أثار مشهد وفاة شابة بادرت بالتبرع لشقيقها بكليتها ضمن أحداث مسلسل “كاينة ظروف” جدلا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، بسبب رفض ربط التبرع بالأعضاء بالموت.

تفاصيل المسلسل .

في الحلقة 25 من المسلسل الدرامي الذي يعرض على القناة المغربية الأولى، توفيت الشابة “زهور” التي تجسد شخصيتها الممثلة رباب كويد، بعد أن عانت من مضاعفات صحية أعقبت عملية تبرعها بكلية لأخيها، الذي أصيب بالفشل الكلوي الحاد.

وخلّف مشهد وفاة المتبرعة صدمة بين عدد من متابعي العمل الدرامي وأخصائيي أمراض الكلى، الذين عبروا عن رفضهم لـ”تمرير رسائل سلبية، من شأنها التأثير على عملية ووتيرة التبرع بالأعضاء في المغرب”.

ويعتبر مسلسل “كاينة ظروف” من بين الأعمال الرمضانية التي تحظى بأعلى نسب المشاهدة في المغرب، حيث حقق أكثر من 5 ملايين مشاهدة.

ويسلط هذا المسلسل الاجتماعي الدرامي الضوء على حياة 3 سجينات، تجمع بينهن علاقة صداقة قوية داخل أسوار السجن، قبل أن يغادرنه ويجدن أنفسهن في مواجهة تحديات الاندماج داخل المجتمع.

مسلسل يشد المجتمع المغربي بقصصه المؤثرة .

تمكن مسلسل “كاينة ظروف”، لمخرجه إدريس الروخ، من تصدر التراند المغربي على موقع “يوتيوب”، متجاوزا بذلك مسلسل “المكتوب” في جزئه الثاني.

مسلسل "كاينة ظروف"
مسلسل “كاينة ظروف”

واستطاعت سلسلة “كاينة ظروف” التي تغلُب عليها تيمة السجن وصعوبة الاندماج بعد انقضاء مدة السجن، من انتزاع إعجاب شريحة عريضة من المشاهدين حيث تجاوزت بعض حلقاته مليوني مشاهدة بعد أيام قليلة من عرضها على منصة يوتيوب.

ويحكي المسلسل الجديد، قصص ثلاث نساء شاءت الظروف أن تجمعهن داخل أسوار السجن، لتنشأ بينهن صداقة متينة، ستستمر خارج المؤسسة السجنية.

وبعد خروج البطلات اللواتي تشخصهن الفنانات سامية أقريو وابتسام العروسي وفاطمة هرنادي، سيواجهن نفور الأقارب، وصعوبة الاندماج في المجتمع.

فكرة المسلسل

جاءت فكرة المسلسل حسب السيناريست بشرى ملاك، عندما كانت تشارك في مهرجان الدراما التلفزية بمدينة مكناس شمالي المغرب، حيث تم عرض أحد أفلامها داخل أسوار السجن، وهناك حضيت بفرصة ملاقاة عدد من السجينات.

في هذا الصدد قالت مالك: “لقد تزاحمت الأفكار داخل رأسي وأنا أشاهد أولئك النسوة، كنت أتساءل عن قصة كل واحدة منهن، وعن مصيرهن بعد معانقة الحرية. ومن هنا جاءت فكرة تسليط الضوء على هذه الفئة، وضرورة إعطاءها الاهتمام الكافي لتجنب حالات العود الناتجة عن التنافر مع المجتمع وتيسير ولوجهن إلى الحياة خارج السجن.”

موعد المسلسل .

المسلسل يبث يوميا خلال شهر رمضان، وهو من إخراج إدريس الروخ، وإنتاج القناة الأولى المغربية، ومن بطولة ابتسام العروسي، وسامية أقريو، وراوية، ومهدي تكيطو، وسعاد النجار، وغيرهم.

كاتبة السيناريو ترد

وتباينت آراء متابعي المسلسل حول الهدف من مشهد وفاة “زهور“، بين من حذّر من خطورة مثل هذه المشاهد التي قد تؤدي إلى العزوف عن التبرع بالأعضاء، ومن اعتبر المشهد “ضرورة للفت الانتباه إلى أهمية المتابعة الطبية بعد إجراء العمليات الجراحية”.

وتفاعلا مع ردود الفعل التي خلفها مشهد وفاة المتبرعة بالكلي، نفت كاتبة سيناريو المسلسل، بشرى مالك، أن تكون وفاة زهور ناتجة عن التبرع بكليتها، أو بهدف ترهيب المشاهدين من عملية التبرع بالأعضاء.

وأضافت في تصريح خاص وردت على منصات التواصل الاجتماعي بأنهُ “لو كانت الغاية من وفاة الشخصية متعلقة بالتبرع بالأعضاء، لتوفيت مباشرة بعد خروجها من العملية الجراحية دون أن تتعرض لتعفن بعد الجراحة بسبب الاستهتار بصحتها”.

وأوضحت مالك أن “وفاة الشابة مرتبط بالإهمال الطبي، بعد أن رفضت الكشف عن الألم الذي كانت تعانيه لشقيقها، الذي كان يصر عليها لزيارة الطبيب، قبل أن تتوفى بعد تدهور حالتها الصحية في صمت”.

وأكدت الكاتبة أنها “كانت تتوقع الجدل” القائم حاليا حول وفاة شخصية “زهور”، مما دفعها إلى “إبراز سبب الوفاة في الحلقات السابقة، والمتعلق بالإهمال الطبي بعد الجراحة”.

وتعتبر السيناريست أن هذا الجدل “يؤكد تفاعل الجمهور مع أحداث المسلسل، ويبين الاهتمام بتفاصيل شخصيات العمل”.

التبرع بالأعضاء.. عملية آمنة

وفور عرض مشهد موت الشخصية التي تبرعت بكليتها، سارع عدد من أخصائيي أمراض الكلي في المغرب إلى طمأنة المتابعين حول سلامة عملية التبرع، داعين إلى “ضرورة توظيف الفن والإعلام في المساعدة على إشاعة ثقافة التبرع بالأعضاء”.

وقال رئيس الجمعية المغربية لطب الكلى، الدكتور طارق الصقلي، إن “الطريقة التي تناول من خلالها المسلسل موضوع التبرع بالأعضاء لم تكن موقفة، وأعطت نظرة سلبية ومخالفة للواقع”.

وأضيف في حوارا خاص أن “الوفاة نتيجة التبرع بالكلى شبه منعدمة”، مبرزا أنه “لم يتم تسجيل أي حالة وفاة لشخص متبرع منذ انطلاق العملية في المغرب”.

وتابع: “موضوع التبرع بالأعضاء البشرية حول العالم غالبا ما يتم التطرق إليه بشكل سلبي في الأعمال التلفزيونية. وقد عبّر عدد من المرضى عن تخوفهم من أن يؤثر مسلسل (كاينة ظروف) على عملية التبرع بالأعضاء”.

وأشار الطبيب المتخصص في أمراض الكلى، إلى أن “الإقبال على التبرع بالأعضاء في المغرب يعد ضعيفا، حيث لا تتجاوز عمليات زرع الكلى 50 عملية سنويا، في الوقت الذي يلجأ فيه 37 ألف شخص لتصفية الكلى بشكل دوري”.

واعتبر الصقلي أن “على صناع الدراما استغلال التأثير الذي يحدثونه في المجتمع بشكل إيجابي وتمرير رسائل للتوعية، مع تشديد المراقبة على السيناريوهات والاستعانة بالمختصين في المجال الطبي في حال التطرق لمواضيع لها علاقة بالصحة”.

نظرة المجتمع

في ذات السياق ، قالت كاتبة السيناريو بشرى مالك، إن مسلسل “كاينة ظروف”، يسلط الضوء في قالب درامي اجتماعي، على حياة شخصيات نسائية، من طبقات اجتماعية وأعمار مختلفة، تجمعهن أسوار السجن.

وأضافت في حوار خاص مع السوشيال ميديا : “الأهم هو موضوع الاندماج في المجتمع بعد انقضاء العقوبة الحبسية، فبالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسات الحكومية في تأطير ومساعدة السجناء على الاندماج، نجد أن هناك حالات كثيرة لسجناء سابقين يتعرضون للتمييز داخل المجتمع، أو للرفض من طرف عائلاتهم. والنتيجة هي خروجهم من السجن الصغير للعيش في سجن كبير مليء بالأحكام.”

وزادت المتحدثة، أن “هؤلاء السجناء السابقين يحتاجون إلى صدر رحب لاحتضانهم، وإلى دعم نفسي لمساعدتهم على تجاوز محنهم، ومحو آثار الكدمات النفسية التي قد يكونوا قد تكبدوها خلف القضبان.”

 حقيقة عمل جزء ثاني من مسلسل جعفر العمدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد