مع كل يوم تطالعنا مواقع التواصل الاجتماعي بـ”بدع” جديدة قاتلة، يتبعها الكثير من “المهووسين”، بغية حصد المزيد من المتابعين لكنها للأسف تودي بحياتهم.
وآخر هذه “الترندات” تحدي القفز من القارب وهو يسير بسرعة، والذي أودى حتى الآن بأربعة ضحايا “كسروا أعناقهم”.
فقد انتشر تحدي القفز على القارب عبر منصة “تيك توك”، حيث يمكن مشاهدة الشبان والفتيات وهم يقفزون من مؤخرة السفن أثناء تحركهم بسرعة عالية وتسببت الأمر في أربع حالات وفاة في ألاباما الأميركية.
التحدي، الذي تم تعميمه على “تيك توك”، ينطوي على مشاركة الأفراد في أنشطة مائية خطيرة.
وأولئك المشاركون في التحدي ينطلقون من مؤخرة قارب إلى سلم ويقفزون بطريقة بهلوانية، بينما يستمر القارب في التحرك.
وحتى الآن، وبحسب المسؤولين في ولاية ألاباما فإن هذه “البدعة” الجديدة أودت بحياة أربعة أشخاص، بعد أن كسروا أعناقهم على الفور.
قال مسؤولون إنه في الأشهر الستة الماضية، كان عليهم التعامل مع أربع حالات غرق كان “من السهل تجنبها”.
وقال جيم دينيس من فريق الإنقاذ تشايلدرسبرج لموقع “WPDE”: “في الأشهر الستة الماضية، شهدنا أربع حالات غرق كان من السهل تجنبها”.
الضحايا كانوا يقومون بتحدي “TikTok”. يقفزون من مؤخرة قارب يسير بسرعة جنونية، لا يغوصون، يقفون على قدميهم أولاً وينحنون نوعًا ما ثم يقفزون في الماء.
يقول المنقذ: “الأربعة الذين استجبنا لهم عندما قفزوا من القارب، كسروا أعناقهم حرفياً، كما تعلمون، موت فوري”.
ما يفعلونه “غباء”
تابع الكابتن دينيس: “أعتقد أن الناس إذا تم تصويرهم بالكاميرا، أعتقد أنهم على الأرجح يفعلون شيئًا غبيًا لأنهم يريدون التباهي أمام أصدقائهم على وسائل التواصل الاجتماعي”.
قال إن إحدى الحوادث وقعت في فبراير عندما كان الضحية أبا مع أطفاله الثلاثة وزوجته وأحبائه الآخرين في القارب – مع تسجيل وفاته.
تُظهر لقطات “TikTok” مشاهد جنونية لأشخاص يرمون أنفسهم في المياه من مؤخرة القوارب سريعة الحركة.
يُعتقد أن أحد مقاطع الفيديو قد تم التقاطه في بحيرة نورمان بولاية نورث كارولينا، ويظهر خمسة أشخاص يقفزون ويتقلبون في الماء.
وأعرب مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم بشأن مقاطع الفيديو، مستشهدين ببقية الوفيات المرتبطة بـ”حفلات الجنون”.
وبعد الأخبار الواردة من ولاية ألاباما خلال الأيام الأخيرة، انتشرت لقطات كثيرة، نُشرت في الأصل في عام 2021 ، بتعليقات تحذر من الوفيات.
وعلق أحدهم قائلاً: “هذا خطير جدًا، وليس رائعًا”.
ونشر آخر: “خطير جدا! أربعة أشخاص كسروا أعناقهم وماتوا من هذا.
كلاب البحر تنضم للحيتان والقروش في مهاجمة البشر
أثار مقطع فيديو مضحك لما يعرف بكلب البحر وهو يسرق لوح ركوب الأمواج لرجل قبالة ساحل كاليفورنيا، تكهنات عبر الإنترنت حول الدوافع الحقيقية للحيوان.
تم نشر المقطع قبل أيام، ويظهر كلب البحر وهو يخطف لوح ركوب الأمواج بينما كان راكب الأمواج يسبح بعيدًا. وبمجرد أن تمكّن كلب البحر من الحصول على اللوح، بدأ بالسباحة بعيداً عن المكان، وهو يحمل اللوح في فمه، فيما حاول راكب الأمواج الإمساك به وإعادته إلى الشاطئ.
وفي الفيديو، يظهر راكب الأمواج وهو يحاول إبعاد كلب البحر عن اللوح، حيث قام برش الماء عليه محاولاً دفعه للخلف والتقدم نحو اللوح.
كلب بحر لا يهاب البشر
وعلى الرغم من جهود راكب الأمواج فإن كلب البحر بقي ثابتاً على اللوح، ولم يظهر أي علامات على الانزعاج أو الخوف.
حظي مقطع الفيديو بأكثر من 2.4 مليون مشاهدة مع آلاف التعليقات والنكات والسخرية ونظريات المؤامرة. كتب أحد الأشخاص: “لقد انضمت كلاب البحر إلى الحرب”، في إشارة ضمنية إلى أن حيتان الأوركا شنّت حربًا على السفن الموجودة في مياه موطنها.
وشارك موقع “KSBW” مقطع فيديو مماثلاً تم تسجيله قبل أيام فقط على شاطئ قريب. في تلك القصة، سبح كلب البحر الودود أمام مجموعة من راكبي الأمواج وقفز من لوح إلى لوح، وامتطى لوحا.
مطالبة باستعادة “المحيط”
على موقع “تويتر”، تكهن العديد بأن ثعالب الماء قد تعاونت مع حيتان الأوركا “وهم يطالبون باستعادة موطنهم المحيط”.
أظهرت مواقع التواصل في الأشهر الماضية، مقاطع فيديو وتكهنات حول أسباب مهاجمة الأوركا والقرش وغيرها من المخلوقات البحرية للسفن واليخوت في عرض البحار. وقالت تعليقات ساخرة إنها تنظم “انتفاضة حيوانية” للإطاحة بالبشر.
في يونيو، ذكرت صحيفة “ديلي ميل دوت كوم” أن حيوان أوركا يعتقد أنها بدأت “الانقلاب” يرجح أنها كانت حاملاً عندما بدأت في الاصطدام بالقوارب لأول مرة.
ثورة قروش وأوركا ضد البشر
حتى إن الأوركا قد اصطحبت طفلها الصغير معها في رحلات استكشافية. الأوركا “وايت غلاديس” هي من بين مجموعة من الحيتان القاتلة التي تهاجم القوارب قبالة سواحل إسبانيا والبرتغال منذ صيف عام 2020. وشهدت هذه السواحل ما يسمى “انتفاضة الأوركا”، فتصطدم بالسفن وتدور حولها قبل أن تزيل دفاتها.
يعد “كلب البحر” نوعاً من أسماك القرش الصغيرة الموجودة في شمال شرق المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، وهو ينتمي إلى فصيلة الثدييات البحرية التي تعتمد على المحيطات والأنظمة البحرية للحصول على الغذاء.
تتضمن هذه الفصيلة عدة أصناف، مثل الحيتان وخراف البحر وثعالب البحر والدببة القطبية، وتتراوح أنماط حياتها بين البقاء في الماء طوال الوقت والعودة إلى البر للتزاوج والتكاثر وإخراج الفضلات. وعلى الرغم من أن هذه الأصناف لا تمثل نسبة كبيرة من الثدييات فإن 23% منها مهددة حاليًا بالانقراض.
وكلب البحر هو واحد من 32 نوعاً من الثدييات المائية التي تعيش بشكل رئيس في البحار الباردة.
لهذا السبب يهاجمون البشر
وأشار تقرير في موقع “سينتيفيك أميركان” إلى انتشار “ثورة” أطلقها صغار حيتان الأوركا القاتلة وهي مهاجمة اليخوت والقوارب فيما وصل عدد القوارب التي قاموا بإغراقها الشهر الماضي قرب إسبانيا والبرتغال إلى ثلاثة.
وبحسب ألفريدو لوبيز، وهو خبير يتابع الحيتان القاتلة، فإن نظرية تفيد بأن هذه الحيتان قد اخترعت “ثورة” جديدة، وهو أمر معروف وشائع بين مجموعات في عائلة الدلافين. كما هو الحال في البشر، غالبًا ما يقود الصغار بين حيتان الأوركا بنشر هذه الثورات، وهي إحدى النظريات التي تفسر هجمات هذه الحيتان المتصاعدة ضد اليخوت والمراكب الشراعية.
حيتان الأوركا بدأت في هذه المنطقة في مهاجمة القوارب، وغالبًا ما يكون الهجوم بنهش في الدفة، في عام 2020، تسببت نحو 20% من هذه الهجمات في أضرار كافية لتعطيل السفن، كما يقول ألفريدو لوبيز، باحث في الأحياء البحرية يتابع سلوكيات حيتان الأوركا حول شبه الجزيرة الأيبيرية.
هناك فرضية ثانية بحسب لوبيز، وهي أن حيتان أوركا القاتلة أصبحت تشن الهجمات كرد فعل لتجربة سابقة سيئة تتعلق بقارب. وقع أول حادث معروف في مايو 2020 في مضيق جبل طارق، وهي منطقة تزدحم فيها القوارب. منذ ذلك الحين، سجلت مجموعة مراقبة الأوركا حالات من حيتان الأوركا وهي تهاجم القوارب. يقول لوبيز إنهم في بعض الأحيان كانوا يقتربون ببساطة من السفن، ولم يكن هناك سوى جزء بسيط من الحالات التي تنطوي على صدم مباشرة.