في الوقت الذي لم يتجاوز البعض هول صدمة الزلزال، سافر شابان مغربيان، علي الكراكبي، مدير شركة شبكة شحن السيارات الكهربائية وصديقه منير عمارتي، مدير شركة متخصصة في عجلات السيارات في الساعات الأولى التي تلت الكارثة المميتة إلى دواوير جبال الأطلس المدمرة لتقديم خدماتهما للضحايا الناجين.

العودة إلى التواصل مع العالم

“كانت فيديوهات الساكنة المحرك الأساسي لمبادرتنا، إذ اشتكى العديد منهم من انقطاع الكهرباء وشبكة الهاتف والإنترنت، لذلك قررنا جمع كل بطاريات الشحن المتطورة الموجودة لدى شركة منير، بالإضافة إلى لاقط مربوط بشبكة الأقمار الصناعية للإنترنت “ستارلنك”. وانطلقنا لفك عزلة بعض الدواوير”. يقول علي الكراكبي لموقع “سكاي نيوز عربية”.

تحدى الصديقان الطريق الوعرة ووصلوا إلى دوار أغبار النائي حيث كان الناس غارقون في عزلة وظلمات، فقاموا بربط الساكنة بأقربائهم وسهلوا عمل رجال السلطة وفرق الإغاثة بفضل اللاقط وأناروا الطرقات والأزقة بالكشافات الكهربائية المعلقة على أسطح المنازل لتضيء رقعا واسعة، يمكن أن يتجمع فيها أهالي القرية ليلا ويعدوا الطعام بكل أريحية.

ويتذكر علي كيف نال الفزع من أقرباء المتضررين، بعد انقطاع أخبارهم بسبب غياب شبكة الاتصالات ما دفعهم إلى السفر ليلا والمشي لساعات طويلة للاطمئنان عليهم، كما أن بعض عمليات الإغاثة تأخرت لنفس السبب.

ويشير المتطوع الذي أشاد بمبادرته كل رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه في انتظار إصلاح البنية التحتية، “يقضي حاليا نهاره في شحن البطاريات المتطورة، والانتقال إلى الدواوير لنصب حوالي 5 أو 6 ألواح شمسية مرتبطة بكشافات ضوئية تساعد على نشر الأمن والطمأنينة بين الناس”.

ولحد الساعة، استطاع علي برفقة جمعية “مادنس” ، نصب 150 لوحة شمسية في عدد من الدواوير على أن تتعدى 350 لوحة بحلول يوم الاثنين.

إعادة إسكان ضحايا الكارثة

وبنفس السرعة، تحرك مؤسس جمعية “نادي دجبلي”، علاء الحميوي، الذي فكر ساعات قليلة بعد الزلزال في المساهمة في إعادة إسكان الضحايا الذين دمرت منازلهم.

ويقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، “بعد تلك الليلة الطويلة والحزينة، قررت المساعدة. تواصلت صباحا مع شركة متخصصة في السكن البديل ومع جمعيات تطوعية. وبعد عشرين دقيقة اجتمعنا وبدأنا العمل على توفير السكن في حاويات محولة. وحاليا تضم المجموعة حوالي 30 شخصا بين مهندسين معماريين وأكاديميين وفاعلين مدنيين “.

وبلغة الأرقام، يستطيع هذا التكتل إنتاج من 6 إلى 7 حاويات لكل 10 أيام. تتسع كل حاوية لـ 16 شخصًا. وشهريا قد ينتج عشرين حاوية يستفيد منها 320 شخصًا. ويمكن أن يتضاعف هذا العدد في حال زادت تبرعات المواطنين.

ويسعى الحميوي إلى توفير حاويات تكون صالحة للإقامة على المدى الطويل، “قد تستغرق عمليات البناء شهورا طويلة أو سنوات، لهذا ستشمل الحاويات المحولة كل وسائل الراحة اللازمة، غرفًا عائلية وصالات نوم مشتركة ومرافق صحية ومطبخًا ومساحة للمعيشة. كما أنها ستكون معزولة بالصوف الصخري ومقاومة للزلازل لأنها لا تنكسر”.

وبحسب التقديرات الأولية، تبلغ ميزانية تهيئة حاوية حوالي 10.000 يور. لهذا يأمل الفاعل المدني في الحصول على تبرعات توفر سكنا بديلا لائقا لساكنة هذه الدواوير التي دمر الزلزال معظم منازلهم.

ويذكر الحميوي إلى أنه بعد إعادة الإعمار، يمكن استخدام هذه الحاويات لأغراض أخرى، خصوصا أن المنطقة نشيطة سياحيا، فيمكن بالتالي تحويل الحاويات إلى نزل سياحية أو محلات لبيع المنتجات المحلية ما يشكل حلا لمشاكل البطالة وتحسين المدخول المادي لشباب المنطقة.

ووفقا لهذا الشاب الطموح، “مساعدة السلطات أمر ضروري لتنفيذ هذا المشروع. لذلك ستتم العملية بتنسيق مع وزارة الداخلية التي ستحدد الأرض التي سيتم وضع هذه الحاويات عليها في المناطق ذات الأولوية”.

بعد زلزال المغرب.. الأقمار الاصطناعية تكشف كيف تحركت الأرض

في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب مساء الجمعة 8 سبتمبر، قام باحثون بتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية لرصد كيف تحركت الأرض نتيجة الكارثة الطبيعية، التي أودت بحياة آلاف الأشخاص وخلفت خسائر مادية كبيرة.

وقالت وكالة الفضاء الأوروبية، على موقعها الرسمي، إنه جرى توفير بيانات الأقمار الاصطناعية، من خلال الميثاق الدولي “الفضاء والكوارث الكبرى” لمساعدة فرق الاستجابة للطوارئ في المغرب.

بعد زلزال المغرب.. الأقمار الاصطناعية تكشف كيف تحركت الأرض
بعد زلزال المغرب.. الأقمار الاصطناعية تكشف كيف تحركت الأرض

بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام القياسات، التي وفرها القمران الاصطناعيان التابعان لمهمة “سينتينل-1″ في أوروبا، لتحليل كيف تحركت الأرض نتيجة للزلزال، الأمر الذي سيساعد في التخطيط لإعادة الإعمار، وسيعزز أيضا البحث العلمي، حسب المصدر نفسه.

واستخدم العلماء القياسات في تقنية تعرف بـ”قياس التداخل” لمقارنة المنطقة قبل وبعد الكارثة، من خلال أداة رادارية يمكنها “استشعار” الأرض.

ومن بين الأهداف العديدة لهذه التقنية، هي تتبع التغيرات الدقيقة، التي تحدثها الزلازل على سطح الأرض.

وفي حالة الزلزال، الذي هز المغرب، فقد كشفت البيانات أن الحركة الصعودية للسطح بلغت حدا أقصى قدره 15 سم، بينما في مناطق أخرى غرقت الأرض بما يصل إلى 10 سم، وفق هيئة الإذاعة البريطانية.

وذكرت وكالة الفضاء الأوروبية أن الصور، التي تم الحصول عليها من قياسات القمرين الاصطناعيين، ستساعد العلماء وفرق الإنقاذ على تقييم الوضع وتحديد مخاطر الهزات اللاحقة.

 

انقطاع في الاتصالات في ليبيا وحديث عن عمل تخريبي