رحل مساء السبت الشاعر العمانى زاهر الغافرى عن عمر يناهز الـ68 عامًا “1956-2024” الامر الذي اصبح مصدر حزن لدىى محبيه من الوسط الفني العماني
زاهر الغافري، أحد كُتاب قصيدة النثر من سلطنة عمان، انتسب إلى جامعة محمد الخامس بالرباط، قسم الفلسفة، أثرى حراك الشعر العربي بأكثر من «12 مجموعة شعرية» على امتداد تجربته الشعرية التي امتدت ما يزيد ربع قرن، تُرجمت بعض أعماله إلى اللغات الأجنبية ومنها «الإسبانية والصينية» وغيرها.
وقد خيمت حالة من الحزن على الوسط الثقافى العربى عقب إعلان نبأ رحيل الغافرى ونعاه عدد من الشعراء بمختلف الدول العربية.
أتم دراسته الجامعية في قسم الفلسفة بجامعة “محمد الخامس” بالرباط، وعاش متنقلا بين المغرب والعراق، فضلا عن باريس ولندن، وأخيرا السويد التي حط رحاله فيها قبل سنوات وشهدت لحظة رحيله، وهو يُعالج في أحد مستشفيات مالمو.
صدر له هذا العام آخر دواوينه بعنوان “مدينة آدم”، لينضم إلى العديد من الأعمال المميزة الأخرى التي جعلته أحد أبرز شعراء سلطنة عمان والخليج عموما، مثل “أظلاف بيضاء”، “الصمت يأتي للاعتراف”، “أزهار في بئر”، “في كل أرض بئر تحلم بالحديقة”، “حياة واحدة، سلالم كثيرة”، والتي تُرجم معظمها إلى الإسبانية والإنجليزية والألمانية والسويدية والفارسية والهندية والصينية.
نعاه عدد من أبرز الأدباء العرب، بينهم الروائي اليمني علي المقري، الذي كتب على حسابه بموقع إكس قائلا:” لعلّنا سنزدادُ جمالاً بعد الموت، الشاعر العُماني زاهر الغافري، الذي ملأ أيامنا بهجةً ورقصاً وحياة، غادرنا دون تلويحة وداع أو سهرة أخيرة نتبادل فيها هذياناتنا الأخيرة. لتنم بسلام يا صديقي”.
وتعد عبارة “لعلنا سنزداد جمالا بعد الموت” إحدى أشهر الاقتباسات الشعرية المميزة للشاعر الراحل.
تنبأ الغافري بموته قريباً في الشمال الأوروبي بقصيدة تحمل عنوان “مرثية الشمال البعيد”، يقول فيها: أسمعُ في بلدٍ بعيد / مرثيّةً عن نفسي / كأنما القَدرُ يعود إلى الوراء / إلى أرض العواصف هناك حيث يترمّد العالم”.
ويعود الموت وسط ضباب الغرب كهاجس ملح يطارده في قصيدة أخرى يقول فيها: “اذهب إلى هناك / إلى تلك الغابة / دليلك شعلةٌ في عين النمر/ اذهب ومُت وحيداً خلف قبةٍ مطمورةٍ في الضباب”.
وحول عشقه للسفر والارتحال، يقول في أحد أحاديثه الصحفية: “ابتدأت هذه الارتحالات في فترة مبكرة من حياتي، منذ الستينيات وحتى الوقت الراهن، فأنا رجل ملول ولا أحب الاستقرار في مكان واحد. شغفي هو التنقل الدائم والسفر في العالم، ربما ورثت هذا الأمر من أبي فهو كان أيضا دائم التنقل خصوصا في شبابه”.
يضيف: “بدأت الرحلة إلى بغداد أولا من أجل التعليم الحديث، ومن ثم حياة العيش طولا وعرضا، بما في ذلك القراءات وارتياد صالات المسارح وقاعات السينما، وحضور الغاليريهات التشكيلية، والكتابة، واستمرت هذه الفترة حتى العام 1977، بعدها انتقلت إلى باريس ثم مونبلييه ثم المغرب حيث درست في الرباط وعشت في طنجة لمدة 5 سنوات”.
ويتابع: “لقد كنت وما زلت مسحورا بالعالم، بالأمكنة والمدن كأنما هناك قوة خفية تسحبني أو تسحب خطواتي إلى مطارح تمدني بالطاقة”
وغابت شمسُ العراق : وفاة الشاعر كريم العراقي في الإمارات فجر الجمعة