ضجت مواقع التواصل الاجتماعي العربية والغربية بتداول مقطع فيديو يظهر إمرأة حاولت مهاجمة المتطرف العراقي المقيم في السويد “سلوان موميكا”، أثناء محاولته حرق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة الإيرانية في ستوكهولم.
ووفق المقطع المصور، انتهى التجمع العام على الفور، وذكرت الشرطة أنه تم القبض على المرأة للاشتباه في ارتكابها “أعمال عنف وتعكير صفو السلم” وتمت مصادرة طفاية الحريق وهي جزء من التحقيق.
وزعم المتحدث باسم الشرطة، أن السيدة أخلت بالنظام العام وسيتم احتجازها والاستماع إليها عن دوافع ما قامت به، وفي الأثناء لم يتم نقل أي شخص إلى المستشفى بسبب الواقعة.
وتم فحص ضباط الشرطة الذين تعرضوا لمسحوق طفاية حريق من قبل الطاقم الطبي في الموقع، حسبما كتبت الشرطة على موقعها على الإنترنت.
كما ذكرت الشرطة أن جريمة التحريض ضد مجموعة من الناس ستخضع لمزيد من التحقيق في إشارة إلى المتطرف سلوان موميكا.
ونفذ سلوان موميكا، الذي يقف وراء عدة عمليات حرق للمصاحف في السويد، يوم الجمعة ، حرق مصحف آخر خارج السفارة الإيرانية في ليدينغو.
ووفق وسائل اعلام فإن الإمرأة التي هاجمت المدعو سلوان موميكا، هي امرأة عربية عراقية، اسمها رنا جورج حنا، مسيحية كلدانية عراقية، تقطن في السويد منذ 5 سنوات، وتم اعتقالها لساعات من قبل الشرطة السويدية التي لم تستطع توقيفها بتهمة معينة.
وبحسب تقريرات رفعت شرطة الأمن يوم، الخميس، مستوى التهديد ضد السويد من ثلاث إلى أربع على مقياس من خمس نقاط.
ويرجع السبب، من بين أمور أخرى ، وفقًا للموقع إلى أن خطر الأعمال الهجومية ضد البلاد قد ازداد نتيجة لحرق المصاحف في العام الماضي.
أضرم أحد المتظاهرين النار في نسخة من المصحف في احتجاج صغيرخارج مسجد ستوكهولم الكبير الأربعاء، تزامنا مع بدء عيد الأضحى، في العاصمة السويدية.
وسمحت الشرطة بإقامة الاحتجاج بعد أن قضت المحاكم بخطأ الشرطة في منع التجمعات التي يطلب تنظيمها في الفترة الأخيرة وكان يخطط فيها لإحراق المصحف.
أدان الأزهر في مصر، إلى جانب عدة دول عربية وإسلامية وغربيّة سماح السلطات في السويد بإحراق نسخة من القرآن أول أيام عيد الأضحى.
ووصف بيان للأزهر الشريف سماح السلطات السويدية لمن وصفهم بـ “المتطرفين” بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين بأنه “دعوة صريحة للعداء والعنف وإشعال الفتن”، كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى مقاطعة المنتجات السويدية بعد تكرار ما وصفه بـ “الانتهاكات غير المقبولة تجاه المصحف الشريف”.
حرق المصحف: السويد تعتبر الإساءة للقرآن “معاديا للإسلام” والتعاون الإسلامي تدعو لإجراءات جماعية
أدانت الحكومة السويدية يوم الأحد، إحراق مواطن سويدي من أصول عراقية، نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الرئيسي، معتبرة أن ما قام به “عملا معاديا للإسلام”.
جاء هذا بعد أن دعت منظمة المؤتمر الإسلامي، يوم الأحد، الدول الإسلامية الأعضاء إلى اتخاد إجراءات جماعية لمنع حرق المصحف مجددا.
فيما رفضت الحكومة الإيرانية إرسال سفير جديد إلى السويد، بعد أن أحرق متظاهر مصحفا أمام مسجد في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وأحرق لاجئ عراقي في السويد، نسخة من المصحف خارج مسجد في العاصمة ستوكهولم أول أيام عيد الأضحى.
ووجهت الشرطة السويدية الأسبوع الماضي، اتهامات لهذا الشخص بالتحريض ضد جماعة عرقية أو قومية.
وأثارت خطط لحرق نسخ من المصحف أعمال شغب في السويد خلال الأشهر الأخيرة. ورفضت الشرطة طلبات مماثلة مؤخرا من أشخاص أرادوا الاحتجاج بحرق نسخ من القرآن، لكن المحاكم قضت بعد ذلك بضرورة السماح لهم بفعل هذا على أساس حرية التعبير.
ويعتبر المسلمون القرآن الكتاب المقدس الذي نزل على النبي محمد، ويعد أي ضرر متعمد لنسخ القرآن أو إظهار عدم احترامه بمثابة إساءة شديدة للإسلام.
وألقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير اللهيان، باللوم على الحكومة السويدية لمنحه تصريح بالاحتجاج (رغم علمها بنيته).
وقال عبداللهيان، إنه على الرغم من تعيين سفير جديد لإيران في السويد، إلا أن طهران لن ترسله للقيام بمهام عمله.
وقال في بيان على تويتر “إن عملية إيفاد السفير الجديد توقفت بسبب إصدار الحكومة السويدية تصريحا بتدنيس القرآن الكريم”.
من جانبها، طلبت وزارة الخارجية العراقية من نظيرتها السويدية تسليم الرجل الذي أحرق القرآن، مشيرة إلى أنه مازال مواطنا عراقيا ويحمل الجنسية العراقية بجانب السويدية لذلك يجب محاكمته في بغداد.
وفي رد فعل عن الحادث، تظاهر الآلاف من العراقيين أمام السفارة السويدية وحاولوا اقتحامها بدعوة مقتدى الصدر، لكنهم غادروا سريعا بعد خمس عشرة دقيقة عندما انتشرت قوة أمنية في المكان.
وشجب رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون، محاولة الهجوم على سفارة بلاده، لكنه قال أيضا “إن الوقت قد حان لكي تفكر السويد في هويتها”.
وقال: “بالطبع من غير المقبول تماما أن يقوم الناس باقتحام السفارات السويدية في دول أخرى بشكل غير قانوني. أعتقد أننا بحاجة أيضا إلى التفكير فيما يجري في السويد. إنه وضع أمني خطير، ولا يوجد سبب لإهانة الآخرين”.
وقالت وزارة الخارجية السويدية في بيان يوم الأحد: “الحكومة السويدية تتفهم بالكامل أن الأعمال المعادية للإسلام التي يرتكبها أفراد خلال تظاهرات في السويد يمكن أن تكون مسيئة للمسلمين”.
وأضافت: “إننا ندين بشدة هذه الأعمال، التي لا تعكس بأي حال من الأحوال آراء الحكومة السويدية”، مذكّرة في الوقت نفسه بأن “حرية التعبير حق محمي دستوريا في السويد”.
“إجراءات موحدة”
من جانبها، دعت منظمة التعاون الإسلامي، بعد اجتماع طارئ في مقرها بمدينة جدة السعودية يوم الأحد، الدول الأعضاء إلى اتخاذ “إجراءات موحدة وجماعية” لمنع الدول من حرق نسخ من القرآن مجددا.
وقال الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، إن “هناك حاجة إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أن أفعال تدنيس المصحف الشريف والإساءة للنبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- والرموز الإسلامية ليست مجرد حوادث إسلاموفوبيا عادية”.
وحث الدول في جميع أنحاء العالم على الالتزام بالقانون الدولي “الذي يحظر بوضوح أي دعوة إلى الكراهية الدينية”.
واستدعت عدة دول من بينها المغرب والكويت والأردن والإمارات العربية المتحدة، سفرائهم في ستوكهولم بعد الحادث.
كما اشتعل الغضب في الدول الأخرى ذات الأغلبية المسلمة منها تركيا، الدولة العضو في حلف الناتو، والتي تعارض انضمام السويد إلى الحلف.
وغرّد وزير الخارجية التركي على تويتر يوم الأربعاء، قائلا إنه “من غير المقبول السماح باحتجاجات مناهضة للإسلام باسم حرية التعبير”.