تخطى إلى المحتوى

السودان | ارتفاع وتيرة معارك الفاشر والجدل حول إنقاذ مئات الآلاف من المدنيين

السودان

مما يجعل الخيار الوحيد المتاح لإنقاذ مئات الآلاف من المدنيين العالقين هناك والمعرضين لمخاطر كبيرة هو توفير ممرات آمنة لهم في ظل رفض الحلول السابقة التي طرحتها الحركات المحايدة.

إذ و قال، عضو مجلس السيادة السابق ورئيس الجبهة الثورية التي تضم عددا من الحركات الدارفورية الرافضة للحرب الهادي إدريس، إن المعارك الحالية في الفاشر تحتدم بلا هوادة

وقتل وأصيب المئات منذ اندلاع القتال في المدينة الاستراتيجية والتي تعتبر الوحيدة في إقليم دارفور التي لا يزال للجيش وجود فيها بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أكثر من 90 في المئة من مناطق الإقليم.

أهمية الفاشر واتهامات متبادلة بين الجيش والدعم السريع

– تحتضن الفاشر ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 مليون نسمة والذي يشكل 20 في المئة من مساحة السودان ويضم نحو 14 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.

-و  تعتبر الفاشر واحدة من أهم المدن الاستراتيجية في الإقليم الذي يربط حدود السودان بكل من ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى.

– يتبادل طرفا القتال الاتهامات حول مسؤولية التصعيد الأخير الذي أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة.

– يقول الدعم السريع إن قوات الجيش والحركات المتحالفة معه أجبرته على الدفاع عن نفسه رغم التزامه منذ مارس بعدم التقدم نحو مقر قيادة الجيش في المدينة، استجابة لنداءات دولية ومحلية ومن الإدارة الأهلية وأعيان المنطقة والمنظمات المحلية والدولية حفاظا على أرواح المدنيين.

– الجيش يقول في المقابل إن قوات الدعم السريع هي من بادرت بالهجوم وضربت بالمدفعية أحياء مدنية.

حلول مرفوضة

حمّل الهادي إدريس أطراف القتال مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية برفضها للحلول التي طرحتها الحركات المحايدة التي أكد أنها أطلقت مبادرة إنسانية في فبراير الماضي تشمل آليات لمساعدة المواطنين، كما أطلقت مناشدة لطرفي الحرب لفتح الممرات الإنسانية لدخول المساعدات، وتعهدت بتوفير الحماية اللازمة لها وتأمينها حتى تصل إلى المواطنين، إلا أنها لم تجد استجابة.

وبخصوص حماية المدنيين في دارفور، أوضح إدريس أن الحركات المحايدة، طرحت 3 خيارات رفضت جميعها، وهي وقف الحرب عبر اتفاق وقف العدائيات، أو خروج الجيش والدعم السريع من مدينة الفاشر على أن تؤول مسؤولية حفظ الأمن للقوة المشتركة للحركات المسلحة، أو فتح ممرات آمنة تضمن خروج المدنيين من مناطق الاشتباك في المدينة.

وكشف إدريس عن أن الحركات المسلحة التي ما زالت في موقف الحياد تجري ترتيبات لتكوين قوة مشتركة جديدة لحماية المدنيين وحماية القوافل الإنسانية والتجارية وحراسة وتأمين المرافق العامة.

ورأى رئيس الجبهة الثورية أن الحل السلمي لأزمة البلاد يأتي عبر عملية سياسية تخاطب جذور وأسباب النزاع وتؤسس لترتيبات سياسية ودستورية جديدة هو الضامن الوحيد لعدم تقسيم السودان.

مخاوف كبيرة

قتل وأصيب خلال الأسبوعين الماضيين في الفاشر مئات المدنيين، وسط مخاوف من سقوط المزيد من المدنيين ومن أن يؤجج القتال الحالي الصراعات القبلية خصوصا في ظل الانقسامات الكبيرة بين الحركات المسلحة التي تكاثرت بشكل كبير.

وتكمن أبرز المخاوف في التواجد الكثيف للحركات المسلحة التي تمثل مجموعات إثنية مختلفة، والتي ارتفع عددها لأكثر من 87 حركة مقارنة بثلاث حركات فقط عندما اندلعت الحرب الأهلية في العام 2003.

وبعد أن شكلت الحركات الدارفورية الموقعة على اتفاقية السلام في جوبا في نهاية 2020، ما عرف بـ “القوة المشتركة” لحماية المدنيين في إطار حزمة من الترتيبات الأمنية التي نصت عليها الاتفاقية، انقسمت تلك الحركات بعد الحرب الحالية إلى حركات محايدة وهي الغالبية، فيما أعلنت ثلاث حركات انحيازها للجيش.

فرار عشرات الآلاف ونهب “أبوشوك”

تقارير عن وفاة أشخاص جوعا في السودان
تقارير عن وفاة أشخاص جوعا في السودان

قال نشطاء إن عشرات الآلاف فروا من منازلهم في مخيم بمدينة الفاشر السودانية بعد هجوم شنته قوات الدعم السريع التي تقاتل للسيطرة على آخر معقل للجيش في منطقة دارفور غرب البلاد.

وذكر سكان محليون أن قوات الدعم السريع هاجمت ونهبت مخيم أبوشوك، الأربعاء، مما أسفر عن مقتل عدد غير معلوم من الأشخاص وإصابة ما لا يقل عن 13، وذلك بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب في السودان.

وكشفت لجنة تنسيق شؤون اللاجئين والنازحين التي تشرف على المخيمات في الفاشر أن نحو 60 بالمئة من السكان البالغ عددهم أكثر من 100 ألف فروا، الخميس.

وأفاد سكان محليون باستمرار القتال في بعض المناطق من الفاشر، الجمعة.

واجتاحت قوات الدعم السريع وحلفاؤها 4 عواصم ولايات أخرى في دارفور العام الماضي، ووجهت إليهم اتهامات بالوقوف وراء حملة من عمليات قتل ذات دوافع عرقية ضد قبائل غير عربية وانتهاكات أخرى في غرب دارفور، وهو ما نفته القوات وحلفاؤها.

ولم يصدر تعليق بعد من قوات الدعم السريع أو الجيش على الاشتباكات التي حدثت في الآونة الأخيرة في الفاشر، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن أعمال العنف.

وذكرت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية هذا الأسبوع أليس ويريمو نديريتو أن هناك خطرا بحدوث إبادة جماعية، وبالفعل انتشرت ادعاءات بحدوثها.

وقالت نديريتو لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء، إنه يتم استهداف المدنيين في الفاشر ومناطق أخرى من دارفور على أساس هويتهم ولون بشرتهم.

وأبو شوك كانت ملاذا للناجين من العنف في دارفور قبل 20 عاما تقريبا، حين قاتلت ميليشيات الجنجويد، التي شكلت فيما بعد قوات الدعم السريع، إلى جانب الجيش السوداني واتُهمت بارتكاب إبادة جماعية.

ونزح حوالي نصف مليون شخص إلى الفاشر خلال الحرب الجارية التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم في أبريل 2023، مع بلوغ التوترات القائمة منذ فترة طويلة بشأن دمج القوتين إلى ذروتها.

ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، قتل 85 شخصا على الأقل في جنوب الفاشر منذ 10 مايو.

وتقول منظمة أطباء بلا حدود وسكان إن العدد الإجمالي للقتلى أكبر بكثير لأن المدنيين الذين تضرروا من القتال في شمال وشرق وجنوب المدينة لم يتمكنوا من الوصول إلى المسعفين.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش باستخدام المدنيين دروعا بشرية، فضلا عن شن غارات جوية واسعة النطاق وتدمير محطة كهرباء الفاشر.

حرب السودان “تخرج عن السيطرة” و 5 مدن تعيش تحت القصف

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد