تخطى إلى المحتوى

تحطيم تمثال أبو جعفر المنصور يثير الجدل

أبو جعفر المنصور

انشغل العديد من العراقيين خلال الساعات الماضية بجدل قديم متجدد حول تمثال الخليفة أبو جعفر المنصور الجاثم في العاصمة بغداد.

فبعد أن طالب منشد عصائب أهل الحق مهدي العبودي بإزالة هذا التمثال، اشتعل سجالاً على مواقع التواصل.

ففيما دعا المحلل السياسي جمعة العطواني إلى إزالة التمثال المذكور، معتبراً أنه “صنم جدلي ويستفز بعض العراقيين”، وصف آخرون الخليفة العباسي بـ “باني بغداد وأعظم رجال بني العباس”.

في حين اعتبر آخرون أن هذا الجدال لا طائل منه ويهدف إلى إشغال الشارع العراقي عن أزماته الحقيقية كما علق أحدهم ساخراً بأن “تمثال الخليفة نفسه كان ليرحل عن بغداد، لو رأى سوء الحال التي وصلت إليه.”

يذكر أن أبو جعفر المنصور هو ثاني خلفاء بني العباس، وكان اشتهر بتشييد مدينة بغداد كما يعد المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، والذي أرسى أسس الإدارة السياسية للحكم.

 أول إجراء أمني بعد دعوات لتحطيم تمثال “أبو جعفر المنصور”

بغداد
بغداد

وقال مصدر لموقع “السومرية نيوز” إن “قوات حفظ القانون مسنودة بقوات الجيش، انتشرت أمام تمثال “ابو جعفر المنصور” وذلك بعد دعوات عبر الانترنت لتحطيمه”.

كما ذكرت وسائل إعلام عراقية أن الوحدة الثامنة من قوات حفظ القانون، وقوات الجيش العراقي (اللواء الـ27) انتشرت أمام تمثال أبو جعفر المنصور في بغداد”.

وأكدت أن الانتشار جاء بعد دعوات عبر الإنترنت من قبل أتباع الشيرازية إلى هدم تمثال أبو جعفر المنصور.

وأبو جعفر عبد الله المنصور بن مُحمد بن عَلي بن عبد الله بن العباس بن عَبْد المُطلّب بن هَاشم القُرشيّ (95 هـ / 714 : 158 هـ / 775) هو الخليفة العباسي الثاني، وهو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، وباني بغداد التاريخية.

ويقع التمثال في جانب الكرخ، في منطقة المنصور من بغداد، وقام بنحته الفنان العراقي خالد الرحال، أحد أبرز رواد الحركة الفنية العراقية الحديثة، وأزيح الستار عنه في 6 يناير 1977 في عهد الرئيس العراقي الأسبق أحمد حسن البكر، وأصبح واحدا من أبرز معالم العاصمة.

بين مؤيد ومعارض لإزالة تمثال ابو جعفر المنصور وسط بغداد

تحطيم تمثال أبو جعفر المنصور يثير الجدل

أثارت دعوات لإزالة تمثال أبو جعفر المنصور، من حي المنصور الراقي، في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، موجة جدل كبيرة، داخل الأوساط الرسمية والشعبية، فمنهم من أيد الفكرة لاعتبارات وتاريخية، ومنهم من رفضها بشدة.

تمثال أبو جعفر المنصور، هو تمثال لمؤسس وباني بغداد، تم إنشاؤه في سبعينيات القرن العشرين، وبات واحداً من أبرز معالم المدينة، وقام بنحت هذا التمثال النحات العراقي خالد الرحال، الذي يعد أحد أبرز رواد الحركة الفنية الحديثة في العراق.

الطائفية وإزالة التمثال

فيما رأى البعض أن المؤيدين لبقاء التمثال يحملون صبغة “طائفية” ماضيوية ثأرية عالقة في التاريخ، تتمثل بالفترة العباسية، التي شهدت مقتل الامام جعفر الصادق، وهو أحد الأئمة الـ12 المعصومين لدى الشيعة.

المؤيديون لإزالة التمثال نشروا وسماً حمل عنوان “#يسقط_صنم_المنصور” بينما نشر المعارضون لهدم التمثال وسم “#المنصور_مؤسس_بغداد”.

وزارة الثقافة: لم نتلق طلباً رسمياً

ويبدو أن الحكومة لم تتلق أي طلب من أي جهة رسمية، لإزالة التمثال من مكانه في منطقة المنصور، حسب وزارة الثقافة العراقية.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد العلياوي لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الاثنين (7 حزيران 2021)، إن “الوزارة لم تتلق أي طلب من أي جهة لإزالة التمثال، وننفي علمنا بهذا الموضوع، نفياً قاطعاً”.

“إعمار بغداد أولى من السجالات”

فيما رأت المتحدث باسم ائتلاف النصر آيات مظفر، أنه “بدلاً من هذا الطرح، كان الأحرى أن تكون هنالك حملة لإعمار العاصمة بغداد وزيادة معالم رونقها، بما يجعلها تمثل عمقاً وحضارة”.

وأضافت لشبكة رووداو الإعلامية اليوم الاثنين (7 حزيران 2021)، أن “العاصمة بغداد بحاجة إلى أمو أكثر أهمية، فرغم الجهد المبذول من أمانة بغداد، إلى أن العاصمة بحاجة إلى طريقة مناسبة لإيلاء الاهتمام بشواخصها، وليس عبر طرح موضوع إزالة التمثال، بل ينبغي التوجه إلى إعمار بغداد”، لافتة إلى أن “إزالة هذا المعلم، لا يضيف شيئاً إلى بغداد”.

تمثال أبو جعفر المنصور، هو عبارة عن منحوتة من النحاس لوجه الخليفة العباسي، مركبّة على جسم من الطابوق، الذي يشكل بناءً صغيراً، وفيه باب خشبية ومزينة بالزخارف الإسلامية، ويقع التمثال على ساحة صغيرة مدورة مزينة بالأشجار والأعشاب.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد