تخطى إلى المحتوى

حديث جديد عن هدنة خلال رمضان في غزة

هدنة

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس ضرورة تطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان الامر الذ محل جدلا واسعا خلال الساعات القليلة الماضية 

وقال شولتس: “من الأفضل التوصل إلى هدنة خلال شهر رمضان، يجب أن يسمح وقف إطلاق النار هذا في النهاية بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة”.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الأحد، أن القوات الإسرائيلية ارتكبت 8 مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن عدد الشهداء الإجمالي في القطاع بلغ 31045 منذ 7 أكتوبر.

هل تنجح جهود “هدنة غزة” قبل رمضان؟

"ممر المساعدات البحري" إلى غزة
 

تسارع الادارة الامريكية  وقطر، الخطى لإنجاح مفاوضات التوصل إلى هدنة في غزة قبل ساعات على حلول شهر رمضان، في الوقت يضع سكان القطاع آمالًا عريضة على الدفع نحو وقف إطلاق النار لالتقاط الأنفاس بعد حرب مستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي أوقعت ما يتجاوز 30 ألف قتيل، وأودت إلى كارثة إنسانية وصحية واسعة.

وقال سياسيون ومراقبون فلسطينيون وإسرائيليون، في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن أطراف الوساطة تسعى في اللحظات الأخيرة الحاسمة لإنجاح مساعي الهدنة وتذليل كافة الخلافات إيذانًا بدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بداية من الإثنين المقبل، لكنهم في ذات الوقت أشاروا لصعوبة ذلك حتى الآن، مع إمكانية مد المفاوضات حتى الأسبوع الأول من شهر رمضان لحين الاتفاق على عدد من النقاط الخلافية على رأسها موقف عودة النازحين من رفح، وكذلك كشف أسماء العسكريين المحتجزين لدى حماس الذي طلبته تل أبيب.

تحركات واسعة

تحركت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع نحو إنجاح المفاوضات، إذ التقى رئيس وكالة المخابرات الأميركية بيل بيرنز مع رئيس الموساد ديفيد برنياع، الجمعة، للتوصل إلى صفقة يتم بموجبها الإفراج عن عدد كبير من الرهائن الإسرائيليين.
بحسب بيان للموساد نشره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فإن “الاتصالات والتعاونات مع الوسطاء لا تزال مستمرة في محاولة لتقليص الفجوات وللتوصل إلى موافقات (على الصفقة)”.
اتهم الموساد، حركة حماس بأنها “تتمترس بمواقفها ويبدو أنها ليست معنية بصفقة، وتسعى إلى إشعال المنطقة خلال شهر رمضان، على حساب السكان الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وصفت وسائل إعلام تابعة للكيان الصهيوني زيارة بيرنز إلى المنطقة بأنها “محاولة في اللحظة الأخيرة” من جانب إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى، وإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة قبل بداية رمضان.

على الجانب الآخر، تعثرت المحادثات التي استضافتها القاهرة الأسبوع الماضي، على أمل عقد جولة جديدة غدًا الأحد قد يشارك فيها رؤساء الأجهزة الأمنية للأطراف المعنية في الهدنة، حسبما ذكر مصدر مصري مُطلع قبل أيام.
كان المفاوضون يناقشون منذ فترة اقتراحا بوقف إطلاق نار مبدئي مدته 6 أسابيع، تطلق حماس خلاله سراح حوالي 40 رهينة، بما في ذلك النساء والمسنين والمرضى و5 جنديات إسرائيليات، مقابل عدد أكبر من السجناء الفلسطينيين.
استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، أن يتم التوصل لإطلاق نار مؤقت في قطاع غزة بحلول شهر رمضان، قائلًا للصحفيين ردا على سؤال عما إذا كان من الممكن التوصل إلى هدنة مؤقتة لوقف الحرب المستعرة منذ خمسة أشهر بحلول رمضان، إن “الأمر يبدو صعبا”.
صراع مع الوقت

بدوره، قال القيادي بحركة فتح وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب، يقول إن الجميع في “صراع مع الوقت” خلال النظر للمباحثات الجارية للتوصل إلى هدنة في غزة، إذ يتبقى يوم الأحد كموعد أخير لتذليل العقبات أمام نجاح الصفقة بين حماس وإسرائيل، بمشاركة الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة.

وأوضح الرقب أن هناك 3 مسارات للهدنة في غزة، تشمل:

نجاح جهود الساعات الأخيرة المتبقية في الوصول إلى هدنة تفضي إلى هدنة نتجاوز بها شهر رمضان خاصة أن الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ودولا عربية وإقليمية والولايات المتحدة معنية بالهدنة في غزة.
حال فشل ذلك، هناك خيارات أخرى من بينها صدور قرار مجلس الأمن بالإعلان عن وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 6 أسابيع وإطلاق سراح الرهائن، كما هو محدد في المشروع الأمريكي، وخلال هذه الفترة يتم إجراء المزيد من المفاوضات، وقد يتم عرض مشروع القرار للتصويت خلال الساعات المقبلة.
المسار الثالث هو إعلان قرار وقت إطلاق النار بدون قرار مجلس الأمن بين الطرفين إسرائيل والمقاومة، من باب إعطاء مزيد من الوقت للمفاوضات بين الطرفين، وقد يكون هذا أصعب المسارات.

كانت الولايات المتحدة عدلت قبل أيام، صياغة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي لدعم “وقف فوري لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع تقريبا في غزة والإفراج عن جميع الرهائن”، وفقا لنص مشروع القرار الذي اطلعت عليه رويترز.

وأشار الرقب إلى أن هناك عددًا من الملفات التي تعيق التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل، من بينها عودة النازحين من رفح إلى مناطق الشمال والوسط، إذ وافقت تل أبيب على عودة النساء والأطفال فقط، أما الرجال فيتم ترحيلهم إلى معسكر نزوح جديد على بحر غزة بعد تفتيشهم بشكل كامل.

وأضاف: “إسرائيل أيضا أضافت مطلبا جديدا لم يكن في اتفاق إطار باريس وهو أن تتسلم كشف بأسماء مَن هم أحياء من جنود وضباط الجيش والثمن المطلوب مقابل الإفراج عنهم، وهذا ما ترفضه حماس لأنها من نظرها فإن هذا يعني أن المرحلة المقبلة من المفاوضات بلا قيمة لأنه سيكون عُرف الثمن”.

وعلى الرغم من هذه التعقيدات، أبدى القيادي بحركة فتح تفاؤله بالإعلان عن وقف إطلاق النار بالتزامن مع شهر رمضان “إما عبر صفقة، أو بشكل مباشر من مجلس الأمن”.

أزمة “كشف الأحياء”

على الجانب الآخر، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي مئير مصري إنه “ليس متفائلاً من جدوى المفاوضات التي باتت عبثية”.

وأضاف مصري إن حماس ترفض إعطاء إسرائيل لائحة دقيقة بأسماء المختطفين الأحياء “ومن حق إسرائيل أن تعرف على ماذا تتفاوض”.

واعتبر السياسي الإسرائيلي أن “حماس تماطل منذ البداية في محاولة فاشلة لتخفيف الضغط العسكري على آخر معاقلها، وظناً منها أن مرور الوقت من شأنه أن يزيد من الضغوط الدولية التي تمارس على إسرائيل والتي من شأنها أن تؤدي إلى وقف لإطلاق النار”، لكنه أشار أن ذلك “لن يحدث”.

وأشار أن “المتابع للواقع الإسرائيلي يدرك تماماً أن أيام سلطة حماس في القطاع أصبحت معدودة وأن اقتحام رفح أمرًا حتمياً” حسب قوله.

وعن مخاطر استمرار العمليات العسكرية في غزة خلال شهر رمضان وتداعياتها على التصعيد بالمنطقة، لفت مصري إلى أن “التصعيد في الشمال لم يعد متعلقاً بالحرب الدائرة في قطاع غزة”، موضحًا أن وجود حزب الله بالمنطقة العازلة بإمكانه أن يؤدي إلى اجتياح إسرائيلي جديد للبنان، وذلك بمعزل عن قضية الحرب على حماس

المخاوف بشأن القدس في شهر رمضان

 

حديث جديد عن هدنة خلال رمضان في غزة
تتجدد المخاوف من اتساع دائرة العنف خلال شهر رمضان، لتشمل مدينة القدس، لاسيما وأن الهدنة التي كثر الحديث عنها خلال الفترة الماضية، لا تزال بعيدة المنال.

ومع دعوة حركة حماس للمسلمين بتكثيف زياراتهم للمسجد الأقصى، اتهمت إسرائيل الحركة الفلسطينية “بالسعي لإشعال المنطقة خلال شهر رمضان” والذي من المتوقع أن يبدأ في العديد من الدول، يوم الاثنين بحسب الحسابات القمرية.

لكن الحرم القدسي وهو المسجد الأقصى لدى الملسمين، والذي يعد كذلك أقدس الأماكن في الديانة اليهودية، ويُعرف لدى اليهود باسم “جبل الهيكل”، غالباً ما يكون بؤرة توتر خلال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

هذا الأسبوع، كانت باحات الأقصى هادئة، لكن عقول المصلين الفلسطينيين كانت مشغولة بالحرب.

وقالت سيدة تُدعى “آيات” في حزن: “لا يشعر الناس برغبة في الاحتفال والاستمتاع بطقوس رمضان المعتادة. هذا العام لن يفعلوا ذلك بسبب ما يحدث في غزة”.

لقد تبددت الآمال في إمكان الوصول إلى هدنة لمدة 40 يوماً بحلول شهر رمضان، على الرغم من أن مصادر مصرية تقول إن الوسطاء سيجتمعون مرة أخرى مع وفد من حماس الأحد لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.

وقالت إسرائيل السبت إن رئيس استخباراتها التقى بنظيره الأمريكي، في الوقت الذي تواصل فيه جهودها لمحاولة إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين لدى حماس.

وبعد ذلك، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً قال فيه إن حماس “متمسكة بموقفها” وكأنها “غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق”.

ومن شأن الخطة الإطارية التي تُجرى مناقشتها، أن تؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين وزيادة المساعدات، وسط تحذيرات الأمم المتحدة من المجاعة.

وعلق أبو نادر، أحد المتابعين للتطورات، وهو يعبر الأقصى بدراجته الصغيرة قائلاً: “رمضان هذا العام سيكون صعباً. فكيف سنفطر ونأكل ونحن نفكر بإخواننا في غزة؟!”.

وأضاف: “ندعو الله أن تتحسن الأحوال”.

 

من سيتولى مسؤولية الأمن في ميناء المساعدات في غزة ؟

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد