كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن تركيا والعراق سيتخذان خطوات مشتركة ضد المسلحين الأكراد التابعين لـ”حزب العمال الكردستاني” المنتشرين في الأراضي العراقية.
وكان وزير الدفاع عرفان محمود الحيالي، التقى يوم الخميس الماضي رئيس أركان الجيش التركي خلوصي آكار حيث تمت مناقشة العلاقات العسكرية بين العراق وتركيا في مجالات التدريب ومكافحة الإرهاب وتفعيل الجهد الاستخباري والأمني بين البلدين.
وأوضح جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده، اليوم الخميس، مع وزيرة خارجية النمسا، كارين كنيسل، في العاصمة النمساوية فيينا، أن تطهير العراق من “حزب العمال الكردستاني” و”سائر التنظيمات الإرهابية”، ليس مهما لتركيا فحسب وإنما أيضا لسوريا والعراق.
وأضاف جاويش أوغلو أن “تركيا والعراق يعتزمان تنفيذ عملية عسكرية عابرة للحدود ضد حزب العمال الكردستاني”.
واعتبر الوزير التركي أن العراق حقق نجاحا كبيرا في محاربة داعش، إلا أن عناصر “حزب العمال” بدأوا بالنزول من الجبال إلى مدينة كركوك في الوقت الراهن.
وأشار جاويش أوغلو إلى أن العراق لن يشعر بالأمن مع وجود هذه المنظمة على أراضيه، مبينا أن بغداد وإدارة إقليم كردستان العراق منزعجتان جدا من تواجد مسلحي “حزب العمال” على الأراضي العراقية.
وبين أن تركيا ستطلق عملية عسكرية ضد الأكراد في شمال العراق بعد الانتخابات النيابية العراقية المقرر إجراؤها في مايو/أيار المقبل، فيما أعرب عن أمله في أن عملية “غصن الزيتون”، التي تنفذها القوات التركية بالتعاون مع “الجيش السوري الحر” ضد الأكراد في منطقة عفرين شمال سوريا، قد تنتهي بحلول هذا الشهر، إلا أنه لفت إلى أن “تركيا قادرة على تنفيذ العمليتين في سوريا والعراق في وقت متزامن”.
وأضاف وزير الخارجية التركي: “كلما انتهت عملية غصن الزيتون مبكرا كان إرساء الاستقرار في عفرين أسرع، الأمر الذي سيمكن عودة السكان المدنيين إلى المنطقة”.
وتنفذ القوات التركية، منذ 20 يناير/كانون الثاني، ضد المسلحين الأكراد التابعين لـ”وحدات حماية الشعب”.
وتعتبر أنقرة كلا من “وحدات حماية الشعب” الكردية و”حزب الاتحاد الديمقراطي”، وهما المكونان الأساسيان لـ”تحالف قوات سوريا الديمقراطية”، تنظيمين إرهابيين وحليفين لـ”حزب العمال الكردستاني” المحظور في تركيا والذي تحاربه على مدار سنوات عديدة.
وبحسب ما أورده سابقا “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق السابق، فإن “حزب العمال الكردستاني” يتخذ من شمال العراق معقلا له، وينشط في العديد من المدن والبلدات الكردية العراقية، كما يحتل 515 من القرى الكردية في المنطقة.
وتشن القوات التركية من حين إلى آخر غارات على مواقع هذا الحزب الكردي في شمال العراق، بهدف منع تسلل مسلحيه إلى عمق تركيا لشن هجمات إرهابية هناك، حسب ما تقوله أنقرة.
وجرى استئناف النزاع المسلح بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني في يوليو/تموز من العام 2015 بعد انهيار الهدنة التي تم التوصل إليها بينهما في مارس/آذار من العام 2013.