اضرم محتجون، الاحد، النار في ثلاثة مقار حزبية بإحدى النواحي التابعة لمحافظة السليمانية في إقليم كردستان.
و ان “متظاهرين غاضبين في ناحية بيرمكرون التابعة الى قضاء دوكان بمحافظة السليمانية، اضرموا النيران في مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب التغيير في الناحية”.
واشار الى ان “فرق الدفاع المدني هرعت الى أماكن تلك المقار لاخماد النيران”.
وتجددت الاحتجاجات في محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، حيث شهدت المحافظة قطع طرق رئيسة، وذلك على خلفية الوضع الاقتصادي الذي يمر به الإقليم.
وأظهرت مشاهد ان” متظاهرين في مدينة دربندخان يغلقون طريقاً مؤدياً إلى منطقة كلار الحدودية، فيما شهد مناطق أخرى احتجاجات مشابهة دون تسجيل صدامات أو إصابات حتى الآن.
وأثار شاب متظاهر تحدث لكاميرا “ناس” تعاطف الملايين في الإقليم، بعد أن تحدث عن ظروفه القاسية بطريقة بطريقة عفوية.
ويقول الشاب إنه “يأتي مشياً على الأقدام يومياً من منطقة شهرزور إلى مركز السليمانية (35 كم) بحثاً عن عمل، ثم يعود خائباً”.
ويضيف “أنطلق فجر كل يوم في هذه الرحلة.. إنني أخسر أجمل أيام حياتي في محاولة تأمين لقمة العيش.. ماذا بقي للسنوات المقبلة؟!.. أعرف شباناً بعمري لا يملكون ثمن الدخول إلى مقهى أو حتى شرب شاي”.
وصباح الجمعة، حذر عدد من الأساتذة في جامعة السليمانية، من تدهور الأوضاع في إقليم كردستان لمستويات أسوأ، على وقع احتجاجات عمت المدينة يوم أمس.
وأكد 17 أستاذاً وتدريسياً في قسم التاريخ في جامعة السليمانية ضمن بيان تلقى “ناس” نسخة منه، (4 كانون الأول 2020)، أن “التجارب تظهر أن إقليم كردستان يتجه لمصير مأساوي ومصير مجهول بفعل عوامل داخلية أكثر من الضغوطات والعراقيل الخارجية”.
وأضاف البيان، أن “الأزمات تتفاقم أكثر فأكثر وأن الحالة الكردية شهدت عشرات من تجارب الحكم إلا أن ضعف الرؤية وعدم فهم أساليب الإدارة والابتعاد عن الأهداف أفشلت نجاحها واستمرارها وقد ظهرت هذه الأعراض على التجربة الكردية في إقليم كردستان منذ فترة طويلة”.
وتابع البيان، أن “نظام الحكم في الإقليم أصابه الجمود لخدمة فئات ومجموعات على أساس المحاباة ما جعل الجرائم والسطو أمراً عاديا حيث لا يأمن أحد على نفسه”.
ومساء الخميس، انطلقت احتجاجات غاضبة في المدينة، للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة، فيما أغلق المحتجون طريق السليمانية – بغداد، عبر الإطارات المحترقة.
وأفاد مراسلنا، (3 كانون الأول 2020)، بأن المتظاهرين أغلقوا الطريق الرابط بين مركز مدينة السليمانية وقضاء دبنديخان، وهو الطريق الرابط بين السليمانية وبغداد مروراً بمحافظة ديالى.
وتابع، أن المتظاهرين استخدموا الإطارات المحروقة لغلق الطرق، فيما ارتفعت أعمدة الدخان في المدينة.
ووجه الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكردستاني لاهور شيخ جنكي، رسالة إلى المتظاهرين في محافظة السليمانية، مطالباً في ذات الوقت بإطلاق سراح المعتقلين منهم.
وقال شيخ جنكي في بيان إن “رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وعد بإيجاد مخرج قانوني، لإرسال جزء من أموال القروض لصرفها ضمن رواتب إقليم كوردستان”.
وطالب شيخ جنكي “بإيجاد حل جذري لمشكلة رواتب اقليم كوردستان”، مبيناً أن “رئيس وزراء اقليم كوردستان قد اقترح عقد اجتماع في يوم (6 كانون الاول 2020) لرؤساء الاحزاب السياسية في العراق، وسيسعون في هذا الاجتماع لضمان حصة وحقوق مواطني الاقليم في موازنة عام 2021 وإنهاء هذه المشكلة المستمرة منذ سنوات”.
وأضاف، أنه “بعد صبركم الطويل إزاء المواقف الغير مسؤولة للسلطة، أطلب منكم الصبر لعدة ايام اخرى، وسندافع عن حقوقكم المشروعة”.
وتابع، “في حال قررتم الاستمرار في التظاهرات فلتكن تجمعات هادئة، لا تسمحوا للتظاهرات ان تكون سببا لتعطيل الاسواق والحركة التجارية”.
وقال جنكي مخاطبا القوى الامنية، “فلتعلموا جيدا ان المشاركين في التظاهرات من المتقاعدين والمعلمين والموظفين، اخوان لكم وهم اهلنا وحمايتهم واحترامهم هي الطريقة الوحيدة لضمان السلم المجتمعي، وادعوكم من هنا الى الافراج عن معتقلي التظاهرات في اسرع وقت ممكن”.
وأشار إلى أن “سياسة الاتحاد الوطني الكوردستاني بعيدة كل البعد عن مواجهة المتظاهرين ولن نتبع هذه السياسة ابدا”.
وجدد مئات المتظاهرين، في وقت سابق، احتجاجاتهم في محافظة السليمانية، على خلفية تأخر الرواتب والاستقطاعات فيها، وسوء ادارة الموارد الطبيعية في اقليم كردستان، فيما حاولت القوات الامنية تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.
و ان “مئات المتظاهرين من مواطنين وموظفين جددوا احتجاجاتهم لليوم الثاني على التوالي، في ميدان التحرير “ساحة السراي” وسط محافظة السليمانية، على خلفية تأخر الرواتب وسوء إدارة الموارد الطبيعية، فيما طالبوا باستئصال الفساد والإصلاح الإداري”.
واضاف، ان “القوات الامنية حاولت تفريق المتظاهرين مستخدمة الغاز المسيل للدموع”.