تخطى إلى المحتوى

إستدعاء القائم بالاعمال العراقي بسبب إعدام سويديين

الخارجية العراقية
أعلنت وزارة الخارجية السويدية، الخميس في تقرير خاص ترجمته خولة الموسوي على ، أنها ستستدعي القائم بالأعمال العراقي في ستوكهولم للاحتجاج على أحكام الإعدام التي صدرت بحق سويديين في العراق.
في الشهر الماضي، احتجت ستوكهولم على حكم الإعدام الصادر بحق سويدي، وفي يوم الخميس، تم تأكيد حالتين أخريين، ليصل العدد الإجمالي إلى ثلاثة سويديين على الأقل حكم عليهم بالإعدام في العراق في الأسابيع الأخيرة.
وقالت وزارة الخارجية إن جميعها مرتبطة بحادث إطلاق نار مميت في وقت سابق من هذا العام.
ولفتت الوزارة الى أنها تلقت أيضاً معلومات تفيد بأن مواطناً سويدياً رابعاً تلقى حكماً بالإعدام قد يكون له علاقة بالمخدرات.
ومع ذلك، “هناك بعض الشكوك بشأن هوية الشخص، ولهذا السبب لا تستطيع وزارة الخارجية تأكيد الحكم في الوقت الحالي”، حسب الوزارة.
وأضافت: “نعمل على ضمان عدم تنفيذ الأحكام”، منوهة الى أن السويد تدين أي استخدام لعقوبة الإعدام، موضحة: “نحن نعارض ذلك دائماً وفي كل مكان وتحت أي ظرف من الظروف”.
كما قالت الوزارة إنها على اتصال بالسويديين وأسرهم، لكنها امتنعت عن تقديم مزيد من التفاصيل، مستشهدة بقواعد الخصوصية.
وقالت وسائل إعلام سويدية إن السويديين الثلاثة متهمون بالتورط في قتل مجرم في العراق.
ويُعتقد أن جريمة القتل التي وقعت في وقت سابق من هذا العام مرتبطة بحرب العصابات بين مجموعتين سويديتين أسفرت عن العديد من عمليات القتل ومحاولات القتل، بعضها وقع خارج السويد.
الجالية العراقية الكبيرة المتضرر الأول من قطع العلاقات
إستدعاء القائم بالاعمال العراقي بسبب إعدام سويديين

وصف فريدريك مالم، عضو البرلمان السويدي،  حرق الكتب المقدسة بـ “التصرف العنصري والهدّام” من قاموا به “ليسوا سويديين” بل “عراقي”، منوهاً إلى أن رد الحكومة العراقية كان “غاية في الشدة”، وأن الجالية العراقية الكبيرة في السويد هي “المتضرر الأول”، من قطع العلاقات.

وقال فريدريك مالم، في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، حول تداعيات حرق المصحف من قبل اللاجئ العراقي سلوان موميكا في السويد، بثت اليوم الأربعاء (26 تموز 2023)، إن “الطرف الأول” المتضرر من قطع العلاقات ليس السويد التي تعد بلداً “ثرياً ومزدهراً، ولا نتّكل في علاقاتنا على العراق”، بل يلحق الضرر بالجالية العراقية الكبيرة في السويد، معتبراً أن يتماش رد الحكومة العراقية “لا يتماشى مع المعايير الدولية. وفي الواقع، فإن هذا الرجل هو نتاج جمهورية العراق”.

وأضاف إن السويد تمنح سنوياً “مئات ملايين الكرونات من أموال المساعدات الأجنبية للعراق”، وساعدت في مجال التدريب العسكري للجيش العراقي ولقوات البيشمركة، كما أنها احتضنت اللاجئين العراقيين منذ سنين، مستطرداً: “إن لم تكن الحكومة العراقية تعترف أبداً بهذا الجميل وتطرد سفيرنا وتقول إنها لن تسمح للشركات السويدية بالعمل في العراق، فإن بإمكاننا نحن أيضاً قطع هذه المساعدات الأجنبية”.

ورأى أن الهجمات التي طالت البعثة الدبلوماسية السويدية، لا ترتبط بالسويد وحدها، بل هي “سياسة داخلية عراقية أيضاً”، مشيراً إلى أن للعراق “بيئة سياسية حبلى بالمشاكل والتعقيدات في وجود هذه الطوائف الدينية والأحزاب السياسية الدينية”.

حول العلاقات مع إقليم كوردستان قال إن علاقات السويد مع حكومة إقليم كوردستان جيدة، واصفاً إقليم كوردستان بـ “العملي” الذي “كان دائماً شريكاً بنّاء”، وهو “شريك في الأمن والتنمية”.

  شكراً على هذا الحوار، أود أن يكون سؤالي عن السبب الذي أثار الخلاف بين العراق والسويد..

فريدريك مالم: بداية، هناك أشخاص في السويد يطلبون رخصة من الشرطة عندما يريدون حرق الكتب المقدسة. فعلى كل شخص أن يطلب رخصة عندما يريد أن يعبر عن الاستنكار. من المؤكد أن هذا تصرف عنصري وهو هدّام ويزعج الأجانب. هؤلاء ليسوا سويديين. الرجل الذي أحرق القرآن أمام السفارة العراقية عراقي من أهالي قرقوش وهو مسيحي سرياني.

هذه التصرفات قانونية وفقاً للدستور السويدي، رغم أني أراها هدّامة ولا تثمر أي ثمرة نافعة. لكن رد الحكومة العراقية جعلني أشعر بالتعجب، فهو غاية في الشدة، قطعوا كل علاقاتهم الدبلوماسية معنا. طردوا سفيرنا، وعندما أحرق مثيرو الشغب واللصوص سفارتنا، نظروا إلى الجانب الآخر ويسحبون من شركة إيريكسن رخصة العمل في العراق. أنا أرى أن في هذا إشكالية كبيرة ولا يساعد على التعاون والحوار بين السويد والعراق.

 يمكنكم أن تمنعوا وقوع حوادث كهذه من خلال عدم السماح لأشخاص مثل سلمان موميكا بحرق القرآن..

فريدريك مالم: من المؤكد أنه يمكن أن يكون عندك قانون يقول إن هذا ليس قانونياً. لكننا في السويد لدينا حرية التعبير، رغم أني لست من مؤيدي هذا تماماً. لا أستطيع أن أرى أي أمر جيد في حرق القرآن أو الإنجيل أو أي كتاب مقدس آخر. لكن في نفس الوقت لا يتماشى رد الحكومة العراقية مع المعايير الدولية. وفي الواقع، فإن هذا الرجل هو نتاج جمهورية العراق. ولد في العراق. كان منتمياً إلى فصيل ميليشياوي اسمه كتائب الإمام علي الذي هو جزء من الحشد الشعبي. هو ليس سويدياً لا بعقليته ولا بأسلوب حياته. هو عراقي وهذا عنده ناتج من السياسة العراقية. لهذا أعتقد أن على العراق أيضاً أن يتحمل المسؤولية في هذه الحالة.

 يقول العراق وأغلب الدول المسلمة إن حرق القرآن وأعلام الدول لا علاقة له بحرية التعبير، فماذا تقولون؟

فريدريك مالم: لا، هذا يختلف باختلاف الدول، وحسب درجة حرية التعبير عندها. الناس لا تهجر السويد لتذهب للعيش في العراق. فمثلاً، هناك آلاف من العراقيين يعيشون في السويد وليس العكس. الناس لا تهجر السويد لتذهب للعيش في العراق بل تهجر العراق لتأتي وتعيش في السويد. نحن لدينا مجتمعنا ولدينا حرية التعبير. لذا لا يمكن أبداً أن يكون الرد بالذهاب إلى سفارة البلد الآخر وحرقها. العراق مسؤول، مسؤول عن حماية البعثات الدبلوماسية على أراضيه. نحن هنا في ستوكهولم مسؤولون عن حماية السفارة العراقية، والعراق أيضاً مسؤول عن حماية مبنى سفارتنا.

لو سألتني الآن، (سأقول) على العراق أن يدفع المال اللازم لبناء سفارتنا الجديدة لنتمكن نحن في السويد من بناء سفارة جديدة في العراق، لا ينبغي أن ندفع نحن الثمن، فلسنا نحن من حرق سفارتنا، هم الذين أحرقوها.

 هل تخططون لتغيير الدستور لكي لا تتكرر حوادث مثل حرق القرآن؟

فريدريك مالم: هذا شائك، لأنك إن أردت تغيير في السويد عليك أن تتخذ قرارين: أولهما، يجب إجراء انتخابات، والثاني، لو كانت هناك حاجة لتغيير دستورنا، ولو أردت منع حرق الكتب المقدسة وتغيير هذا، فإنك بحاجة إلى خمسة أو ستة أعوام على الأقل. لذا لا أرى أن هذا واحد من الخيارات. ربما يكون من الأفضل منع الناس من حرق هذه الكتب أمام المساجد والسفارات. ربما بالإمكان حرقها في أماكن أخرى، في الغابات أو في مرآب، لكن ليس أمام الأماكن الدينية كالمساجد أو الكنيسات أو الكنائس، فهذا تصرف مثير للغضب وعنصري.

ثم أن السويد مجتمع متعدد الثقافات. لدينا مجتمعا مسلمة والغالبية مسيحية، ولدينا أقليات متنوعة كالهندوس والبوذيين واليهود. هذا المجتمع متعدد الثقافات ويجب أن يحترم أحدنا الآخر.

رووداو: هل تعتقدون أن أمثال هذه الحوادث تلحق الضرر بعلاقاتكم مع الدول، خاصة الدول ذات الغالبية المسلمة؟

فريدريك مالم: أجل، هذا تفعله. لكن في نفس الوقت، تمنح السويد سنوياً مئات ملايين الكرونات من أموال المساعدات الأجنبية للعراق. نحن ساعدنا في مجال التدريب العسكري للجيش العراقي ولقوات البيشمركة. كما أننا نحتضن اللاجئين العراقيين منذ سنين. قدمنا الكثير من المساعدات للعراق، وإن لم تكن الحكومة العراقية تعترف أبداً بهذا الجميل وتطرد سفيرنا وتقول إنها لن تسمح للشركات السويدية بالعمل في العراق، فإن بإمكاننا نحن أيضاً قطع هذه المساعدات الأجنبية، إن كان الأمر كذلك. أنا لا أدعو إلى هذا. بل أريد فقط علاقات جيدة مع العراق وأن نساعد الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان في الازدهار والتنمية. أعتقد أن بإمكاننا أن نفعل الكثير، لكننا لا نريد أي مشاكل في علاقتنا مع العراق. لهذا شعرت بشيء من الاستغراب من هذا الرد ورد الفعل القوي والمدمر من جانب العراق.

رووداو: كيف هي علاقاتكم مع إقليم كوردستان؟

فريدريك مالم: أعتقد أن علاقات السويد مع حكومة إقليم كوردستان جيدة. لحكومة إقليم كوردستان ممثل وممثلية في السويد. الجالية الكوردية في السويد نشيطة جداً وحية. هي جالية كبيرة. أعتقد أنه من دواعي الارتياح أنه سيكون هناك لقاء رسمي قادم بين رئيس وزرائنا ورئيس وزراء إقليم كوردستان. أعتقد أن بإمكاننا تطوير هذا التعاون أكثر، مثلاً بين الجامعات، أو أن تساعد السويد عن طريق التكنولوجيا في إنعاش القطاع الزراعي بإقليم كوردستان.

لا شك أن هناك مجالات أخرى يمكن تحسينها، ولكن ينبغي القول إنه في حال قطع العراق علاقاته الدبلوماسية مع السويد، فهذا يعني انقطاع العلاقة بين كوردستان والسويد أيضاً.

رووداو: ماذا تقول عن تعليق مهام ممثلية حكومة إقليم كوردستان في السويد؟

فريدريك مالم: من جهة، أعتقد أن لنا علاقات مع إقليم كوردستان بصفته جزءاً من العراق، لكن في نفس الوقت، تستطيع السويد إقامة علاقات مع كوردستان ككيان قائم بذاته. لهذ حتى وإن كانت لنا مشاكل في علاقاتنا مع بغداد، فإنه لا يزال بالإمكان أن تكون لنا علاقات جيدة مع أربيل. أرجو أن نستطيع هذا،لأن شمال العراق، إقليم كوردستان عملي كما أرى، وكان دائماً شريكاً بنّاء. فما أراه هو أن إقليم كوردستان كان دائماً منفتحاً على القيم، مثل العالم الغربي وأوروبا وأميركا. لذا أجده جيداً جداً وهو شريك في الأمن والتنمية.

  هل تخططون لاستئناف علاقات إقليم كوردستان والسويد؟

فريدريك مالم: في الواقع، آمل أن نتمكن من هذا. كما أن عندنا فريقاً في البرلمان، في السويد، هو فرق الصداقة مع كوردستان. نقوم مثلاً في كل سنة بإحياء ذكرى الإبادة العرقية في حلبجة، ولدينا لقاءات كثيرة مع الأحزاب السياسية والمنظمات الكوردية.

آمل حقاً أن تكون للسويد وكوردستان علاقات قوية وعميقة مستقبلاً.

 ما هي رسالتكم من البرلمان السويدي لمسلمي العراق والعالم؟

فريدريك مالم: أعتقد أن ما رأيناه في الأيام الأخيرة في العراق إلى جانب الهجمات التي طالت البعثة الدبلوماسية السويدية، فإن الأمر لم يعد مرتبطاً بالسويد وحدها، بل هي سياسة داخلية عراقية أيضاً، وللعراق بيئة سياسية حبلى بالمشاكل والتعقيدات في وجود هذه الطوائف الدينية والأحزاب السياسية الدينية. لهذا أرى أن على العراق أن يجمع أفعاله إلى بعضها البعض ويحسن أداء العملية السياسية ويتصرف بمسؤولية ووفقاً للمقررات الدولية، كاتفاقية فيينا، مع علاقاته الدبلوماسية المشتركة ولا يقطع علاقاته معنا.

وفي الأخير، فإن الطرف الأول المتضرر من هذا ليس السويد، فنحن بلد مزدهر وثري، ولا نتّكل على علاقاتنا مع العراق. لكن عندنا جالية عراقية كبيرة في السويد، وإن احتاج هؤلاء للسفر إلى العراق لمجلس عزاء أو حفل زفاف أو استخراج وثيقة أو شراء وبيع عقار، فإنهم يحتاجون إلى سفارة، وهؤلاء لديهم أقارب في العراق ويحتاجون إلى تأشيرات للمجيء إلى السويد، ويحتاج هؤلاء إلى (NSA) وهي مديرية وبيروقراطية للأشخاص العاديين، وفي حال قطع هذه العلاقات الدبلوماسية فإنه يلحق الضرر بهؤلاء العراقيين المقيمين هنا. لهذا أرى أن هذا لا يساعد من أي وجه ولا يساعد في أي شيء.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد