على الإطلاق، دخل أسبوعه الرابع، فيما عدد شهداء المجازر المتواصلة في غزة إلى 7028 شهيدا، بينهم 2913 طفلا و1709 سيدات وفتيات، ونحو 18 ألفا و500 مصاب، بالإضافة إلى 1650 مفقودا، وهي حصيلة شملت الضحايا لغاية السابع والعشرين من تشرين أول / أكتوبر وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، التي نشرت قائمة بأسماء جميع الشهداء ردا على تشكيك واشنطن في أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي.
وتعليقا على تلك المجازر، أكدت منظمات الأمم المتحدة أن “قطاع غزة يتعرض لعقاب جماعي وكارثة إنسانية، واصفة ما يجري في غزة بأنه جريمة حرب”.
ويبدو أن الصحفيين في قطاع غزة تحولوا إلى أهداف للعدوان الإسرائيلي كما باقي الأهداف المدنية، حيث لم يترك القصف الإسرائيلي بقعة آمنة ولا شبرا آمنا في غزة.
آخر ضحايا الاستهداف الإسرائيلي الذي طال العاملين في مهنة المتاعب تمثل بمقتل الصحفية دعاء شرف مع طفلها جراء سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فأن “مقاتلات إسرائيلية أطلقت صواريخ عدة استهدفت منزل الصحفية في منطقة الزوايدة وسط القطاع، مما أسفر عن استشهادها مع طفلها”.
وباستشهاد الصحفية دعاء شرف، يرتفع عدد الشهداء من الصحفيين في قطاع غزة، منذ بداية العدوان الإسرائيلي إلى 24 صحفيا.
والأربعاء الماضي، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الصحفي وائل الدحدوح في مخيم النصيرات وسط غزة مخلفا مقتل زوجته وابنته وابنه وحفيده، على الرغم من أن المنطقة المستهدفة كان قد طلب جيش الاحتلال من الأهالي النزوح إليها بوصفها منطقة آمنة.
واعتبر مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح استهداف منزل عائلته بأنه انتقام إسرائيلي منه في أولاده، لأنهم كانوا في المنطقة التي طلب جيش الاحتلال من السكان النزوح إليها.
ويرى مراقبون في استهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين الفلسطينيين وأسرهم بأنه محاولة لإخفاء جرائمه المختلفة التي يوثقها وينقلها للعالم الصحفيون الفلسطينيون العاملون في قطاع غزة، بعد أن توقفت كاميرات وميكروفونات شاشات أميركية وأوروبية عريقة، عند تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولم يعد يشغل مذيعيها ومراسليها سوى السؤال المتكرر عن إدانة حركة المقاومة “حماس” متجاهلة ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم قتل جماعي للمدنيين، وتدمير للمستشفيات والكنائس والمساجد والمنازل والمخابز والمدارس فوق رؤوس سكانها.
لم يقتصر استهداف الصحفيين على مناطق قطاع غزة فحسب، بل شملت العاملين في السلطة الرابعة جنوب لبنان الذين كانوا يغطون عمليات القصف المتبادل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.
في 13 تشرين أول الماضي، قتل الصحفي عصام عبد الله في وكالة رويترز أثناء قصف القوات الإسرائيلية لجنوب لبنان، فيما أصيب 4 آخرون بينهم مصور ومراسل لقناة الجزيرة ومصوران لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد مصدر أمني لبناني أن “طائرة أباتشي إسرائيلية هي التي استهدفت الصحفيين بصاروخ في منطقة علما الشعب في الجنوب”.
وحمّلت السلطات اللبنانية “الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الاستهداف المتعمد للصحفيين، كما أدانت نقابة الصحفيين اللبنانيين الاعتداء الإسرائيلي على الصحفيين في جنوب لبنان، مؤكدة أنه جريمة ترقى إلى مصاف جرائم الحرب”.
وبالتزامن مع سلسلة الجرائم الإسرائيلية ضد الأسرة الصحفية، أدان تقرير أصدرته لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي بقتل الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة العام الماضي.
وأقرت الهيئة التابعة للأمم المتحدة بأن “القوات الإسرائيلية استخدمت “القوة المميتة دون مبرر” في استهدافها للراحلة شيرين أبو عاقلة، وسلطت الضوء على الحاجة الملحة لمحاسبة قتلة شيرين والمتورطين في استهدافها”.
استهداف الصحفيين خلال العمليات العسكرية كشفت من جهة أخرى على تجاهل السلطات الإسرائيلية للقوانين والمواثيق الدولية التي تنص على حماية المدنيين والصحفيين في مناطق القتال، كما كشف عن زيف شعارات الغرب بشأن حقوق الإنسان واحترام المواثيق الدولية بسبب ميولها المفضوح إلى جانب الجرائم الإسرائيلية.