تخطى إلى المحتوى

10 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الاربعاء

10 مقالات عن العراق في الصحف العربية يوم الاربعاء

1 العراقيون يرحبون بعودة الأمريكان!
هيفاء نزكنة القدس العربي

جاء انتشار صور وفيديوهات القوات الأمريكية وهي تتجول متمتعة باسترخائها ببغداد، وبالتحديد في شارع المتنبي، قلب العراق الثقافي، إعلانا رسميا بأن الإدارة الأمريكية، لم تعد ترضى بفكرة التواجد المستور وأنها تصرخ بأعلى صوتها، معلنة عن حضورها العسكري المباشر بالإضافة إلى مرتزقة الشركات الأمنية.
وكانت زيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى بغداد، نهاية العام الماضي، بدون الاتصال أو التواصل أو لقاء أي مسؤول عراقي، هي خطوة رسمية بحرق ذريعة المساعدة والتواجد» كمستشارين ومدربين»، والانتقال إلى مرحلة مطالبة المسؤولين العراقيين بالإقرار بفضل أمريكا في « التحرير» سواء عام 2003 أو 2017، خاصة وأن أمريكا، بمنظور الإدارة الأمريكية، سابقا وحاليا، تدفع الثمن غاليا بأرواح جنودها وأموال دافعي الضرائب. وتأتي المطالبة بدفع التكلفة وإلا… الموجهة إلى النظام العراقي مماثلة لمطالبة أو إنذار السعودية بدفع تكلفة حمايتها وإلا… الرسالة الموجهة إلى عديد دول العالم، تشمل النظام العراقي ومفادها أن هذه الخدمات ليست مجانية والولايات المتحدة الأمريكية ليست جمعية خيرية مسجلة عند هذا النظام أو ذاك.
هذه الشروط الواضحة وأهمها القبول بالحضور العسكري العلني وإعادة فتح المعسكرات وزيادة عدد القوات، وتصريح الرئيس ترامب، منذ يومين، بأننا لن نغادر العراق، يشكل نقلة نوعية في سياسة الولايات المتحدة الخارجية وهي مختلفة عن سياستها أثناء رئاسة باراك أوباما، التي ركزت على استثمار «القوة الناعمة» والعمليات الخاصة والقصف الجوي، والاكتفاء بأكبر سفارة في العالم ومستخدمي الشركات الأمنية الخاصة (المرتزقة) وعدد محدود من القوات العسكرية، كما كانت مسترخية في نظرتها إلى الواقع العراقي كساحة للنزاع أو الاقتتال مع إيران نتيجة توقيعها الاتفاق النووي، الذي قام الرئيس ترامب بإلغائه وإعادة فرض العقوبات عليها، وها هو يقول للعالم (متجاهلا الساسة العراقيين)، إنه يريد مراقبة إيران من القاعدة الأمريكية، باهظة الثمن، من العراق.
فما هو موقف الساسة العراقيين؟ إن إعلان الإدارة الأمريكية عن الحاجة إلى إقامة معسكرات إضافية وشروعها بذلك فضلا عن نشر أو تسريب صور وأفلام العسكريين الأمريكيين في أرجاء مختلفة من العراق، بالإضافة إلى بغداد، أخذ الساسة العراقيين وقادة الميليشيات على حين غرة وأحرجهم لأنه مزق الغشاء الذي طالما تستروا به حول السيادة والنفي المطلق حول وجود القوات الأمريكية. فمن منا لا يتذكر تصريح رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، مؤكدا: «لا يوجد أي جندي أمريكي مكلف بمهمة قتالية في العراق»، في الوقت الذي كانت القوات موجودة في قاعدة القيارة العسكرية الجوية، جنوب مدينة الموصل، ومن منا لا يتذكر تصريح معظم المسؤولين وقادة ميليشيا الحشد بأن الانتصار على مقاتلي «الدولة الإسلامية» (داعش) تم بأيدي قوات الحشد بينما تجاوز عدد غارات التحالف الجوية، بقيادة أمريكا، على مدينة الموصل لوحدها 12 ألف غارة بين يونيو/حزيران 2014 إلى 2017، فقط، وسببت مقتل آلاف المدنيين.
اليوم، تتعالى أصوات السياسيين، بقضهم وقضيضهم، من شيعة وسنة، وبقومياتهم، مشاركين في إطلاق صيحات الوطنية والحرص على «السيادة» والنزاهة.
وبينما تتصاعد حمى الخطاب الشعبوي إلى أقصى درجات التهديد والوعيد عند قادة الميليشيات المدعومة، إيرانيا، والتي باعتراف أبو مهدي المهندس، نائب رئيس ميليشيا الحشد الشعبي، لم تمس قوات الاحتلال الأمريكي سابقا، يسارع الساسة السنة، بمساعدة أجهزة إعلامهم، إلى الترويج بأن العراقيين يرحبون بعودة الأمريكان. ولا يكتفون بذلك، بل هناك من بات يروج لتصريحات «مسؤولين» أو «مصادر مطلعة» أن «الشارع السنّي يرحب تمامًا بالقوات الأمريكية وانتشارها في مختلف المدن والمحافظات السنية».
وإذا كانت ميليشيا الحشد (حسب ادعائها) قد هادنت قوات الاحتلال وسكتت على وجودها بذريعة محاربة الإرهاب أي «داعش»، وانتظر قادتها إلى أن قامت أمريكا بوضع عدد منهم ضمن قائمة الإرهاب، كما حدث للمهندس، فانقلبوا عليها، أو إلى أن بلغتهم الجهة الداعمة ـ إيران، بوجوب تغيير دفة المسار، فإن الساسة «السنة» المشاركين بالعملية السياسية، ومن يدعون تمثيل «الشارع السني»، كما ساسة الأديان والقوميات الأخرى، من أدعياء التمثيل للشعب بعد تفتيته، وجدوا ملاذهم في أحضان التفاوض السري مع المسؤولين الأمريكيين، بذريعة التخلص من النفوذ الإيراني، ليسقطوا أبناء الشعب في هوة «أما… أو» متناسين بانتقائية لا مثيل لها جرائم المحتل الأمريكي ومسؤوليته في مأسسة التمزيق الطائفي والفساد.
إن الاستنجاد بقوات الاحتلال الأمريكي، أو قوات ولاية الفقيه، بعد أن أثبتت الـ 16 سنة الأخيرة، بما لا يقبل الشك، رغبة كل منهما بالدفاع عن مصالحه وحل نزاعاته، على أرض العراق، جريمة لا تغتفر يرتكبها ساسة العملية السياسية على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ضد العراق، ونتيجتها الحتمية تقديم أهله قربانا لصراع ابتلع حتى الآن، حياة ما يقارب المليون مواطن. كما أن النداءات والحركات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح لم تعد ذات فاعلية بل وباتت أداة يتم تسخيرها لصالح النظام وتخفيف الضغط عليه، بحكم توجهها نحو الاحزاب ذاتها المنغمسة بالفساد، خاصة مع هيمنة ميليشياتها على الشارع واختطاف أو قتل كل من يجاهر بالاحتجاج. وإذا كان دعاة «الاحتجاج المطلبي» المشاركين في اللعبة السياسية نفسها قد نسوا اختطاف الناشط جلال الشحماوي، وعدم العثور عليه حتى اليوم، من بين آخرين، ها هم يعاد تذكيرهم بجريمة اغتيال الروائي والباحث د.علاء مشذوب، عصر السبت، في مدينة كربلاء، حيث اخترقت جسده 13 طلقة. والجريمة التي ارتكبها: التذكير بمصاب العراقيين، وأهل مدينته التي عشقها، جراء الطائفية والفساد المستشري.
2 حرية التعبير تغتال بالرصاص في العراق وبالشتم والتهديد في فلسطين نادية عصام حرحش راي اليوم بريطانيا

لا يمكن التغاضي عن حدثين وقعا في نفس التوقيت. اغتيال الكاتب العراقي علاء المشذوب بعد تصريحات أدلى بها ضد الامام الخميني والشيعة، حيث أقدم مجرمون على قتله بوابل من الرصاص اخترق جسده عند عودته الى منزله مساء السبت الماضي.
في فلسطين، وغداة مؤتمر تطبيعي حصل في تل أبيب، وتم تغطية تفاصيله من قبل الصحافية الفلسطينية نائلة خليل، تم تهديد الصحافية وشتمها لما نشرته.
لا أعرف ان كانت حملات المناصرة للصحافية الفلسطينية قد توازى مع فجيعة قتل الكاتب العراقي، مما جعل من الامر أكثر تعقيدا. فبالمحصلة، قتل الرجل من اجل رأي. وان كانت الحرب الطائفية ضد كل شيء في العراق تأخذ مشهدا دمويا شبه يومي، فإن الحرب في فلسطين المنقسمة تأخذ شكلا قد يبدو أقل دموية، فمن يتحكم بالسلاح في الحال الفلسطيني هو إسرائيل، فلم نصل بعد الى تكريس الجريمة المسلحة كعمل ممنهج. ولكن في وضع انقسامنا بين فتح وحماس، وبين فتح الرئيس وفتح دحلان، وبين فتح التطبيع وفتح مقاومة ازرع ليمون ازرع تفاح، وبين فتح العموم وبين كل من يختلف معها، يكفي ان يشعر الانسان الفلسطيني الذي لا ينتمي الى أي من الفتح او من فتح مغضوب عليها بالتهديد الحقيقي، ان لم يكن بالقتل كما حصل في حالة الكاتب العراقي، فهناك من تطال يده لزج المعارض الى غيابات السجون والمعتقلات السلطوية، التي صارت على ما يبدو من تسريب من نجى منها كوصف عبد الرحمن منيف لمدن الملح.
المصيبة الأكبر بما جرى مع الصحافية الفلسطينية تدعو الى اللطم إذا ما تأملناها ولو قليلا. تخيل اننا وصلنا الى مرحلة يتم فيها شتمنا وتهديدنا إذاما تكلمنا عن ظاهرة التطبيع بعين نقدية. على الرغم من ان المقال لم ينتقد ولم ينقض، ولكن صاحبة المقال سردت وقائع الحدث كما سمعت وبلغت. ولا يوجد داعي للتنقيب كثيرا، فأصحاب الحدث اذاعوه ونشروه بالصوت والصورة على صفحتهم. سواء كان الموضوع حل للنزاع او إدارة للنزاع كما عبرت عنه احدى المشاركات الفلسطينيات، التي يبدو انها شعرت بفخ وجودها بهكذا دائرة نقاشية، حيث كانت تأمل بسماع ما هو حل للنزاع.
للحق، فإن أحد المشاركين الإسرائيليين قد فكر في غزة وعبر عن عدم رفضه لمعبر او نفق بين الضفة وغزة بلا تواجد إسرائيلي. يبدو ان الفكرة كانت ريادية فنالت استحسان الحاضرين وتم التصفيق للرجل بحفاوة.
احدى المشاركات الفلسطينيات، وهي شخصية مركزية بالحوار طالبت بعدم دخول الجنود الإسرائيليين الى مناطق الضفة بطرق غير قانونية، ولقد عبر الحاضرون عن هذا المطلب بكلمة ” همجية” لدخول الجنود الإسرائيليون للبيوت الفلسطينية.
ومن مطالب السيدة الفلسطينية كان ضرورة تعليم اللغة العبرية كما العربية من عمر ثلاث سنوات. لأنها على حسب تعبيرها تعاني من عدم معرفتها للغةالعبرية. في حين كان مطلب الإسرائيلي تعليم الأساسيات
للغة العربية للتعامل على الحواجز.
الحقيقة كان من الصعب على ان أكمل في مشاهدة الفيديو الذي نشرته الجمعية (أفكار للسلام) القائمة على هذا الحدث، وهي على ما يبدو ليست جمعية جديدة، وهذا اللقاء لم يكن اللقاء الأول.
شعرت بالحزن على بعض المشاركين الذين تم اقتيادهم لهكذا حدث، وشعرت بالاسى على واقعنا المرير. ففي صفحة مشاركة إسرائيلية عبرت عن بهجتها وارتفاع نسبة الادرينالين لديها بسبب التجمع الذي سيحتضن ثلاثين فلسطينيا وثلاثين إسرائيليا، تقوم تلك الشابة بحملة ممنهجة على صفحتها ومن خلال فيديو هاتها ضد حملة المقاطعة وتصور مباهج الاحتلال وعرابيه من جولدا مئير لجندي على أحد الحواجز يقتل بدون ان ترف عينه.
في المقابل، اختلست العبور الى صفحات منسق (ربما) هذه المجموعة،فعرابي هذه الجمعيات لم يعد هناك داعي للتنبيه عنهم، فهم معروفون ولقد حرقت اوراقهم منذ زمن، فلا يوجد من يعبأ لهم، فيكفي ان يكون اسمهم في مكان ما ليعرف الانسان العاقل فحوى الحدث القائم. ولكن المصيبة في تسييس هكذا اطر، فلم نعد نعرف ان كان الدور الفتحاوي هو دور وطني سياسي. نعرف ان هناك لجنة التواصل التي شكلها رئيس السلطة، ولكن على ما يبدو ان هذه المجموعة تعدت مراحل التواصل الرئاسي، فعن أي لقاء سياسي نتحدث هنا؟ هل هناك فرق باللقاء إذا ما كان سياسي او اجتماعي عندما يقع عبء التعريف عليه بالتطبيعي؟
من جهة، هناك حاجة ماسة للعمل ربما مع المجتمع الإسرائيلي، ربما بالفعل ان من يغير القرار في إسرائيل هو الناخب الإسرائيلي. ولكن عن أي ناخب نتكلم وعن أي اقناع ندلي بوعاء الاخر؟
اللقاءات السياسية معرفة بمن يقوم بها، ولجنة المفاوضات تعيد تكرار إعلانها بفشل المفاوضات. ولجنة التواصل مع تحفظي على مبدئيتها، الا انها تغطى بالفعل بإطار سياسي رسمي. ولكن تحويل هذه اللقاءات لمسمى السياسة بدل التطبيع لن ينطلي على عقل بلغ للتو.
وبما انني ادافع عن حرية الفكر والرأي، فهؤلاء احرار بتوجهاتهم نحو التطبيع او التطقيع. وليدافعوا عما يقوموا به تحت اسمه: انه تطبيع وتطبيع كارثي! ولكن اتحفظ بالقول انه لا يزال من الصعب على ان افهم كيف يدعو فلسطيني عبر صفحته او صفحتها الى قدس عربية محررة وفي نفس الوقت يجلس ليستجدي الاحتلال بعض المزايا امام علم إسرائيلي وسمي أنفسنا وطنيين.
وما من شك ان هؤلاء يدمرون العمل الحقيقي الذي يمكن ان يكون مع الإسرائيليين الذين يبغون بالفعل حلولا عادلة للفلسطينيين. ولكن أولئك لا يتمكنون من تجنيد موارد ومحاربون من قبل الدولة الصهيونية واللوبيهات الصهيونية. لا علاقة لهم من قريب او بعيد بعرابي هكذا منظمات.
افهم رغبة الإسرائيلي بالاغتناء من الصراع والتغني بشعارات يعرف انها لن ترجع ارض ولن تعطي حق. ولكني، وبإقرار ساذج، لا أستطيع ان افهم كيف لفلسطيني يذوق مرارة الاحتلال مع كل نفس ان يقبل ان يعتش على بعثرة القضية وحصرها فيما ينفع الاحتلال ويستمر بإعطائه الشرعية.
3 لماذا يمكن القول بان تصريحات ترامب عن بقاء طويل للقوات الامريكية في العراق لمراقبة ايران سيسرع في انسحابها؟! محمد النوباني راي اليوم بريطانيا
لا يختلف إثنان على ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب هو شخص أحمق فإذا كتبت على محرك جوجل كلمة أحمق تظهر لك على الفور صورته،،ولكن يخطئ من يعتقد بأن ظهوره المفاجئ و فوزه على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون وصوله بالتالي الى سدة الرئاسة وأستمراره في حكم دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية رغم كل فضائحة المالية والجنسية والأخلاقية كان يمكن ان يحصل لو أن بلاده لا تعاني من ازمة بنيوية حادة لا فكاك منها ألا بإنكفائها الى الداخل وربما بعد ذلك تفككها وإنهيارها من ناحية ولو لم يكن له مستشارين يوجهونه من ناحية ثانية… فهو بهذا المعنى ليس نبتا شيطانيا بقدر ماهو نبتا طبيعيا لأمبراطورية سادت لفترة معينة من الزمن وحان وقت افولها بسبب ظلمها وتراجع مكانتها الاقتصادية وظهور قوى مناوئة لسياساتها على المستوى الكوني في طريقها للتفوق عليها والحلول محلها في قيادة العالم مثل روسيا والصين في اطار عالم متعدد الأقطاب.
وعلى المقلب الاخر فقدكان ظهور ترامب والترامبية بمثابة هدية من السماء لكل من يعارض سياسة الهيمنة الامريكية على العالم ويسعى الى التحرر منها.، فالرجل فاسد بامتياز وكاذب بوضوح ولا اخلاقي حتى نخاع العظم ومتوحش وعدواني ويتنصل من الاتفاقات التي ابرمتها بلاده مع حلفائها وخصومها على حد سواء واخرها خروجه من معاهدة الصواريخ متوسطة المدى مع روسبا ومن الصعب توقع ما سيتخذه من قرارات حيث يمكن ان يبدل موقفه في اليوم الواحد اكثر من مره ولذلك فانه ادخل الولايات المتحدة الامريكية في صراع مع معظم دول العالم بما فيها تلك الدول الحليفة والصديقة والتابعة.
وأكثر من ذلك فهو لم يحاول اخفاء او تجميل الوجه القبيح للامبريالية الامريكية كما كان يفعل اسلافه من الرؤساء الامريكيين الذين كانوا يحاولون تغليف سياساتهم الاجرامية والعدوانية بحق الشعوب المظلومة بجمل وعبارات مضلله مثل الدفاع عن مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان ومحاربة الأرهاب ومواجهة محور الشر وغير ذلك من الاكاذيب. بكلمات اخرى فإن ترامب لم يترك مجالا لحلفائه وعملائه على حد سواء هامشا للاستمرار في تضليل شعوبهم تحت اي عنوان كما في حالة تخليه عن حل الدولتين لتسوية القضية الامريكية ولعبة الوسيط النزيه واعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية اليها. ووصفة للسعودية بالبقرة الحلوب ….الخ.
وأذا ما اخذنا التصريحات الاخيرة لترامب اول من امس عن نيته إبقاء القوات الامريكية في العراق لمراقبة أنشطة ايران ومنعها من الحصول على أسلحة نووية على حد تعبيره نموذجا فأن الاعتقاد يساورني بان الهدف من اطلاقها لم يكن البقاء في العراق وانما الهرب منها بعد قراره الأنسحاب من سوريا.ومفاوضاته مع طالبان للانسحاب من افغانستان. ولتوضيح ما اقول فإن ترامب عندما يتحدث بهذا الوضوح ودون مواربة عن الهدف من أبقاء القوات الامريكية في العراق بعد ان كان يدعي ان سبب وجودها هو محاربة داعش وبانها ستغادر بعد انجاز المهمة ، في بلد توجد فيه قوى سياسية كبيرة وتشكيلات عسكرية مسلحة بشكل جيد موالية لايران فانه يريد ان يقول لتلك القوى والتشكيلات هددي وتوعدي بضرب الوجود الامريكي في العراق لكي اعزز موقفي المطالب بعودتها من العراق على جناح السرعة.
ومما يعزز هذا الاعتقاد ردود الفعل الشاجبة والمستنكرة لتلك التصريحات في اوساط فصائل المقاومة العراقية وصلت ذروتها في اعلان الناطق بأسم كتائب حزب ألله العراق جعفر الحسيني بأن تلك الفصائل ستكسر يد تلك القوات الامريكية في حال امتدت الى ايران او سوريا انطلاقا من الاراضي العراقية مؤكدا بان صبر المقاومين لن يطول في حال عدم سحب ترامب لقواته والغاء الحكومة العراقية للاتفاقية الامنية المعقودة مع واشنطن.
وباختصار فإن تصريحات ترامب سوف تضعف الاتجهات الموالية لواشنطن في العراق وتقوي الاتجاهات المناوئة لوجودها في بلاد الرافدين باعتبارها قوات احتلال.
4 13 رصاصة مقابل كلمة
فاروق يوسف العرب بريطانيا

ما بين كامل شياع في 2008 وعلاء مشذوب في 2019 تمتد خيوط جريمة لم تكتمل بعد فصولها وقد لا يسدل الستار عليها في مدى زمني منظور. فالمثقف في بلاد الرافدين محاط بحشد من القتلة المحترفين الذين يضعون أيديهم مباشرة على الزناد وهم يحصون أنفاسه في انتظار كلمة نزيهة، تكون بمثابة إعلان لتنفيذ حكم إعدام صادر سلفا في حق الثقافة والمثقفين في بلد، تحكمه أحزاب أصولية متطرفة ترى في المثقف صورة العدو الخطير الذي يشكل وجوده فضحا لمشروعها الظلامي في التجهيل والإفقار والإفساد ونشر ثقافة الموت والكراهية.
لذلك فإن تصفية الروائي مشذوب أمام بيته بكربلاء في ليل عراقي طويل تتخذ طابعا رمزيا مزدوجا. فهي من جهة رسالة مفرطة في العنف والقسوة توجهها الميليشيات الإيرانية إلى المثقفين العراقيين من أجل أن يلوذوا بصمت مذل حفاظا منهم على حياتهم، وهي من جهة أخرى إعلان لا لبس فيه عن حالة العزلة التي يعيشها المثقف العراقي وهو يتلفت باحثا عن حماية لن يجدها بعد أن استضعفت الميليشيات المجتمع وقطعت صلته بالعصر الحديث وأصواته التي يمثلها المثقفون.
عام 2008 قُتل كامل شياع وعجزت الأجهزة الأمنية عن العثور على قتلته بالرغم من أنه كان يحتل منصبا رفيعا في الدولة وكانت تلك الجريمة التي لم تقع بالصدفة إيذانا ببدء عمليات تصفية تعرض لها مثقفون وناشطون سياسيون عراقيون، أشهروا معارضتهم لمشروع الدولة الدينية الفاسدة الذي تنفذه الأحزاب الحاكمة برعاية إيرانية وحماية مباشرة من قبل الميليشيات، وكان مشذوب آخرهم.
الروائي والأكاديمي المتخصص بالسينما اغتيل في شارع رئيسي يحظى يتواجد أمني كثيف وسط مدينة كربلاء. وهو ما يشير إلى تواطؤ مكشوف بين الأجهزة الأمنية والقتلة الذين ينتمون إلى واحدة من الميليشيات التي لا تخفي تهديدها بالقتل لكل من تسول له نفسه الاقتراب من مسألة الهيمنة الإيرانية على العراق. لذلك فإن استنكار الحكومة العراقية للحادث ما هو إلا محاولة للتضليل والتنصل من المسؤولية. فلائحة الأسباب التي تقود إلى العقاب خارج نطاق القانون باتت معلنة، ومنفذو التصفيات في الشوارع صاروا معروفين من غير أن تملك الدولة الرغبة في ملاحقتهم أو إيقافهم على الأقل عن ممارسة جرائمهم البشعة.
ولن يكون من باب التكهن القول إن الدولة القائمة على الفساد هي أول المستفيدين من صمت المثقفين وهو هدف التصفيات. فليس هناك خلال تعامل الحكومات العراقية المتتالية منذ 2003 مع المثقفين ما يشير إلى رضاها عما يفعله القلة منهم ممن وضعت نفسها كما يُقال في وجه المدفع. وإذا ما كانت الدولة قد غضّت الطرف في بعض الأحيان فلأنها تعرف أن تلك القلة قد أدخلت نفسها في متاهة انتحارية ستكون كفيلة بالقضاء عليها.
وبذلك تكون الدولة مسؤولة بشكل كامل عن الوضع الإنساني المتردي الذي يعيشه المثقفون العراقيون بين سندان العزل والقهر والخوف ومطارق الميليشيات الجاهزة للضرب وبقسوة في أي لحظة.
علاء مشذوب الذي أصدر أربع روايات وثلاثة كتب قصصية وله عدد من الدراسات الفنية والتاريخية وهو أستاذ جامعي لا تقع مسؤولية قتله على مجرمي الميليشيات الذين نفذوا في حقّه حكم الإعدام مباشرة فحسب، بل وأيضا على الدولة التي تقف عاجزة عن حماية المجتمع الذي وثق بها وعلى المجتمع الذي ارتضى أن يكون أمره رهين إرادة قطاع الطرق. العراق بمقتل علاء مشذوب يبدو أكثر فقرا في خياله ونزاهته.
#من_التالي “فوضى الوطن” تغتال علاء مشذوب في كربلاء
5 الخميني وأزقة النجف ووزارة الثقافة بيد ميلشيات علاء مشذوب
الايام البحرينية

وأنا أكتب هذه الكلمات شعرت قبل القارئ اللبيب بحساسيتها كونها تنبئ بنهايتي المتوقعة، وولادة مشروع وطني جاد حاد النقد، خاصة وهو يشرح بدراية وفهم للواقع المليشياوي الذي سيطر وتجبر على وطني العراق الجريح، ليتناول اشكالات السياسة الطائفية التي برع بها قادة المليشيات بلباسهم الإجرامي بعصائب ويلكات وجواريب وأتكات وستيانات وشورتات عواهرهم، ممن يطلقون شعارات تدعو للحق، والحق أنها لا تعدو هتافات بنات الليل وهن يتسكعن سكرانات في شوارع محمد علي وأبو نؤاس، ويلبسن عصائب ملونة ومزكرشة، تارة يسترن بها عوراتهن وتارة يسمحن لصبية العوالم ممن ينسبون أنفسهم ظلماً لأهل الحق بالتلويح بها في إشارة بارزة يسمح بها لسماسرة البغاء (الكواويد) بالترجل والمبيت وإشباع رغبات زبائنهم.
واليوم في عراق الشرف تستشري ظاهرة بيع الشرف وهي مقيتة، أبطالها رؤساء عصابات باعوا شرفهم الشخصي وايضاً شرف نسائهم وبناتهم الى وليهم السفيه المعمم الأعضب وجلاوزته وراحوا يأسسون للملالي وجرذانهم القواعد حتى يناموا فيها ويمرحوا ويشبعوا، وينشروا أمراض الحشيشة والترياق والمتعة بين حواري كربلاء والنجف على وجه الخصوص متعمدين!! وحتى يختنق العراقيون بفقرهم وعوزهم وحرمانهم ويفترشوا الصرائف والزرائب والطولات!! ويُهَجروا في أيام تناحر المليشيات وسياسييها، ويسكنوا الصحاري والبراري والسهول، هرباً من قتل وسلب ونهب واغتصاب هذه العصابات التي بجرمها أضحت قاتلة بكل معنى الكلمة، فقتلت الأمان والحرية والحب بنهجها القمعي المتخلف الذي ينص على تكبيل العراقيين برؤى ساسانية متعصبة ومتخلفة وقمعية
والطامة أنهم يرومون التسلط على أعلى منبر ثقافي في عراق الثقافة والأدب وهو (وزارة الثقافة)، وهم لا يفقهون غير ثقافة الخطاب الطائفي والكراهية والخيانة والتبعية للفرس المجوس، يدعون الإيمان الديني وهم جهلة بالدين وهو منهم براء، فلا شرف لهم ولا صدق ولا مروءة، لا هَمَ لهم إلا نشر مهارات التقاطعات والتناحرات بين الناس حتى يدخلوا الفرح بقلب الجزار قائد جندرمة المجوس سليمانهم ووليه ووليهم السفيه، حتى جعلوا العراق ساحة حرب لمليشياتهم وعصاباتهم بجشعهم الرهيب، ومتاجرتهم بأرواح الناس، وصارت هذه الأرواح في قانونهم مصادرة ومباحة ومهانة، وبات الغد في عيون العراقيين أملاً مستحيلاً، كونهم عرفوا الموت المجاني على يد عصابات العصائب وغيرها ممن سارت في طريق بيع الشرف.
في الختام أقول ما يقول العراقيون جميعاً لأشباه الرجال في عصائب المستنقع الآسن، نهايتكم قريبة جداً وأقرب مما تتخيلون، وكأننا نراهن على فنائكم ونقول لكم سترحلون وسنبقى..
المقالة التي تسببت باغتيال الروائي الكبير (علاء مشذوب) في كربلاء

6 هل سينجح ترمب في سحب قواته من ساحات القتال؟ مينا العريبي
الشرق الاوسط السعودية

خلال الأسابيع الستة الماضية، أشغل الرئيس الأميركي دونالد ترمب العالم بتصريحات مثيرة للجدل حول مستقبل وجود القوات الأميركية في أكبر ثلاث ساحات قتال لها – في سوريا وأفغانستان والعراق. ليس مستغرباً أن يكرر ترمب تصريحات حول نيته سحب القوات من تلك الدول، إذ عبر خلال حملته الانتخابية عن نيته القيام بذلك مراراً. ولكن اللافت أنه أعلن العمل وليس فقط النية على تحقيق هذه السياسة، على الرغم من انتقادات وتحذيرات من أوساط سياسية وعسكرية مختلفة. فهل سينجح ترمب في سحب القوات الأميركية؟ لا توجد إجابة مباشرة وواضحة لهذا السؤال، خاصة أن كل ساحة لديها تعقيدات مختلفة.
لقد صرح ترمب في مقابلة مع قناة «سي بي إس» الأميركية بأنه يريد إنهاء «حروب اللانهاية» في أفغانستان وسوريا – ولا يمكن لأحد أن يجادله في مبدأ إنهاء تلك الحروب الطاحنة التي استمرت سنوات طويلة من دون جدوى. حرب أفغانستان دخلت عامها الـ18 لتفوق مدتها أطول حرب أميركية في السابق وهي حرب فيتنام. وأما الحرب السورية فبعد 8 سنوات من القتال وشتات السوريين لا يوجد أفق للخروج من الأزمة. ولكن في الواقع، القتال في سوريا وأفغانستان لن يتوقف فقط بسحب القوات الأميركية. يا ليت كان الأمر بهذه السهولة لعمل الجميع على إخراج الأميركيين. وربما على الرئيس الأميركي التعلم من سلفه باراك أوباما الذي وعد خلال حملته الانتخابية عام 2008 بسحب القوات الأميركية من العراق، وفعلا قام بسحب غالبية القوات تحت شعار «إنهاء الحرب في العراق». إلا أن بعد أشهر قليلة بدأت عناصر «داعش» تتجمع واضطرت قوات أميركية للعودة إلى البلاد ضمن تحالف دولي لهزيمتها. كما أن الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران ملأت الفراغ الأمني وتعتبر اليوم من أشد خصوم واشنطن.
في الحالات الثلاث، لا يمكن إنهاء النزاعات المسلحة من دون حلول سياسية جذرية. كما أن دولاً إقليمية ومؤثرة مثل روسيا وإيران وتركيا تنظر بتمعن في الموقف الأميركي للتخطيط المستقبلي.
من اللافت أن تصريح ترمب حول الانسخاب من أفغانستان جاء مع انشغال مبعوثه الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد الذي بات يفاوض عناصر «طالبان» مباشرة. وإعلان ترمب عزمه الانسحاب من أفغانستان أعطى المقاتلين المتشددين نقطة قوة، إذ يعلمون أن الانسحاب هو العامل الأهم بالنسبة للمفاوض الأميركي.
وفي المقابل، تنظر روسيا إلى فرصة لملء جزء من الفراغ الأميركي. وعلى الرغم من أن الوجود الروسي في أفغانستان أقل تأثيراً بكثير من ذلك في سوريا، فإن موسكو جغرافياً أقرب إلى كابل ولديها مصالح متعددة فيها. لذا تستضيف موسكو اليوم نقاشات بين أطراف أفغانية عدة مع طالبان، سعياً للعب دور أكبر في هذا الملف.
وبالطبع، روسيا تنظر إلى سوريا اليوم كدولة ضمن نفوذها السياسي والعسكري، وتنتظر الانسحاب الأميركي. ولكن كلما تأزمت العلاقات الروسية – الأميركية، تزداد الضغوط السياسية على ترمب لئلا يتسرع في الانسحاب من مناطق تستفيد منها روسيا.
وفي خطوة مفاجئة، تحرك مجلس الشيوخ الأميركي الأسبوع الماضي لإصدار تشريع يمنع سحب القوات الأميركية بشكل مستعجل من أفغانستان وسوريا، وهذا تطور لافت بعد أن كان الكونغرس تقليدياً مصدر التشريعات التي تطالب بسحب القوات الأميركية. أما البنتاغون، فأصدر تقريراً هذا الأسبوع يفيد بأن «الأمن تحسن في المدن العراقية ولكن (داعش) ما زال نشطاً في المناطق الريفية في البلاد». وأضاف التقرير الصادر يوم الاثنين أن «قوات الأمن العراقية ما زالت تتكل على دعم كل من الولايات المتحدة والتحالف».
وفي ما يخص العراق، فإن تصريحات ترمب يوم الأحد الماضي بأنه يريد إبقاء قوات هناك لـ«مراقبة إيران.. لأن إيران تشكل مشكلة حقيقية» فيها قدر من الصراحة قلما تلمسه من ساسة واشنطن. فلا يمكن نكران المصلحة الأميركية في إبقاء قوات قريبة من خصمها الأشد في المنطقة. ولكن في الوقت نفسه، لم تكن القوات الأميركية قادرة على صد النفوذ الإيراني في البلاد خلال السنوات العشر الماضية.
اجتماع واشنطن للدول الأعضاء في التحالف لدحر «داعش» يوم الأربعاء سيسلط الضوء على أهمية التحالف والإبقاء على الاستراتيجية الدولية لدحر الجماعة الإرهابية. سيكون من الصعب على الإدارة الأميركية مواجهة الدول الـ78 الأخرى الأعضاء في الحلف والقول بأن خطر «داعش» قد تراجع – خاصة مع تقرير وزارة الدفاع الأميركية.
لا يمكن نكران تأثير الضغوط الداخلية على السياسة الأميركية تجاه تلك الحروب. آخر استطلاع للرأي لشركة «يوغف» أفاد بأن 61 في المائة من الأميركيين يؤيدون الانسحاب من أفغانستان. ولكن الوضع مختلف في ما يخص سوريا، إذ وجد استطلاع رأي «راسموسن» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن 47 في المائة من الأميركيين ضد الانسحاب المبكر من سوريا، بينما 37 في المائة يؤيدونه. ومن اللافت أن 16 في المائة من الذين شاركوا في استطلاع الرأي لم يحسموا موقفهم من ذلك.
ويبدو أن هذه الآراء تصل إلى البيت الأبيض، اذ بعد أسابيع من تصريح ترمب بأنه ينوي الانسحاب من سوريا، لم يتم ذلك فعلياً بعد. وقد عدل الجدول الزمني من أيام إلى أسابيع إلى أشهر لتنفيذ الانسحاب، بينما الموقف من أفغانستان يشير إلى أن واشنطن على عجلة لإنهاء الحرب، وبحسب جدول زمني واضح: انتخابات الرئاسة المقبلة لعام 2020 التي بدأت فعلاً الحملة الانتخابية لها من الآن. وإذا استطاع ترمب أن يعلن أنه أنهى حرب أميركا الأطول، سيكون ذلك شعاراً مهماً أمام الشعب الأميركي. أما الوضع في العراق وسوريا، فبات مرتبطاً مباشرة بإيران، التي تعتبرها إدارة ترمب الخصم الأول في منطقة الشرق الأوسط، وذلك يجعل من عملية الانسحاب أكثر تعقيداً.

7 كيف تصبح ديموقراطياً في سبعة أيام؟!
سلطان البازعي الحياة السعودية

يقول الديبلوماسي السنغافوري البروفيسور كيشوري ماهابوباني: «عمر الولايات المتحدة الأميركية لا يتجاوز 240 سنة، ومع ذلك يجرؤ الأميركيون على إطلاق الأحكام على الصين التي تمتد حضارتها إلى 2400 سنة».كان الرجل يتحدث أمام منتدى فكري نخبوي في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية وكأنه يريد أن يقول لهم: «ألا تستحون؟!».لم يكن فجّاً في خطابه، لكنه كان صريحاً حين قال لهم: «بينما يعيش الصينيون أفضل 30 سنة في تاريخهم يأتي الأميركيون ليقولوا لهم يجب عليكم أن تغيروا من نظامكم السياسي وأن تكونوا دولة ديموقراطية مثلنا»، ويمضي شارحاً أنه بينما لا زالت الصين محكومة من قبل الحزب الشيوعي نفسه منذ عام 1949 وسيظل الحزب نفسه يحكمها في الأعوام القادمة، فإن الذي لا يدركه الغرب أن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين تغير بشكل جذري في الـ30 عاماً الأخيرة، ما أحدث هذه الطفرة الاقتصادية والتقنية الهائلة، وأنه بينما لم يتغير شيء في مجال الحريات السياسية فإن الحريات الشخصية للناس في العمل والتنقل والسكن والمعيشة والسفر قد تحولت بالكامل، ودلل على ذلك بالإشارة إلى أن 120 مليون صيني يغادرون الصين في كل عام للسياحة وأن هؤلاء جميعاً يعودون إلى بلادهم، ولم يكونوا ليعودوا لو أنها لا تزال محكومة بالقبضة الماوية الستالينية نفسها التي سادت في الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، وأنهم لربما انضموا إلى المهاجرين الأوائل الذين هربوا في الخمسينات من ثورة ماو تسي تونغ وأسسوا أحياء صينية في كثير من المدن الغربية الكبرى تعرف باسم «تشاينا تاون»، يقصدها محبو الطعام الصيني وتصورها الأفلام الأميركية بأنها مرتع للعصابات وتجارة المخدرات.
لكن الصينيين اليوم تجدهم في كل مكان في العالم سيّاحاً أثرياء ينفقون بسخاء، أو رجال أعمال مستثمرين في أسواق الأسهم وتجارة العقار، وأنهم بينما يجادلهم الغرب حول الحريات السياسية وحقوق الإنسان تجدهم يرسلون سفنهم لاستكشاف الفضاء مسابقين للأميركيين والروس والأوروبيين، ويفكرون في إضاءة مدنهم بشمس صناعية معلقة فوق الغلاف الجوي لتعكس أشعة الشمس في الليل، ويظهر منهم رجل أعمال عبقري ضئيل الحجم اسمه جاك ما يؤسس امبراطورية مالية وتقنية اسمها «علي بابا» تنافس أمازون، ويديرون ظهرهم لكل شركات التقنية الأميركية الكبرى فيسبوك وتويتر وغيرها، ويطورون بدائلهم الخاصة بهم، كما يؤسسون «هواوي» شركة الاتصالات المتنقلة العملاقة لتنافس على تطوير اتصالات الجيل الخامس بقوة، جعلت الولايات المتحدة تتهمها بالتجسس وتحرض حلفاءها على محاصرة الشركة، بل إن كندا استجابت لطلب أميركي واعتقلت واحدة من كبار المديرين التنفيذيين للشركة الصينية.
ويختم الديبلوماسي السنغافوري حديثة بالقول بأن الصينيين رأوا ماذا فعلت «الديموقراطية الفورية» بروسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فقد انهار الاقتصاد وانخفضت معدلات الأعمار وارتفع معدل وفيات الأطفال وزادت معاناة المواطن الروسي، ثم يقول مخاطباً الأميركيين: «لقد اعتدتم خلال 200 عام على أن تملوا على العالم ما تريدون، وأنا أقول لكم اليوم أن العالم لم يعد يريد أن يسمع منكم أحكاماً، فمن حق الصينيين وغيرهم من الشعوب أن يطوروا نظامهم السياسي بطريقتهم الخاصة وفي الوقت المناسب لهم».
وربما لا تكون روسيا هي المثال المناسب هنا، فقد تمكّن رجل المخابرات القوي فلاديمير بوتين من استخدام اللعبة الديموقراطية ليحكم قبضته على الحكم، ويحافظ على هيبة بلاده ودورها في الساحة الدولية، لكني لو كنت مكان البروفيسور ماهابوباني لكنت استخدمت العالم العربي مثالاً، إذ شاهدنا ما فعلته خلطة «الديموقراطية سريعة التحضير» التي أتت بعد التدخل الأميركي المباشر في العراق، أو بإحداث الفوضى الخلاقة في ليبيا على سبيل المثال، وبالتأكيد فإن المثال اللبناني الممتد منذ الاستقلال من الحماية الفرنسية لم يخلق «جنة الديموقراطية» الموعودة، وهو الحلم المقابل لحلم «جنة البروليتاريا» التي بشرت بها الشيوعية.
والصحيح أيضاً أن النموذج الغربي للديموقراطية، وإن كان يبدو ألا بديل له الآن، فإنه لا يخلو من الخلل الواضح حتى في أعرق الدول ممارسة برلمانية، فالمؤسسات الديموقراطية لم تمنع السترات الصفراء في فرنسا من النزول إلى الشارع للمطالبة بما رأته حقاً لها في إدانة واضحة لكامل الممارسة الديموقراطية التي توصل تحالف أصحاب المصالح إلى كراسي الحكم.
المثير أن الديبلوماسي السنغافوري يأتي من دولة فيها أنموذج متقدم للحكم الرشيد الذي يرعى حقوق الإنسان ويسعى لتقدمه، وهو أنموذج برلماني ناجح على رغم تعدد الإثنيات والديانات، لكنه مع كل ذلك يوجه هذا النقد الحاد للغرب، ويطالب بإعطاء الشعوب فرصتها لتطوير نماذجها الخاصة المناسبة لها، ولعل الرسالة الأكثر أهمية في حديثه هي أن الديموقراطية ليست غاية بحد ذاتها، وإنما هي وسيلة لتحقيق الرخاء والتقدم للشعوب، ولا يجب أن تكون الدعوة إليها وسيلة للسيطرة والإلهاء، لكن كثيراً من مثقفينا العرب ينجرفون مع تيار الضغوط الغربية ويطالبون بالديموقراطية الفورية سريعة التحضير، وكأنهم كلهم قرأوا كتاب «كيف تصبح ديمقراطياً في سبعة أيام».
8 مستقبل يبعث على التفاؤل.. فهل تستغل الحكومات الفرصة؟ حسين هزاع المجالي الراي الاردنية

ثمة مؤشرات تدفع على التفاؤل بالمستقبل الأردني بعد أن عانى خلال الفترة الماضية من ضغوط كبيرة أثرت على الواقع الاقتصادي والمعيشي.
وإن كانت العوامل التي أثرت سلبا على الاقتصاد باتت معلومة للغالبية والتي منها موجات الربيع العربي وإغلاقات الحدود وما نتج عنها من ضعف التصدير إضافة إلى انقطاع الغاز المصري وارتفاع كلفة فاتورة الطاقة.
إلا أن بعض تلك العوامل بدأت تشهد انفراجة ما سينعكس على الاقتصاد الوطني بكل تأكيد، ومنها التطور الحاصل في العلاقة مع الشقيقة العراق والتوقيع على سلسلة من الاتفاقيات والتي جاءت نتيجة الزيارة الملكية مؤخرا.
وأيضا، على صعيد الطاقة، وهو التحدي الأبرز الذي واجهناه، فإن مؤشرات التفاؤل بدأت مع عودة ضخ الغاز المصري، إضافة إلى اتفاقية التزود بالنفط العراقي، والسير قدما بملف الأنبوب النفطي الذي يصل العراق بالأردن، فضلا عما لدينا من مشاريع وطنية كالطاقة المتجددة التي يجب التوسع فيها وطاقة الكهرباء المنتجة من الطاقة النووية التي يجب استكمالها لتكون مشاريع وطنية تساعد على توفير طاقة الكهرباء والتخفيف على الفاتورة النفطية التي أثقلت كاهلنا خلال الأعوام الماضية.
تلك المؤشرات الإيجابية، تجعلنا متفائلين بالمستقبل، غير أنها تحتاج إلى الكثير من العمل لتنتقل من مجرد مؤشرات إلى تحسن ملموس ينعكس على الاقتصاد الوطني ويشعر به المواطن، وهذا ما هو مهم.
إذ، لا معنى لأي تحسن على الواقع الاقتصادي إن لم يشعر به المواطن الذي تحمل الكثير خلال السنوات الماضية، وهذا التحسن لا يجب أن ينعكس فقط على الأسعار بل لا بد أن يساهم في زيادة معدلات تشغيل المتعطلين عن العمل، باعتبار البطالة تحد يؤرق الجميع.
وزيادة التشغيل يأتي عبر التوسع في تشجيع الاستثمار الأجنبي، عبر اتخاذ سلسلة من الإجراءات العملية التي تغري المستثمر حقا للاستثمار في بلادنا.
إن الأمن والأمان، قيمة عظيمة بالنسبة للمستثمر، غير أن التجربة أثبتت أنها ليست المعيار الوحيد الذي يبحث عنه المستثمر، والدليل أن بلادنا والحمد لله واحدة من أكثر البيئات استقرارا وأمانا في المنطقة، غير أن حركة الاستثمار ما زالت دون المأمول.
فثمة عوامل مختلفة تشكل معوقات أمام قدوم المستثمر الأجنبي، منها ارتفاع كلفة فاتورة الطاقة، وارتفاع كلفة أجور العمالة بالمقارنة مع بعض الدول المحيطة، فضلا عن عدم الاستقرار التشريعي لدينا، اذ ليس من المعقول أن يتم فتح قانون الضريبة مثلا مرات عديدة خلال سنوات قليلة، فهذا ما يربك المستثمر ويجعله غير قادر على وضع خطط طويلة الامد لتنمية استثماره.
إن معالجة مشكلة ارتفاع تكلفة العمالة يكون عبر تحسين مستوى المعيشة للأردنيين، عبر تخفيضات جريئة للضرائب غير المباشرة، وتخفيضات على بعض الرسوم، بحيث تزداد القدرة الشرائية لدى المواطن، وهو ما يجعله قادرا ولو بالحد الأدنى على تكييف نفقاته مع ما يأتيه من دخل، وذلك من شأنه أن يساهم في تحريك الأسواق ويبعدها عن حالة الكساد.
تشجيع الاستثمار أيضا يحتاج الى قرارات حكومية جريئة وشفافة تقضي على البيروقراطية وتقدم تسهيلات للمستثمرين، وتكون تلك التسهيلات قادرة على المنافسة مع ما تقدمه بعض دول الإقليم من إغراءات، وذلك لانها تعي مدى قيمة الاستثمار الأجنبي ومدى قدرته على تحسين واقع الاقتصاد الوطني بما يدر على الخزينة وبما يساهم فيه من تشغيل الأيدي العاملة والتخفيف من تحدي البطالة والفقر.
المستقبل اليوم واعد أمامنا، وهو ما يحتم علينا استغلال الفرصة المتاحة وعدم التردد في اتخاذ المناسب من القرارات، وهذه الفرص يدعمها الانفراجة التي يشهدها الإقليم سواء على صعيد الملف السوري الذي يشهد تقدما إيجابيا أسفر عن فتح الحدود بين دولتينا والعودة التدريجية للتبادل التجاري بالإضافة إلى أن قطاعات مهمة لدينا مرشحة للاستفادة من مشاريع إعادة الإعمار.
هذا جانب، ومن آخر، فإن الزخم الذي شهدته العلاقة مع الأشقاء في العراق والذي تجسد بالزيارة الملكية من شأنه أيضا أن يساهم في زيادة معدلات حركة التجارة البينية وأن يعالج بعض الملفات الاقتصادية المهمة التي تعود بالفائدة على اقتصاد بلدينا.
كل تلك المؤشرات، بالإضافة إلى تحسن الواقع الأمني في العراق وسوريا يدفع إلى تعزيز حالة الأمن والطمانينة التي نعيشها في الأردن، وهو ما يعد حافزا مهما لنمو الاستثمارات وهذا ما يجب أن لا نفرط به أبدا، فالفرصة متاحة أمامنا ولا يجب أن نتخلى عنها أو التردد في المضي قدما ليصبح التفاؤل بالمستقبل أمرا واقعا وملموسا من جميع النواحي، هذا فضلا عن الحظوة الأردنية لدى الأشقاء في الخليج العربي الذي تعتبر بلادهم مقصدا مهما لمواردنا كوادرنا البشرية.
والتفاؤل بالمستقبل لا ينحصر فقط بالجانب الاقتصادي فحسب، وإن كان مهما وضاغطا في هذه المرحلة، بل إنه يتعدى ذلك إلى المستوى السياسي الخارجي والداخلي.
فيما تعلق بالخارجي، فإن التحدي الذي كان قائما فيما تعلق بصفقة القرن يبدو أنه بدأ بالتلاشي بالتأجيلات الأمريكية المتكررة للإعلان عن موعد اطلاقها، حتى بات الكثيرون يقولون إن حكومة إسرائيل باتت غير متحمسة للصفقة لاعتقاد لديها أنها لا تلبي طموحها، وفي الوقت ذاته يرفض الفلسطينيون ما رشح عن الصفقة باعتبارها تلغي حقهم في الحصول على ما نصت عليه اتفاقية السلام وملحقاتها.

وفي الواقع، فإن الجهد الملكي كان واضحا وحاسما في هذا الملف على وجه التحديد بما أظهره من صلابة في الموقف الرافض لإعلان الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لإسرائيل، وفي حراكه الإقليمي والدولي لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية باتجاه عودة المفاوضات إلى مسارها عبر خيار حل الدولتين. وهذا من شأنه أن يخفف الضغط على الأردن باعتبار القضية الفلسطينية قضية أردنية داخلية.
أما ما تعلق بما هو داخلي، فإن عملية الإصلاح لم تتوقف، غير أن التحسن في الواقع الاقتصادي من شانه أن يعطيها زخما أكبر، لنكون أمام قانون انتخاب جديد وطموح ينبثق عنه برلمان سياسي لا يتجاوز عدد النواب فيه على ثمانين نائبا، في وقت بات من الضروري جدا إجراء تعديلات على قانون اللامركزية لتفعيل دورها أكثر بتحديد مهام نائب اللامركزية بشكل أوضح لفك الشراكة في الخدمات بين نائب اللامركزية ونائب مجلس النواب، الذي يجب أن يظل الأخير متفرغا للرقابة والتشريع.
غير أنه يبقى على الأحزاب مهمة في تحسين صورتها وأدائها بحيث تكون مؤثرة في المشهد السياسي وقادرة على الوصول إلى المجالس المنتخبة، وهذا لا يكون إلا بخطوات جريئة باندماج بعضها البعض لنكون أمام عدد محدود من الأحزاب لكنه ذا أثر كبير وفاعل في المشهد السياسي، إذ لا معنى للكثرة إن ظلت من دون أثر أو ظل أثرها وفعاليتها محدودة.
وفي هذا الجانب، فإن إجراء تعديل على قانون الأحزاب بات ملحا، وتحديدا ما تعلق بملف الدعم الحكومي، الذي يجب أن يتوجه إلى الأحزاب الفاعلة والقادرة على إيصال ممثلين عنها إلى المجالس المنتخبة، لأنه من غير العدل دعم الجميع دون أن يكون للكثير دور واضح في تنمية الحياة السياسية والحزبية.
أقول إن الفرص متاحة أمامنا لتحسين واقعنا وأن المستقبل واعد ويبشر بالخير، لكن نحتاج إلى الكثير من العمل الجاد حتى نحول تلك الفرص إلى واقع ملموس.
9 أنجزوا الصحراوي قبل الاتفاق مع العراق!
د. مهند مبيضين
صحيفة الدستور الاردنية
الانجاز في الطريق الصحراوي بطيء، والموت أكثر وفي ازدياد، وقد قامت الحكومة بطرح عطاء مراحل منه تم تنفيذها، وثمة احساس بأن الطريق سيأخذ وقتا طويلا حتى نصل إلى الاكتمال، وما قامت به الحكومة من جهود لجلب التمويل والذي هو جزء من منحة خليجية لا يساوي أو يماثل الانجاز على الأرض.
هناك حوادث باستمرار وارواح تذهب واصابات، صحيح أن مصدرها السرعة وانعدام التقيد بقواعد المرور في كثير منها، لكن نحن نتحدث عن حالة الطريق بشكل عام والتحويلات التي وضعت والتضييق الذي أصاب الجزء المفتوح منها.
لا يرى الناس أن المشهد القائم على الصحراوي لائق، وفي ظل الحديث عن عودة العلاقات مع العراق وتسهيل الشحن من العقبة، إلى بغداد، فإن اعداد الشاحنات في زيادة وبالتالي ضغط أكبر على الجزء الذي تم اصلاحه من الطريق، وأزمات مرورية في الجزء المفتوح والذي يضم مسارين مشتركين.
الصحراوي أمره غريب، هو نهر الاردن الاقتصادي، لكنه نهر غير قابل للسباحة، وبات اليوم عنواناً للموت والـتأخر والإصابات، ومن حق الناس السؤال عن مصيره ومتى ينتهى وما هو الجدول الحقيقي لانجاز ما تبقى؟
لا يختلف الجميع على أن الجزء الذي انجز يعد مقبولاً، وكان يفضل وضع مسرب خاص للشاحنات، لكن الحديث تعثر في طرح البقية الباقية من الطريق هو أمر غير مبرر. والكلفة البشرية والخسائر والإصابات هي كبيرة جداً.
في زمن قياسي حين كان الصحراوي مصدر غضب للناس، استعجلت الحكومة بطرح العطاءات التي انجزت ما عليها، والسؤال اليوم هل مخصصات الطريق المالية محفوظة ام لا؟
حين تقوم الحكومة بسحب كل الوفورات المالية في المؤسسات فإن معنى ذلك أن الايرادات الحكومية في حالة شح، وأن ما هو موجود من توفير ووفر وتقليص نفقات يذهب إلى جهة واحدة هي مالية الدولة، فهل نحن مقبلون على ازمة مالية عنوانها السيولة وبالتالي تأثر العطاءات المطروحة وتأخر الدفع للمقاولين؟
نتمنى أن يسير عطاء الصحراوي نحو الاكتمال، وان ينجز في المستقبل خط مستقل للشاحنات، خاصة بعد الاتفاق مع العراق حيث إن أحد أهم أسباب تدمير الطريق واتلافه هو الشاحنات الكبيرة التي تقتل كل يوم أرواحا جديدة!
10 النفط العراقي ينوّع الخيارات أمام الأردن خالد الزبيدي صحيفة الدستور الاردنية
المسافة بين بيجي العراقية الى مصفاة البترول في الزرقاء هي متقاربة من العقبة الى المصفاة/ الزرقاء، فالنفط الخام ينقل حاليا من ميناء العقبة بالصهاريج الى المصفاة، وبنفس الطريقة والادوات سيتم نقل النفط العراقي الى الزرقاء، فالكلف يفترض ان تكون متقاربة مع بعض الاضافات البسيطة، اي ان خصم 16 دولارا على البرميل الواحد مهم فحصيلة الوفورات قد تصل الى 54.4 مليون دولار سنويا، وترتفع في حال زيادة الكمية المستوردة من العراق خلال الشهور والسنوات المقبلة.
استيراد النفط من العراق اعتمدت عليه مصفاة البترول الاردنية سنوات طوال وهو نفط يتطابق مع كودات التكرير النفطي للمصفاة، كما ينوع النفط العراقي الخيارات امام الاردن في استيراد النفط، ويساهم في تشغيل قطاع النقل البري، ويزيد القيمة المضافة لقطاع النقل والتكرير النفطي، وينعش الطريق البري الاردني العراقي الذي جفت عروقه خلال السنوات الفائتة.
ويتوقع ان تتسارع وتائر العمل على جانبي علاقة التعاون الثنائي وسيكون للربط الشبكي الكهربائي إضافة نوعية بحيث يتم ربط شبكات الكهرباء بين العراق والاردن بما يسمح باستثمار الفائض الكبير من الطاقة التصميمية لتوليد الكهرباء في الاردن، فالمحافظات العراقية تعاني من نقص حاد في الطاقة الكهربائية، وان الحاجة تستدعي اسراع البلدين لانجاز الربط الكهربائي الثنائي ومد شرايين الاقتصاد فالكهرباء والانابيب والطرق الدولية هي من اهم مكونات الاعتماد المتبادل وتعظيم القيمة المضافة للانشطة الاقتصادية.
العراق اليوم بحاجة ماسة لمنتجات بترولية رئيسية في مقدمتها البنزين والديزل، وهذا يشجع القطاع الخاص والعام العراقي والاردني لبناء مصفاة تكرير نفطي في المنطقة الصناعية الحدودية بين البلدين بحيث تلبي احتياجات المحافظات الغربية، فهي قريبة من مراكز الانتاج والتصدير ويمكن مد انابيب لموقع المصفاة بحيث يحسن الاداء الاقتصادي في المنطقة، فصناعة التكرير وان كانت بحاجة لاموال كبيرة الا ان هناك اموالا تبحث عن استثمارات حقيقية ومستدامة الربحية، وهذا ما توفره صناعة التكرير النفطي وشركات توزيع منتجات البترول.
صحيح ان الاردن ليس ضمن منظومة الدول النفطية الا ان تجربة التكرير النفطي المتمثلة بمصفاة البترول الاردنية يشار اليها بالبنان، وهناك شركات اردنية تنشط في المملكة ودول الخليج العربي هي قادرة على المساهمة بهكذا مشروع الذي يوصف بأنه حيوي فالاسواق العراقية بحاجة ماسة له، فالرحلة وان كانت طويلة الا ان الخطوة الاولى قادرة على إحداث فرق حقيقي ليس في قطاع التكرير النفطي والطاقة الكهربائية، فالاعتماد المتبادل هو الخيار الامثل للبناء والرد على ما فاتنا من تقدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد