أفاد مراسل “صحيفة العراق”، اليوم الجمعة، في تقرير خاص ورد لصحيفة العراق يفيد بالقول بأنه سيتم إخلاء بلدة سديروت القريبة من غزة، اعتبارا من يوم الأحد المقبل.
وقالت قناة “كان” الإسرائيلية إن وزراء الحكومة الإسرائيلية وافقوا على خطة لإجلاء سكان بلدات غلاف غزة.
وتمتلك سديروت أهمية كبرى لكونها من أكبر التجمعات الإسرائيلية في محيط غلاف غزة، وتمثل أيضا أقرب تجمع إسرائيلي لغزة إذ تبعد عنه بنحو 1.5 كيلومتر فقط.
وتمتد سديروت على مساحة 5 كيلومترات، وأنشئت عام 1951 على أراضي قرية نجد الفلسطينية، ويقطنها أكثر من 27 ألف نسمة، وهي مزودة بأنظمة ليزر عالية الطاقة للتصدي للصواريخ.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت الخميس ارتفاع الحصيلة الإجمالية لقتلى الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل إلى 1300 شخص، فضلا عن أكثر من 3300 جريح، من بينهم العشرات في حالة حرجة.
حالة من الذعر و الخوف في سديروت
قال مراسل صحيفة العراق إن سكان مدينة سديروت تلقوا أوامر بإغلاق أبواب منازلهم والبقاء في أماكن آمنة بعد مخاوف من تسلل مسلحين إلى المستوطنة.
وقالت بلدية سديروت إن هناك مخاوف من تسلل جديد لمسلحي حماس إلى المدينة.
وكانت مدينة سديروت الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، محورا مهما لمعركة بين مسلحين فلسطينيين تسللوا إليها وقوات إسرائيلية، السبت، في إطار الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس.
ويبدو أن المدينة كانت من أوائل أهداف الحركة، فمنذ الصباح شهدت معارك سيطر فيها مسلحون من حماس على مركز شرطة وسيارات تابعة له.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن عددا من الجرحى سقطوا خلال اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين، عند مركز شرطة سديروت.
وفي بداية الهجوم، قال الجيش الإسرائيلي إن عددا من المسلحين الفلسطينيين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة، وكشفت مقاطع صورها هواة ونشرت على منصات التواصل الاجتماعي ما يبدو أنهم مسلحون داخل سديروت.
أحدث تطورات وتداعيات هجمات غزة
أطلقت حركة حماس عشرات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
أعلن الجيش الإسرائيلي أن عددا من المسلحين الفلسطينيين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة.
أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية باسم “السيوف الحديدية”، ضد حماس في قطاع غزة.
لا تزال المواجهات بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية مستمرة.
إذاعة الجيش الإسرائيلي: إطلاق قذائف مورتر من لبنان على شمال إسرائيل.
فلسطين: حصيلة القتلى في غزة ارتفعت إلى 413 شخصا، الأحد، من بينهم 213 طفلا وإصابة 2300 آخرين.
إسرائيل: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين منذ صباح السبت إلى 700 قتيل فضلا عن أكثر من ألفي مصاب.
المغرب يدعو إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية.
الجيش الإسرائيلي يعلن إخلاء مستوطنات غلاف غزة.
إصابة مستوطن بنيران إسرائيلية
أطلقت القوات العسكرية الإسرائيلية النار على مشتبه به في سديروت قبل فترة قصيرة، وتبين في النهاية أنه من مستوطن من سكان المدينة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، أن تحديدا خاطئا من قبل قوة خاصة إسرائيلية أدى إلى وقوع اشتباكات بين قوتين إسرائيليتين في عسقلان.
وأضاف أن هناك مخاوف من وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية.
صواريخ حماس “أذهلت” إسرائيل.. ما أنواعها وقدرتها العسكرية؟
أعلنت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاق نحو 5 آلاف صاروخ على إسرائيل، خلال عملية “طوفان الأقصى”، التي كشفت عن ثغرات كبيرة في أداء النظام الدفاعي للقبة الحديدية الإسرائيلية التي يعود تاريخ دخولها حيّز الخدمة إلى عام 2010.
ما أنواع تلك الصواريخ وقدرتها العسكرية؟
العملية الجديدة تأتي بعد نحو 21 عاما من إطلاق كتائب القسّام لأول صواريخها “قسّام 1″، محلِّي الصنع، إذ كان مداه لا يتعدى 3 كيلومترات، إلا أن صواريخ العملية الحالية وصلت إلى مسافات أبعد، مثل مدينة الخضيرة التابعة لحيفا، التي تقع على بعد 110 كيلومترات عن قطاع غزة.
كما أظهرت العملية الحالية أن حماس تمتلك أحدث صواريخها “رجوم”، قصير المدى من عيار 114 ملم، إذ نجح في الوصول إلى تل أبيب ومعظم المستوطنات الإسرائيلية، كما تمتلك أنواعا أخرى تم استخدام أغلبها في العمليات السابقة، ومن أبرزها، وفق بعض المنصات والتقارير الغربية:
“قسّام 1″، تم إطلاقه في أكتوبر 2001، باتجاه مستوطنة “سديروت”، وبلغ مداه آنذاك نحو 3 كيلومترات.
“قسام 2″، نسخة مُطوّرة، وأعلن عنه عام 2002، وبلغ مداه من 9 كيلومترات إلى 12 كيلومترا.
“قسام 3″، أُعلن عنه عام 2005، ووصل إلى مدينة عسقلان لأول مرة، بمدى يتراوح بين 15 و17 كيلومترا.
“إم 75″، تم استخدامه خلال حرب عام 2012 ويصل مداه إلى 80 كيلومترا.
“سجيل 55″، دخل الخدمة في الحرب الثالثة عام 2014، ويبلغ مداه 55 كيلومترا، واستهدف منطقة غوش دان.
“إس 40″، مداه يصل إلى مستوطنات غلاف غزة، ومدن عسقلان وأسدود وبئر السبع، واستخدم عام 2019.
“جيه 80″، أُطلق على مدينة تل أبيب في حرب 2014، ويصل مداه إلى 80 كيلومترا.
“آر 160″، استخدمته كتائب القسام خلال حرب 2014 واستهدفت به مدينة حيفا على مسافة 160 كيلومترا من قطاع غزة.
فشلت “القبة الحديدية” في اعتراض صواريخ حماس
في الوقت الذي كانت إسرائيل تواجه هجوما مفاجئا للفصائل الفلسطينية الذين اخترقوا الحواجز حول غزة وأطلقوا وابلا من الصواريخ أصاب مناطق عدّة، واجه القادة العسكريون تساؤلات متزايدة حول كيفية وقوع الحادث، وفي القلب من ذلك عمل منظومة “القبة الحديدية” التي طالما أشادت بها تل أبيب.
وأجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جلسة مشاورات أمنية في مقر هيئة الأركان بمشاركة وزير الدفاع ورئيس الأركان، على خلفية الهجمات التي تشنها حماس منذ صباح السبت.
ويرى خبراء عسكريون ومراقبون، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن هجوم الفصائل الفلسطينية غير المعتاد كشف عن خلل استخباراتي واسع داخل تل أبيب، خاصة مع الفشل في توقع هذا العمل العسكري، فضلا عن التأخر في التعامل السريع معه، في حين كان لمنظومة القبة الحديدية الكثير من الانتقادات من داخل إسرائيل نفسها، تحت وطأة مئات الصواريخ التي جرى إطلاقها على مدار ساعات متواصلة وسقط كثير منها داخل الأراضي الإسرائيلية.
ويرى المحللون أن النظام أثبت نجاحا خلال السنوات الماضية في تعزيز أمن إسرائيل، بيد أنه يعد عنصرا واحدا من بين مجموعة من العناصر الأمنية الاستراتيجية.
ما هو نظام “القبة الحديدية”؟
نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي هو نظام أرضي يعترض ويدمر الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى، وبدأ تفعيله منذ عام 2010.
تم تطوير القبة الحديدية من قبل شركة “رافائيل” لأنظمة الدفاع المتقدمة المحدودة بالتعاون مع شركة “رايثيون” الأميركية.
يتم تشغيلها بواسطة بطاريات دفاع صاروخي يمكنها الدفاع ضد هجمات الهاون والصواريخ مثل تلك التي يتم إطلاقها من الأراضي الفلسطينية، على بعد حوالي 40 ميلا من البطارية، كما أن هذه البطاريات متحركة بحيث يمكن نقلها إلى حيث تكون هناك حاجة إليها.
تتكون المنظومة من رادار لاكتشاف الصواريخ ونظام قيادة وتحكم يحلل البيانات التي يوفرها الرادار، وصواريخ الدفاع الجوي التي يتم توجيهها بعد ذلك للاعتراض، بينما يكلف كل صاروخ حوالي 40 ألف دولار، لذا فإن اعتراض 3000 صاروخ هو عمل مكلف للغاية.
على الواقع؛ تكتشف وحدة الرادار صاروخا قادما وتنقل معلومات حول سرعته ومساره إلى مركز التحكم في البطاريات، في حين تحسب أجهزة الكمبيوتر في مركز التحكم ما إذا كان الصاروخ سيصيب مناطق مأهولة بالسكان، وإذا كان الأمر كذلك، يتم إطلاق صاروخ من قاذفة تحتوي على 20 صاروخا اعتراضيا، ليكون الهدف الرئيسي إبعاده عن المناطق المأهولة بالسكان، وتقليل الضرر على الأرض.
صاروخ نظام القبة الحديدية قابل للمناورة بشكل كبير ويبلغ طوله 3 أمتار وقطره حوالي 15 سنتيمترا، وقالت مجموعة التحليل الأمني “آي.إتش.إس جين” في عام 2012 إن وزنه يبلغ 90 كيلوغراما.
تمت ترقية القبة الحديدية مرارا وتكرارا لتكون قادرة على مواجهة تهديد قذائف الهاون، التي تبقى في الهواء لفترة أقصر بكثير من الصواريخ، ما يجعل اعتراضها أمرا صعباً
رغم تكلفة المنظومة المرتفعة جدا فهناك عيوب سجلت بشأن فعاليتها، أبرزها أنه لا يمكنها التعامل مع قذائف الهاون من عيار 120 ملم وما دون ذلك، كما أنها لا تعمل على تدمير الصواريخ التي تقل مسافتها عن 4 كم لقصر مسافة الانطلاق.
صواريخ تفوق الاعتراض
من جانبه، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد سمير راغب، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الجانب الفلسطيني أعلن إطلاق 5000 في الـ 24 ساعة الأولى من الهجوم، في حين كان الرشقة الواحدة بين 100 إلى 150 صاروخا، وهذا تسبب في إحداث ما يُسمى في المصطلحات العسكرية بـ”التشبّع”، ما يعني أن عدد الصواريخ التي جرى إطلاقها أكبر من قدرة الاعتراض الخاصة بالمنظومة.
وأضاف أنه بناءً على هذا العدد الكبير من الصواريخ لم تنجح القبة الحديدية في اعتراضها جميعا، إذ مرَّ جزء آخر ليس بالهيّن، والجزء الذي يمر هو الأهم لأنه يُطلق على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جدا، عبر أنواع ليست دقيقة من الصواريخ، في حين يتم إطلاق الصواريخ الدقيقة على أبعاد مرتفعة، ومن ثمّ تنشعل القبة الحديدية بالطبقة الأقل انخفاضا لأنها تمثل أكثر خطورة.
وبالنظر إلى الحجم الهائل للصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، والتي تكون في كثير من الأحيان على شكل وابل كثيف، فإن القبة الحديدية “تقرر” أيها يشكل التهديد الأكبر للمناطق الحضرية والبنية التحتية، متجاهلة تلك التي يشير مسارها إلى احتمال ضرب مناطق غير مأهولة بالسكان أو أنها سوف تسقط في البحر.
ولفت راغب إلى أنه مع طول يوم المواجهة يحدث “إنهاك للمنظومة”، ويكون عدد الصواريخ أكبر من قدرة الاعتراض، إضافة إلى زيادة طاقة التشغيل على مدار اليوم وليس هناك وقت لإعادة وضع صواريخ جديدة برؤوس المنظومة، وهذه تكتيكات استخدمت منذ فترة في التعامل مع القبة الحديدية.
وأوضح الخبير العسكري أن المنظومة تعاملت مع 1500 صاروخ فقط من بين ما يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف صاروخ أطلقتها حماس.
نقص المعلومات الاستخباراتية
لكن على الجانب الآخر، يرى الباحث الأميركي المتخصص في شؤون الأمن القومي، سكوت مورغان، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “القبة الحديدية لم تفشل، لأنها لم تُستخدم بشكل أمثّل، لكن الفشل الفعلي كان بالنسبة لجمع المعلومات الاستخباراتية وتقييم الموقف على مدار الساعات الماضية”.
ولفت مورغان إلى أنه كما جرت العادة سيتم إضافة المزيد من وحدات القبة الحديدية للتعامل مع التهديدات القادمة من حماس أو حزب الله اللبناني.
ويتفق مع ذلك نائب ضابط المخابرات الوطنية السابق لشؤون الشرق الأوسط في الحكومة الأميركية، جوناثان بانيكوف، بأن “هذا كان فشلا استخباراتيا، ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك”.
ونقلت “رويترز” عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنه ستكون هناك مناقشات حول الإعداد الجيد للاستخبارات “في المستقبل” لكن التركيز في الوقت الحالي ينصب على القتال.