واصلت أسعار النفط ارتفاعها، الخميس، في الوقت الذي يقيّم فيه المستثمرون أحدث تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية والذي عدلت فيه بالزيادة توقعاتها لنمو الطلب على النفط وخفضت توقعاتها للإمدادات من خارج أوبك في 2024.
وبحلول الساعة 1021 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ايار 72 سنتا أو 0.86 بالمئة إلى 84.75 دولار للبرميل، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم نيسان 83 سنتا أو 1.04 بالمئة إلى 80.55 دولار.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع نمو الطلب العالمي في الربع الأول بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا، وهو رقم أعلى من المتوقع سابقا نظرا لتحسن التوقعات الأميركية وزيادة الطلب على تزويد السفن بالوقود بسبب الرحلات الطويلة لتجنب البحر الأحمر.
ورفعت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في عام 2024 بمقدار 110 آلاف برميل يوميا عن تقريرها السابق لكنها حذرت من أن “التباطؤ الاقتصادي العالمي يمثل عاملا غير موات لاستهلاك النفط”. وتتوقع الوكالة أن يتباطأ نمو الطلب الإجمالي إلى 1.3 مليون برميل يوميا هذا العام بعد نمو قدره 2.3 مليون برميل يوميا العام الماضي.
وقال تاماس فارجا، المحلل لدى بي.في.إم “في حين أن نظرة وكالة الطاقة الدولية بشأن توازن النفط العالمي لا تزال بعيدة جدا عن توقعات أوبك، فإن هذا التقرير لا يؤثر على التفاؤل السائد”.
وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للإمدادات لعام 2024، مع الأخذ في الاعتبار أحدث القرارات التي اتخذها تحالف أوبك+ بشأن خفض الإنتاج، كما توقعت انخفاض إنتاج النفط من الدول غير الأعضاء في أوبك، وارتفاع إمدادات النفط بمقدار 800 ألف برميل يوميا إلى 102.9 مليون برميل يوميا هذا العام.
وارتفعت أسعار خام برنت فوق 84 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ تشرين الاول أمس الأربعاء بعد أن حقق كلا العقدين مكاسب يومية تقارب ثلاثة بالمئة بفعل توقعات بارتفاع الطلب الأميركي وتزايد المخاطر الجيوسياسية.
الفيدرالي الأمريكي
صعدت أسعار النفط، في تعاملات اليوم الجمعة، وسط تفاؤل الأسواق بإعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي احتمال خفض الفائدة ثلاث مرات في 2024.
وبحلول الساعة 09:25 بتوقيت موسكو، جرى تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” عند 71.67 دولار للبرميل، بزيادة نسبتها 0.13% عن سعر الإغلاق السابق.
فيما تم تداول العقود الآجلة للخام العالمي مزيج “برنت” عند 76.73 دولار للبرميل، بزيادة نسبتها 0.16% عن سعر التسوية السابق.
وفي تعاملات أمس الخميس، صعدت أسعار النفط بنحو 3% إلى أعلى مستوياتها منذ 5 ديسمبر الجاري، وأغلق الخام الأمريكي عند 71.58 دولار للبرميل، فيما أنهى خام “برنت” التداولات عند 76.61 دولار للبرميل.
النفط يقفز وسط توترات جيوسياسية و ترقب لقرار أوبك بلس
شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعا ملحوظا في تعاملات -اليوم الجمعة- مع ارتفاع العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو/أيار المقبل بمقدار 2.24 دولار للبرميل أو 2.73% ليصل إلى 84.15 دولارا، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم أبريل/نيسان المقبل 2.37 دولار، أو 3.03%، إلى 80.63 دولارا للبرميل.
وقد وضعت هذه الزيادة كلا المعيارين على المسار الصحيح لتحقيق مكاسب أسبوعية كبيرة، مدفوعة بمجموعة من العوامل، بما في ذلك الترقب لقرار أوبك بلس بشأن مستويات الإنتاج بالربع الثاني، والتوترات الجيوسياسية جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرار الأزمة في البحر الأحمر، والبيانات الاقتصادية المرتقبة من الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
قرارات أوبك بلس
وتشير التقديرات إلى أن المحرك الرئيسي لزيادة أسعار الخام هو القرار المتوقع من أوبك بلس بشأن تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية إلى الربع الثاني من عام 2024.
وأكد أندرو ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس على “التوقعات بأن أوبك بلس ستستمر في تخفيضات الإنتاج الطوعية، وهذه التخفيضات في الربع الثاني من عام 2024 هي محور التركيز الرئيسي في السوق”.
وأيد المحلل كارستن فريتش من كومرتس بنك هذا الرأي، مشيرًا إلى أن الالتزام بالتخفيضات حتى نهاية العام من شأنه أن يرسل إشارة قوية وإيجابية للسعر.
وكشف مسح أجرته رويترز أن أوبك أنتجت 26.42 مليون برميل يوميا في فبراير/شباط الماضي، بزيادة متواضعة عن يناير/كانون الثاني. وقد أدت التوقعات القوية -بأن تحافظ السعودية على أسعار النفط الخام المبيعة للعملاء الآسيويين في أبريل/نيسان، إلى جانب التوترات الجيوسياسية بالبحر الأحمر- إلى زيادة الأسعار.
وأشار تيم سنايدر، الخبير الاقتصادي بشركة ماتادور إيكونوميكس -في حديث مع رويترز- إلى أن “التوتر الجيوسياسي بالبحر الأحمر أدى أيضًا لارتفاع الأسعار يوم الجمعة”. واشتد هذا التوتر مع إعلان زعيم جماعة الحوثي في اليمن عن “مفاجآت” عسكرية بالمنطقة، مما أضاف طبقة إضافية من عدم اليقين إلى السوق.
السعودية قد تغير الأسعار
ونقلت منصة “أويل برايس” عن مسح لرويترز توقعاتها أن تعلن السعودية، باعتبارها أكبر مصدر للنفط الخام بالعالم، عن تغييرات طفيفة في سعر خامها المتجه إلى آسيا في أبريل/نيسان المقبل.
وأشار المسح -الذي أجرته رويترز للمصافي- إلى أن أرامكو السعودية قد تبقي سعر خامها العربي الخفيف الرئيسي لآسيا دون تغيير أو رفعه قليلاً بمقدار يصل إلى 0.20 دولار للبرميل.
ويتماشى هذا القرار مع تعزيز هيكل سوق دبي، ويهدف إلى معالجة الاضطرابات في شحن النفط بالبحر الأحمر.
تأثير الصين على طلب النفط
وفي الوقت نفسه، تضيف توقعات وحدة الأبحاث التابعة لشركة البترول الوطنية الصينية بعدا مثيرا للاهتمام لسوق النفط. ويتوقع أن الطلب على المنتجات البترولية بهذه البلاد قد يصل إلى ذروته قبل العام المقبل.
وأوضح رئيس قسم أبحاث سوق النفط بمعهد أبحاث الاقتصاد والتكنولوجيا التابع لشركة النفط الوطنية الصينية أن “الطلب الإجمالي على النفط يسير في مسار تصاعدي هذا العام”.
كيف أرتفعت أسعار النفط بالتزامن مع تصاعد مؤشرات شح الامدادات ؟