لكثرة الاخطاء التي يقع فيها مقدمو ومقدمات القنوات التلفزيونية والاذاعية في هذه الايام أصابني الضجر وبت كلما أسمع مذيعا أو مقدما تلفزيونيا أو إذاعيا يلحن في اللغة وهو يقرأ نشرة الأخبار أو يقدم فقرة إخبارية إلا وترحمت على أرواح الخليل بن احمد الفراهيدي وابن منظور صاحب لسان العرب

ومجد الدين الفيروز أبادي وسيبويه علماء اللغة العربية و العلامة الراحل الدكتور مصطفى جواد صاحب البرنامج الشهير في تلفزيون العراق في ستينات القرن الماضي (قل ولا تقل )

والذي كان بمثابة المصحح اللغوي لجميع المتعاملين باللغة العربية ومن مختلف المستويات بأسلوب علمي سهل الفهم ولا يخلو من الإثارة والإمتاع وما نقرأه اليوم وما نسمعه من خطب لخطباء تفتقر إلى ابسط ألف باء اللغة فرفع المنصوب وضم المجرور وجر المضموم باتت علامات واضحة في أحاديث وخطب الكثير ممن يدعي الخطابة

و مذيعي الأخبار ومقدمي ومقدمات البرامج وكأنما لغتنا العربية لغة غير ضابطة لمفرداتها ولا تمتلك ذائقة سمعية في جملها وكأن ابن عقيل لم يشرح ألفية ابن مالك في اللغة العربية ولم يكتب اللغويون في النحو والصرف وبلاغة اللغة العربية وكأن العراق لم يكن يحتضن مدرستي الكوفة والبصرة في اللغة العربية ، نعم إن لغتنا العربية أصابتها عدوى المصطلحات الشعبية الدارجة والدخيلة

وتساهلنا في قراءتها وتجاوزنا عن أخطائنا حتى استسهلت أجيالنا الجديدة هذه الأخطاء أيضا وهنا لابد من تأشير حالة من القصور في تدريس اللغة العربية في المراحل الدراسية كافة بدءا من إعداد المعلمين والمدرسين وانتهاء بالمادة اللغوية وأسلوب عرضها ووسائل إيضاحها تعليميا، فلغتنا ذات موسيقى وأي خلل في قراءتها يظهر نشازا على إذن المتلقي ومن محاسن لغتنا إنها جميلة وواسعة فكلمة واحدة بنفس الحروف قد يكون لها أكثر من معنى بتغيير حركة حرف فيها وهو دليل على طواعية هذه اللغة وعدم جمودها وكيف لا وهي لغة القرءان الكريم فرفقا بلغة القرءان أيها السادة الخطباء والمذيعون والمذيعات قولوا ما هو صحيح وإلا لا تقولوا ،فقد أتعبتم أسماعنا بما تلحنوه!!!

كلام أهل العلم عن أفضلية اللغة العربية واسم الجلالة (الله)

فلا ريب أن اللغة العربية هي لغة أفضل كتاب أنزل، ولسان أفضل نبي أرسل، وقد قال الله تعالى في كتابه: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ { النحل:103}.

قال ابن تيمية رحمه الله: اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب. اهـ

فمن هذا يتبين لك فضل اللغة العربية على سائر اللغات واللهجات، وأنه ينبغي للمسلم أن يحبها أكثر مما يحب أية لغة أخرى.

أما لفظ الجلالة: الله ـ فهي أفضل كلمة في الوجود، فقد تميز عن غيره من أسماء الله سبحانه وتعالى بخصائص كثيرة ومنها كونه علم على الذات العلية الواجبة الوجود المستحقة لجميع المحامد، أنزله على آدم في جملة الأسماء وهو أشهر أسمائه ولهذا تأتي بعده أوصافا له، وقد قبض الله تعالى عنه الألسن فلم يسم به سواه عز وجل، قال تعالى:هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا {مريم:65 } أي هل تعلم أحدا تسمى الله، استفهاما بمعنى النفي، وقد ذكر في القرآن الكريم ألفين وثلاث مائة وستين مرة، وهو أعرف المعارف وأتمها. نقلا عن مقدمة الإتقان والأحكام بتصرف.

ومن خصائصه أيضا كونه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، فالراجح من أقوال العلماء ـ والله أعلم ـ أن اسم الله الأعظم هو: الله ـ وذلك لثبوته في أغلب الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان الاسم الأعظم، قال ابن عابدين في رد المحتار: وروى هشام عن محمد عن أبي حنيفة أنه اسم الله الأعظم، وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء. انتهى.

ومن خصائصه أنه أبر أسماء الله تعالى وأجمعها، قال القرطبي: الله: هذا الاسم أبر أسمائه سبحانه وأجمعها.

وقال ابن كثير: الله: علم على الرب تبارك وتعالى.

وقال في المقصد الأسنى: واسم الله أعظم أسماء الله التسعة والتسعين، لأنه أخص الأسماء، إذ لا يطلقه أحدُ على غيره لا حقيقة ولا مجازاً، وسائر الأسماء قد يسمى بها غيره كالقادر والعليم والرحيم وغيره، ولأجل هذه الخصوصية توصف سائر الأسماء بأنها اسم الله عز وجل فيقال الصبور والشكور والملك والبار من أسماء الله، ولا يقال الله من أسماء الصبور والشكور لأن ذلك من حيث هو أدل على كنه المعاني الإلهية وأخص بها، فكان أشهر وأظهر فاستغني عن التعريف بغيره وعرف غيره بالإضافة إليه. انتهى.

وأما ما جاء في سؤالك من أن اسم الله أفضل اسم خلقه الله، فلا يجوز قول هذا، لأن أسماء الله تعالى الحسنى وصفاته العليا غير مخلوقة.

 اتقوا الله في اللغة العربية

الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي
الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي

نبه الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي، ، إلى أن اللغة العربية تمر بمرحلة عصيبة وخطيرة، داعيا إلى تضافر الجهود للوقوف “أمام هذا التيار الجارف الذي يكاد يقضي عليها وعلى الهوية العربية”.

وفي كلمته، الأحد، بمناسبة إطلاق مؤسّسة الفكر العربي في دبي مشروع إعلان “لننهض بلغتنا” الذي يهدف إلى تعزيز اللغة العربية، والإعلاء من شأنها ووقف تدهور استخدامها، قال الأمير السعودي “لكل من يتهاون بموضوع لغتنا هويتنا أقول لهم: اتقوا الله في لغتكم”.

وتتيح مبادرة مؤسّسة الفكر العربي “لننهض بلغتنا” لأهل العلم والرأي والخبرة أن يضعوا رؤية مستقبلية لواقع اللغة العربية في المجالات كافة، وبحيث تتوفر لهذه الرؤية الرعاية والمؤازرة على أعلى مستوى سياسي لتوضع في نهاية المطاف بين أيدي صنّاع القرار التعليمي والتربوي والثقافي في الدول العربية.

وقال الفيصل إن اللغة تشكل أساس الهوية، معربا عن أمله في أن تكلل جهود القائمين على المشروع بإنقاذ اللغة والهوية العربية، كي لا تكون من اللغات أو الهويات المحكوم عليها بالانقراض.

وأضاف أن “اللغة العربية هي لغة الضاد ولغة القرآن الكريم التي يجب أن يحافظ عليها كل عربي وكل مسلم”، مضيفا “إذا كنّا في الماضي نُحمّل الاستعمار ومشروعاته وزر إهمال هذه اللغة ومحاربتها وكنا نتصدّى للأمر بكيفيات شتى فإننا اليوم بصدد الخطر الأكبر على هذه اللغة في هذا الزمان ألا وهي هيمنة الغرب على كل شيء عندنا”.

هيمنة سياسية وثقافية غربية شاملة

وقال رئيس مؤسّسة الفكر العربي: “كنا نحن في السابق من يهيمن وكانت لغتنا هي الناقل للحضارة، أما اليوم فنحن نتعرّض لهيمنة سياسية وثقافية غربية شاملة ومن أخطر مظاهر هذه الهيمنة هي هيمنة اللغة الإنجليزية على ألسنتنا ومنطوقنا اللغوي اليومي العام”.

وأكد أن مظاهر هذه الهيمنة تتجلى “في صفوف شبابنا وتداولاتهم اللسانية والحوارية على شبكة الإنترنت وسائر المواقع والهواتف الجوالة، حيث يستخدمون لغة يقال إنها عربية وهي ليست كذلك في شيء بل هي لغة لاتينية تستبدل الأرقام فيها محلّ الكلمات وبعض التعابير العربية بتعابير أجنبية خالصة تنتشر كالنار في الهشيم على ألسنتهم”.

وأردف: “اصبحنا اليوم وأمام ما يحصل من إلغاء للغتنا العربية، نترحّم على العامية لأنها تنتمي على الأقل إلى العربية وإذا ما نظرنا إلى كثير من اللقاءات والندوات التي تجمع مفكرين ومثقفين عربا على شاشات التلفزة..”.

ولفت الفيصل إلى أن مؤسّسة الفكر العربي كانت اقترحت في أحد مؤتمراتها السابقة في مدينة مراكش المغربية مشروعا يتعلّق بالنهضة الثقافية العربية بالشراكة مع كل المعنيين بها، مشددا على أن “المؤسسة لا تزال تنادي بهذه الشراكة.. لوضع رؤية عملية جامعة هدفها إنقاذ اللغة العربية والدفاع عنها وعن الهوية والحضارة العربية”.

وشكر الفيصل نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي “يولي اللغة والثقافة العربية كلّ اهتمام مسؤول ورعاية وهو ما تجلى في المؤسسات والمشروعات الخاصة التي أسسها سموه ورعاها لتخدم لغة الضاد وتعليمها”.

وفي ختام الحفل، أعلنت مؤسّسة الفكر العربي عن وثيقة “لننهض بلغتنا” التي وقّع عليها الأمير خالد الفيصل ووزراء الثقافة في كل من الإمارات والأردن والبحرين ورؤساء المجامع اللغوية العربية، ورؤساء تحرير الصحف العربية ونخبة من رموز الفكر والإبداع المدافعين عن اللغة العربية.

ونص مشروع الإعلان على أن المجتمعين في ملتقى مؤسّسة الفكر العربي في دبي يشددون على أن اللغة العربية هي مكوّن أصيل من مكوّنات هوية الأمّة، ورمز خالد لانتماء أبنائها وهي تمثّل ذاكرتها الثقافية والحضارية.

وذكّر المجتمعون بأن التاريخ لم يسجّل نهضة علمية لشعب من الشعوب بغير لغته الوطنية ما يجعل من اللغة العربية قضية أمن قومي بلا منازع، وأداة معرفية لا يمكن الاستغناء عنها في اي مشروع عربي للتنمية.

في شهر رمضان | تأليف سور من القرآن الكريم باللغة الدارجة يثير جدلا في المغرب

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد