تخطى إلى المحتوى

هل بدأت إسرائيل تنفيذ خطتها حول انفاق غزة ؟

أنفاق غزة

بينما يهاجم الجيش الإسرائيلي مناطق جنوب غزة ويطارد قادة “حماس” فوق الأرض، فإنه لا يزال يضع نصب عينيه تنفيذ خطته لإغراق الأنفاق بالمياه، وتعطيل “شبكة مترو غزة”.

وفي حين لم يستطع المسؤولون الأميركيون تحديد ما إذا كانت إسرائيل قد جمّعت بالفعل مضخات لإغراق الأنفاق، يبدو أن الصور التي نشرها جيش الاحتلال الصهيوني ، وصور الأقمار الصناعية تُظهر أنابيب متصلة بالبحر، بحسب تحليل لشبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية الأميركية.

الجيش الإسرائيلي يمد أنابيب من البحر في غزة
الجيش الإسرائيلي يمد أنابيب من البحر في غزة

يأتي ذلك في الوقت الذي أثار الكشف عن إقامة إسرائيل لنظام كبير من المضخات ضمن خطة مقترحة لغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس داخل قطاع غزة، الكثير من التساؤلات بشأن مُضي الجيش الإسرائيلي في تنفيذها، على الرغم من وجود الكثير من الرهائن داخلها حتى الآن، فضلا عن الحديث عن تسببها تلوث بيئي داخل القطاع المحاصر منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وسبق أن قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن الجيش الإسرائيلي انتهى من تجميع مضخات كبيرة لمياه البحر على بعد ميل تقريبا شمال مخيم الشاطئ للاجئين منتصف الشهر الماضي.

ويمكن لكل مضخة من المضخات الخمس على الأقل سحب المياه من البحر الأبيض المتوسط ونقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة إلى الأنفاق، مما يؤدي إلى إغراقها في غضون أسابيع.

إسرائيل لن تنجح في إغراق الأنفاق لهذه الأسباب

إسرائيل لن تنجح في إغراق الأنفاق لهذه الأسباب
إسرائيل لن تنجح في إغراق الأنفاق لهذه الأسباب

هل تنفذ إسرائيل خطتها؟

على شاطئ بمدينة غزة شمالي القطاع، أظهرت صور الأقمار الصناعية التابعة لشركة “بلانيت لابز”، يوم 30 نوفمبر، أن أنابيب تعمل من البحر بين أكوام من الرمال، في حين لم يكن هناك أنابيب أو أكوام من الرمال في صورة مماثلة التقطت في نفس الموقع يوم 8 أكتوبر، بعد يوم واحد من هجوم حماس المباغت.

قال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل تسعى لغمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس أسفل قطاع غزة بالمياه لدفع مقاتلي الحركة للخروج منها، لكن ما مدى واقعية هذا السيناريو؟

صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نقلت عن المسؤولين قولهم إن إسرائيل أقامت 5 مضخات على بعد ميل تقريبا إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين، يمكنها نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع.

وأفاد التقرير بأنه لم يتضح ما إذا كانت إسرائيل ستفكر في استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع المحتجزين.

الصحيفة لفتت إلى أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بهذا الخيار الشهر الماضي، مضيفة أن المسؤولين لا يعرفون متى ستشرع تل أبيب في تنفيذ تلك الخطة.

كما أظهرت صورة نشرها الجيش الإسرائيلي في 3 ديسمبر أيضا وجود القوات الإسرائيلية على الشاطئ في اليوم السابق، جنبا إلى جنب مع أنابيب طويلة.

وتعليقا على إمكانية تنفيذ إسرائيل لخطة إغراق أنفاق حماس، قال نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط مايك ملروي، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن إسرائيل ستنفذ خطتها لإغراق أنفاق غزة بمياه البحر “إذا اعتقدوا أنهم يستطيعون فعل ذلك دون قتل أي من الرهائن”.

وحدد ملروي الذي سبق أن عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، رؤيته من الجانب العسكري لخطة إغراق الأنفاق داخل قطاع غزة، قائلا:

• أعتقد أن الجيش الإسرائيلي قد ينظر إلى إغراق الأنفاق ببطء كطريقة لإجبار مقاتلي حماس على تفريغها سريعا من الرهائن.
• أتمنى أن يقوم الجيش الإسرائيلي بتقييم المخاطر قبل أن يقرر المضي قدما في خطة إغراق الأنفاق.
• يمكن استخدام طرق بديلة سواءً الكلاب أو الروبوتات، للبحث عن الرهائن قبل اللجوء لخطة إغراق الأنفاق.

 

شبكة معقدة من الأنفاق

 

حدد الإسرائيليون حوالي 800 نفق حتى الآن تحت غزة، على الرغم من اعترافهم بأن الشبكة أكبر من ذلك.

وتعد خطة الإغراق واحدة من بين الخيارات التي تدرسها إسرائيل لتدمير نظام الأنفاق الذي برز كهدف رئيسي لحملتها على قطاع غزة.

وتقول تل أبيب إن قواتها تقوم بتفجير مداخل الأنفاق بعد اكتشاف المئات منها في جميع أنحاء غزة، لكنها ربما تدرس أيضا كيفية جعل هذه الشبكة بأكملها غير صالحة للعمل على المدى الطويل.

وقال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أولا بالخيار في أوائل الشهر الماضي، مما أدى إلى مناقشة مدى جدواه وتأثيره على البيئة، مقابل القيمة العسكرية لتعطيل الأنفاق.

وتعليقا على ذلك، قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي، إن إغراق أنفاق حماس في قطاع غزة بالمياه “فكرة جيدة”، مشددا على أن “كل قيادة حماس مستهدفة وسنصل إليها”.

لكن نائب الرئيس الأول لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جون ألترمان، قال إنه لأنه ليس من الواضح مدى نفاذية الأنفاق أو كمية مياه البحر التي ستتسرب إلى التربة وبأي تأثير، ومن الصعب إجراء تقييم كامل لتأثير ضخ مياه البحر في الأنفاق.

وأضاف ألترمان أنه: “من الصعب معرفة ما سيفعله ضخ مياه البحر للبنية التحتية الحالية للمياه والصرف الصحي، واحتياطيات المياه الجوفية، وكذلك من الصعب معرفة تأثير ذلك على استقرار المباني المجاورة للأنفاق”.

وأقرّ مسؤولون أميركيون سابقون بأن هذه العملية ستضع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في موقف بالغ الحرج، وربما تثير إدانة دولية، ولكنهم وصفوها بأنها “واحدة من بضعة خيارات فعالة” لتعطيل منظومة أنفاق حماس بشكل دائم.

ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء سمير فرج، أن إغراق أنفاق غزة بالمياه أمر ممكن من الناحية النظرية، لكن وبشكل عملي لن تنجح بسبب صعوبات ومعوقات لا يمكن تجاهلها.

وأوضح اللواء فرج لموقع “سكاي نيوز عربية” أن أبرز التحديات التي تواجه تنفيذه هذه الفكرة هي:

  • الحذر الشديد عند إغراق الأنفاق بسبب احتمال وجود بقية المحتجزين فيها، وبالتالي فإن إغراق الأنفاق سيعرض أرواحهم للخطر.
  • هناك صعوبة في ضخ المياه بالأنفاق في ظل اشتعال القتال، وهو ما يتطلب السيطرة على منطقة بها أنفاق وتأمينها ثم الشروع في ضخ مياه البحر بها.
  •  الأنفاق في غزة مصنوعة من الخرسانة المسلحة، وهو ما يتطلب ضخ المياه بداخلها، وهو أمر صعب في ظل عدم امتلاك إسرائيل خرائط كاملة لها، وقد نجحت مصر في استخدام المياه للتخلص من الأنفاق في رفح المصرية لكنها كانت أنفاقا رملية تسببت المياه في إغراقها وهدمها في النهاية، وهو ما لا ينطبق على طبيعة أنفاق غزة التي تم إنشائها بالخرسانة المسلحة.
  • العملية لن تكون من جانب واحد، فحركة حماس ستتخذ إجراءات مضادة مثل عزل الأنفاق التي تم ضخ المياه فيها، وإقامة حواجز تمنع تدفق المياه داخل النفق.

ستعمل حركة حماس على إغلاق مسار النفق المستهدف من جانبها، مما يعرض العملية برمتها للفشل.
لم تنجح إسرائيل في تدمير الأنفاق من خلال القنابل الاهتزازية بسبب عدم معرفتها بأماكن هذه الأنفاق، ثم استخدمت القنابل الإسفنجية التي تطلق رغوة لسد الأنفاق وفشلت في ذلك أيضا.
أعتقد أن عملية ضخ المياه لإغراق الأنفاق مهددة بالفشل أيضا بسبب عدم فهم طبيعة هذه الأنفاق ومساراتها المعقدة، والصعوبات الكبيرة التي تكتنف هذه العملية.

من هو “محمد الطوس” المسجون لدى الاحتلال الصهيوني ؟

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد