اصدرت محكمة الجنايات المركزية، الخميس، حكماً بالاعدام شنقاً حتى الموت بحق شقيقة زعيم تنظيم القاعدة الارهابي ابو عمر البغدادي التي كانت تقدم الدعم اللوجستي ومساعدتهم في القيام باعمالهم الاجرامية وانها كانت تقوم بتوزيع المبالغ المالية على افراد التنظيم في الموصل”، وان “زوج المتهمة هو ايضاً احد القيادات في تنظيم القاعدة وقد حكم عليه بالاعدام سابقاً”
وكشفت صحيفة “القضاء”، اليوم الثلاثاء، في مقابلة مع شقيقة مؤسس تنظيم “داعش” (أبو عمر البغدادي)، عن تفاصيل نشأت التنظيم حتى اندحاره.
وذكرت “القضاء” ان “القوات الأمنية وبمعلومات من قبل جهاز المخابرات الوطني العراقي نجحت في منطقة أبو غريب غربي العاصمة باعتقال شقيقة زعيم الإرهاب السابق في العراق ومؤسس ما يسمى بـ(داعش)، أبو عمر البغدادي بعد متابعة لتنقلاتها بين مدن الموصل وبغداد وقضاء القائم غربي الانبار”.
وبينت الصحيفة ان “نجلاء داود محمد (أم احمد) أو أخت الشيخ أو الأمير كما يسميها أفراد تنظيم داعش، في الواحد والأربعين من العمر، تنحدر من قضاء حديثة في محافظة الأنبار، وهي أخت لأربعة أشقاء أحدهم حامد الزاوي (أبو عمر البغدادي) ثاني زعيم للتنظيمات السلفية الجهادية في العراق بعد الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في العام 2006 وزوجة (عبد محمد حسن) المعتقل الذي كان يشغل منصب ما يسميه التنظيم الإرهابي بالناقل العام، وهو أخ جاسم محمد حسن (أبو إبراهيم) وزير نفط دولة التنظيم، ووالدة مسؤول تجهيز التنظيم في نينوى فضلا عن ولديها الذين قتلا في معارك تحرير مدينة الموصل”.
وأضافت الصحيفة، انه “بعد إكمال التحقيقات القضائية معها سمح قاضي المخابرات في المحكمة المركزية للصحيفة أن تنفرد معها بحوار بدأته من بداية انضمام أخيها (حامد) أبو عمر البغدادي إلى التنظيمات الإرهابية”.
ونقلت الصحيفة عن نجلاء قولها في مقابلة تابعتها (بغداد اليوم)، “ما أعرفه أن الموضوع بدأ قديما منذ عام 1994 يوم داهمت قوات أمنية خاصة بيتنا؛ واعتقلت أخي حامد “أبو عمر البغدادي” برغم أنه كان وقتها ضابطا في الشرطة بإحدى نواحي قضاء حديثة، لم نكن نعرف يومها سبب الاعتقال الذي دام ستة أشهر”.
وأضافت “بعد أن أفرج عن أخي كان بصحة سيئة وأخبرنا أنه تعرض لتعذيب قاهر، وبعدها جاء قرار بفصله عن وظيفته الأمنية، عرفت بعد ذلك أن سبب الاعتقال والفصل مرتبط بتوجه أخي الديني وارتباطه بجماعة دينية لم أكن أعرف عنها شيئاً”.
وتابعت “تفرغ أخي بعد خروجه من السجن لقراءة الكتب الدينية وكان يقصد العاصمة بغداد ويعود مع صناديق مملوءة بالكتب التي يعكف أغلب الوقت على قراءتها، فيما اعتمد بمعيشته على محل صغير في الحي الذي نسكنه لتصليح الأدوات المنزلية”.
وأشارت (ام احمد) الى انه “بعد أشهر عدة من خروجه من السجن قام بتشكيل مجموعة في أحد الجوامع الذي قاموا بتغيير اسمه إلى جامع التوحيد، وصار يلقي أخي الدروس الدينية والخطب حتى صار إماما للجامع، واستمر به هذا الحال حتى كون له مجموعة من الرجال ممن ّيهتمون بشؤون الوعظ والإرشاد الديني”.
“استمر بهذه الوتيرة –تكمل أم أحمد- ولا أعرف إذا ما كان لديه ارتباط بجماعات دينية خارج العراق أو أي جهة أخرى، الى ان سقط النظام في عام 2003 وكنت اراه سعيدا بسقوط نظام صدام حسين ولكني كنت اجهل يومها موقفه من دخول القوات الأجنبية الى العراق
(بعد 2003)
وأوضحت نجلاء، ان “أول الأحداث التي حصلت في العام 2003 عندما أخبرنا (أبو عمر) بأنه مراقب من الامريكان، وبعدها بشهور قذفت في بيته (قنبلة صوتية) وأخبرني أن أفراداً من الحزب الاسلامي هم من فعلوها بسبب كرههم لي، وقبل أن ينتهي العام داهمت قوة من الجيش الأميركي بيته واعتقلته”، كما أفصحت شقيقته.
وتابعت “بعد 15 يوم أفرج عنه وصار يجمع الناس حوله ويحثهم من جامع التوحيد على الجهاد والسيطرة على المدينة وكانت أولى العمليات عندما أشرف “حامد” مطلع عام 2004 على عملية إسقاط مراكز الشرطة في قضاء حديثة عبر هجمات بالصواريخ والأسلحة الخفيفة”.
وأردفت أنه “بعد هذه العملية بدأت ملاحقة (حامد) من قبل الأجهزة الأمنية العراقية والقوات الأميركية، عرفت بعدها أنه ترك الأنبار وقصد بغداد، وكانت زوجته تأتي لزيارتنا بين فترة وأخرى، وعند سؤالي إياها أخبرتني أنهم يسكنون منطقة الحسينية لكنها لم تكن تخبرني عن أي شيء آخر وفهمت أنه من كان يمنعها من الإدلاء بأي معلومات كما كان يرفض أن يزوره أي أحد في بغداد”.
(بعد مقتل الزرقاوي)
وأكدت (ام احمد) أن “زوجته انقطعت عن زيارتنا إلى أن قتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم التنظيم الإرهابي آنذاك، وبعدها بدأت الأحداث تتغير بشكل كبير، بدأ الأمر عندما ترك شقيق زوجي (جاسم محمد حسن) المكنى بأبي إبراهيم والذي شغل منصب وزير النفط لاحقا في دولة داعش ترك عمله في الحرس الوطني، وصار يجمع في بيته المقاتلين الأجانب وهذا ما رأيته بنفسي بعدها عرفت أن هذا كان بأمر من أخي أبو عمر البغدادي”.
وتسترسل أم أحمد “حتى هذا الوقت لم أكن أعرف أن أخي هو زعيم التنظيم، كل ما كنت أعرفه أنه ضمن التنظيم وصار الكثير من رجال العائلة في التنظيم وهذا ما كان يسبب لنا المشكلات ليس مع القوات الأمريكية والعراقية فحسب، بل مع بعض وجهاء ورجال عشيرة الجغايفة التي كانت مناوئة لتحركات التنظيمات الجهادية”.
(زوجي في التنظيم)
وأضافت نجلاء “بسبب المضايقات ترك “أبو إبراهيم” قضاء حديثة ولم يخبر أحداً بوجهته اذ عرفت فيما بعد أنه في هيت، إلا أن ذلك لم يوقف المشكلات، فبعد ذهابه، اعتقل زوجي عبد محمد حسن وأودع في سجن (بوكا) برغم أنه في ذلك الوقت لم يكن ضمن التنظيم، حتى صار زوجي فيما بعد ما يسميه التنظيم بالناقل العام، مما اضطرنا أن نترك نحن كذلك قضاء حديثة وذهبنا الى الموصل حيث بيت اخي علي”.
وقالت “بعد سبعة أشهر أفرج عن زوجي عبد محمد حسن، وما أن وصل الى البيت قامت مجموعة من عشيرة الجغايفة باعتقاله بسبب تعرضهم لهجمات قام بها (ابو عمر البغدادي) وجاسم محمد حسن”.
وبينت أن “زوجي تعرض للضرب والتعذيب بغية معرفة أماكن تواجد الاثنين إلا أنه أكد لهم أنه يجهل أماكنهم، وبسبب شعوره أنه مهدد ترك قضاء حديثة والتجأ إلى الموصل لنجتمع جميعنا هناك إلا أبو إبراهيم شقيقه، حيث كان مجهول السكن في الموصل”.
واكملت (نجلاء)، “أنضم زوجي فعليا في العام 2009 للتنظيم وكان دوره نقل البريد الخاص بالتنظيم في محافظات الشمال والغرب من والى بغداد ويتضمن البريد خطب الجمعة والجماعة والتعليمات فضلاً عما يرتبط بالجانب الإداري والمالي، وكان في بعض الأحيان يصطحبني معه من أجل التمويه وتخبئة البريد في ملابسي”.
(أبو عمر البغدادي)
وأضافت نجلاء “بهذا العام عرفت عن طريق زوجي ان اخي (حامد) هو زعيم التنظيم وصار يعرف بأبي عمر البغدادي، وبرغم أن هذه المعلومة كانت رائجة الا اننا كنا ممنوعين من ين من رائجة إلا أننا كنا ممنوع الاختلاط مع الناس ولا يوجد في بيتنا تلفزيون او مذياع”.
واسترسلت شقيقة أبو عمر البغدادي، “بعد اجتماعنا في بيت كبير في الموصل أضاف شقيق زوجي بناء إضافيا إلى البيت وكنا نجهل لماذا يفعل هذا، وبعد اكتمال البناء فوجئنا بسيدة جاءت برفقة أبو إبراهيم طلب منا أن تسكن معنا في الطابق الإضافي وكانت يمنية الجنسية عرفنا أنها زوجة (أبو أيوب المصري) وزير الحرب في التنظيم”.
وتابعت “كانت زوجة المصري منعزلة عنا، وكانت تقضي أغلب الوقت بقراءة القران والعبادة، ولم تكن على منوالنا في قضاء الوقت فقد أخذت بتعليم صغار البيت التعاليم الدينية الخاصة بالتنظيم، بل كنا عندما نزورها في غرفتها تطلب منا أن ننشغل بالتعليم الديني”.
(البحث عن الخليفة)
أوضحت (ام احمد)، انه “في العام نفسه داهمت القوات الأميركية بيتنا في الموصل واعتقلت جميع الرجال الذين يشكلون شبكة بمن فيهم أبو إبراهيم، وقاموا بالتحقيق معنا وكانت أسئلتهم تدور حول مكان أبو عمر، وبسبب المداهمة والاعتقال اضطربت زوجة المصري وطلبت منا أن تترك البيت، وبالفعل استأجرنا لها سيارة أجرة لإيصالها الى بغداد ولم نكن نعرف لمن تريد أن تقصد في بغداد”.
أكملت نجلاء “بعد اعتقال جميع رجالنا أفرج فقط عن ولدي أحمد والباقون تم تسليمهم إلى الجهات الأمنية، جاءنا شخص في التنظيم يدعى (أبو حسن) وطلب منا أن نترك البيت خشية أن نعتقل نحن كذلك وقام بنقلنا إلى بيت في حي آخر من الموصل وطلب منا ان لا نخبر أي أحد بمكانه ولا نختلط بأحد وصار ينقلنا من بيت لآخر في كل عشرة أيام تقريبا”.
وبينت انه “في هذا الوقت صرنا نعرف عن طريق أبي حسن أن كثيرين ممن كانوا يرتبطون بالتنظيم تم اعتقالهم في بغداد ومحافظات أخرى، حتى وصلنا العام 2010، فطلب مني (أبو حسن) أن أختلي به ليخبرني أن أخي أبو عمر البغدادي قد تم قتله مع أبو أيوب المصري وتم اعتقال النساء اللاتي كن في البيت الذي قتلا فيه وهما زوجة المصري وزوجة أبو عمر وبناتهما في منطقة الثرثار”.
( السيطرة على الموصل )
نجلاء أكملت قائلة: “زارني صالح الفهداوي “أبو مصطفى” وهو من قيادات التنظيم وقال لي: انت من العائلة التي ضحت من اعلاء وتكوين دولة الإسلام ولا ينبغي ان يثنيك قتل اخيك البغدادي وصهره المهاجر واعتقال زوجك وأخيه عن الاستمرار بالجهاد في سبيل دولتنا، قال لي هذا وأضاف: سأتركك لتفكري وتتخذي قرارك؛ وبعد ثلاثة أشهر التقيته فأخبرته بأنني ماضية في طريق أخي وزوجي وسأقوم بكل ما يمليه عليه التنظيم”.
وتابعت نجلاء “في هذا الوقت كان زوجي في السجن وقام بعمل وكالة عن طريق الصليب الأحمر لأتقاضى نصف مرتبه فضلاً عن حصولي على مرتب من دائرة الرعاية الاجتماعية قيمته 700 الف دينار وكفالة من التنظيم وكذلك إيجار البيت الذي صرنا نسكنه بحي صدام في الموصل”.
واردفت “بقينا على هذا الحال إلى أن سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل فبادر الكثير من الشباب للانضمام للتنظيم ومنه أبنائي أحمد ومقداد ووضاح، أما عني فقد طلب مني (محمد أحمد العساف) المكنى بأبي هاجر، وهو من كان على طول المدة الماضية يوصل لنا الكفالة المالية وإيجار البيت، أن أعمل على حث نساء المدينة على مبايعة الخليفة أبو بكر البغدادي ودفعهن لتحريض أبنائهن على القتال في صفوف التنظيم”.
(مسؤوليات وأعمال)
وتكمل نجلاء، “بعد ذلك كلفني المهاجر بأن أكون مسؤولة عن نساء قادة التنظيم وتوجيههن بما تقتضيه أوامر التنظيم والإشراف على توزيع الكفالات المالية، وتشكيل شبكة ترتبط بشورى التنظيم تعنى بالترويج لفكر الجهاد والدولة لامية وحث الأبناء على الانضمام للتنظيم”.
وبخصوص أبنائها ذكرت “عين ولدي أحمد المجهز العام لما يسميه التنظيم بولاية نينوى، وهي مهمة إيصال الاسلحة والذخيرة لمجموع التنظيم، وفي هذا الوقت عرفت عن طريق إحدى نساء الشبكة بمكان (مروة) بنت أخي أبو عمر البغدادي وزوجة أبو أيوب المصري، وبالفعل استطعت الاتصال بها وأخبرتني برغبتها بالمجيء الى نينوى بسبب اعتقال زوجها الثاني (أكرم حسين فرحان) وهو الآخر من أفراد التنظيم وتم تزويجها منه بطلب من أبي بكر البغدادي”.
وتابعت “نجحنا بإيصال (مروة) الى الموصل عبر أطراف في التنظيم في بغداد، وقمت عبر شبكتنا باستئجار بيت خاص لها وصرف كفالة مالية، بعدها أخبرني العسافي بأن هنالك توصية خاصة من أبي بكر البغدادي بها وينبغي الاهتمام بها بشكل خاص.
(مقتل الولدين)
وقالت (ام احمد)، “بمطلع 2016 لم يبقى احد معي في الموصل إلا أبنتي زهراء زوجة مسؤول الإدارية في التنظيم فابنتي الكبيرة سمر تزوجت من وزير المال في التنظيم عثمان نعمان وانتقلت إلى حي الرقة في سوريا وأحمد أنتقل إلى قضاء القائم ومقداد ووضاح هما الآخران كانا ضمن التنظيم، الأول قتل بعملية انتحارية قام بها ضد القوات الأمنية ووضاح قتل بقصف للطائرات”.
وبينت “عند اقتراب القوات العراقية من أيسر الموصل طلب منا التنظيم الانتقال إلى الضفة اليمنى للمدينة، وبالفعل انتقلت أنا وأم هاجر (مروة) الى منطقة حي الموصل الجديدة وصرنا ننتقل من حي الى حي مع تقدم القوات الأمنية في المدينة، و في هذا الوقت طلب منا (ابو يحيى) و هو ما يعرف بالتنظيم بوالي الولاة أنا وابنتي ومروة وزوجة أبو عمر البغدادي الثانية “أم بصير” البقاء بالقرب من بيته خشية أن نعتقل من قبل القوات العراقية”.
واوضحت نجلاء، “كنا مجموعة من عائلات قادة التنظيم نسكن بجوار بعضنا في بيوت كبيرة تشتمل على مخابئ تحت الأرض، وتتولى مجموعة خاصة حمايتنا؛ وعند اشتداد المعارك في أيمن الموصل سقط صاروخ على الدار الذي نسكنه قتلت به ابنتي وأصيبت (مروة) وكذلك أنا”.
(فرار قادة داعش)
وكشفت “ولأن إصابة مروة كانت شديدة استطعت الاتصال بولدي بعد ان فر كل قيادات التنظيم من حولنا، اتصلت بولدي أحمد وكان وقتها في قضاء القائم وطلبت منه تدبير خروج لنا من الموصل، وعبر وسطاء متعددين استطاع تأمين سيارة أخرجتنا من الموصل إلى بغداد.
تكمل “قصدنا أنا ومروة وأبنتي زهراء منزل أقرباء لنا بمنطقة حي الجامعة، مكثنا عندهم 15 يوما انشغلنا بها بعلاج الحروق التي اصابت جسد مروة، بعدها انتقلنا إلى حي الدورة حيث بيت أخي المتوفى “ياسين” وقضينا فيه كذلك 15 يوما قبل أن ننتقل إلى قضاء القائم”.
وأضافت “طلب منا ولدي أحمد الذي صار يعرف بأبي عمار أن نلتحق به إلى قضاء البو كمال حيث يجتمع هناك أبرز قيادات التنظيم وعائلاتهم بعد تحرير مدينة الموصل، وبالفعل عبر أكثر من وسيط وطريق وصلنا الى “البوكمال”.
وتابعت “مكثت هناك شهرين وكنا نحظى بعناية خاصة بسبب توصية من أبي بكر البغدادي كما أخبرت بذلك”.
وتابعت، “بعدها طلبت من ولدي أحمد أن أعود لبغداد لزيارة زوجي في المعتقل، وعبر سيارة وطرق خاصة استطعت الوصول إلى منطقة أبو غريب حيث بيت أحد أقاربي وهو الآخر من أفراد التنظيم المعتقلين، وبعد مكوثي خمسة أيام داهمت القوات الأمنية العراقية البيت وجرى القبض علي”.