في ظلام أجواء الحروب الدائرة حول العالم خلال العقود الأخيرة، تظهر جوانب مظلمة تاركة وراءها آثاراً مدمرة على نصف المجتمع، دون أن تنال مأساتها الاهتمام الذي تستحقه. نتحدث هنا عن قتل النساء خلال الحروب التي تتحول إلى جزء من السياق الأليم للنزاعات العالمية.
تتجلى هذه الجريمة في تكرار مأساتها على مر العصور، حيث تصبح النساء غالباً هدفاً سهلاً في ساحات الحروب، ليكُنَّ ضحايا لتصفية حسابات، إذ تتسارع وتيرة هذه الجرائم في سياق النزاعات اليوم.
آخر تلك الحروب ما يجري في غزة منذ أكثر من شهرين من الزمان والذي أدى إلى استشهاد آلاف النساء جراء القصف العشوائي والإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع. من بين أكثر الحروب التي قُتل فيها النساء خلال العقود الأخيرة نجد:
الحرب العالمية الثانية.. وقتل النساء
عندما تجتاح الحروب البلدان، يتغير دور المرأة بشكل كبير من بلد إلى آخر، وكانت الحرب العالمية الثانية ليست استثناءً. كانت هذه الفترة من التاريخ تشهد توسيعاً هائلاً لدور المرأة، حيث أصبحت لا غنى عنها في مختلف جوانب الحياة اليومية والجبهات الحربية.
ما بين عامي 1939 و1945، ارتسمت أدوار المرأة بألوان متنوعة، حيث شملت المشاركة الفعّالة في صناعات الحرب، وبناء السفن، وتجميع الطائرات والسيارات، فضلاً عن إسهامهن في صناعة الأسلحة. بل تجاوزت المرأة حدودها التقليدية، حيث أصبح لديها حضور ملحوظ في مصانع الذخيرة والمزارع، وكان لها دور لا يميز بين الذكور والإناث في دعم اللوجستيات وتقديم الدعم للقوات العسكرية.
تعددت الأدوار أيضاً في الدول المتحالفة، حيث شاركت النساء كممرضات في الخطوط الأمامية، وانضمت إلى الميليشيات الدفاعية. كما زاد عدد النساء اللواتي انضممن إلى الجيش، خاصة في الجيش الأحمر والاتحاد السوفييتي.
وبينما قدمت الولايات المتحدة حوالى 400 ألف امرأة للخدمة العسكرية خلال الحرب، فقد فقدت أكثر من 460 امرأة حياتهن نتيجة للمعارك. وفيما بعد الحرب، تم الاعتراف رسمياً بدور المرأة كجزء دائم من القوات المسلحة الأمريكية.
شملت المشاركة النسائية أيضاً أدواراً قتالية، خاصة في الوحدات المضادة للطائرات، على الرغم من قرار الولايات المتحدة بعدم إشراك النساء في القتال، بسبب توجيهات الرأي العام.
لم تكن المشاركة النسائية محصورة في الحلفاء فحسب، بل امتدت أيضاً إلى المقاومة في فرنسا، وإيطاليا، وبولندا، وحتى في بريطانيا والولايات المتحدة، حيث لعبت المرأة دوراً فاعلاً في المقاومة.
وفي السياق المتناقض، فقد ألحق الاحتلال الياباني بعض النساء في المناطق التي كانت تحت سيطرته بعبودية جنسية، في حين أجبرت النساء اليهوديات وغيرهن على معاناة فظيعة في المحرقة النازية.
يجسد هذا التحول الضخم في أدوار المرأة خلال الحرب العالمية الثانية مدى قوتها وتحملها لأعباء كبيرة، وكيف تجاوزت النساء تحديات الزمن والظروف لتسهم بشكل جاد في جهود الحرب وبناء مستقبل أفضل.
لكن رغم كل ذلك تعتبر الحرب العالمية الثانية الأكثر دموية على النساء؛ إذ أحرقت أكثر من مليونيْ امرأة يهودية من قبل النازيين بالإضافة إلى قتل العديد من النساء ذوات الإعاقة وذوات الأصول الغجرية.
الإبادة الجماعية في رواندا
خلال فترة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الرواندي سنة 1994، والتي استمرت لأكثر من 100 يوم، كانت النساء من بين الضحايا الذين تعرضوا للقتل والتعذيب.
إذ تعرضت النساء في رواندا لأعمال عنف مروعة، حيث كنَّ ضحايا للقتل الجماعي والاعتداءات الجنسية والتهجير. كما توسع العنف الجنسي بشكل واسع خلال الإبادة، حيث تعرضت النساء للاغتصاب وأشكال أخرى من الإساءة الجنسية، وكانت بعضهن تحت سيطرة عنف جنسي منظم كأداة حرب.
وعلى الرغم من الرعب الذي شهدته، هناك حالات لنساء قدمن تضحيات كبيرة لإنقاذ الآخرين، حيث قام بعضهن بأدوار حاسمة في إخفاء وحماية الأفراد المستهدفين خلال الإبادة، لتترتب عليها واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية الحديثة تعقيداً في تاريخ رواندا، حيث قتل ما يقارب 800 ألف شخص.
تعرضت مئات الآلاف من النساء للاعتداء الجنسي. تم قتل 75% من التوتسيين في مجازر مروعة، وظلت لجنة صوت الضمير التابعة لمتحف ذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة الأمريكية تسلط الضوء على هذه الإبادة الجماعية المروعة.
انتهت هذه المأساة في يوليو/تموز 1994، بعد نجاح الجبهة الوطنية الرواندية في طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة الجماعية.
النساء في حرب العراق
حسب ما أشار إليه موقع “theguardian” البريطاني خلال حرب العراق التي استمرت ما بين 2003 إلى 2011، لا يوجد رقم محدد حول عدد القتلى الذين استشهدوا أثناء الغزو الأمريكي، غير أن إحصائيات صادرة عن مؤسسات بريطانية محايدة تؤكد أن عدد القتلى العراقيين منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 تجاوز مليون شخص، وأن العراق فقد حوالي 3% من نسبة سكانه منذ الاحتلال الأمريكي.
وصعوبة الحصول على أرقام موحدة ومتفق عليها فيما يتعلق بعدد القتلى والمصابين جراء الحرب الأمريكية في العراق تعود إلى أن الجهات الرسمية الأمريكية سياسية أو عسكرية تُحجم عن إعطاء أرقام دقيقة.
أما وزارة الصحة العراقية فقد توقفت منذ سنة 2006 عن إصدار أي بيانات متعلقة بالإحصائيات التي تبيّن عدد الأموات في العراق، إلا أن هذه الحرب تعتبر من بين أكثر الحروب التي تعرضت فيها النساء للقتل؛ إذ يقدر عدد الوفيات خلال هذه المدة الزمنية بقرابة 11 مليون شخص معظمهم من النساء والأطفال.
النساء قرابين في الحرب والسلم معاً
الحرب السورية منذ 2011
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها السنوي الـ12 خلال سنة 2023، والذي تتطرق فيه لانتهاكات حقوق النساء في سوريا، والذي أظهر أن حوالي 29 ألف امرأة قد فقدن حياتهن منذ بداية النزاع في مارس/آذار 2011. وفقاً للتقرير، تمَّت معظم هذه الجرائم بوحشية على يد أجهزة أمن النظام السوري.
وفي إطار الفحص الدقيق للبيانات، يظهر التقرير أن 117 امرأة توفين بسبب التعذيب، في حين لا يزال 11 ألفاً و203 نساء قيد الاعتقال أو الاحتجاز. ويشير التقرير أيضاً إلى وجود 11 ألفاً و541 حادثة عنف جنسي استهدفت النساء في سوريا، مع التأكيد على أن أغلبية هذه الانتهاكات تمَّت على يد النظام السوري.
وفي تفصيل إضافي، أظهر التقرير أن النظام السوري قتل أكثر من 22 ألف امرأة، في حين قتلت القوات الروسية الداعمة له أكثر من 1600 امرأة. كما أشار التقرير إلى دور تنظيم الدولة وقوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، في حوادث القتل ذات الصلة.
وفي جوانب أخرى من التقرير، أكدت الشبكة أن المرأة في سوريا تعرضت لمجموعة واسعة من الانتهاكات الجسمية خلال الثلاثة عشر عاماً الماضية، مشيرة إلى استخدام النظام السوري العنف الجنسي كأداة حرب.
تستند الشبكة في تقريرها إلى أرشيف دقيق منذ اندلاع النزاع في مارس/آذار 2011، وتحث المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومنظمات حقوق المرأة على التحرك الجاد للتصدي لتلك الانتهاكات وتخفيف معاناة النساء في سوريا.
الحرب على غزة 2023
منذ اندلاع الحرب على غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 استشهدت العديد من النساء في حالات القصف العشوائي والإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.
إذ لا تزال الحرب مستمرة بعد أكثر من شهرين، إذ وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 16 ألف شخص داخل القطاع، من بينهم قرابة 5 آلاف امرأة، إذ تعاني النساء في غزة من العديد من المشاكل سواء من نقص المواد الغذائية والحاجيات اليومية.
بالإضافة إلى المستلزمات النسائية من فوط صحية ورعاية صحية خاصة في صفوف الحوامل؛ إذ توجد أكثر من 55 ألف امرأة حامل داخل القطاع؛ ما يزيد من صعوبة الوضع.
إذ تتعرض النساء في هذه الحالات إلى حالات كبيرة من الإجهاض وحالات التسمم والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى العقم.
قائمة بأكثر 6 حروب قُتل فيها الأطفال خلال القرن الـ21
منذ فجر التاريخ حدثت العديد من الحروب، التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء، وخاصة الأطفال، إلا أن هناك بعض الحروب التي تجاوز عدد القتلى الأطفال فيها الآلاف، من بين آخر الحروب التي حدثت في عالمنا نجد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي انطلقت بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
سنذكر في فقرات هذا المقال أكثر الحروب التي مات فيها أعداد كبيرة من الأطفال خلال القرن الحادي والعشرين.
عدد الأطفال القتلى في حرب سوريا
سنة 1993، وقَّعت سوريا على اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكولين الاختياريين المتعلقين ببيع الأطفال وتوريطهم في أعمال الدعارة والإباحية والمشاركة في النزاعات المسلحة في عام 2002.
أما في ظل النزاع المستمر منذ عام 2011، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن قوات النظام السوري قتلت 22 ألفاً و981 طفلاً إلى حدود شهر مارس/أيار 2023، حيث كانت غالبية هذه الحوادث نتيجة للقصف الجوي العشوائي باستخدام البراميل المتفجرة وأسلحة أخرى.
وفي إطار الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري، يعاني ما لا يقل عن 3.5 ألف طفل من هذا النوع من الانتهاكات.
تشير البيانات أيضاً إلى أن 190 طفلاً قُتلوا بسبب التعذيب على يد قوات النظام السوري. وفيما يتعلق بالتعليم، تم توثيق هجمات على ما لا يقل عن ألف مدرسة، مما يؤثر سلباً على حق الأطفال في التعليم.
يُظهر النظام أيضاً توريد الأطفال للمشاركة في النشاطات العسكرية، حيث تم تجنيد الأطفال في صفوف القوات غير الرسمية واشتراكهم في العمليات العسكرية. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يشكل الأطفال قرابة 46% من النازحين في المخيمات.
حرب اليمن والأطفال
في تقرير صادر عن اليونيسف، أظهرت إحصاءات مأساوية ارتفاع أعداد ضحايا حرب اليمن بين الأطفال إلى 11 ألفاً، من بينهم أكثر من 3700 قتيل، وارتفاع أعداد الأطفال المجندين إلى نحو 4 آلاف، بما في ذلك 91 فتاة.
بعد 8 سنوات من النزاع الدائر بين جماعة الحوثيين والحكومة، يواجه اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع تأكيد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنّ الأطفال هم الأكثر تأثراً.
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، إن “الحياة صارت صراعاً من أجل البقاء بالنسبة للأطفال”، حيث فقد الآلاف حياتهم، ومئات الآلاف الآخرين معرضون لخطر الموت.
وفقاً لإحصاءات اليونيسف، قتل وأصيب أكثر من 11 ألف طفل منذ بداية النزاع في مارس/آذار 2015، مع تصاعد النزاع وتدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية.
التقرير أشار إلى أن الأعداد الفعلية ربما تكون أعلى بكثير من الأرقام المسجلة، وتحث المديرة التنفيذية على تحديث هدنة عاجلة كخطوة إيجابية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تم تجنيد قرابة 4 آلاف طفل، من بينهم 91 فتاة داخل الجيوش، فيما تعرض 47 طفلاً لعنف جنسي مرتبط بالنزاع. كما تعرضت منشآت تعليمية وصحية لأكثر من 900 هجوم.
ومنذ 8 سنوات، يحتاج أكثر من 23.4 مليون شخص، بينهم 12.9 مليون طفل، إلى مساعدة إنسانية وحماية، ويواجه اليمن أزمة تعليمية حادة. اليونيسف تحتاج إلى 484.4 مليون دولار للاستجابة للأزمة الإنسانية خلال سنة 2023.
حرب جمهورية الكونغو الديمقراطية
حسب ما نشره موقع الأمم المتحدة في شهر سبتمبر/أيلول 2023 وبسبب أن أعمال العنف ضد الأطفال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وصلت إلى مستويات “غير مسبوقة”. تبرز من بين هذه الأعمال الفظيعة حادث تحويل رضيعتين توأمين إلى كمين مفخخ، حيث تم إنقاذها في اللحظة الأخيرة.
في مؤتمر صحفي عُقد في جنيف، أكد غرانت ليتي، مسؤول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن الوضع في الكونغو الديمقراطية قد يكون “أسوأ مكان في العالم” بالنسبة للأطفال، نتيجة للجرائم والاغتصاب والتجنيد القسري.
وأشار إلى أن البلد يشهد أكبر عدد من الانتهاكات الخطيرة ضد الأطفال في العالم خلال النزاعات المسلحة. لتوضيح وحشية الحالة، أوضح ليتي قصة رضيعتين توأمين تم العثور عليهما تحت ثياب موصولة بحزام ناسف.
في إقليم شمال كيفو، قام مقاتلون في القوات الديمقراطية المتحالفة، ميليشيا إسلامية تدين بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية، بتحويل الطفلتين إلى كمين بعد قتل عائلتهما بأكملها، فيما أشار إلى أنه يتم يومياً اغتصاب وقتل الأطفال، بالإضافة إلى خطفهم وتجنيدهم من قِبل مجموعات مسلحة. وشدد على أن المعلومات المتاحة تمثل فقط “الرأس الظاهر من جبل الجليد”.
خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023، سُجل في إقليم شمال كيفو أكثر من 38 ألف حالة عنف جنسي ضد الأطفال ما يسبب الوفاة عند البعض منهم، بزيادة نسبتها 37٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2022.
الأطفال الضحايا في حرب أفغانستان
تعتبر حرب أفغانستان من بين أكثر الحروب في العالم التي راح فيها العديد من أرواح الأطفال في العالم على مدار العشرين سنة الماضية، فحسب تقرير نشرته وكالة الأناضول تعرض ما لا يقل عن 33 ألف طفل للقتل خلال القرن الحالي، أي بمعدل طفل كل 5 ساعات.
وفقاً لنفس التقرير، فإن العدد الفعلي للأطفال الذين أصيبوا ضحايا للنزاع في أفغانستان يمكن أن يكون أكبر بكثير من التقدير الرسمي البالغ قرابة 33 ألف طفل. وأوضحت أن هذا العدد لا يشمل الأطفال الذين فارقوا الحياة بسبب الجوع والفقر والأمراض خلال هذه الفترة.
في سياق متصل، ناشدت منظمة الأمم المتحدة المجتمع الدولي ضرورةَ إنقاذ الطفولة في أفغانستان وتقديم الدعم العاجل للأطفال المتأثرين. يأتي هذا في ظل استيلاء حركة “طالبان” على مطار حامد كرزاي الدولي في كابل، بعد انسحاب القوات الأمريكية وانتهاء المهلة في 31 أغسطس/آب.
وكانت الحركة قد قامت بتوسيع سيطرتها في البلاد منذ مايو/أيار 2021، وفي أواخر أغسطس/آب، استولت على معظم المناطق الرئيسية خلال 10 أيام.
حرب جنوب السودان
ووفقاً لتقرير نشرته المنظمة حول أوضاع الأطفال في جنوب السودان، فإن الجماعات المسلحة قامت بتجنيد حوالي 16 ألف طفل منذ بداية الحرب الأهلية في ديسمبر/كانون الأول 2013، التي اندلعت بين قوات الرئيس سلفاكير ميارديت وتلك الموالية لنائبه السابق رياك مشار.
وكشف التقرير عن وجود أكثر من 750 ألف طفل نازح داخل جنوب السودان، بينما يعيش أكثر من 320 ألفاً خارج حدود البلاد كلاجئين، وحوالي 13 ألف طفل في عداد المفقودين.
فيما تشير منظمات حقوق الإنسان إلى أن القرى تتعرض لهجمات من قِبل الجماعات المسلحة، حيث يتم اختطاف الأطفال بشكل متكرر تحت تهديد السلاح لإجبارهم على الانضمام إلى صفوفها.
وأكدت اليونيسف أن حوالي نصف أطفال جنوب السودان لا يتابعون دراستهم، مما يمثل أعلى نسبة في العالم، وصفت الأمم المتحدة الأزمة التي يعيشها جنوب السودان بأنها “صاعقة”.
وفي تصريح لجاستن فورسيث، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، أشار إلى أن الحلم الذي كانوا يتشاركونه لأطفال جنوب السودان أصبح اليوم كابوساً، خاصة في هذه المرحلة المحفوفة بالمخاطر في تاريخ الدولة الصغيرة.
وأظهر تقرير يونيسف أن حوالي 250 ألف طفل في جنوب السودان يعانون من نقص حاد في التغذية، مكررة الدعوة إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في البلاد.
الحرب الإسرائيلية على غزة
تعتبر الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول من بين أكثر الحروب خلال القرن 21 التي استشهد فيها العديد من الأطفال.
داخل قطاع غزة، الذي يظل معزولاً عن العالم بفعل حصار شبه كامل عليه من قِبَل الاحتلال الاسرائيلي، شنت الغارات الجوية الإسرائيلية هجمات مدمرة تسببت في تدمير أحياء بأكملها، حيث شملت الأضرار منازل ومدارس ومساجد.
أفادت منظمة إنقاذ الطفولة بأن أكثر من مليون طفل يعيشون في غزة يواجهون حصاراً، حيث يفتقرون إلى مأوى آمن يمكنهم اللجوء إليه. حذرت المنظمة من تداول الآثار المدمرة لنقص الأدوية وانقطاع التيار الكهربائي، مما يؤثر سلباً على البنية الصحية الأساسية في القطاع.
إلى غاية اليوم استشهد أكثر من 8 آلاف طفل داخل قطاع غزة في مدة لا تتجاوز 3 أشهر وتعتبر الأسرع في عدد وفيات الإطلاق خلال السنوات الأخيرة الماضية.
فــي ذكــرى غزو العراق .. لماذا نفذ الأمريكان ومن معهم توصيات التوراة ؟ بقلم علاء لفتة موسى