تخطى إلى المحتوى

4 مقالات عن العراق بالصحف العربية يوم الاحد

1 الاحتجاجات في البصرة: عفوية التظاهر ونظرية التآمر محمد السيد محسن العرب بريطانيا
لماذا يستكثر البعض على العراقيين أن يكونوا ثوارا حينما يحسون أن استهتار السلطة وصل إلى حد لا يتحملونه. لماذا إذا تظاهر العراقي يتم اتهامه بأنه إما داعشيا وإما بعثيا أو أن حزبا ما حركه لحاجة في نفس يعقوب.
من المستحيل استمرار الصمت الجماهيري على التقصير الحكومي
كثرت التكهنات حول تخطيط بعض أحزاب السلطة في العراق للمظاهرات التي جرت في محافظة البصرة. وبدأ خيال البعض يذهب إلى عدة فرضيات، فمنهم من ذهب إلى أن إيران حرّكت قواها من الفتح ودولة القانون لإرباك الوضع الأمني والضغط بهدف التغيير في نتائج الانتخابات والرفع من شأن الحلقة الإيرانية في المشهد السياسي العراقي.
وذهب آخرون إلى أن التيار الصدري هو الذي حرك الشارع من أجل الاستعجال في قبول نتائج الانتخابات ولرأب الصدع في جبهة تحالفاته والقضاء على مشاكسة القوائم المدعومة من إيران. لكن المطّلع على حال مدينة البصرة والتصعيد الخطير في شحّ الكهرباء والمياه وارتفاع درجات الحرارة يرى أنه من المستحيل استمرار الصمت الجماهيري على التقصير الحكومي. كما أن المطلع على الشأن العراقي منذ عام 2014 ولحد الآن يرى أن شهر يوليو من كل عام يشهد احتجاجات وتظاهرات قد يتفاوت تأثيرها من منطقة إلى أخرى ومن عام إلى آخر، لأن التقصير الحكومي يصل إلى أوجه في أيام ارتفاع حرارة الصيف ولم تتمكن الحكومات العراقية منذ 14 عاما من تجاوز هذه الأزمة المتكررة.
لكن ارتباط أحداث التظاهر لهذا العام مع عدم تمكن الكتل السياسية من إنجاز اتفاق للقبول بنتائج الانتخابات والتحالف لتشكيل الحكومة هو الذي يذهب بخيال البعض للتقليل من شأن المواطن العراقي والتركيز على تبعيته لمحركي الدمى من الأحزاب. “على الأقل” هذا ما يمكن أن يصل من الرسالة التي يحلّل مضمونها البعض بشكل خاطئ .
السؤال: لماذا يستكثر البعض على العراقيين أن يكونوا ثوارا حينما يحسون أن استهتار السلطة وصل إلى حد لا يتحملونه؟ لماذا إذا تظاهر العراقي يتم اتهامه بأنه إما داعشيا وإما بعثيا أو أن حزبا ما حركه لحاجة في نفس يعقوب؟ أليس من حق هؤلاء العراقيين الذين لم يستطيعوا أن يشربوا ماء صالحا للشرب أن يأخذوا زمام المبادرة في قرار التظاهر والاحتجاج؟ أليس من حق هؤلاء العراقيين الذين يرون ثروتهم النفطية تتبدد تحت أقدامهم وهم يعانون الفقر والفاقة أن يوصلوا صوتهم إلى السراق عبر التظاهر والاحتجاج؟
لا تستكثروا على العراقيين أنهم من الممكن أن يكونوا ثوارا حقيقيين.. نعم إن الثورات تبدأ بشكل عفوي ولكن يتم انتهازها من قبل آخرين.. لكن الأصل في الثورة هو الاحتجاج.
إن القيم المنطقية لأي محلل تفرض عليه أن يستند إلى الواقع الواضح قبل أن يشط خياله في اعتماد نظرية المؤامرة وبالتالي يقدح في قيم المجتمع العراقي.
القضية واضحة الملامح ولا يمكن أن يتم تحريف أهدافها. شعب يطالب بالماء والكهرباء وتوفير وظائف خارج إطار التوصيات والمحاصصات الحزبية. وما استهداف مقرات الأحزاب سوى استفتاء شعبي على السياسيين أن يراجعوا مضمون رسالته، وإن كانوا يعرفون تحليل المضمون.
2 ثورة شعبية عراقية بنكهة إيرانية!! أحمد بودستور الوطن الكويتية

هناك عبارة تقول (كلمة حق يراد بها باطل) وهي تنطبق على الثورة الشعبية التي تجتاح المدن العراقية وخاصة الجنوبية منها حيث كانت الشرارة انطلقت من مدينة البصرة وهو ما يشير بأصابع الاتهام إلى النظام الإيراني .
إن مايؤكد هذا الاتهام هو أن المظاهرات انطلقت في مدينة البصرة في البداية احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة والطرف الذي يزود البصرة بالكهرباء هو النظام الإيراني فهو من يتحكم بالتيار الكهربائي ولاشك أن هذا الوضع تقصير شديد تتحمل مسؤوليته الحكومة العراقية التي تركت مدينة البصرة تحت رحمة النظام الإيراني وهي تعتبر من أهم المدن.
بيان الحكومة العراقية الذي صدر أكد أن هناك مندسين بين المتظاهرين يستولون على أسلحة وسيارات الشرطة العراقية لتنفيذ أغراض مشبوهة ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك مطالب عادلة للمتظاهرين.
إن من أبرز المطالب العادلة لأهالي البصرة هي التوظيف في الشركات النفطية التي تعمل في حقول البصرة النفطية وكذلك الشركات الأجنبية الأخرى التي تستعين بعمالة أجنبية آسيوية من الفلبين وبنغلادش وغيرها والأكيد أن المواطنين العراقيين من سكان البصرة هم أحق بهذه الوظائف حتى يتحسن المستوى المعيشي للعراقيين في البصرة.
أيضا هناك مطالب عادلة أخرى فكما عبر أحد المتظاهرين أن البصرة لايوجد بها محطة لتوليد الكهرباء وهم يعانون كثيرا من انقطاع الكهرباء معظم ساعات اليوم مما جعل حياتهم أشبه بالجحيم خاصة في فترة الصيف ولابد أن تستجيب الحكومة لهذا المطلب فالحياة لا تطاق بدون الكهرباء وكذلك الماء فهناك نقص شديد في الماء لدرجة أن العراقيين يعانون من العطش رغم وجود دجلة والفرات وهم أمر لاينبغي أن يحدث في العراق الذي يطلق عليه بلد الرافدين.
طبعا المظاهرات انطلقت في النجف وتوقفت الرحلات في مطار النجف وكذلك تمت مهاجمة مباني حكومية ومقرات الأحزاب وقد انتقلت المظاهرات إلى مدن كثيرة ووصلت إلى بغداد وكانت على وشك أن تتحول إلى ثورة شعبية عارمة تسقط الحكومة وتدخل العراق في فوضى شاملة.
من غير المفهوم أن تصل المظاهرات إلى مركز صفوان الحدودي بين الكويت والعراق مطالبة بتحسين المستوى المعيشي للمواطنين إلا إذا كان المتظاهرون يريدون توصيل رسالة إلى دولة الكويت أن الخطر العراقي على الكويت لايزال ماثلا وممكن أن يحدث في أي لحظة لذلك رفعت وزارة الداخلية حالة الاستنفار القصوى على الحدود الشمالية تحسبا لأي طارئ .
رئيس مركز الدراسات الكويتية سامي الفرج ذكر في مقال له أنه قد حذر في سنة 2017 جهاز رسمي أن هناك سيناريو متوقع وهو أن تقوم جهة عراقية موالية للنظام الإيراني بافتعال أزمة كبيرة في الجنوب في بعض المدن بحيث تكون هناك حالة من الفوضى لتكون هناك حاجة لتدخل ميليشيا الحشد الشعبي الموالية للنظام الإيراني الذي سوف يقترب من الحدود لتهديد أمن الكويت واستقرارها ولذلك لابد من الحذر وأن يكون التصدي لهذه الأزمة ليس على مستوى دولة الكويت فقط ولكن على مستوى التحالف مع دول الخليج وأبرزها المملكة العربية السعودية التي لها حدود مشتركة مع العراق .
لايخفى على أحد التهديدات التي أطلقها حزب الله العراقي بتفجير ميناء مبارك وكذلك تهديد الحشد الشعبي للكويت وكلها تحاول أن تستفيد من حالة الغليان التي يعيشها الشعب العراقي بسبب البطالة والفقر وكذلك الفساد الذي فاحت رائحته من الطبقة السياسية التي تحكم العراق فقد تم تداول قائمة في وسائل التواصل الاجتماعي بأسماء بعض المسؤولين العراقيين وثرواتهم التي دخلت في خانة المليارات والشعب العراقي نصفه يعيش تحت مستوى الفقر فلا يعقل أن يشتري ابن محافظ البنك المركزي العراقي علي العلاق لوحة رقم مميز لسيارته في الأردن بمبلغ 450 ألف دينار أردني وهو ما يعادل ربع مليون دينار كويتي ولاشك أن هذه الأخبار تستفز الشارع العراقي وتجعله ينفجر.
إن على الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي أن تتحرك بسرعة للتعامل مع المطالب الشعبية وتقديم تعهد للمتظاهرين بتنفيذها بسرعة حتى لاتكون هناك فرصة للمندسين بتنفيذ الأجندة الإيرانية التي تبدأ بإسقاط الحكومة العراقية وتنصيب حكومة موالية لإيران حتى تكون العراق مجرد ولاية عراقية وقاعدة لإيران لضرب القواعد الأمريكية في العراق وبعد ذلك تهديد الكويت ودول الخليج فهناك مخطط إيراني للرد على العقوبات الأمريكية وكذلك تصدير المشاكل الداخلية للخارج للسيطرة على الوضع داخل إيران وضرب المعارضة الإيرانية بالمخطط الإيراني يريد ضرب عدة عصافير بحجر واحد .
3 شعبك… عندما يغضب مشرق عباس الحياة السعودية

وكأن غضب شعب مبتل كشعب العراق مشهد مفاجئ، خارج عن السياق، وعن المتوقع، وعن الطبيعة الإنسانية، وغير قابل للتحليل. وكل التحذيرات من نتائج الفشل السياسي والاقتصادي والأمني كأنها واهمة، وماكينات الفساد العملاقة كأنها كانت لسنوات تحفر في جسد ميت، وليس في ضمير شعب تاريخي حي وجسده.
ضع جانباً تلك الورقة التي كتبها لك مستشاروك عن قائمة الأسباب التي قادت إلى انتفاضة الجنوب العراقي خلال الأيام الماضية، ولا تتورط بترديد الاتهامات الأحفورية عن «البعث» الذين يقود مخططاً كونياً لإسقاط الأحزاب الإسلامية، و «داعش» الذي يعمل على اختراق سور الطائفة العالي، بل عليك أيضاً أن تهمل تهمة تورط إيران بالتظاهرات أملاً بتجنب العقوبات الأميركية، وانتبه إلى جوهر المسألة: «شعبك غاضب فعلاً… غاضب منذ اللحظة التي قرر فيها زعماء الطوائف في رعاية أميركية – إيرانية تحويل دولة كبرى في المنطقة إلى ملعب للصراعات الإقليمية، ومنذ كتابة الدستور، وتزوير كل انتخابات، وسرقة أموال النفط، والفشل في حل مشكلة الكهرباء، والعجز عن النهوض بالاقتصاد الأعرج، والخوض في دماء الشباب العاطلين من العمل في ساحات النزاعات العبثية».
كان الشعب في حاجة إلى القليل من الإنصاف وهو يخرج مترنحاً من مذبحة «داعش»، لم يتطلب الأمر سوى فهم مستوى الكرب والإنهاك والذبول الجماعي الذي قاد إلى أكبر مقاطعة لانتخابات 2018، بديلاً من الخوض في استعراض حزبي مخيف للإمكانات المالية والدعائية، وكان يمكن استثمار المرحلة للبدء بمصارحة تاريخية حول المستقبل والتعايش وأخطاء العملية السياسية وخيارات الصمود في مركز الزلازل، بديلاً من المراهنة على ضعف ذاكرة الشعوب.
من السهل القفز إلى نظرية المؤامرة للحديث عن اختيار إيران شهر تموز (يوليو) اللاهب لقطع إمداداتها الكهربائية عن مدينة البصرة التي بدأت منها الأحداث، وهو الوقت ذاته الذي أطلقت فيه تركيا «سد اليسو» الذي يهدد آخر قطرات ماء عذبة تصل إلى المدينة، كما أنه الوقت الذي اختارته الحكومة العراقية لإطلاق يد شركات نفطية في الاستيلاء على مزراع أهلية تقع فيها آبار النفط. لكن الحكومات العراقية فشلت في توفير الطاقة الكهربائية والخدمات الأساسية بعد هدر عشرات البلايين من الدولارات في مشروعات فاسدة وغير منتجة يمكنها على الورق إنتاج طاقة تكفي غالبية دول الشرق الأوسط، وذلك بحد ذاته مبرر كاف للغضب.
أن ينتقل الغضب التموزي من البصرة إلى النجف وبغداد والموصل، ليس مفاجأة أيضاً، فيد السارق التي امتدت لقوت الشعب في العراق واحدة، وواقع العجز والفشل وتردي الخدمات وضعف القرار السياسي يكوي الفقير والمعوز والمفلس الذي يمثل غالبية الشعب، من دون أن يطاول المسؤول الحزبي، والإداري المرتشي، وشيخ العشيرة المزايد، ورجل الدين المرابي، والتاجر السياسي، والمثقف الفاسد.
أن يسجل العراق بنهريه وأرضه الخصبة وبحر النفط الذي ينام عليه، «ثورة جياع» فذلك خبر ليس مفاجئاً أيضاً، وإذا لم نسمع به اليوم، قد يصبح واقعاً غداً في ضوء استمرار آليات الدولة العاجزة عن كسر دائرة الفشل المغلقة.
يعتقد قادة الأحزاب الذين مرروا انتخابات طعن في شرعيتها منذ لحظة المقاطعة الشاملة لها، أن في إمكانهم عبر جلسات السمر الليلية، إهمال إرادة الشعب بكسر المحاصصة الحزبية، والإبقاء على مهزلة «قسمة الغرماء» لمؤسسات الدولة في حكومة 2018، ومع كم النصائح التي قدمت لهم، كانت النظرية الوحيدة المتاحة للتطبيق هي تلك التي اقترحها قاسم سليماني، عبر حكومة تضم الجميع يأخذ كل حزب حصته منها لتمويل نشاطه من جسد الدولة ما دام رئيسها شيعياً ينتمي إلى الأحزاب الإسلامية، ليس لأن سليماني بعبعاً لا يمكن الوقوف أمام إرادته، فتلك خرافة أيضاً، بل لأن المقترح الإيراني مفصل على مصالح قادة الأحزاب وضامن استراتيجيات النهب المنظم. اترك من يدك الورقة التي كتبت لشيطنة متظاهرين ضاق وطنهم بهم، وازدحمت جدران منازلهم بصور ضحاياهم، وصارح شعبك الغاضب بالحقيقة… كن جديراً به، وفياً لغضبه، فاليوم يمكن تجاوز تموز وتأجيل حتمياته، لكن لن يكون في إمكان أحد إيقاف المحتوم غداً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد