تخطى إلى المحتوى

5 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم السبت

5 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم السبت

1 أربعون الثورة الإيرانية: زراعة بني صدر وحصاد سليماني صبحي حديدي
القدس العربي
في سنة 1979، وتحت عنوان «تحية إلى الثورة الإيرانية»، كتب أدونيس (الشاعر السوري، النصيري بالولادة): «أفقٌ، ثورةٌ، والطغاةُ شَتات/ كيف أروي لإيران حبي/ والذي في زفيري/ والذي في شهيقي/ تعجز عن قوله الكلمات/ سأُغنّي لقُمٍّ لكي تتحول في صبواتي/ نارَ عصفٍ، تطوف حول الخليج/ وأقول المدى والنشيج/ شعب إيران يكتب للشرق فاتحةَ الممكنات/ شعب إيران يكتب للغرب وجهُكُ يا غربُ مات/ شعب إيران شرقٌ تأصلَّ في أرضنا ونبيّ/ إنه رفضنا المؤسِسُ، ميثاقنا العربي».
ولكي لا يبقى أدونيس وحده في الميدان، فيُعزى حماسه المشبوب هذا إلى نوازع مذهبية، كتب نزار قباني (الشاعر السوري، السنّي بالولادة)، ممتدحاً الثورة ذاتها: «زهّر اللوز في حدائق شيراز/ وأنهى المعذبون الصياما/ ها هم الفرس قد أطاحوا بكسرى/ بعد قهر، وزلزلوا الأصناما/ شاهُ مصر يبكي على شاه إيران/ فأسوان ملجأ لليتامى/ والخميني يرفع الله سيفاً/ ويغنّي النبيّ والإسلاما».
على الجبهة السياسية السورية، المعارِضة تحديداً، صدرت صحيفة «نضال الشعب»، المطبوعة السرّية الناطقة بلسان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري ـ المكتب السياسي (كما كان يُعرف يومذاك، قبل أن يتبنى الاسم الجديد «حزب الشعب الديمقراطي»، بقرار من المؤتمر السادس، ربيع 2005)؛ وقد حملت على صفحتها الأولى ثلاث موادّ خاصة بانتصار الثورة الإيرانية، ذات نبرة احتفائية عالية. «وجاءت القارعة»، «الثورة الإيرانية المنتصرة تضع إيران على درب الحرية والديمقراطية والتقدم»، و«أصداء أولى للثورة الإيرانية». وإذْ كانت الموادّ تهلل للثورة الإيرانية، من حيث النبرة المعلنة، فإنّ النبرة الضمنية كانت تشير إلى استبداد حافظ الأسد: «الوضع الإيراني مرتب، لا مجال لاختراقه. ومع ذلك تبيّن أنّ هذا البنيان العظيم ضعيف الأساس. لقد تهاوى حجراً إثر حجر، فيا للثورة المظفرة! لقد تفجرت إرادة الملايين من الناس مرّة واحدة ضدّ الظلم والظلام. ملك الملوك أصبح لاجئاً عند أحد الملوك العرب الضالين، ذلك أنّ شبه الشيء منجذب إليه. ينسى الطغاة دائماً وأبداً درس التاريخ البسيط المكرر: العدل أساس الملك»….
اليوم، بعد 40 سنة على ذلك الحماس، حصد نظام آل الأسد، الأب والابن الوريث معاً، ما حصدته غالبية أبناء سوريا من المآلات الراهنة للثورة الإيرانية: التدخل العسكري المباشر لصالح النظام، عبر «الحرس الثوري» وفيالق الجنرال قاسم سليمان، أو عبر عشرات الميليشيات المذهبية التي يتصدرها «حزب الله» اللبناني. واليوم، لأسباب لا صلة لها بموقف إيران من النظام السوري أو انتفاضة آذار (مارس) 2011؛ يصعب أن يتوقف أدونيس عند الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية طبقاً لمنطق العام 1979، وبروحية وجه الغرب الذي مات، أو أنّ شعب إيران هو النبيّ والرفض المؤسِّس والميثاق العربي. وأمّا «حزب الشعب الديمقراطي» فلم يعد يرى في تلك الثورة أقلّ من نظام آيات الله الثيوقراطي المذهبي الاستبدادي، المساند لأنظمة الاستبداد والفساد؛ وهذا شبيه بمواقف معظم اليسار السوري المعارض، حتى حين يرى البعض ذريعة ما، تمرّ من ثقوبها خرافات «الممانعة» و«محور المقاومة».
لكنّ الجوهري أكثر هو ما آلت إليه تلك الثورة في حياضها الإيراني تحديداً، وكيف تسارعت انقلاباتها الداخلية على ذاتها فلم تتوقف ــ منذ شباط (فبراير) 1979، حين عاد آية الله روح الله الخميني من منفاه الفرنسي إلى طهران ــ عن التهام صنّاعها تباعاً، ثمّ الإجهاز على أبنائها المقرّبين، وصولاً إلى خيانة آمال تلك الشرائح الشعبية التي انخرطت فيها وظلت رائدة لها حتى تكفلت بانتصارها. السيرورة ابتدأت من رهط الإصلاحيين الأوائل، رئيس الوزراء الأوّل مهدي بازركان، ورئيس الجمهورية الأول أبو الحسن بني صدر؛ إذْ لم يمض زمن طويل، يُعدّ بالاشهر في الواقع، وليس بالسنوات، حتى كشّر آيات الله عن الأنياب الحقيقية، المحافظة والمتشددة والمستبدة، التي تمقت الحريات العامة وتبغض الحقوق المدنية وتحارب الرأي الآخر وتسعى إلى قتله في المهد.
الأوّل كان ابن تاجر أذربيجاني مرموق، درس الهندسة الحرارية في باريس، وعاد إلى جامعة طهران ليتولى عمادة كلية التكنولوجيا، ويقود سلسلة احتجاجات ضدّ الشاه ودعماً لحركة محمد مصدّق. ورغم سجنه مراراً لم يتوقف بازركان عن ممارسة الأنشطة المعارضة، فأسس «حركة المقاومة الوطنية» سنة 1953، و«حركة التحرر الوطنية» سنة 1961؛ وبالتالي كان في طليعة قادة التظاهرات المبكرة في طهران، التي آذنت بأفول عهد الشاه. وكان أمراً طبيعياً أن يختاره الخميني لرئاسة أوّل حكومة مؤقتة، ثمّ كان أمراً طبيعياً كذلك أن يناهضه المحافظون المتشددون، هاشمي رفسنجاني وعلي خامنئي، على خلفية خططه الاقتصادية، ومعارضته لواقعة رهائن السفارة الأمريكية. وهكذا، بعد تسعة أشهر في المنصب، تقدّم بازركان باستقالته فقبلها الخميني؛ وتابع خصومه التنكيل به إلى درجة منعه من الترشيح لانتخابات الرئاسة في دورة 1985، فكان المنفى السويسري هو الخيار الوحيد المتبقي أمامه، حيث قضى في زيورخ سنة 1995.
الثاني كان أحد أبرز قادة المعارضة الطلابية لنظام الشاه، وقد سُجن مرتين، وجُرح خلال انتفاضة 1963 المجهضة، والذي درس الاقتصاد في جامعة السوربون وآمن بتلك الثنائية العصية التي تجمع الاقتصاد القومي بالإسلامي، وكان في عداد قلّة من العائدين مع الخميني على الطائرة ذاتها. ومن موقعه، الشرعي المنتخَب، كرئيس للجمهورية، ورئيس للمجلس الثوري بقرار من الخميني، توجّب على بني صدر أن يجابه المحافظين إياهم، رفسنجاني وخامنئي؛ فكتب إلى الخميني تلك الرسالة الشهيرة التي تقول إنّ عجز الوزراء المحافظين أشدّ خطورة على الثورة من الحرب مع العراق، كما عارض الإبقاء على رهائن السفارة الأمريكية، فلقي من البرلمان المحافظ المصير الطبيعي: الإدانة بتهمة العجز والتقصير، والإقصاء من الرئاسة، و… الفرار مجدداً إلى فرنسا، تحت جنح الظلام، بعد أقلّ من سنتين على انتخابه.
من الإنصاف الافتراض، إذن، أنّ الزراعة الريادية، التي دشنها أمثال بازركان وبني صدر؛ سوف يؤول حصادها إلى المرشد الأعلى الراهن علي خامنئي، وإلى جنرالات «الحرس الثوري» أمثال قاسم سليماني. هذا على مستوى الأمن والسياسة والأدوار الإقليمية، وأمّا على صعيد الاجتماع البشري والعقيدة، فإنّ مبدأ «الوليّ الفقيه» هو الضمانة العليا لاستمرار آيات الله في الاستئثار بالسلطات، كافة في الواقع. هذا المبدأ/ القانون هو الركيزة الكبرى في صرح المدرسة الخمينية، وخلافتها الخامنئية، وليست مبالغة أن يساجل المرء اليوم أنّ الأمل منعدم في السير خطوات أبعد على الطريق الذي وُعدت به إيران في مثل هذه الأيام من سنة 1979، وتحقيق انفراج داخلي إيراني، سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي؛ ما لم يقف الإيرانيون موقف مراجعة راديكالية شاملة لعلاقة هذا المبدأ بالحياة والحقّ والحقوق.
ففي نهاية المطاف، هذا مبدأ في «الحكم الإسلامي» صاغه الإمام الخميني على عجل سنة 1971، حين كان منفياً في مدينة النجف العراقية، وخضع منذ البدء لأخذ وردّ، واختلف فيه وحوله عدد كبير من فقهاء الشيعة. الثابت، مع ذلك، أنّ خامنئي هو اليوم أشدّ المدافعين عنه، وأبرز المتمسكين بالنصّ عليه في الدستور، بل وتشديد وتوسيع صلاحيات الوليّ الفقيه المنصوص عنها حالياً. الأسباب جلية، لا تخصّ الفقه بقدر ما تُبقي على ميزان القوّة في صفّ السلطة الدينية، على حساب السلطات المدنية؛ الأمر الذي يفسّر الحماس للمبدأ في صفوف «حزب الله»، وحسن نصر الله شخصياً.
ذلك لأنه المبدأ الذي يحيل زراعة الاقتصادي بني صدر، إلى حصاد بمنجل الجنرال سليماني!
2 الله يرحم «الربعي»
محمد السداني
الجريدة الكويتية
نادرا ما أتأثر بمقاطع الفيديو التي تصلني في برنامج الواتساب، ولكن مقطع الفيديو الذي شاهدت فيه العراق كما لم أعرفه وكما لم يعرفه التاريخ من قبل، فالمذيع يسأل أشخاصاً مختلفين عن أي سنة نحن؟ وما تاريخ اليوم؟ ولا حياة لمن تسأل أو تنادي، لم يقف فكري عند حدود الثواني التي انتهى بها المقطع، لكني تساءلت عن سبب وصول العراق إلى هذا الحد من التخلف!
فعراق بابل وآشور ونبوخذ نصّر ودار السلام وعراق العباسيين لا يمكن أن ينتج حالا مثل هذه الحال، والحقيقة أن العراق درسٌ لدول كثيرة محيطة وغير محيطة، درسٌ لدولة تملك كل موارد الحياة ماء وزراعة ونفطاً ومعادن وعقولاً بشرية، لكنها تملك في المقابل ما يجعل كل عوامل التنمية غباراً لا قيمة له، فالفساد الذي يملكه العراق جعل من غناه نقمة عليه، وجعل من موارده لعنة له، فهدم ما بناه العراقيون على مر التاريخ ولوَّث نهري الحضارة والحياة، دجلة والفرات. أثناء الغزو الأميركي للعراق كنت متيقناً أن العراق لن تقوم له قائمة بعد تفكيكه، نعم كان سقوط الطاغية صدام حسين ثمرة هذا الغزو على دولة عربية مسلمة وجارة، لكننا الآن نتجرع سموم باقي الغزو الأميركي من دمار وجهل وتخلف لدولة كان مقدراً لها أن تكون أعظم دول العالم، ولعل الطامة الكبرى التي فعلها الأميركيون ولم نحسب لها حساباً هي حل الجيش العراقي الذي خلع صداماً واحداً ونصّب ألف صدّام تحت ألوية طائفية ودينية وقبلية وأيديولوجية. لعل بضعة كيلومترات تفصلنا عن العراق هي نوع من العظة والعبرة لنا، فالمتفحص جيداً في سلوكياتنا السياسية يجدنا نعيش في دوامة خادعة تسمى الديمقراطية الكاذبة أو ديمقراطية الإلهاء التي أنتجت لنا مجموعة سياسيين احتكروا المشهد السياسي لسنوات، ولوثوا سلوك الدولة بصفقاتهم السياسية التي راح ضحيتها الشعب وحده، وجعلونا نعيش حياتنا في دوامة انتخابات كل شيء من الجمعيات التعاونية إلى مجلس الأمة، وكلها إلهاء للشعب؛ لأنها مفرغة من محتواها وبعيدة عن مضمونها، وكلما كبرت دائرة الانتخابات كبرت دائرة الفساد، وكأنهما أختان في الدم والمصير. العبرة من هذا الفيديو أنك مهما امتلكت من موارد ونفط وطاقة وأموال فلن تكون بلداً عظيما مستداماً على خريطة الزمن إذا كان مقابل هذه الموارد منظومة فساد تأكل الأخضر واليابس، فبدلا من أن نراضي أشخاصا أكل عليهم الدهر وشرب، بمناصب وعطايا ومناقصات يجب علينا أن نستثمر في أبناء الوطن، وأن نخرِّج أجيالا تعرف معنى الوطن قيمة ومعنى، لا مصدرا مالياً ومنظومة اجتماعية ترعاهم من المهد إلى اللحد.
خارج النص: • كنت أتناقش مع أحد الإخوة الخليجيين في لندن عن جدوى التغييرات المتسارعة في بلده وعدم اتساقها مع طبيعة المجتمع وعاداته وثقافته، وأنكم تتجهون إلى مجهول وأنتم لا تعلمون، لم يطل الرد عليّ لأنه لم يُعجب بما قلت فقال مغادراً: الله يرحم صدام! لم أستغرب من ردة فعله، فبعض الشعوب تفضل أن يكون الحاكم ظالماً لغيرها قوياً عليها، ولكن هذا الخليجي لو كان كويتياً أو كردياً أو أحد الذين عذبهم صدام في سجونه للعنه صباح مساء. • أتذكر دائما مقولة المرحوم أحمد الربعي: “إذا المواطن يشكي والوزير يشكي والنائب يشكي والشيخ يشكي والتاجر يشكي.. عيل منو مرتاح في هالبلد؟!”.
3 بومبيو يريد حلفاً ضد ايران جهاد الخازن | الحياة السعودية

وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو زار تسع دول في الشرق الأوسط ودعا الى تحالف استراتيجي ضد ايران يضم دول مجلس التعاون ومصر والأردن. هو يقول إن بالإمكان الاتفاق مع تركيا على حماية الأكراد والرئيس دونالد ترامب يهدد بتدمير الاقتصاد التركي إذا هوجم الأكراد.
دول مجلس التعاون على خلاف مع قطر، فقد قطعت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين العلاقات مع قطر لأن هذه تمارس سياسة خارجية وكأنها دولة عظمى. مصر قطعت العلاقات أيضاً مع قطر.
الولايات المتحدة تقول إن «داعش» هزم لذلك يريد ترامب سحب القوات الاميركية من سورية، إلا أنه هذه القوات، وهي قليلة العدد، لم تنسحب بعد رغم أن بومبيو أيد ما قال الرئيس عن هزيمة «داعش».
بومبيو لم يقل إن الغارات الاميركية على المقاتلين من «داعش» ستتوقف، بل إن جولته تهدف الى «طرد كل الايرانيين حتى آخر واحد منهم» من سورية. هو أيضاً يريد حلاً سلمياً في أفغانستان بمساعدة من بلاده. بومبيو يعتقد أن اتفاقاً مع تركيا ممكن وترامب يهدد بحرب اقتصادية على تركيا.
بومبيو استغل فرصة وجوده في بلادنا ليهاجم الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما وسياسته في الشرق الأوسط، غير أنه أكد سياسة ترامب وهو يقول إن القوات الاميركية ستنسحب من سورية. إلا أن السياسة التي تحدث عنها هي نسخة طبق الأصل عن السياسة التي انتهجها اوباما ولم يستطع تطبيقها في الشرق الأوسط.
ترامب يخطئ وبومبيو يبالغ في تمنيات لن تتحقق، لكن هناك أيضاً جون بولتون، وهو يهودي اميركي يؤيد اسرائيل ويشغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب.
الرئيس الاميركي قال إن الحرب ضد «داعش» انتهت بانتصار الولايات المتحدة وأمر بسحب القوات الاميركية من سورية، إلا أن بولتون قال بعد ذلك إن هناك أهدافاً يجب تحقيقها قبل الانسحاب، ما يعني أنه يناقض كلام الرئيس الذي عيّنه، ربما بطلب من الإرهابي بنيامين نتانياهو.
بومبيو وبولتون متفقان على أمر واحد هو طرد ايران من سورية، ولكل منهما تصريحات عن هذا الموضوع تؤيد موقف ترامب ونتانياهو من القتال من سورية.
بولتون يريد حماية الأكراد. أنا أريد ذلك ولي بين الأكراد أصدقاء كثيرون منهم وبينهم مسعود بارزاني، وقبله مام جلال طالباني، وقد زرتهما في شمال العراق وأيدت حكماً ذاتياً للأكراد أو دولة. الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يريد تدمير الأكراد في مناطقهم من تركيا وسورية، وربما العراق وايران. إلا أن هذا مجرد حلم لن يتحقق.
أريد أن أختتم هذا المقال بشيء آخر هو السيدة رشيدة طليب الفلسطينية الاميركية التي نجحت في دخول الكونغرس خلال الانتخابات النصفية الأخيرة.
هي قالت إن حزبها الديموقراطي سيطرد ترامب من الحكم ووصفت الرئيس بكلمة مركبة هي شتيمة كبيرة لا أستطيع ترديدها هنا. هي ارتدت ثوباً فلسطينياً ولفت نفسها بالعلم الفلسطيني وهي تقول القسَم لدخول مجلس النواب. هي ضد اسرائيل مئة في المئة وأنصار دولة الاحتلال والإرهاب يدعون انها لاساميّة إلا أنني لم أرَ في كلامها لاساميّة وإنما عداء كاملاً لاسرائيل أشاركها فيه.
السيدة طليب تقول إن اسرائيل تسيطر على سياسيين اميركيين، وهذا صحيح جداً، فأنا أقول هذا منذ 40 سنة وسأظل أقوله. رشيدة طليب وطنية اميركية وأيضاً وطنية فلسطينية وأنا أؤيدها جداً.
4 منيرة موصلي.. فناً وإنسانية
عبدالرحمن السليمان الرياض السعودية
في العام 1979 قدِمت الفنانة منيرة موصلي إلى المنطقة الشرقية كموظفة في شركة أرامكو السعودية، كانت قد أنهت دراستها الفنية في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة ثم عملها في تعليم الفنون، بعد فترة قصيرة من قدومها للمنطقة بدأت انطلاقتها الفنية بالمنطقة عندما أسست وأشرفت على مرسم فنانات الدمام مدربة وموجهة، انضم له حينها عدد من الشابات، وفي أوائل الثمانينات كانت أولى مشاركاتها الجماعية بالمنطقة في أحد معارض مكتب رعاية الشباب، وكان يشرف على تنظيمه الفنان فيصل السمرة، تعرفت عليها عن قرب في تلك الفترة إلى أن تزاملنا في معارض جماعة أصدقاء الفن التشكيلي الخليجي منذ 1985 ولقرابة العشرة أعوام، كانت منيرة الفنانة والصورة المثلى للفنانة التشكيلية السعودية بثقافتها ومستوى فنها وصورتها المشرقة التي لفتت الأنظار بقيمتها الريادية التجديدية والفنية، تواصل دورها ونشاطها فأقامت أول معارضها في الخبر، ترك الأثر في قاعة إنماء، ونشطت خارجياً وداخلياً في مشاركات وتكريم وتنظيم معارض، فكرمت في بيروت، ورشحت لتصميم ملصق أرضي وناسي، ومشاركتها بتنظيم معرض من أجل أطفال غزة الذي رعته وزارة الثقافة والإعلام. تقاعدت من أرامكو وتفرغت للفن لتقيم نشاطاتها ومعارضها في البحرين التي اختارت الإقامة فيها، واستمر تواصلها مع بعض فناني المملكة وأنشطتها، وآخرها في مناسبة تكريم الرواد التشكيليين السعوديين الذي نظمه قبل أشهر معهد مسك للفنون بالرياض، وقبل ذلك إقامتها معرضها الشخصي الاستعادي في حافظ جاليري بجدة، يمتد فنها وتتواصل إنسانيتها وهي تخصص معارضها للألم الإنساني في كل مكان، فلسطين والعراق وإفريقيا وغيرها، وتخصص كل معرض لجانب إنساني، كما ويمتد ذلك لأصدقائها، وكانت آخر محادثاتي معها عن فكرة طرحتها، كنا نتناقش حول برنامجها لتكريم أو الاحتفاء بصديق الفن طه صبان الذي مر بحالة صحية قبل أشهر، رحم الله منيرة موصلي فقد كانت فنانة رائدة ومجددة، قدمت لساحتها أعمالاً ومشاركات ودوراً ريادياً منذ أول مشاركاتها العام 1968.
5 البضاعة الناعمة في العراق احمد صبري الوطن العمانية
تحولت ظاهرة الاتجار بالبشر إلى ثالث تجارة بالعالم بعد تجارتي المخدرات والسلاح، والبضاعة الناعمة ـ كما يطلق على جريمة الاتجار بالبشر ـ تتسع وتكبر، فتحولت إلى ظاهرة خطيرة باتت تهدد الأوطان، وتتطلب إجراءات سريعة للحد منها ووقف زحفها على الإنسان والمجتمع معا.
والبضاعة الناعمة لم تقتصر على الاتجار بالبشر، وإنما نزع أعضائهم وبيعها عبر شبكة سماسرة وتجار وشخصيات نافذة متورطة في إيقاع الضحايا في شباك الاتجار، كما يكشف المرصد العراقي لضحايا الاتجار بالبشر في تقريره الخاص الذي وثق مئات الجرائم بالبشر في بغداد والمحافظات، ما بين استغلال للأطفال في التقاطعات والأسواق، وتجارة الأعضاء البشرية، واستدراج النساء للعمل ضمن شبكات الدعارة.
وعلى الرغم من أن البرلمان شرع قانونا لمحاربة هذه التجارة والحد منها، إلا أن هذه التجارة تنمو وتكبر في ظل الانفلات الأمني وإخفاق الأجهزة الأمنية في الحد من هذه الظاهرة.
وتتصدر بغداد قائمة المحافظات العراقية بالاتجار بالبشر من خلال استدراج الضحايا عبر صفحات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، يديرها سماسرة يستدرجون ضحاياهم بأساليب تنطوي على نصب واحتيال، لانتزاع أعضائهم مقابل مبلغ مالي يصل إلى 6 آلاف دولار معظمه يذهب لجيوب الوسطاء.
وربطت منظمة هيومن رايتس ووتش بين الانفلات الأمني والفساد المستشري في البلاد باتساع ظاهرة الاتجار بالبشر، الأمر الذي وضع العراق في المستوى الثاني للمراقبة للسنة الثانية على التوالي، بحسب تقرير وزارة الخارجية الأميركية لعام 2018.
ورغم أن السلطات العراقية تحاول التقليل من مخاطر استشراء هذه الظاهرة بالمجتمع، إلا أن مسؤولا أمنيا اعترف أن الاتجار بالبشر شهد تناميا ملحوظا خلال عامي 2017 و2018م، في حين تم الكشف عن 200 قضية متصلة بجريمة الاتجار بالبشر للتحقق منها.
ومعظم الحالات، سواء في العالم الافتراضي أو الواقعي تشير إلى أن أماكن هذه التجارة تتركز في المناطق الفقيرة، من دور التجاوز والمستشفيات.. ولمواجهة تغول هذه الظاهرة وتداعياتها افتتح أول دار لإيواء ضحايا الاتجار بالبشر مهمته تأهيل الضحايا، ولمكافحة هذه الظاهرة التي نتجت جراء الأزمات الأمنية والاقتصادية التي تعرض لها العراق.
‏وما يصاحب عملية الاتجار بالبشر نزع الأعضاء ‏البشرية وبيعها عبر سماسرة وشبكات متخصصة وجدت في غياب الرقابة والرصد مجالا لتوسيع عملياتها في الأحياء الفقيرة والمجمعات العشوائية وقرب المستشفيات والمتسولين في تقاطع الساحات والشوارع الرئيسة.
لقد أضافت ظاهرة الاتجار بالبشر أثقالا على أكتاف العراقيين الذين يئنون تحت وطأة تداعيات إخفاق الطبقة السياسية التي فشلت على مدى الأعوام الماضية في تلبية احتياجاتهم في الأمن والاستقرار والحفاظ على المال العام من تغول الفاسدين.
ولا تختلف ظاهرة الاتجار بالبشر عن ظواهر الفساد وانتشار السلاح وغياب لقانون الردع والمحاسبة، بل إن هذه الظواهر الغريبة على المجتمع هي من فعل غزو العراق واحتلاله الذي أنتج طبقة سياسية أخفقت في شتى الميادين في تلبية تطلعات العراقيين بوطن خالٍ من العنف والفساد والجريمة، وتغول السلاح في المجتمع كبديل لدولة العدالة وسيادة القانون والنظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد