يحال النزاع الكروي السياسي بين الجزائر والمغرب حول خريطة منطقة الصحراء المغربية على قميص فريق إلى جلسة استئناف كاملة في محكمة التحكيم الرياضية.
وقالت المحكمة، يوم الخميس، إن الجانبين “يتبادلان حاليا مذكرات مكتوبة” ولم يحددا جدولا زمنيا لتعيين لجنة من القضاة وموعدا لجلسة الاستماع.
يطعن الاتحاد الجزائري لكرة القدم ونادي اتحاد العاصمة الجزائري في قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) بالسماح لنادي نهضة بركان المغربي بارتداء قميص الفريق الذي يتضمن منطقة الصحراء ضمن خريطة المغرب.
وأثر النزاع بالفعل على مباراتي الفريقين في نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية، حيث يدافع فيها اتحاد العاصمة عن اللقب.
لم يتم لعب أي من مباراتي نصف النهائي ليومي 21 و28 أبريل، ومنحهما الكاف فيهما الفوز الافتراضي بنتيجة 3-0 لنهضة بركان.
ومن المقرر أن يلعب نهضة بركان النهائي ذهابا وإيابا يومي 12 و 19 مايو ضد الزمالك المصري.
ولم تشر المحكمة يوم الخميس إلى ما إذا كان سيتم الحكم على الاستئناف الجزائري قبل مباراتي النهائي.
وتنص قوانين كرة القدم على أنه “يجب ألا تحتوي المعدات على أي شعارات أو تصريحات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية”.
وصل نهضة بركان للمشاركة في مباراة 21 أبريل في الجزائر العاصمة، وصادرت السلطات الجزائرية زي فريقه في المطار.
رفض الكاف طلبا جزائريا بحظر القميص، وبعد أن رفض نهضة بركان ارتداء القميص البديل. ولم تقام المباراة.
وحكم الكاف بأن النادي الجزائري انتهك قواعد المنافسة، ومنح نهضة بركان الفوز 3-0 افتراضيا.
ورفضت المحكمة الرياضية في لوزان بسويسرا نداء عاجلا من قبل الجزائريين لتعليق قرار الكاف بشأن القميص الأسبوع الماضي.
في 28 أبريل، ذهب اتحاد العاصمة إلى ملعب نهضة بركان لمباراة الإياب لكنه رفض اللعب إذا ارتدى الفريق المضيف القمصان التي تحمل الخريطة. ومنح الكاف الفوز الافتراضي الثاني لنهضة بركان.
تم الآن تقديم الاستئناف الكامل في القضية ضد الكاف والاتحاد المغربي لكرة القدم ونهضة بركان.
“أزمة القمصان”
أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم الخميس تلقيه خطابا من الاتحاد الأفريقي للعبة “كاف” اعتبر فيه اتحاد العاصمة الجزائري، حامل اللقب، خاسراً لمباراته في إياب نصف نهائي كأس الإتحاد الإفريقي أمام نهضة بركان المغربي 0-3 بسبب أزمة “القمصان المحتجزة”.
وجاء في البيان الذي نشره الاتحاد المغربي “خسارة اتحاد العاصمة الجزائري بثلاثة أهداف دون رد. وإحالة ملف المباراة إلى لجنة الانضباط لاتخاذ إجراءات تأديبية إضافية محتملة.
وكان لاعبو اتحاد العاصمة تخلفوا عن الدخول إلى أرضية الملعب البلدي ببركان الأحد 28 أبريل، فيما دخل لاعبو الفريق المغربي فقط بعد حوالي ربع ساعة على الموعد المقرر لانطلاقة المباراة التي الغيت.
وكانت مباراة الذهاب في الجزائر التي اقيمت في 21 أبريل قد ألغيت ايضا، بعدما اعترض الفريق المغربي على حجز السلطات الجزائرية أمتعته في مطار هواري بو مدين في العاصمة الجزائرية، لتضمن القميص الرسمي للفريق خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء الغربية المتنازع عليها.
وحضر نهضة بركان إلى ملعب “5 جويلية”، لكنه بقي في غرفة تبديل الملابس حتى مرور موعد بداية اللقاء، بينما دخل اتحاد العاصمة الميدان خلافاً للطاقم التحكيمي للمباراة التي لم تنطلق أصلاً.
وقرر “كاف” اعتبار اتحاد العاصمة خاسرا 0-3 ذهابا.
وبدورها، أعلنت محكمة التحكيم الرياضية “تاس”، الخميس، رفضها الطعن المقدم من قبل الاتحاد الجزائري لكرة القدم للقرار الصادر عن لجنة الاستئناف في “كاف” بتاريخ 24 أبريل.
وحسب صحيفة الخبر، فإن الاتحاد الجزائري استعان بخمسة محامين من فرنسا وإيطاليا وسويسرا سبق لهم المرافعة في قضايا مشابهة.
وكان هذا القرار أكّد القرار الأولي للجنة “كاف” للأندية والذي أثبت صحة استخدام نهضة بركان القمصان المتنازع عليها ضمن منافسات كأس الاتحاد الأفريقي لموسم 2023-2024.
وقدّم الاتحاد الجزائري طلبا عاجلاً يطالب فيه بوقف فوري لتنفيذ القرار المطعون فيه، غير أن “تاس” رفضته.
وقد طلب الاتحاد الجزائري من “تاس” إلغاء قرار الاتحاد الإفريقي واعتبار أن قميص نهضة بركان يروّج لرسالة سياسية، ما ينتهك قوانين اللعبة ولوائح “كاف” ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وحسب ما أضاف “تاس” في بيانه “كجزء من إجراءات التحكيم، يقوم الطرفان بتبادل المذكرات المكتوبة وهيئة التحكيم التي ستكون مسؤولة عن البت في هذه القضية هي في طور التعيين. بعد تشكيلها، ستقوم هذه الهيئة بإعطاء التعليمات لبقية الإجراءات، بما في ذلك عقد جلسة استماع.
ولا يمكن في الوقت الحاضر تحديد جدول زمني إضافي لهذا الإجراء”.
أديداس في ورطة بسبب حقبة النازية