قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، إن “قطر مولت جماعات إرهابية بنحو مليار دولار”، لافتا إلى أنها لا يمكن أن تنفى ذلك فى ضوء تراكم الأدلة والقرائن.

وكتب قرقاش على حسابه الرسمي على “تويتر”: “من 700 مليون دولار إلى مليار دولار دفعتها الحكومة القطرية إلى مجموعة معقدة من الجماعات الإرهابية تشمل حزب الله والحشد الشعبي والنصرة، لا يمكن للدوحة أن تنفي ذلك على ضوء تراكم الأدلة والقرائن. دعم التطرّف والإرهاب محوّر الأزمة”.

وأشار قرقاش في تغريدة أخرى إلى تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ومن قبله مقال صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية حول حول “الفدية الأسطورية القطرية للحشد الشعبي والنصرة وجماعات إرهابية أخرى”.

ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية، الخميس، مقالاً عن اختطاف الصيادين القطريين في العراق، وتحديدا في بادية السماوة، فيما اشارت الى دور رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي خلال الأحداث.

 الامارات ترد على تقرير صحيفة نيويورك تايمز بشأن تسلم المليشيات العراقية مليار دولار من قطر

لرؤية اصل الخبر انقر هنا 

وذكرت الصحيفة، في المقال المطول الذي كتبه روبرت وورث ، إن “فريقا قطريا وصل إلى بغداد حاملاً 23 حقيبة للتفاوض، كان يقف في صالة كبار الشخصيات في مطار بغداد الدولي، محاطا بأكياس من القماش الخشن الأسود تحتوي على نقود”.

واضاف الكاتب: “عندما اكتشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ما كان عليه القطريون، كان غاضباً وقرر رسم خط، متحدي في الرمال لإيران ووكلائها، وقد أرسل فريقًا مسلحًا لمكافحة الإرهاب لحراسة 23 كيسًا من النقود، وبعد أن استسلم الفريق القطري في النهاية وشق طريقه إلى بغداد، كان العبادي في نهاية المطاف قد نقل الأموال إلى قبو في البنك المركزي العراقي”.

وتابع: “بعد ذلك تم نقل الفريق القطري من المطار مباشرة إلى المنطقة الخضراء الآمنة في بغداد، حيث تم استضافتهم في دار الضيافة التابعة لرئيس الوزراء، وهو نفس الشخص الذي احتجز 360 مليون دولار في قبو البنك المركزي”.

واستدرك الكاتب بالقول: “وهدد تدخل العبادي بعرقلة صفقة تم التخطيط لها بعناية خلال أشهر من الاجتماعات في الدوحة، وكان من المفترض أن يتم تسليم الـ23 حقيبة النقدية في نفس الوقت الذي كان فيه حلفاء التمرد في قطر ينفذون شروط اتفاقية الأربع بلدات، في ذلك اليوم نفسه، وكان رجال الميليشيات السنية يرعون على مضض المدنيين الشيعة على متن حافلات خضراء ويسافرون معهم على الطريق إلى حلب، حيث كان من المقرر إيواؤهم بمساعدة النظام السوري، وبالتوازي مع 200 ميل جنوبًا، كان مقاتلو حزب الله يستعدون لمرافقة آلاف الأشخاص خارج مضايا والزبداني”.

وأردف وورث: “أمضى المبعوثون القطريون معظم يومهم الأول في بغداد يعملون على الهواتف على جبهتين، كان عليهم مراقبة التحويلات المدنية الجارية في سوريا، وكانوا يائسين لاستعادة 23 حقيبة نقدية، فقاموا بتجنيد كل شخص يعرفونه في العراق للمساعدة، بما في ذلك المليشيات الشيعية”.

وأكمل: “لقد قاموا بتعزيز دعواتهم، بحملة رشوة مخزية من شأنها أن تستمر أسبوعًا، وتقدم مبالغ طائلة من المال وشققًا فاخرة في الدوحة ودبي لضباط وأعضاء مجلس الوزراء والمشرعين، لم ينجح أي من ذلك في الحصول على 360 مليون دولار من العبادي ودوائره من الحلفاء”.

وتابع أنه “قبل نهاية اليوم، حدث شيء ما يلقي ضوءًا جديدًا مقززًا على الحسابات الباردة المحيطة بصفقة أربع بلدات، في حوالي الساعة 3:30 مساءً، توقف خط حافلات تقل مدنيين من البلدتين الشيعيتين، فوا وكفرايا، عند نقطة تفتيش في منطقة تسمى رشيدين، غرب حلب، وانسحبت شاحنة Hyundai Porter زرقاء داكنة ووقفت بجانب احد الباصات، وبعد لحظات، انفجرت”.

ومضى بالقول، أنه “في سجن جنوبي بغداد، حصل أبو محمد والأعضاء الآخرون في العائلة الحاكمة القطرية، وهم المختطفون في العراق، على مفاجأة مثيرة من حراسهم: الوقت قد حان للذهاب، وقد صوبوا إلى الطابق العلوي وفي ضوء الشمس، وعيونهم تتأرجح من الوهج، لقد أمضوا 16 شهراً في قبو بلا نوافذ في جنوب العراق، على بعد بضع ساعات بالسيارة من المكان الذي تم اختطافهم فيه، وكان نظامهم الغذائي الضئيل في السجن يجعلهم ضعفاءً”.

وتابع: “لقد أمضوا النصف الأول من محنتهم معزولين تماماً عن العالم، مع قراءة قرآنية واحدة فقط، وفي وقت لاحق ، أعطاهم الحارس جهاز تلفزيون، وشاهدوا الأخبار، وشاهدوا تقارير عن صفقة سياسية قيل أنها تختمر في سوريا، تشمل الرهائن والتبادل السكاني، وقال أبو محمد المختطف: اشتبهنا في أن هذا مرتبط بنا”، بحسب المقال.

وقال الكاتب الأمريكي، إنه “تمت قيادة الرجال المخطوفين في الخارج ونقلوا لمدة ساعتين إلى منزل على ما بدا وكأنه مزرعة خاصة فاخرة، وفي الداخل، كان الانتظار في غرفة استقبال كبيرة، احتضن المختطفون بعضهم الاخر لانهم كانوا محتجزين في مكان منفصل، وبدأوا بتداول القصص، ولدهشتهم، اكتشفوا أن المجموعة الأخرى – التي يُنظر إليها على أنها بلا لوم في سياسات بلدهم – قد عوملت بشكل أفضل بكثير من آل ثاني أثناء احتجازهم، مع الطعام الكافي، والاستحمام والحراس المحترمين”.

وبين، انه “في الاثناء لا يزال هناك لغز واضح في حالة القطريين المختطفين، كيف تم الإفراج عن الرهائن من خلال دفع 360 مليون دولار؟ وهنا أعطانا أحد المسؤولين العراقيين البارزين الجواب التالي: وافق القطريون على تقديم إيصال نقدي آخر، عبر بيروت، بنفس المبلغ تقريباً، (كان قاسم سليماني نفسه، قيل لنا من قبل مسؤول آخر، أجرى النداء الأخير لإطلاق سراح الرهائن)”.

واختتم بالقول، إنه “فيما يتعلق بالموقع، فإن هذا أمر منطقي: حزب الله يحافظ على سيطرة حازمة على مطار بيروت، ولن تواجه أي مشكلة في ضمان أن تمر الأموال، إذا كان هذا صحيحًا، فسيكون إجمالي المبلغ الذي دفعته قطر للرهائن 770 مليون دولار على الأقل، وربما أكثر بكثير، وسمعنا تقارير عن عدة دفعات أخرى بملايين الدولارات إلى وسطاء مختلفين لم نتمكن من تأكيدها، وهناك أيضاً مبالغ ورشاوي دفعت للمبعوثين القطريين الذين يفترض أنه دفعوا لهم خلال أسبوعهم في بغداد، ومن السهل تخيل مجموع المبالغ يقترب من مليار دولار”.

 

يذكر أنه وفي أواخر تشرين الثاني من عام 2015، غادرت مجموعة كبيرة من صيادي الصقور القطريين الدوحة في رتل من مركبات الدفع الرباعي، متجهين إلى الجنوب، وعبروا الحدود السعودية، ومن ثم تحول الموكب إلى الشمال، ومروا عبر جزء من دولة الكويت واستمروا في وجهتهم، ووصلوا إلى الصحراء الجنوبية للعراق التي تبعد عن الدوحة 450 ميلا، وتتألف المجموعة من عشرات الأشخاص، بما في ذلك الخدم.

وبحلول 15كانون الاول كانوا على وشك العودة إلى الديار، تم اختطافهم ووصل خبر الاختطاف إلى قطر في نحو الساعة السادسة صباحا، واستمرت عملية الاختطاف ظل الرهائن القطريون مختطفين لمدة 16 شهرا، حتى تم الإفراج عنهم بعد دفع الدوحة نحو 770 مليون دولار للمليشيات المسلحة التي اختطفتهم، على حد ما ذكره التقرير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد