تخطى إلى المحتوى

تعليق استخدام تليغرام في إسبانيا يثير القلق

تليغرام

قال مصدر بالمحكمة العليا الإسبانية إن المحكمة أمرت بتعليق برنامج المراسلة تليغرام في البلاد بعد أن اشتكت شركات إعلام من أنها تسمح للمستخدمين بتحميل المحتوى الخاص بهم دون إذن.

وسيتم تعليق استخدام تليغرام في إسبانيا، مؤقتا اعتبارا من يوم الاثنين بعد طلب من شركات إعلام تشمل أتريسميديا وإي.جي.إي.دي.إيه وميدياست وتيليفونيكا.

هذا ووافق القاضي سانتياغو بيدراز على حظر خدمات تليغرام في إسبانيا أثناء التحقيق في الادعاءات. وقال مصدر المحكمة إن مزودي خدمات الهاتف المحمول سيكونون مسؤولين عن حجب خدمات تليغرام.

ولم ترد شركة تليغرام حتى الآن على طلب للتعليق. ولم يرد المتحدث باسم المحكمة العليا على طلب للتعليق.

وتليغرام هو رابع أكثر تطبيقات المراسلة استخداما في إسبانيا وفقا لهيئة مراقبة المنافسة. ويستخدمه ما يقرب من 19 بالمئة من الإسبان وفقا لاستطلاع أجرته الهيئة.

وتقول الشركة إنه في عام 2023 كان لديها أكثر من 700 مليون مستخدم نشط شهريا حول العالم.

هل تطبيق تليجرام – “سري”؟

تلغرام
تلغرام

يسوق مطورو تليجرام لمنتجهم على أنه آمن ومحمي. لكن من الناحية العملية، هذا ليس صحيحًا تمامًا: حيث يتضمن تليجرام العديد من التعقيدات التي تجعل حماية رسائلك صعبة بعض الشيء، ولا علاقة لها بالتعقيدات الخاصة بالتشفير، ولكنها تتعلق بمزيد من الأمور المعتادة. لنلق نظرة على بعض الميزات المثيرة للريبة إلى حد ما في كل من واجهة تطبيق المراسلة والمنطق العام الذي يجعله أقل أمانًا مما يُعتقد عمومًا.

أنواع الرسائل الآمنة

بادئًا ذي بدء، دعونا نستكشف منهجية عمل تطبيقات المراسلة الآمنة. أول ما يتعين علينا إدراكه هو أنه تقريبًا جميع تطبيقات المراسلة الحديثة تحولت منذ فترة طويلة إلى نظام تبادل للبيانات المشفرة بين أجهزة المستخدم والخوادم. هذا هو الحد الأدنى المطلق الذي يجب أن يقدمه أي تطبيق مراسلة. ومع ذلك، هذا لا يكفي لاعتباره نظامًا آمنًا، نظرًا لأنه لا يضمن الأمان التام للرسائل.

إليك السبب: إن لم يكن التطبيق معنيًا بمراسلة الأشخاص فحسب، وانطوت الخدمة على إمكانية الوصول إلى الدردشات، فإن ذلك يفضي إلى وجود مخاطر إضافية. على سبيل المثال، ربما يتبين أن أصحاب الخدمة أنفسهم فضوليون أو جشعون أكثر مما ينبغي. وفي حال افترضنا أنهم صادقون في نواياهم وليس لديهم رغبة في التطفل على بيانات المستخدمين، فكيف نضمن ذلك إذا تم بيع الخدمة في يوم من الأيام، هل سيكون أصحاب الخدمة القادمون يتمتعون بنزاهة كافية؟ بلا شك يمكن اختراق الخدمة، وفي هذه الحالة سيتمكن المتسللون من الوصول إلى المراسلات.

ومع ذلك، هناك طريقة فعالة للغاية لتجنب كل هذه المخاطر والإجابة عن السؤال المعني بما إذا كان يمكن الوثوق بالخدمة بشكل تام: التشفير التام. يضمن ذلك تشفير المعلومات على جهاز المُرسل وفك تشفيرها فقط على جهاز المستلم. على هذا النحو، تُرسل الخدمة رسائل مشفرة ذهابًا وإيابًا ولا يمكنها الاطلاع على محتواها. وهذا من شأنه أن يحمي تلقائيًا المراسلات من أصحاب الخدمة الفضوليين (سواء الحاليون أو المستقبليون) وكذلك يضمن الحماية من المشكلات الأخرى التي قد تنشأ.

لذلك، توصلنا إلى صيغة بسيطة للغاية: المراسلة الآمنة هي تلك التي تعتمد نظام التشفير من طرف إلى طرف. الآن دعونا نرَ كيف يتعامل تطبيق تليجرام مع كل هذا.

1. ليست كل دردشات تليجرام آمنة بنفس القدر

كيف بدأت القصة ؟ 

لننتقل مباشرة إلى أساس المشكلة: تليجرام هو تطبيق مراسلة فريد من نوعه، يتمتع بنوعين من الدردشات: العادية والسرية. الدردشات العادية ليست مشفرة من طرف إلى طرف. فقط السرية هي المشفرة من طرف إلى طرف.

لا يوجد تطبيق مراسلة آخر يفعل ذلك: حتى تطبيق واتساب ذائع الصيت، الذي يعد جزءًا من إمبراطورية مارك زوكربيرغ الشرهة للبيانات، فهو يستخدم التشفير من طرف إلى طرف بشكل افتراضي. لا يتعين على المستخدم فعل أي شيء، ولا حتى توجد خانات مخصصة لهذه الميزة: الرسائل محمية من جميع الأطراف الخارجية (بما في ذلك أصحاب الخدمة) بشكل تلقائي.

أما بالنسبة لتطبيقات المراسلة المُصنفة صراحة على أنها آمنة ومحمية، فلن يفكر أحد في سيجنال أو ثريما في ظل وجود نوعين من المراسلات: واحدة مشفرة من طرف إلى طرف، والأخرى لا. لماذا يؤرقك هذا الأمر بينما يمكنك جعل جميع الدردشات آمنة بنفس القدر دون إزعاج المستخدم؟ لكن تليجرام تطبيق فريد من نوعه.

2. حول تلك التي تعتمد أنظمة افتراضية…

افتراضيًا، لا تستخدم دردشات تليجرام أنظمة التشفير من طرف إلى طرف، ولا يقوم برنامج المراسلة بإبلاغ المستخدمين بخيار الدردشة الآمنة. من منكم كان يفكر أن المستخدم قام للتو بتثبيت برنامج المراسلة هذا تحديدًا لأنه تم الإعلان عنه باعتباره آمنًا ويمكنه الحفاظ على خصوصية المراسلات؟ قم بالإجابة على البطاقة البريدية من فضلك. والنتيجة هي أنه عندما يقوم المستخدم بإنشاء دردشة جديدة، لا يقم تليجرام بتأمينها ولا حتى يشير إلى وجود خيار آخر غير الدردشة الافتراضية.

أكاد أجزم على وجود الآلاف، إن لم يكن الملايين، من المستخدمين الذين يشاركون أسرارًا مهمة داخل دردشات تليجرام بثقة تامة لاعتقادهم أنهم محميون بشكل آمن افتراضي، ومع ذلك يستخدمون الدردشات العادية دون تشفير من طرف إلى طرف.

ما يلفت النظر بشكل خاص هو أن زر الدردشة السرية مخفي بشكل متعمق أكثر مما ينبغي. حتى إنه ليس في واجهة الدردشة نفسها. كما أنه غير متوفر في المستوى التالي أيضًا: حتى إذا نقرت على اسم شريكك في الدردشة وانتقلت إلى ملفه الشخصي، فلن تجد الزر المعني هناك. تحتاج إلى البحث بشكل أعمق قليلًا: اضغط على قائمة النقاط الثلاث، وابحث في الميزات الثانوية، وها هو — خيار الدردشة السرية مع نظام التشفير من طرف إلى طرف.

3. لماذا نحتاج إلى كل هذه السرية؟

تظهر شكوى أخرى متعلقة بالاسم الذي يمنحه تليجرام لمحادثاته المشفرة من طرف إلى طرف. يمكن للمطورين أن يطلقوا عليها اسمًا محايدًا مثل “آمنة” أو “محمية” أو “خاصة”. لكن لا لم يفعلوا ذلك: أطلقوا عليها اسم “سرية” — وهذه الكلمة لها تأثير ملفت على أذهان المستخدمين.

في كثير من الأحيان، بعد إنشاء دردشة سرية في تليجرام، أتلقى تعليقات ساخرة من الطرف الآخر، شيء من هذا القبيل: “واو جيمس – هذا لي أنا شخصيًا، صحيح؟” يستفسر آخرون بشكل مقلق حول ماهية تلك التعليقات التي ربما تكون مهمة جدًا – أو مزعجة أو أي شيء آخر – للوصول للسرية التي يحتاجونها.

بالتأكيد، لا يحدث ذلك في كل مرة: بعض الناس لا تُدلي بمثل هذه التعليقات – أو يتوقفون عن الإدلاء بها بعد عدة مرات. ولكن تبقى الحقيقة أنه عند التبديل إلى وضع الدردشة السرية، فإن هذا الأمر يثير استجابة انفعالية معينة. تشعر على الفور وكأنك جاسوس أو ضمن دعاة متشددين أو جزء من عمليات مؤامرة وتجسس. هذه العبارة البسيطة – والتي تبدو غير ضارة – تثير استجابة متحيزة للغاية في أذهان المستخدمين.

وأود أن أؤكد أن ذلك يحدث دون سبب موضوعي على الإطلاق. عند بدء محادثة على واتساب أو سيجنال، لا أحد يسأل أو يهتم لماذا تستخدم التشفير من طرف إلى طرف. هذا لأن جميع دردشات واتساب وسيجنال تستخدم هذا النظام دون أن تسأل! ومع ذلك، في تليجرام تتحول الرغبة الطبيعية في حماية الدردشة إلى جزء من الدردشة نفسها، مما يجعل المشاركين يشعرون على أقل تقدير بعدم الارتياح، إن لم يكونوا حمقى تمامًا.

4.ميزات تكميلية مفقودة

ويزداد الوضع تعقيدًا بسبب حقيقة أن الدردشات السرية تفتقر إلى بعض الميزات المتاحة في الدردشات العادية غير المشفرة. وعلى الرغم من أن القائمة ليست طويلة — لا توجد إمكانية استخدام رموز تعبيرية أو تثبيت الرسائل — علمًا بأن غياب مثل تلك الميزات قد يمنع بعض الأشخاص من استخدام الدردشات الآمنة. وهذا أمر مفهوم: إن الافتقار إلى الخصوصية الكاملة يبدو أمرًا مجردًا، في حين أن الانزعاج من عدم القدرة على التفاعل بالرموز التعبيرية يبدو أمرًا ملموسًا.

مرة أخرى، لا يوجد سبب موضوعي لذلك. في واتساب، تعمل ميزة التفاعل بالرموز التعبيرية بشكل مثالي — لا يتداخل التشفير من طرف إلى طرف بأي شكل من الأشكال مع هذه الميزة. لا يسعني إلا أن أفترض أن الدردشات السرية أصبحت منذ فترة طويلة مصدر قلق مهمشًا لدى مطوري تليجرام بحيث يتم تنفيذ الميزات الجديدة فيها على مدى بعيد جدًا وكأنها ليست ضمن أولوياتهم.

5. مجموعة مكونة من شخصين؛ محمية. مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص؛ خارج إطار الحماية.

لنفترض أنك تمكنت من إقناع زملائك في الدردشة بأنه لا يوجد أمر غريب في وضع الدردشة السرية وأن الأمر يستحق فقدان بعض الميزات من أجل الخصوصية. هذا في حد ذاته ليس إنجازًا صغيرًا — ولا يمكن للجميع تحقيقه. لكن لا تأمن للأمر بعد: عاجلاً أم آجلاً، ستأتي لحظة تحتاج فيها إلى مناقشة أمر ما ضمن مجموعة. وبطبيعة الحال تريد أن تفعل ذلك ضمن دردشة آمنة. هنا تليجرام لديه مفاجأة أخرى لك: هذا الأمر غير ممكن. لا يمكن تشفير دردشات مجموعة في تليجرام من طرف إلى طرف. قولًا واحدًا. لا يوجد مثل هذا الخيار.

للتحدث في مجموعة مكونة من ثلاثة أشخاص أو أكثر، عليك إما التضحية بميزة الأمان أو أخذ مجموعتك إلى دردشة آمنة في تطبيق مراسلة آخر. إذا كان زملاؤك في الدردشة معتادين على تليجرام، فإن السيناريو الأول هو الأكثر احتمالًا لأنه لا يتطلب سوى شخص واحد عنيد للتخلص من كل هذا الجهد.

من المسلَّم به من وجهة نظر تقنية، أن تنفيذ التشفير من طرف إلى طرف للدردشات الجماعية ليس بالمهمة السهلة. ومع ذلك، فإن واتساب وسيجنال وثريما المذكورين أعلاه يوفرون جميعهم تشفيرًا من طرف إلى طرف للدردشات الجماعية افتراضيًا بنفس طريقة الدردشات الخاصة الثنائية. تم حل المشكلة فيما يتعلق بعقد مؤتمرات عن طريق الفيديو.

6. المزيد لا يعني الأفضل دائمًا

هناك شيء آخر في تليجرام يجعل حياة مستخدميه أكثر صعوبة: تتمثل في القدرة على إنشاء العديد من الدردشات السرية مع نفس الشخص كما تريد. اتضح لنا السبب الكامن وراء هذا الأمر: حيث ترتبط الدردشات المشفرة بمفتاح تشفير مخزن على الجهاز ولا يمكن إرساله إلى أي مكان. يبدو جليًا أن مطوري تليجرام أرادوا أن يوفروا إمكانية استخدام تطبيق المراسلة على عدة أجهزة في آن واحد. ومن هنا تعددت الدردشات الثنائية المشفرة: في كل جهاز جديد يمكنك إنشاء دردشة سرية جديدة (على الرغم من أن واتساب تمكن بطريقة أو بأخرى من حل هذه المشكلة دون تعدد الدردشات). وبما أن مثل هذا الخيار موجود على أي حال، فلماذا نتوقف عند هذا الحد؟ دعونا نسمح للمستخدمين بإعداد العديد من الدردشات السرية كما يحلو لهم (بخلاف الدردشات العادية).

أعترف أنه في بعض الظروف النادرة قد يكون من المفيد إجراء العديد من الدردشات المنفصلة مع نفس الشخص. ولكن في معظم الحالات، يكون الأمر غير مريح للغاية ويضفي ارتباكًا غير ضروري للمستخدمين. يشق على المستخدم بشكل خاص محاولة تذكر أي جهاز وفي أي محادثات أرسل شخص ما لك رقم هاتف أو معلومات أخرى مثل (رابط أو بريد إلكتروني أو رقم الحساب أو العنوان) التي تحتاجه الآن. بالنسبة للبعض، هذا الارتباك هو حجة مقنعة ضد استخدام ميزة الدردشة السرية.

7. لننتقل إلى ملاحظة أخرى من فضلك؟

تُخزن الدردشات العادية وغير المشفرة على خوادم تليجرام وتظهر تلقائيًا على جميع الأجهزة بعد تسجيل الدخول إلى تطبيق المراسلة. كما ذُكر أعلاه، هذا ليس هو الحال مع الدردشات السرية المشفرة: حيث تظل على الجهاز.

ماذا يجب أن تفعل إذا اشتريت هاتفًا جديدًا وترغب في نقل جميع بياناتك إليه، بما في ذلك دردشات تليجرام المشفرة؟ لا شيء بوسعك فعله: لا يسمح لك تليجرام بنقل الدردشات السرية إلى جهاز جديد. هناك حلول تتمثل في “الوسائل التقليدية” لنظام Android، ولكنها ليست بسيطة ولا آمنة للاستخدام. وبالنسبة لمستخدمي iPhone، لا توجد مثل هذه الوسائل المثيرة للريبة على الإطلاق. لذلك، إذا قمت بالتبديل إلى هاتف جديد، ستفقد جميع رسائل تليجرام في الدردشات السرية إلى الأبد.

اثنان من الفروق الأساسية: أولاً، يجب عليك إعداد جميع دردشاتك السرية مرة أخرى، مع تذكر من تحدثت معه على جهازك القديم. ثانيًا، ستحتاج إلى أن تشرح لجميع جهات الاتصال الخاصة بك أن لديك هاتفًا جديدًا الآن وأنهم بحاجة إلى مراسلتك عبر دردشة جديدة لأنك لم تعد قادرًا على الوصول إلى الدردشات القديمة. لا تعتقد أن تليجرام سيفعل ذلك من أجلك. سيظل أصدقاؤك يمتلكون الدردشات القديمة على أجهزتهم. سيتمكنون من إرسال رسائل للدردشات القديمة، لكنك لن تراها أبدًا.

لا يوجد تطبيق سري

خلاصة القول، على الرغم من أنه من الناحية النظرية من الممكن التواصل بشكل آمن في تليجرام من خلال الدردشات السرية، إلا أن تلك الأمور في الممارسة العملية ليست واضحة للغاية. وبما أن معظم الناس يفضلون دائمًا السبيل الأسهل، فإنهم في نهاية المطاف يستخدمون الدردشات العادية دون تشفير من طرف إلى طرف. ربما لا يدرك أغلبهم حتى إنهم يستخدمون قناة غير محمية. ولكن حتى لو أدركوا ذلك، فإنهم على الأرجح لا يرون فائدة من تكبد تلك المعاناة من أجل الخصوصية، ويتعاملون مع محاولات التواصل الآمن بالشك.

مرة أخرى: حماية كل دردشاتكم في تليجرام ليست بالمهمة السهلة. يتطلب الأمر الكثير من الجهد منكم وبدون أي ضمان للنجاح. وحتى لو تمكنت، بشق الأنفس، من جعل دردشاتك سرية، ستبقى دردشات مجموعتك غير مشفرة بغض النظر عن أي شيء.

«اختراق الخصوصية»

حسابات داعش الإرهابي ع منصة تليجرام 

تصدر هاشتاغ «حوار التلغرام» مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الأخيرة، وذلك عقب تعليقات حذرت من تحديث نفذه التطبيق، يحمل اسم «أناس قريبون» (people nearby)، يسمح للمستخدم بـ«معرفة أرقام هواتف الأشخاص المحيطين به»، وهو ما عده رواد مواقع التواصل الاجتماعي «انتهاكاً للخصوصية»، إذ حذر هؤلاء من «استخدام التطبيق في الابتزاز الإلكتروني، أو في التطفل وانتهاك خصوصية الأفراد، خاصة الفتيات، بعدما تلقي عدد من مستخدمي التطبيق رسائل وصفت بأنها (مزعجة) من أشخاص مجهولين حصلوا على أرقام هواتفهم عبر التحديث الجديد».

وفي الواقع، أثار انتشار هذا «الهاشتاغ» دهشة خبراء التكنولوجيا والاتصالات والأمن الإلكتروني. وقال عاصم سامي، مدير مبيعات وتسويق شركة «اتصالات الإمارات»، إن «خاصية (نيير باي) قديمة. كما أنها موجودة في أغلب تطبيقات التواصل الاجتماعي، ما يثير الدهشة حول سبب الحديث عنها الآن»، معرباً عن اعتقاده أن «يكون السبب وراء تجدد الحديث عنها، وتصدرها الترند، نوع من الدعاية غير المباشرة للتطبيق».
وبدوره، قال إسلام غانم، خبير تكنولوجيا معلومات في مصر، لـ«الشرق الأوسط» إن «الشركة المسؤولة عن تطبيق (تلغرام) أرسلت رسائل إلكترونية لمستخدميها قبل نحو سنة ونصف بشأن هذا التحديث الجديد، لكن كالعادة لا يقرأ معظم المستخدمين هذه الرسائل، ولا يهتمون بقراءة بنود الخصوصية، وبالتالي تحدث المفاجأة عند تنفيذ التحديث».

وتابع غانم أن «على الفرد أن يدرك أنه هو السلعة التي تبيعها جميع مواقع التواصل الاجتماعي المجانية، وبالتالي فالمسؤولية تقع عليه لحماية بياناته، وقراءة شروط الخصوصية، كي لا يقع ضحية لبعض الثغرات»، وأعرب عن اعتقاده أن «السبب وراء إثارة الجدل بشأن التحديث الآن يرجع إلى تعرض بعضهم لمضايقات بسببه، وتوثيق ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي».

وفي الحقيقة، أعلن «تلغرام»، في يونيو (حزيران) عام 2019، عن تحديث «بيبول نيير باي» الذي يسمح بـ«التعرف على الأشخاص المحيطين بالشخص الذين يستخدمون التطبيق نفسه… من أجل تسهيل حفظ بيانات وأرقام هواتف زملاء العمل والتجارة».
وأردف التطبيق، في سياق ترويجه للخاصية، أنها «توفر عناء حفظ البطاقات الشخصية، أو تسجيل أرقام الهواتف في حفلات واجتماعات العمل». وفي أعقاب أزمة جائحة «كوفيد-19»، عدت هذه الخاصية من قبل خبراء التواصل الاجتماعي في الغرب «فرصة للتواصل في زمن التباعد الاجتماعي»، إلا أن غانم يرى أن «هذه الخاصية قد تكون مقبولة في ثقافة الغرب وعاداته، وطرق استخدامهم للتطبيقات عموماً، لكنها في المجتمع الشرقي يكون لها أحياناً استخدامات سيئة تسمح بالابتزاز الإلكتروني».

ومن ناحية أخرى ، لم يقتصر الجدل حول تحديث «بيبول نيير باي» على رواد التواصل الاجتماعي، بل انتقل إلى المؤسسات الدينية الرسمية، إذ أصدرت دار الإفتاء المصرية بياناً حذرت فيه من التحديث الذي «يمكن إساءة استخدامه»، على حد قولها.
وأشارت «الإفتاء المصرية» إلى أن «هذه الخاصية أثارت غضب عدد من المستخدمين، خاصة الإناث، بعد تلقيهم رسائل مزعجة من غرباء، وصلت إلى حد الابتزاز»، وطالبت مستخدمي التطبيق بـ«اتخاذ الإجراءات كافة لحماية خصوصية المستخدمين، وبياناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعد اختراق الخصوصية لوناً من تتبع العورات التي نهى عنها الإسلام، ولعن فاعلها».

ومن جانبه، يرى عاصم سامي أن «لهذا التحديث إيجابياته وسلبياته، إذ يمكن استخدامه في تطبيقات أخرى لضمان الأمان والحماية لأفراد المجتمع، مثل تطبيقات الشرطة التي تُفعل ما يشبه خدمة الإنذار من صاحب الهاتف في حالة الخطر، أو تطبيق تتبع مرضى فيروس (كوفيد-19) لضمان منع اختلاطهم بالآخرين». وأضاف سامي أن «الحماية من المضايقات على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولية المستخدمين الذين يجب عليهم ألا يستقبلوا أي رسائل غريبة من أشخاص غير مسجلين في قوائم هواتفهم».
جدير بالذكر أن هاشتاغ «حوار التلغرام» ليس جديداً، بل تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في يونيو (حزيران) الماضي في أعقاب نشر صور لفتيات مصريات قُرصِنت حساباتهن الشخصية، وهو ما آثار تساؤلات حول درجة الخصوصية التي يمنحها التطبيق لمستخدميه. وأعيد استخدام الهاشتاغ نفسه في 12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي للحديث عن تحديث «بيبول نيير باي». وللعلم، يصل عدد مستخدمي «تلغرام» نحو 400 مليون مستخدم، حسب البيانات الرسمية للشركة.

هذا، وقد أسست شركة «تلغرام» عام 2013، على يد الأخوين نيكولاي وبافل دروف، وهما مؤسسا شبكة تواصل اجتماعي روسية شهيرة تدعى «في كيه» (VK) تعرضت لضغوط من جانب الحكومة الروسية دفعت الأخوين دروف لترك الشركة ومغادرة روسيا. وبعدها، أسسا «تلغرام» ليكون تطبيقاً يحمي الرسائل المتبادلة بين الأفراد. وساهمت شعبية دروف في سرعة انتشار التطبيق في روسيا، وفق دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في أميركا عام 2017.

وعن هذا التطبيق يقول الخبير إسلام غانم إنه «من أكثر التطبيقات أمناً، إذ يستخدم أنظمة تشفير (ترميز) تمنع تتبع الرسائل ومراقبتها، والاطلاع عليها، ما يجعله مناسباً لجماعات المعارضة السياسية». واستطرد موضحاً أن «التقنية التي يستخدمها التطبيق في تشفير الرسائل شبيهة بتلك التي كانت مستخدمة من قبل في هواتف (بلاك بيري). وهذه التقنية لا تتعارض مع كونه تطبيقاً يهدف للتواصل الاجتماعي، وتعريف الناس بعضهم ببعض».
أما سامي، فيرى أن «ما يُثار حول أمان (تلغرام) شيء طبيعي في كل التطبيقات، وليس (تلغرام) وحده… إنه ينطبق على تطبيق (واتساب) أيضاً»، ويقول إن «ما يشاع بشأن قلة أمان (واتساب) مرتبط بحرب تجارية بين (فيسبوك) التي تملك التطبيق حالياً وملاك التطبيق القدامى».

منصة تليجرام تثير الجدل في العراق

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد