أكدت مصادر محلية في غزة وشركات الاتصالات، الجمعة، وجود انقطاع كامل للألياف الضوئية المغذية للإنترنت في القطاع.
بالتزامن مع هجمات عنيفة ينفذها الطيران والمدفعية الإسرائيلية على غزة إذ وأوضحت أن جيش الكتعمد قطع خطوط التواصل والإنترنت والتشويش عليها
ويتعرض شمال قطاع غزة، مساء الجمعة، لقصف إسرائيلي كثيف، بحسب ما أظهرت لقطات مباشرة بثتها وكالة فرانس برس
وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه “يواصل توجيه ضربات في قطاع غزة” تستهدف حركة حماس الفلسطينية التي تسيطر على القطاع.
وذكر تلفزيون فلسطين في تغرية على موقع “إكس” (تويتر سابقا) أن قطاع غزة يشهد الآن القصف الأعنف برا وبحرا وجوا منذ بداية الحرب.
وذكرت شركة جوال الفلسطينية: “نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لطافة خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة في ظل العدوان المتواصل”.
وأضافت: “تسبب القصف الشديد في الساعات الأخيرة في تدمير آخر المسارات الدولية التي تصل غزة بالعالم الخارجي بالإضافة للمسارات المدمرة سابقا خلال العدوان مما أدى إلى انقطاع لكامل خدمات شركات الاتصالات عن قطاع غزة”.
أنفاق حماس بغاز الأعصاب.. تقرير يكشف خطة إسرائيلية
كشف موقع “ميدل إيست آي” معلومات مفادها بأن الهجوم البري الإسرائيلي المتأخر على قطاع غزة، هو جزء من حملة الحفاظ على عنصر “المفاجأة” الإسرائيلية.
ونقل الموقع الإخباري الذي يتخذ من لندن مقرا له، عما قال إنه مصدر عربي رفيع المستوى على صلة بالجماعات الفلسطينية، إن الجماعات المسلحة في غزة تتوقع أن “تقوم إسرائيل بإغراق أنفاق حماس بنوع من غاز الأعصاب أو الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة قوات الكوماندوز الأميركية كجزء من هجوم مفاجئ على قطاع غزة”.
وقال المصدر إن إسرائيل والولايات المتحدة تأملان اختراق أنفاق حماس وإنقاذ ما يقدر بنحو 220 رهينة وقتل آلاف الجنود التابعين لحماس، مشيرا إلى أن المعلومات التي حصلوا عليها جاءت من “تسريب” مصدره الولايات المتحدة.
وقال الموقع إنه لمن يتسن له التأكد من صحة المعلومات الواردة في التسريب.
وأضاف المصدر أن “الخطة تعتمد على عنصر المفاجأة لتحقيق النصر الحاسم في المعركة، باستخدام الغازات المحرمة دوليا، وخاصة غاز الأعصاب، والأسلحة الكيميائية. وسيتم ضخ كميات كبيرة من غاز الأعصاب إلى الأنفاق”.
وتابع: أن قوة دلتا الأميركية ستشرف على “ضخ كميات كبيرة من غاز الأعصاب إلى أنفاق حماس، القادرة على شل الحركة الجسدية لمدة تتراوح بين ست إلى 12 ساعة، يمكن لمعظم غازات الأعصاب، التي يتم استنشاقها أو امتصاصها عن طريق الجلد، أن تقتل في أي مكان ما بين دقيقة إلى 10 دقائق عن طريق شل مركز التنفس في الجهاز العصبي المركزي وشل العضلات المحيطة بالرئتين”.
وتشمل أعراض التعرض للغاز الغثيان والصداع العنيف وعدم وضوح الرؤية وسيلان اللعاب وتشنجات العضلات وتوقف التنفس وفقدان الوعي.
وأضاف المصدر أنه “خلال هذه الفترة سيتم اختراق الأنفاق وإنقاذ الرهائن ومقتل الآلاف من جنود القسام”.
وعلقت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية سابرينا سينغ على التسريب قائلة: “هذا غير صحيح وهذه التقارير غير دقيقة”.
تواصل الموقع مع البيت الأبيض للتعليق، لكنه لم يتلق رداً حتى وقت نشر هذه المعلومات.
ويوم الأربعاء، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل وافقت على تأجيل غزوها البري المتوقع لإتاحة المزيد من الوقت للولايات المتحدة لنشر أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة.
وقال نتنياهو في وقت لاحق يوم الأربعاء إن إسرائيل تستعد لغزو بري لكنه لم يذكر التوقيت أو تفاصيل أخرى.
خبير يتحدث عن كارثة للموساد والشاباك الإسرائيلي
نفذت حركة حماس أكبر هجوم لها على إسرائيل منذ سنوات، صباح السبت، إذ أطلقت وابلا من الصواريخ من قطاع غزة بالإضافة إلى عبور مسلحين تابعين لها السياج الحدودي، فيما وصفته وسائل إعلام بأنه “فشل استخبارتي إسرائيلي خطير”.
وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن الحكومة فوجئت بالهجوم الذي شنته حركة حماس صباح السبت، واصفة ما حصل بـ”فشل استخباراتي خطير”.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها كتبه متحدث سابق باسم الجيش الإسرائيلي، أن “إسرائيل تعيش حربا صعبة ذات خصائص لم تعرفها من قبل، ومفاجأة كاملة بعدد غير قليل من القتلى والجرحى والأسرى والمختطفين”.
وتابعت: “من المهم في هذه المرحلة إعداد الجمهور الإسرائيلي لحقيقة أن الأمر سيكون صعبا وطويلا ومؤلما. إن الجيش الإسرائيلي لم يقم بمهمته في حماية مواطني إسرائيل، وهذا فشل كبير سيتم مناقشته والتحقيق فيه”
وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء سمير فرج في حوار مع “سكاي نيوز عربية”:
المفاجأة التي حققها الجانب الفلسطيني كانت قوية للغاية، والجانب الإسرائيلي يحاول لملمة أوراقه للتصرف في الفترة القادمة.
ما حصل كارثة للموساد والشاباك الإسرائيلي.
عملية كبيرة كهذه لا تدري بها المخابرات الإسرائيلية تعكس سوء إدارة وفشل كبير.
القوات الفلسطينية جاهزة للتصرف ضد أي عمل من إسرائيل، لكن القيادة في إسرائيل أمام مأزق كبير بسبب قيود الأسرى والمحتجزين.
من يبدأ أولا في القتال يستمر، وإسرائيل فقدت “المبادءة”.
القوات الإسرائيلية لأول مرة مخنوقة في اتخاذ القرار بسبب وجود الأسرى، فهي غير قادرة على استخدام كل قواتها لأن ذلك يرفع خطر فقدانهم.
إسرائيل يجب أن تعرف أن الضغط الذي مارسته خلال الفترة الفائتة هو الذي ولد هذا الانفجار.
سيناريو الرد الإسرائيلي سيكون قاسيا، سيتم تدمير كل البنية الفلسطينية في غزة وتعود مرة أخرى لسلسلة اغتيالات القيادات الفلسطينية وتحويل غزة إلى سجن حقيقي.
هذا ما تريده إسرائيل في غزة بعد الحرب
بعد مرور 20 يوما على القصف الجوي المتواصل الذي يشنه جيش الإحتلال الصهيوني على قطاع غزة، كشفت تقارير إسرائيلية ومراكز بحثية أميركية عن الخطوط العريضة لأهداف الحرب الإسرائيلية، والتي يأتي على رأسها تدمير القدرات العسكرية لحركة حماس وإنهاء سيطرتها على القطاع، في حين كانت التساؤلات عن شكل إدارة القطاع في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الراهنة.
ووضع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في تقرير أصدره عن الصراع الراهن، ما وصفه لـ”المبادئ العامة” التي تنتهجها إسرائيل في حربها الحالية، حيث تسعى إلى إنهاء سيطرة “حماس” على غزة بشكل قاطع، باعتبار أن هذه هي النتيجة الوحيدة التي ستمنع نهوض قادة الحركة من تحت أنقاض الحرب لإعلان النصر بمجرد صمودهم في وجه قوة إسرائيل.
وتتضمن تلك المبادئ الإسرائيلية 3 محاور رئيسية، تشمل:
ضمان عدم قدرة “حماس” على شن هجمات في المستقبل.
استعادة ثقة الإسرائيليين بقدرة حكومتهم وجيشهم على توفير الأمن لهم.
إعادة تأسيس قوة الردع الإسرائيلية بنظر الأصدقاء والخصوم في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وتطرق التقرير إلى ملامح الإدارة المؤقتة للقطاع المكتظ بالسكان الذين يبلغ عددهم قرابة 2.5 مليون شخص، ويعاني من أزمة إنسانية فادحة الآن، إذ ذكر معهد واشنطن أن “الإدارة المؤقتة المقترحة في غزة” يجب أن تقوم على ثلاث ركائز أساسية، تتضمن:
إدارة مدنية للقطاع.
وجهاز للسلامة العامة وإنفاذ القانون.
وتحالف دولي لإعادة الإعمار والتنمية.
وبحسب وزارة الأشغال والإسكان في غزة، فإن القصف الجوي الإسرائيلي تسبب في تدمير نحو 200 ألف وحدة سكنية ما بين تدمير كلي وجزئي، وهو ما يمثل أكثر من 25 بالمئة من المناطق المأهولة في القطاع.
سياسات إسرائيلية
من جانبه، نشر معهد “الحرب الحديثة” الأميركي المتخصص في الشؤون العسكرية، تحليلا للسياسات الإسرائيلية لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب في قطاع غزة، قائلا إنه “بالنظر إلى الهدف المعلن المتمثل في تدمير حماس، يجب على كل من الحكومة والجيش الإسرائيلي النظر في كيفية انتهاء الحرب وكذلك كيفية إدارتها”.
وحدد الأهداف الاستراتيجية للعمليات في غزة في عدد من النقاط، تشمل:
غزة مستقرة، مع حكومة واسعة تنبذ استخدام القوة لتهديد إسرائيل أو الشعب الإسرائيلي.
حماية إسرائيل من التهديدات والهجمات في غزة مستقبلا، مع جمع المعلومات الاستخباراتية حول الإرهاب الإقليمي والعالمي.
النتائج التي ستتحقق في غزة يمكن الاستفادة منها لإقناع دول أخرى في المنطقة على وقف الدعم للجماعات المسلحة.
استعادة التواصل إلى التطبيع مع دول مجاورة، وتوسيع اتفاقات السلام.
في نهاية العمليات في غزة، يجب أن تكون جهود إعادة الإعمار تحت سيطرة الأمم المتحدة، من خلال ممثل مدني خاص للأمين العام.
إجراء انتخابات على مستوى غزة لتشكيل حكومة تمثل حقا شعب غزة ومصالحه.
وشدد معهد “الحرب الحديثة” الأميركي، على أن القيام بهذه الحرب على أنها مجرد “حملة عقابية”، وتدمير حماس ثم مغادرة غزة لاحقًا، لن يخدم سياسة الولايات المتحدة أو الحكومات الإسرائيلية، بل يجب أن تهيئ النتيجة النهائية لهذه العمليات الظروف اللازمة لإحلال سلام أفضل في المنطقة.
بنك أهداف
داخلياً في تل أبيب، ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن مجلس الحرب الإسرائيلي وضع 5 أهداف استراتيجية تسعى الحكومة لتحقيقها على المدى المتوسط في إنهاء القتال في غزة، وتشمل:
أولا: تجريد القطاع بأكمله من السلاح، ووضع ترتيبات وآليات لضمان ذلك.
ثانيا: العمل على أن تكون الحكومة في غزة “مدنية وليست أيديولوجية قائمة على أساس ديني”، في حين يحصل القطاع على ميناء بمياه عميقة سيتم تشغيله تحت إشراف أمني.
ثالثا: إنشاء نظام متكامل للإنذار والحماية على الحدود يوفر الأمن لمواطنيها في حال عدم استيفاء الشروط المطلوبة في قطاع غزة أو انتهاكها، كما تشمل الترتيبات الأمنية محيطا أمنيا يتراوح عرضه بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات، ولن يسمح لسكان غزة بالدخول إليه من دون إذن خاص.
رابعا: لن يبقى الجيش الإسرائيلي في غزة لفترة طويلة تتجاوز ما هو ضروري لتحقيق الأهداف الفورية للقتال، وتمكين تشكيل حكومة بديلة في قطاع غزة.
خامسا: تأخذ إسرائيل في الاعتبار المصالح والاعتبارات الاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة والاعتبارات السياسية الداخلية، والمصالح الاستراتيجية للدول التي تربطها بها اتفاقيات سلام وعلاقات دبلوماسية.
هل تنجح تل أبيب؟
بدوره، يقول نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن مجلس الحرب الإسرائيلي يرغب على الأرجح في تدمير حماس سياسيا وعسكريا، وإعادة السلطة الفلسطينية مرة أخرى للسلطة في القطاع.
وأضاف: “أعتقد أيضا أن إسرائيل تريد الوصول المباشر والمستمر كما تفعل في الضفة الغربية”، بيد أن الولايات المتحدة ستحافظ على سياستها بشأن حل الدولتين.
وبشأن إمكانية تحقيق الحكومة الإسرائيلي لخططها، قال ملروي إنه “إذا كانت الحكومة الإسرائيلية مستعدة لإبقاء الجيش الإسرائيلي في غزة لعدة أشهر، وربما لمدة عام مع تكبد خسائر كبيرة، فيمكنها تدمير حماس عسكريا”.
لكنه عاد للتأكيد أن “الأمر لن يكون سهلا على الإطلاق”، ضاربا المثل بالعراق الذي نجح في استعادة الموصل من داعش في عام 2016، بعد أشهر طويلة من القتال.
أمريكا ترسل “سفاح العراق” لمساعدة إسرائيل فى الغزو البرى لقطاع غزة