بث التلفزيون الرسمي الإيراني مواجهة الكلاسيكو السعودي الأخيرة بين الاتحاد وضيفه الهلال، والتي أُقيمت على ملعب عبد الله الفيصل، أمسية الجمعة 1 سبتمبر/ أيلول، وانتهت بفوز هلالي مُثير بنتيجة (3-4)، في الجولة الخامسة من منافسات الدوري السعودي للمحترفين “دوري روشن” لموسم 2023-24.

وكانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها بث مباراة سعودية محلية في إيران، وحظي الأمر بتفاعل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحد المشجعين الإيرانيين: “أشاهد مباراة بين الهلال والاتحاد. مستوى كرة القدم يُضاهي الدوريات الأوروبية. التقدم الذي تشهده الرياضة في الدول العربية مُذهل”.

وقال مشجع آخر: “لم أتخيل أبدًا أنني سأتمكن يومًا ما من الجلوس والاستمتاع بالدوري السعودي، ملاعب رائعة، كرة قدم جميلة، عمل كاميرا رائع، إنتاج احترافي، جماهير متحمسة”.

واستمرت التعليقات المُماثلة، حيث أكد أحد المتابعين على الأهمية الكبيرة لبث كلاسيكو الاتحاد والهلال في إيران، وأوضح: “أشهد حاليًا حدثًا تاريخيًا؛ إذ لأول مرة في التاريخ ستبث مباراة بالدوري السعودي على شاشة التلفزيون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

ومع انضمام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، إلى نادي النصر خلال الميركاتو الشتوي الماضي، وما أعقبه من انتقال أبرز لاعبي العالم إلى دوري روشن هذا الصيف، ارتفع عدد الدول التي تبث مباريات الدوري السعودي، وتزايدت نسبة المشاهدة في جميع أنحاء العالم.

وخلال الفترة الأخيرة، ازداد الاهتمام بالدوري السعودي للمحترفين، وذلك بعدما أعلن وزير الرياضة، الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، في يونيو/ حزيران الماضي، نقل ملكية أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى صندوق الاستثمارات العامة.

وبعد إطلاق مشروع الخصخصة، أصبح دوري روشن السعودي جاذبًا للعديد من النجوم العالميين، على غرار البرازيلي نيمار جونيور الذي انتقل للهلال، والفرنسي كريم بنزيما الذي ذهب إلى الاتحاد، وكذلك الجزائري رياض محرز المُنضم إلى الأهلي.

هل تنهي عودة العلاقات بين السعودية وإيران الأزمات الراهنة؟
قام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بزيارة هي الأولى له إلى المملكة العربية السعودية منذ توقيع اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

والتقى عبد اللهيان نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان. وضمّ الوفد الإيراني أيضا السفير المعيّن حديثا إلى السعودية علي رضا عنايتي والذي قال إن “عودة العلاقات بين البلدين ستكون لها تأثيرات مهمة على الاستقرار وثقافة الحوار في منطقة الشرق الأوسط”.

وفي بدايات الشهر الجاري، بدأت السفارة السعودية في إيران أعمالها بشكل رسمي.

وتم الإعلان عن عودة العلاقات بين السعودية وإيران برعاية صينية في بكين في العاشر من مارس/آذار الماضي. وكان هذا الحدث من أبرز الأحداث التي حصلت هذا العام، لما لهذه المصالحة من تأثير على ملفات إقليمية لم تشهد انفراجا منذ سنوات.

وشهدت العلاقات السعودية الإيرانية توترا لا مثيل له على مدى السنوات الماضية. هذا التوتر بدأ في عام 2016 بعد إعدام السعودية الشيخ السعودي الشيعي نمر النمر.

هل تنهي عودة العلاقات بين السعودية وإيران الأزمات الراهنة؟
هل تنهي عودة العلاقات بين السعودية وإيران الأزمات الراهنة؟

أعقب الإعدام هجوم شنه إيرانيون على البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران. وكانت النتيجة: قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتوتر في الخطاب السياسي وارتفاع منسوب التصعيد السياسي والإعلامي.

غير أن الأمر لم يقتصر على السعودية فحسب، بل شمل دولا خليجية أخرى اتخذت موقفا إلى جانب السعودية ضد إيران، وإن اختلفت الطريقة بين بلد خليجي وآخر.

هذا التوتر أثّر سلبا على الوضعين السياسي والأمني في بلدان عدة كاليمن والعراق وسوريا ولبنان… بيد أن الملف اليمني يبقى الأولوية القصوى للبلدين.

الآن وبعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تبقى هذه الملفات عالقة من دون أي تقدّم … على أمل ان تؤدي هذه العودة إلى حلول سياسية تنهي الأزمات الحالية؛ فالجانبان متفقان على حلّ هذه العقبات لأنها حجر الأساس في استمرار هذه العلاقة التي قد تمسي هشّة في حال فشل التوصل إلى حلٍ يرضي جميع الأطراف بأقل خسائر ممكنة.

هذا الأمر بدا جليا في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده وزيرا خارجية البلدين عقب انتهاء محادثاتهما في الرياض. الطرفان أكدا أن المحادثات كانت إيجابية ومثمرة وهي تشهد تقدما وتسير في الاتجاه الصحيح.

وفي حين شكر عبد اللهيان المملكة العربية السعودية على تعاونها في مجال تسهيل أمور الحج والعمرة للإيرانيين، شكر بن فرحان إيران على دعمها ترشيح السعودية لاستضافة المعرض الدولي إكسبو 2030.

وعن هذه الزيارة قال بن فرحان إنها “استمرار للخطوات المتخذة تجاه تنفيذ اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية وما يمثله من محطة مفصلية في تاريخ البلدين ومسار الأمن الإقليمي”، لافتا إلى أن ذلك يجب أن يتم على أساس الاحترام المتبادل بين البلدين.

ودعا الوزير السعودي إلى تفعيل الاتفاقيات الموقعة سابقا بين البلدين، ولاسيما في مجالي الاقتصاد والأمن.

كذلك أشار بن فرحان إلى أن السعودية وجهت دعوة رسمية من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة السعودية – زيارة قال وزير الخارجية الإيراني إنها ستحصل في الزمان المناسب.

الوزير الإيراني لفت إلى أن الطرفين اتفقا على تسمية لجان فنية مشتركة يكون على رأسها وزيرا خارجية السعودية وإيران، مؤكدا على الأهمية التي توليها بلاده للأمن الداخلي لمنطقة الشرق الأوسط، وقال في هذا الصدد: ” تحقيق الأمن والتنمية في المنطقة، فكرة لا يمكن تجزئتها”.

ومنذ بدء ذوبان الجليد في آذار/ مارس الماضي، أي تاريخ إعلان عودة العلاقات بين السعودية وإيران، أعادت الرياض علاقتها بدمشق حليفة طهران وكثفت من جهود السلام في اليمن.

من جانبها، كثفت إيران نشاطها الدبلوماسي في الأشهر الأخيرة وحاولت توثيق العلاقات مع الدول العربية الأخرى من أجل تخفيف عزلتها وتعزيز اقتصادها.

البلدان يُعتبران قوتين إقليميتين ودوليتين رئيسيتين، ويبدو أنه مع التغيرات الأخيرة في المنطقة من خلط الأوراق بين لاعبِين بارزِين هم واشنطن وبكين وموسكو، تعتبر كلّ من الرياض وطهران أن مدّ يد التعاون بينهما سيسهم في توجيه المعادلات الإقليمية والعالمية في اتجاه يضمن مصالحهما بالدرجة الأولى.

الاستقرار في الشرق الأوسط هو السبيل إلى إرساء استقرار اقتصادي ومالي، وهو ما ينشده الطرفان في رؤيتيهما للمستقبل: السعودية لتحقيق رؤيتها 2030، وإيران للتغلب على تبعات العقوبات الدولية التي أنهكت اقتصادها ووضعها المالي.

اعتبرت السعودية وإيران، في وقت سابق ، أن اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية يكرس الحوار ويسهم في استقرار المنطقة وأعلنت إيران والمملكة العربية السعودية، الجمعة، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، بمبادرة من الصين.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في تغريدة على تويتر: “يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران، انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة. يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا”.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الإيراني في تغريدة له على تويتر اليوم الجمعة، “إن عودة العلاقات الطبيعية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية يضع إمكانيات كبيرة في متناول يد البلدين، وكذلك المنطقة والعالم الإسلامي”.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني “أن سياسة الجوار وباعتبارها محورا أساسيا للسياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الحالية ، تمضي بقوة في مسارها الصحيح وأن الجهاز الدبلوماسي (الأيراني) يمضي بشكل نشط للتمهيد لخطوات إقليمية أخرى”.

واستضافت بكين مفاوضات مكثفة بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ونظيره السعودي “مساعد بن محمد العيبان” بين يومي 6 و 10 مارس، أسفرت عن الإعلان عن اتفاق بين البلدين اليوم الجمعة، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت 7 سنوات.

ومن المقرر أن يلتقي وزيرا الخارجية لكلا البلدين لتنفيذ هذا القرار وإجراء التمهيدات اللازمة لتبادل السفراء.

أول تعليق من رئيس الفيفا على واقعة “قبلة المونديال”

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد