أفاد مراسل صحيفة العراقي في العراق الأان عن استهداف محيط قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار بأربعة صواريخ .
القاعدة التي تتمركز فيها قوات تحالف تقوده الولايات المتحدة.
وذكر المصدران أن صاروخين سقطا داخل القاعدة، بينما سقط الاثنان الآخران في محيطها.
وأضافا أنه لم يتضح هل أسفرت الصواريخ عن سقوط قتلى أو جرحى أو خلفت أضرارا.
ورجحت مصادر سياسية أن الهجوم جاء بمثابة رسالة رفض “من طرف الفصائل المسلحة القريبة من إيران، للحوار العسكري الذي أجراه العراق من الولايات المتحدة بخصوص تعاون ثنائي طويل الأمد.
يأتي الهجوم الذي استهدف قاعدة عين الأسد الواقعة في محافظة الأنبار في غرب العراق، في ظل توتر إقليمي تغذيه الحرب في غزة، وتشديد لهجة الفصائل المسلحة الموالية لإيران التي تتبنى هذا النوع من الهجمات والتي علقت هجماتها لحد كبير خلال الأشهر الماضية، لهجتها ضد الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل.
لكنها هددت بالانتقام في حال تعرض القوات الإسرائيلية لحزب الله اللبناني.
قاعدة عين الأسد العراقية
تقع قاعدة “عين الأسد” الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق وعلى بعد 180 كيلو مترا عن العاصمة بغداد.
بنيت القاعدة خلال الحرب العراقية-الإيرانية واستمرت علميات البناء التي قامت بها مجموعة من الشركات اليوغسلافية مدة سبع سنوات حيث انتهى العمل فيها عام 1987، قبل انتهاء الحرب بين البلدين بعام واحد.
وتضم القاعدة المترامية الأطراف عدداً كبيراً من عنابر الطائرات المقاتلة ومدرجين لهبوط وإقلاع الطائرات ومنشآت عديدة من قاعات تدريب ومستودعات ومساكن جنود ومخازن أسلحة وذخيرة تبلغ مساحتها 3 كليو مترات مربعة. ويمكنها استضافة نحو 5 آلاف جندي.
وتمركزت في القاعدة ثلاثة أسراب من الطائرات المقاتلة العراقية من طراز ميغ -21 وميغ -25 قبل الغزو الأمريكي.
وكانت القاعدة تحمل اسم القادسية حتى غزو العراق عام 2003.
وبعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 باتت إحدى أكبر القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية.
ودخلتها في بداية الأمر القوات الخاصة الأسترالية في إبريل/ نيسان 2003 دون مقاومة، بل كان العراقيون قد فروا منها قبل وصول هذه القوات.
وعثرت القوات الأسترالية على 50 طائرة مقاتلة من بينها طائرات ميغ-25 في عنابرها وكميات كبيرة من العتاد والذخيرة.
وبعدها بشهر سلمت القوات الأسترالية القاعدة للقوات الأمريكية وباتت إحدى أكبر القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية.
تضم القاعدة العديد من عنابر تخزين الطائرات المقاتلة والتحصينات تحت الأرض ومستشفى و33 مربضاً محصناً للطائرات وقد حولت القوات الأمريكية عدداً من هذه المرابض إلى مكاتب إدارية.
كما قامت القوات الأمريكية بعملية صيانة وتوسيع المدرجين للسماح بهبوط طائرات النقل الكبيرة وطائرات تموين المقاتلات بالوقود في الجو.
ضاحية امريكية
كما وصف مراسل بي بي سي أوليفر بول، عام 2006 القاعدة بقوله: “إنها في قلب الصحراء، محاطة من كل الجوانب بالأدغال والرمال والصخور، لكن ما أن تأتي إلى الجانب الأمريكي، حتى تجد تخطيطا أفضل بكثير، لقد حاولوا بشتى الطرق إنشاء ضاحية أمريكية معاصرة”.
وضمت القاعدة مرافق متطورة حتى أن كثيرين في القوات الأمريكية أطلقوا عليها اسم “كامب كابكيك”.
وبانسحاب الولايات المتحدة من القاعدة عام 2011 سُلّمت إلى الجانب العراقي وتمركزت فيها الفرقة السابعة من الجيش العراقي.
وفي أعقاب اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية لغربي العراق عام 2014 وصل التنظيم إلى أسوار القاعدة وفرض عليها الحصار بعد أن بسط سيطرته على كامل محافظة الأنبار.
وفي 2014 وبينما كان التنظيم يطوّق القاعدة تمكّن مراسل بي بي سي كوينتن سمرفيل من دخولها عبر طائرة عسكرية عراقية، ووصفها قائلا: “ما يذكرنا بالاحتلال الأمريكي موجود في كل مكان، قذائف المدفعية الفارغة وأماكن الإقامة التي يعلوها الغبار وحصص الإعاشة التي لم تؤكل وقد تناثرت على الأرض”.
وبعد عودة الولايات المتحدة إلى العراق لمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم الدولة في العام نفسه، تم تأمين القاعدة وتجديدها.
ولكن العودة الأمريكية كانت بعدد قوات أقلّ، وقال أحد الطيارين عام 2017 “إن القاعدة لم تعد تقدم من عوامل الراحة سوى بعض ما كانت تقدمه ذات يوم”.
وفي 26 ديسمبر/كانون الأول 2018، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة للقاعدة، وقال إن “الرجال والنساء المتمركزين في قاعدة الأسد لعبوا دورا حيويا في هزيمة تنظيم داعش عسكريا في العراق وسوريا”.
ويُعتقَد أن قاعدة الأسد تأوي حالياً نحو ألفي جندي أمريكي إلى جانب قوات من الدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
يذكر أن إجمالي عدد القوات الأمريكية المنتشرة في العراق حالياً يبلغ 2500 جندي في أعقاب قرار إدارة الرئيس السابق ترامب تخفيض عددها.
وصوت البرلمان العراقي على قرار غير ملزم على طرد القوات الأمريكية من العراق رداً على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسيم سليماني برفقة نائب قائد الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس في غارة جوية أمريكية على أسوار مطار العاصمة بغداد.