طفلة عراقية “فقيرة” تدهش العالم بكرمها خلال زيارة الاربعين

في ظلِّ تنامي توافد الزائرين من داخل البلاد وخارجها ووصولهم إلى أعداد مليونيَّة، بدأت مواكب الخدمة الحسينية الانتشار في الطرق والممرات التي يسلكونها باتجاه مدينة كربلاء المقدسة لإحياء الزيارة الأربعينية، لكن ما فعلته طفلة عراقية “فقيرة” أدهش العالم بكرمها وعفويتها.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعاً مصوراً لطفلة عراقية تقوم بتوزيع حلويات على زائري الامام الحسين (ع) خلال الزيارة الاربعينية، لكن ما أدهش العالم انها ظهرت حافية القدمين على الرغم من الأجواء الصيفية وحرارة الشارع وكأنها من عائلة فقيرة وتريد ان تعبر ان هذا كل ما أملك لقدميه.

 

وانتشر المقطع بشكل واسع النطاق، في العراق والعالم، حيث كتب العديد العراقيين عبارات عفوية، عن الطفلة التي قالت ان اسمها “ايوته”. كما دعا اخرين، لتكريمها واعطاءها جائزة نظراً لعفويتها وكرمها الذي لا يوصف بكلمات.

أكثر من 21 مليون شخص شاركوا في المراسم الدينية في كربلاء

 

كربلاء
كربلاء

أحيا أكثر من 21 مليون شخص من جميع أنحاء العالم، بينهم 3 ملايين إيراني، أربعين الإمام الحسين في مدينة كربلاء في وسط العراق.

وتأتي الذكرى في نهاية أربعين يوما من الحداد على مقتل الحسين بن علي على أيدي جيش تابع لليزيد بن معاوية بن أبي سفيان عام 689 ميلادية.

وتقول نجمة، وهي مدرسة في السابعة والثلاثين، ترتدي زيا أسود يغطي جسمها بأكمله وتنتعل حذاء رياضيا “أشعر كأنني وصلت إلى الجنة”.

ووصلت نجمة مع زوجها ووالديها ضمن وفود إيرانية مكونة من ثلاثة ملايين حاج لحضور موسم الزيارة في كربلاء ، وهو عدد غير مسبوق حسب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية.

وقد قادت العائلة سيارتها من مدينة قم الإيرانية إلى النجف، ثاني أقدس المدن الشيعية في العراق، ثم مشوا مسافة 80 كيلومترا إلى كربلاء، حيث ضريح الإمام الحسين وشقيقه العباس.

ولم تستطع لطيفة، والدة نجمة، إخفاء فرحتها الغامرة، وقالت “أتصل بالعائلة في إيران باستمرار، أبعث لهم صورا ولقطات فيديو، أحاول أن أنقل لهم الأجواء”.

وتدفق هذا العدد الهائل من الحجاج الإيرانيين إلى كربلاء هذه السنة بسبب إلغاء متطلبات التأشيرة للتنقل بين إيران والعراق، وذلك منذ نهاية العام الماضي.

زيارة الأربعين: الطريق “غير ميسّرة” أمام شيعة البحرين والسعودية

مع تخفيف قيود السفر التي فرضت لمنع تفشي وباء كوفيد-19، عادت التجمعات الدينية الكبرى حول العالم للانتعاش، بعد سنتين من الحظر على ملايين الراغبين بأداء شعائر جماعية، وتعثر قطاع السياحة الدينية بشكل ملحوظ.

زيارة الاربعين
زيارة الاربعين

ذكرى أربعينية الحسين من المناسبات الدينية الكبرى عند المسلمين الشيعة، إذ يتوجه الملايين إلى مدينة كربلاء العراقية، لزيارة ضريح الإمام الحسين بن علي، والمشاركة في مواكب ضخمة، يصادف موعدها هذا العام 17 سبتمبر/ أيلول.

في السنوات السابقة للوباء، كان توافد الزوّار إلى العتبات المقدسة في العراق يوصف بأنه “أكبر تجمّع ديني وأكبر مسيرة راجلة في العالم”، إذ يتوجه المشاركون من أكثر من أربعين دولة، قبل الذكرى بأسبوع أو عشرة أيام، لأداء “واجب العزاء”، وزيارة أضرحة أهل البيت.

ليس جديداً القول إن سفر المواطنين الشيعة من الخليج – السعودية والبحرين على وجه الخصوص – إلى المزارات والأضرحة في إيران والعراق، ليس ميسراً تماماً، نظراً للسياق السياسي المشحون بين حكومات الخليج وإيران، وتصاعد التوتر المذهبي السني/ الشيعي في المنطقة العربية خلال العقود الماضية.

الجديد هذا العام، أن كثراً من المواطنين في البحرين والسعودية حزموا حقائبهم، آملين بأداء زيارة الأربعين، بعد تخفيف القيود الصحية، ليجدوا أنفسهم أمام عقبات جديدة، بأنها “أكثر تشدداً من السنوات السابقة”، وبأنها “تضييق صريح على حرياتهم الدينية”.

السفر مسموح بإذن مسبق

في البحرين، أعلن رجال دين بارزون، قبل أيام، عن منعهم من السفر إلى العراق مع بداية موسم الزيارة. وغرّد الشيخ ميثم السلمان عبر حسابه على تويتر معلناً أنه منع صباح الجمعة 9 سبتمبر/ أيلول من مغادرة البحرين، “تحت مسوّغ عدم الحصول على إذن مسبق للسفر إلى العراق من الجهات المعنية”.

زيارة الاربعين
زيارة الاربعين

وتحت العنوان ذاته، أي “عدم نيل إذن سفر مسبق”، لم يسمح لرئيس “المجلس الإسلامي العلمائي” مجيد المشعل، بمغادرة البحرين متوجهاً إلى العراق لأداء زيارة الأربعين.

وكانت “إدارة شؤون الجنسية والجوازات والإقامة” في وزارة الداخلية البحرينية، أعلنت قبل أسابيع عن ضرورة تقديم الراغبين بالسفر إلى العراق “طلب تصريح”، في إجراء وصف بأنه صدر في توقيت قريب من موعد زيارة الأربعين، للحدّ من حركة المسافرين .

وفي حال السفر من دون الحصول على تصريح، يفرض على الزائر البحريني العائد من العراق منع من السفر لمدة أسبوع كعقوبة إدارية.

وقال “مركز البحرين لحقوق الإنسان” إنّ ذلك الإجراء “يقيّد الحريات الفردية والجماعية”، ووصفه بأنه “تمييزي بشكل خاص ضد المواطنين الشيعة”.

في المقابل، أعلنت الحكومة في البحرين خلال سنوات سابقة عن “تفكيك خلايا” وصفتها بأنها “إرهابية”، تلقت تدريبات في إيران والعراق.

كما أن موقع وزارة الداخلية البحرينية يورد سلسلة تحذيرات سفر لعدد من البلدان لأسباب أمنية منها أوكرانيا، ولبنان، واليمن، وسوريا، والعراق، كما يمنع السفر إلى إيران “بسبب فيروس كورونا”.

ويقول طاهر الموسوي، وهو صحافي من البحرين مقيم في الخارج، وقيادي في جمعية “الوفاق” المعارضة، إن هناك “تضييقاً ومتابعة لكل البحرينيين الذين يذهبون إلى العراق. صحيح أن الآلاف يذهبون، لكنهم يتعرضون للتوقيف والمنع”.

لا يوجد خط جوي مباشر بين البحرين والعراق، لذلك يذهب الزوار الراغبون عبر مطارات دبي أو الكويت، ومنها إلى العراق، أو عبر المعابر البرية. ويقول الموسوي: “هناك أعداد كبيرة من الزوار ذهبت من البحرين إلى العراق من دون إبلاغ السلطة، لأنه ليس هنا أي مبرر قانوني لفرض تصريح سفر. في السابق، كان هناك تفهّم لدى المواطنين لظروف تقييد السفر خلال ذروة تفشي الوباء، أما الآن فلا يوجد مبرر”.

وبحسب الموسوي، فإن “أعداداً ليست قليلة ممن يزورون العراق، من رجال ونساء وكبار سن وصغار يتعرضون للتحقيق بعد عودتهم”.

زيارة الاربعين.. الداخلية تعلن ارتفاع أعداد الوافدين لأكثر من مليونين و300 ألف زائر

“برئاسة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري تستمر اللجنة الأمنية العليا لتأمين زيارة الأربعين عملها مع انتشار القطعات الأمنية المكلفة بهذا الواجب في جميع المناطق والطرق التي يسلكها الزائرون نحو كربلاء المقدسة، وسط استنفار كامل للجهد الاستخباري والأمني والخدمي”.

إجازات
إجازات

وأضاف البيان، أن “الجهات المعنية شرعت بإجراءاتها لتسهيل عملية دخول الزائرين من جميع منافذ البلاد وهي (المنذرية- زرباطية- الشيب- الشلامچة- سفوان- مندلي- كركوك- القائم- مطار بغداد- مطار النجف- مطار البصرة) وقد بلغت اعداد العجلات الوافدة 8101 عجلة، فيما بلغ أعداد الوافدين 349334 شخصاً، وبهذه فقد بلغ أعداد الوافدين منذ بداية مراسم الزيارة 2329400 وافداً”.

محافظة واسط تُعطل الدوام الرسمي لمدة اربعة أيام والسبب !