تعتبر الحلويات والمعجنات، جزءاً اساسياً من الموائد الرمضانية في بيوت العراقيين، لاسيما في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، التي تشتهر بصناعة أصناف متعددة من الحلويات الكردية.
فمع حلول شهر رمضان المبارك، تزدان اسواق الحلويات في أربيل، بعشرات الأصناف من راحة الحلقوم ومنْ السماء، والمكسرات المتنوعة، التي يكثر العراقيون من شرائها، لكونها جزءاً اساسياً من موائدهم الرمضانية.
لقمة القاضي والزلابية وزنود الست والبقلاوة المحشوة بالفستق، تتصدر قائمة الحلويات الأكثر مبيعاً، طوال أيام الشهر الفضيل.
ويقول بائع الحلويات محمد عبد الرزاق خلال حديثه لسكاي نيوز عربية: “في شهر رمضان المبارك يشتري الصائمون كل أصناف الحلويات وخاصة البقلاوة والزلابية والحلقوم.. نحن ننتج أنواع السجق والحلقوم المطعم بالجوز والفستق وهي الأصناف المرغوبة في رمضان”.
وللحلويات والمعجنات الحلبية والشامية، حضور وانتشار واسعان منذ سنوات، في أسواق مدن الإقليم، وتنافس بشدة الحلويات المحلية بمذاقاتها المميزة وأسعارها التنافسية.
وتتباين أسعار المعجنات والحلويات والمكسرات، تبعاً لجودتها وغلاء أسعار مكوناتها.
لا تكتمل موائد الإفطار والسحور في بيوت العراقيين، إلا بوجود أصناف مختلفة من الحلويات والمعجنات، التي يحرصون على تناولها في الشهر الفضيل.
الحلويات التقليدية الموسمية في الكويت
يقبل الكويتيون على شراء الحلويات التقليدية، بشكل ملحوظ، نظرا لما تتمتع به من نكهة مميزة وما تمنحه من دفء خلال فصل الشتاء.
ومن بين تلك الحلويات؛”الرَهَش” و “الدرابيل”، وهي أبرز الحلويات الكويتية التي بدأت صناعة بعضها منذ أوائل القرن العشرين.
ويجري تناول تلك الحلويات مع كوب من الشاي أو فنجان من القهوة في العادة، لا سيما في في ظل أجواء الشتاء والبرودة.
فالأجواء الشتوية في الكويت بدأت طقوسها، ولا يمكن لها أن تخلو من الحلويات أيضا.
وتنتشر حلويات كويتية تقليدية، كحلاوة الطحينية المسماة بـ”الرهش” في اللهجة المحلية، والمضاف إليها السكر أو مربَّى التمر.
وعلى القائمة أيضا؛ قطعة من كعك “قرص العقيلي” الذي تفوح منه رائحة الزعفران والهيل، أو “الدرابيل”، وهي رقائق العجين المغطاة بالقرفة.
وتتميز هذه الأنواع من الحلويات بنكهتها الفريدة، كما يقول المقبلون على شرائها.
وكما في شهر رمضان و الأعياد، فإن الإقبال على سوق الحلويات الكويتية يرتفع في فصل الشتاء.
ويكثر الإقبال في المحلات المتخصصة في سوق المباركية التراثي، مقصد الكبار والصغار من المجتمع الكويتي والمجتمعات الخليجية و العربية الأخرى.
يزخر المطبخ التراثي الكويتي بحلويات شعبية متنوعة، يعود ظهور بعضها إلى مطلع القرن العشرين.
وارتبطت الصناعة بالعديد من المناسبات والمواسم في البلاد، كموسم البرد والشتاء، لما تمنحه من شعور بالدفء و إحساس بالطاقة.3
حيلة “ذكية” لتقليل ضرر السكريات
قد يلاحظ أغلب الصائمين في رمضان أن شهيتهم لتناول الحلويات تزداد بشكل كبير في هذا الشهر، خصوصا مع تعدد أنواع الحلويات وكثرتها على الموائد الرمضانية.
فالصائمون يشعرون بالحاجة الملحة لتناول السكريات كرد فعل طبيعي بعد هبوط معدلات السكر في الدم وانخفاضه يدفع الجسم لطلب السكر بشراهة، ولهذا بمجرد أن يبدأ الإفطار حتى تجد الصائمين يتهافتون على أطباق الحلويات الشهية.
خبراء التغذية يقولون إن السيطرة على طلب الجسم للسكر خلال شهر رمضان تبدأ منذ وجبة الإفطار حتى وجبة السحور.
ويوصي الخبراء بتزويد الجسم بالسكر من المصادر الطبيعية كالفاكهة الطازجة والمجففة لأنها وفق الخبراء تقلل شهية الجسم للسكر.
وإن لم يقنعك ذلك أو لم تقوَ على المقاومة، يقول الخبراء إنه بإمكانك أن تبتعد عن الحلويات المقلية والدسمة وتلجأ لتلك الأقل دسما، مثل مخبوزات الشوفان والسحلب والأرز بالحليب والشوكولا الداكنة.
وتقول خبيرة التغذية، رزان شويحات:
– هذه الشهية المفتوحة إلى السكر تجد تفسيرها في شق فيزيائي، وفي آخر نفسي، لأن الجسم يكون بالفعل في حاجة إلى الطاقة بعد ساعات طويلة من الصيام، فيتأثر الأنسولين وهرمون الجوع “الغريلن”.
– الإقبال على الحلويات يكون بحثا عن شعور بالسعادة وإرضاء لشهيتنا.
– يجب الحرص على الإفطار بطعام ذي عناصر مغذية ضرورية مثل البروتين والدهون، لأنهما يزيدان الشعور بالشبع، فيحولان دون تناول كمية كبيرة من السكر.
– يمكن تناول الحلويات، لكن باعتدال، كأن يكون ذلك بين الفينة والأخرى، وليس يوميا، كما أن الكمية مهمة أيضا.
انتشار الحلوى الاسكتلندية بمتاجر العراق
لاحظ صانع حلوى اسكتلندي رواج نوعين من حلوياته هما التوفي والفدج (وهي حلوى غربية لينة يغلب على مكوناتها السكر وزبدة الحليب) في أسواق العراق، فما سبب تلك الشعبية المتنامية لهذه الحلوى؟
أسرع أصحاب متاجر في شمال العراق لملء رفوف محالهم بالحلويات مع اقتراب عطلة عيد الأضحى، فعملهم يزدهر في هذه الفترة من السنة.
ففي إقليم كردستان شمالي العراق، كما هي الحال في باقي المناطق، تستمر الاحتفالات أربعة أيام، وللحلويات مكانتها المحفوظة دائما.
ولهذا الاحتفال وقع جيد لدى فرهد حسيب، رجل الأعمال المقيم في السليمانية، والذي يبيع الحلويات لمتاجر التجزئة في أربيل ودهوك، فضلاً عن غيرهما من البلدات والمدن الأخرى في الإقليم.
يقول حسيب: “من عاداتنا أن يشتري الجميع حلويات لنقدمها للضيوف. والتوفي خيار شائع جدًا بين الأكراد خاصة في شهر رمضان والعيد”.
وتستمتع عائلات في جميع أنحاء كردستان العراق بتناول الحلويات التي صنعت في اسكتلندا أي على بعد 2,600 ميل.
ويعتبر مصنع حلويات غولدين كاسكيت، ومقره غريينوك (شمال غربي غلاسكو)، أحد الموردين الرئيسيين لحسيب، وقد يكون منتج “مليونز” هو الأشهر من بين حلوياته في المملكة المتحدة.
وبدأ حسيب علاقته مع الشركة الاسكتلندية لأول مرة قبل سنوات عدة مضت عندما زار معرضا تجاريا للحلويات، ومن يومها وطلبه يتزايد على حلوى الفدج “الحلال” (المصنوعة من مكونات خالية من الكحوليات ومنتجات الخنزير)، وإكلير الشوكولا وأنواع متنوعة من التوفي.
وأصبح العراق الآن ثالث أكبر سوق لمنتجات شركة غولدن كاسكيت بعد أمريكا وإيرلندا.
وتنتج الشركة، التي تملكها وتديرها عائلة واحدة، أسبوعيا حوالي 70 طنا من التوفي وحلوى الفدج والشوكولاتة واللبان.
وأرسلت هذا العام أكثر من 60 طناً من قطع الحلوى ذات النكهات المختلفة (Buchanan’s) إلى المنطقة.
فما سر نجاح تجارة التوفي الاسكتلندي في كردستان العراق؟
يقول حسيب: “في ثقافتنا، تحظى الإكلير والتوفي بالزبدة بشعبية كبيرة. نشتريها من بلجيكا وبولندا، ولكن هذه الحلوى الاسكتلندية هي الأفضل. وتتزايد مبيعاتها كل عام”.
ويتوقع حسيب، الذي تستورد شركته آراك غاردن (Arak Garden) أكثر من 200 طن من التوفي والشوكولاتة سنويا، أن يطلب بضاعة جديدة من غولدن كاسكيت هذا العام.
وتجري الشركة الاسكتلندية عدة تعديلات لتتمكن من تلبية احتياجات السوق العراقية المتنامية، فمثلا ركبت آلات جديدة لزيادة طاقتها الإنتاجية من الشوكولاتة، كما اهتمت الشركة بشكل كبير بتغليف منتجاتها للسوق العراقية.
ويوضح مدير المبيعات ستيوارت راي أن “كل علبة توفي وكل قطعة حلوى يجب أن تغلف بالذهب؛ فالذهب علامة الجودة، ويجب أن تكون من صنع المملكة المتحدة”.
“فرصة عظيمة”
ويرى المدير العام لغولدن كاسكيت، كروفورد راي، وهو أيضا رئيس مجلس إدارة نادي كرة قدم، أن العراق والمنطقة المحيطة به “فرصة عظيمة” لمبيعاتهم.
ويقول: “عرضنا منتجاتنا في دبي لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني؛ السوق هناك ناشئة ونريد اقتحامها، والتصدير هو بالتأكيد وسيلة مهمة لنمونا”.
لكن شركة جولدن كاسكيت ليست الشركة الأسكتلندية الوحيدة التي تتنتج أغذية ومشروبات وتعتبر العراق سوقاً مربحة لها.
ففي وقت سابق من هذا العام، أرسلت شركة تاننوك (Tunnock)، والتي تصدر إلى الشرق الأوسط منذ أكثر من 50 عامًا، أول شحنة من حلويات الكراميل إلى البلاد.
وقال مدير المبيعات فيرجوس لودون: “العراق سوق جديد نسبيًا لشركة تاننوك. وكان الاستقبال الأولي إيجابيا للغاية كما أن موزعنا جاهز للطلب التالي”.
ويضيف: “من الواضح أنها سوق ناشئة، لكننا نأمل أن يحظى بسكويت تاننوك بشعبية كبيرة في العراق في يوم ما كما هي الحال في بلدان أخرى من الشرق الأوسط”.