زار قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، اليوم الجمعة 18 أب/ أغسطس 2023، مرقد الامام الحسين عليه السلام بمحافظة كربلاء المقدسة.

وقال مراسل صحيفة العراق ، ان “إسماعيل قاآني، زار صباح اليوم الجمعة 18 أب/ أغسطس 2023، مرقد الامام الحسين عليه السلام بمحافظة كربلاء المقدسة”.

وبحسب مصادر حكومية، أطلعت عليها صحيفة العراق تفيد بالقول إن  زعيم “فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، يجري منذ يوم الثلاثاء، زيارة “غير معلنة” إلى بغداد، عقد خلالها لقاءات عدة مع شخصيات، وزعامات سياسية.

وهناك احتمال للقاء بينه وبين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث ما زال قاآني متواجداً في العراق حتى الآن”، وفقا للمصادر.

وهذه الزيارة هي الرابعة للمسؤول الإيراني إلى بغداد بعد تشكيل حكومة محمد شياع السوداني نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

زبارة قاآني لمحافظة النجف يوم 16 يناير 
زبارة قاآني لمحافظة النجف يوم 16 يناير 
زبارة قاآني لمحافظة النجف يوم 16 يناير

أظهرت الجهود الجارية في العراق لتشكيل الحكومة المقبلة انقسامات بين الأحزاب الشيعية وتغييرات في كيفية ارتباط بعضها بإيران.

فمع وصول قائد فيلق القدس إلى الجارة الغربية لإيران في 16 يناير/ كانون الثاني، بدت الساحة السياسية في العراق مختلفة إلى حد كبير عما كانت عليه في يناير/كانون الثاني 2020، عندما اغتالت الولايات المتحدة سلفه قاسم سليماني.

واتسع الانقسام داخل “البيت الشيعي” العراقي خلال العامين الماضيين، وخاصة بعد الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول. وتحولت كتلة الصدر إلى الكتلة المنفردة الأكبر، حيث حصلت على 73 مقعدًا. في المقابل، خسر تحالف الفتح المنافس برئاسة هادي العامري ثلثي تمثيله البرلماني ليحتفظ بـ 17 مقعدًا فقط. ومع ذلك، حققت كتلة ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي (2006-2014) مكاسب متواضعة، بحصولها على 33 مقعدًا.

 

قائد فيلق القدس يلتقي الصدر

شاب العلاقة بين الصدريين والإطار التنسيقي الشيعي صدامات عدّة في الأشهر الماضية حول ما إذا كان يجب الإبقاء على القاعدة التي طُبقت ما بعد العام 2003 بتشكيل حكومات توافقية أو المضي قدمًا في ما يسميه الصدر “حكومة الأغلبية الوطنية”. ويعني الخيار الأخير أن الإطار التنسيقي، أو على الأقل بعض أعضائه، سيتعرّض للاستبعاد.

على هذه الخلفية، وردت تلميحات تشير إلى أن الصدريين قد يشكلون حكومة مع حركة تقدم السنية وتحالف العزم وكذلك الحزب الديمقراطي الكردستاني. لكنّ الصدر يدرك تمامًا أن مثل هذه التشكيلة قد يتم تقويضها بلا هوادة، ومن المرجح أن تصل إلى درجة الشلل. على هذا النحو، يقال إن الصدر منفتح على تقديم تنازلات إلى الإطار التنسيقي. لكن كما ذكر موقع أمواج.ميديا، يبدو أن لديه خط أحمر واحد هو التحالف مع المالكي الذي تربطه به عداوة قديمة.

وفي هذا السياق، وصل قائد فيلق القدس الإيراني إلى العراق في 16 يناير/ كانون الثاني للمساعدة في توحيد وجهات النظر بين السياسيين الشيعة في العراق. وقصد قاآني مدينة النجف الأشرف لزيارة قبر أبو مهدي المهندس نائب رئيس قوات الحشد الشعبي العراقية الذي قُتل إلى جانب سليماني بالقرب من مطار بغداد الدولي. وبعد تكليفه بإضفاء الطابع المؤسسي على الجماعات المسلحة التي تشكل قوات الحشد الشعبي والتي لا تعد ولا تحصى، يبدو أن مقتل المهندس أدى إلى تقويض قدرة كل من إيران والعراق على احتواء الأعمال المدمرة لبعض الجماعات الشيعية العراقية.

ومن الجدير بالذكر أن قائد فيلق القدس زار أيضًا قبر الراحل آية الله محمد محمد صادق الصدر (1943-1999)، والد مقتدى الصدر.

وأكدت مصادر مطلعة، شريطة عدم الكشف عن هويتها، لأمواج.ميديا أن قاآني التقى رئيس التيار الصدري في وقت متأخر من يوم 16 يناير/كانون الثاني. وعُقد الاجتماع في محافظة النجف وشمل محاولة من قبل قائد فيلق القدس للتأكيد على ضرورة التوصل إلى توافق على الحكومة المقبلة داخل “البيت الشيعي”. وانضم إلى قاآني في زيارته الشيخ محمد الكوثراني ممثل حزب الله اللبناني في العراق.

وفي حين كان سليماني عمليًا للغاية، يُقال إن قاآني يتبنى نهجًا مختلفًا يشجع فيه أصدقاء إيران وحلفاءها العراقيين على حل الخلافات في ما بينهم. وجاءت نتيجة هذه الديناميات المتغيرة بشخصيات مثل كوثراني، أصبحت تلعب دورًا موسعًا في المساعدة في إدارة الصراع وصياغة إجماع بين السياسيين الشيعة في العراق.

 ختاماَ 

إن قاآني طلب من الصدر العودة إلى المشهد السياسي العراقي والتعامل مع باقي المجموعات السياسية الشيعية، إلا أن الأخير أصرّ على اعتزال العمل السياسي، وأبلغ المسؤول الإيراني أنه ينوي السفر إلى قم قريباً للتركيز على متابعة دراساته الحوزوية.

 

وأضاف أن قاآني خرج من اللقاء بانطباع مفاده أن الصدر يفضل أن يصبح مرجعاً دينياً في العالم الشيعي بدلاً من أن يكون مرجعاً سياسياً في العراق، وأنه يفكر أن يكون أرفع شخصية شيعية بعد وفاة المرشد الإيراني علي خامنئي و علي السيستاني.

وذكر المصدر: أن الصدر رفض كذلك مبادرة من قآني لجمعه مع خصمه الأول رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مما دفع المسؤول الإيراني إلى ممازحته، قائلاً إن السعودية وإيران تصالحتا، وأنت ترفض مصالحة المالكي؟ ولفت إلى أنه رغم تأكيدات الصدر أنه لن يشارك في الحياة السياسية، فقد سمع قآني من باقي الفصائل تأكيدات أن التيار الصدري يعد العدة للمشاركة في الانتخابات المقبلة.

وأوضح المصدر: أن أحد الأهداف الأساسية لزيارة قآني للعراق كان التوسط لحل الخلافات بين التيارات الشيعية عموماً، وبشكل خاص الخلافات بين الفصائل الموالية لطهران التي تعيش تشرذماً غير مسبوق، ووصل إلى مرحلة التصادم السياسي والإعلامي، مضيفاً أن طهران تتخوف من أن تتطور هذه الخلافات إلى تصادم عسكري.

وبين المصدر أن الخلافات بين بعض هذه الفصائل وصلت الى درجة أن هؤلاء يرسلون رسائل تخريبية ضد بعضهم إلى خامنئي مباشرة، ما دفع الأخير إلى إيفاد قاآني لبغداد للاطلاع على الأمور عن كثب.

وأشار المصدر إلى أن هدفاً آخر لا يقل أهمية لزيارة قاآني يتمثل في إطلاع حلفاء إيران على الوضع الجديد بعد المصالحة الإيرانية ــ السعودية، والسياسات المستقبلية لطهران في المنطقة، خصوصاً أن الاتفاق بين البلدين، الذي جرى برعاية الصين، نص صراحة على ضرورة تجنب التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن هناك تغييرات في سياسة إيران لتنسجم مع الاتفاق دون أن يعني ذلك التخلي عن حلفائها.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد