القاعدة تعلن مسؤوليتها عن هجمات بوركينا فاسو وقالت انتقاما لمقتل أحد قادتنا

قالت وكالة الأخبار الموريتانية، إن جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة للقاعدة في مالي أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات الإرهابية في بوركينا فاسو، الذي استهدف مقر الجيش والسفارة الفرنسية بوسط العاصمة مما أدى إلى مقتل 8 أشخاص.

وقالت المصادر إن الهجمات التي أدت إلى مقتل أكثر من ثلاثين شخصا أغلبهم عسكريون ورجال أمن، تأتي ردا على اغتيال القوات الفرنسية في مالي لعدد من قادة وعناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بينهم القائد العسكري لجماعة المرابطون (عضو مؤسس في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين) محمد ولد انويني المكنى الحسن الأنصاري (الصورة)، والقائد العسكري مالك أغ وناسنت، والإمام والواعظ سيدي محمد أغ بوغنا، والقائد العسكري عبد الله أغ أوفتا.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض: “الولايات المتحدة تدين بشدة الهجمات التي وصفها بالوحشية في غرب أفريقيا على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بما في ذلك اختطاف الإرهابيين لأكثر من 100 تلميذة وقتل العاملين في المجال الإنساني في نيجيريا، والهجوم الإرهابي ضد قوات حفظ السلام الدولية في مالي، الذي أسفر عن مقتل 4 أشخاص، فضلا عن هجوم أمس في بوركينا فاسو، والذي أسفر عن مقتل العديد من الأبرياء وجرح العشرات”.

وأضاف البيان: إن “هذه الهجمات فقط تزيد من عزم الولايات المتحدة والدول المسؤولة لمطاردة وقتل، وتخليص العالم من أولئك، الذين يرتكبون مثل هذه الأفعال الدنيئة”.

وأفادت مصادر إعلامية، استنادا إلى مصادر أمنية فرنسية، بارتفاع حصيلة قتلى هجوم استهدف السفارة الفرنسية في عاصمة بوركينا فاسو واغادوغو إلى 28 شخصا على الأقل.

وأكد المتحدث باسم حكومة بوركينا فاسو أن الوضع في محيط السفارة الفرنسية تحت السيطرة، مضيفا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تصفية 4 مسلحين قرب البعثة الدبلوماسية الفرنسية، فيما قتل مسلحان آخران في اشتباكات بالقرب من مقر أركان القوات المسلحة.

وأوضحت أن المهاجمين فجروا قنبلة قرب مقر أركان القوات المسلحة ما أدى إلى انهيار جزئي للمبنى.

وكانت سلطات بوركينا فاسو أعلنت عن قتلها 4 مسلحين أثناء التصدي لهجوم استهدف السفارة الفرنسية ومقر هيئة الأركان للقوات المسلحة في واغادوغو.

أوضحت أن “الوحدات الخاصة التابعة لقوات الدفاع والأمن تواصل عملياتها ضد المهاجمين. ولا توجد حصيلة متوفرة عن الضحايا في الوقت الراهن”.

وكانت البعثة الدبلوماسية الفرنسية في بوركينا فاسو أفادت في وقت سابق من اليوم بتعرض مقرها والمعهد الفرنسي بالعاصمة واغادوغو إلى هجوم مسلح.

وكتبت السفارة في صفحتها على موقع فيسبوك: “هجوم جار على سفارة فرنسا والمعهد الفرنسي. ابقوا في أماكنكم”.

وقال شهود عيان إن 5 مسلحين ترجلوا من سيارتهم وأطلقوا النار على المارة قبل التوجه إلى السفارة.

وأفاد شهود آخرون بوقوع انفجار بالقرب من مقر هيئة أركان القوات المسلحة والمعهد الفرنسي، في وسط العاصمة.

وأعلن السفير الفرنسي في منطقة الساحل بغرب إفريقيا جان مارك شاتنييه في تغريدة على موقع تويتر: “هجوم إرهابي هذا الصباح في واغادوغو في بوركينا فاسو: نتضامن مع الزملاء والأصدقاء في بوركينا فاسو”.

من جهتها قالت الشرطة في بوركينا فاسو إن هجوما مسلحا يجري في وسط العاصمة بالقرب من مكتب رئيس الوزراء وفي محيط مكتب الأمم المتحدة.

وذكرت أن وحدات أمنية انتشرت في الموقع ودعت السكان إلى الابتعاد عن المنطقة.

وكانت وكالة رويترز أفادت في وقت سابق من اليوم بوقوع انفجار وإطلاق نار بالقرب من مقر هيئة أركان القوات المسلحة لبوركينا فاسو، ما أدى إلى اندلاع الحريق داخل المقر.

وقتل 13 شخصا على الأقل واصيب 50 آخرون في الهجوم الذي استهدف السفارة والمعهد الفرنسيين والمقر العام للقوات المسلحة في العاصمة البوركينابية واغادوغو.

وحسب المعلومات التي اوردتها وزارة الخارجية الفرنسية فقد قتل 6 مسلحين على الأقل أثناء الاعتداء الذي استهدف مقر القوات المسلحة كما قتل 7 من قوات الأمن البوركينابي اثناء تصديهم للاعتداء.

وقالت السفارة الفرنسية في واغادوغو إنها غير متأكدة من الأماكن التي يستهدفها الهجوم الذي تتعرض له المدينة منذ صباح اليوم.

ومسحت السفارة ما كانت قد دونّته على صفحتها على فيسبوك منذ وقت قليل حول تعرّضها لهجوم إرهابي.

جان مارك شاتنييه، السفير الفرنسي في منطقة الساحل، غرّد عبر حسابه على تويتر ونصح الفرنسيين بتجنب الذهاب إلى وسط المدينة ووصف الهجوم بالإرهابي. وأضاف شاتنييه “نتضامن مع الزملاء والأصدقاء من بوركينا فاسو”.

وكانت السفارة الفرنسية قد نشرت على صفحتها على فيسبوك وقالت أن الهجوم الذي بدأ في العاصمة يستهدفها ويستهدف المعهد الفرنسي، وأنه ما يزال جاريا، ولكنها نشرت مجدداً تغريدة تقول فيها “الأماكن التي يستهدفها الهجوم لم تحدد بعد”.

واوضح وزير الامني البوركيني انه «نحو الساعة العاشرة صباحا بدأ مهاجمون اطلاق النار على سفارة فرنسا وفي الوقت ذاته تقريبا هاجمت مجموعة أخرى مقر قيادة الجيش».

وتابع ثم انفجرت سيارة مفخخة قرب مقر قيادة الجيش وهو امر غير مسبوق في بوركينا فاسو. وقال الوزير ان «المهاجمين استخدموا سيارة بحمولة ضخمة من المتفجرات».

واظهرت صور نشرها سكان المنطقة اعمدة دخان ضخمة تنبعث من العديد من المباني بينها مبنى قيادة اركان الجيش.

وتمت السيطرة على الوضع نحو الساعة 15،00 بحسب السلطات التي المحت إلى ان الحصيلة كان يمكن ن تكون اعلى بكثير لو عقد اجتماع قائد اركان الجيش وضباط حول قوة مجموعة الساحل في المكان. وكان تم نقل الاجتماع إلى مكان آخر.

واضاف الوزير «ان القاعة التي كانت حددت مكانا للاجتماع في السابق (..) والتي ربما كانت مستهدفة، دمرت تماما بالانفجار».

وعلى بعد خمس كلم من المكان خرج مسلحون من سيارة واطلقوا النار على مارة قبل التوجه إلى السفارة الفرنسية، بحسب شهود.

وحاولوا اقتحام المكان بلا جدوى قبل ان يطلقوا النار بحسب مصدر من داخل السفارة. وقالت السلطات البوركينية انه «تم تحييدهم».

واكد العقيد باتريك ستيغر المتحدث باسم قيادة اركان الجيش الفرنسي ان «القوات الفرنسية في بوركينافاسو تدخلت لدعم تحرك الجيش البوركيني ولم تشارك مباشرة في العملية».

وفتحت نيابة باريس تحقيقا في محاولة اغتيال ارهابية.

-«اهداف صعبة ورموز قوية»- وقال احد الشهود لفرانس برس انه شاهد المهاجمين المسلحين ببنادق كلاشينكوف «الذين بدأوا اطلاق النار على دركيين في كشك الحراسة» امام السفارة. وقال انهم كانوا «بلباس مدني ومكشوفي الوجه».

في المقابل كانت المجموعة التي هاجمت مقر قيادة الجيش ترتدي زي سلاح البر البوركيني، بحسب مصدر امني.

وتقرر غلق المدارس الفرنسية والمعهد الفرنسي في بوريكنا فاسو حتى الاربعاء.

وقال المستشار الامني البوركيني بول كوالاغا «ان طريقة الهجمات تتطور صعودا. فبعد اهداف رخوة مثل الفنادق والمطاعم، استهدف هذا الهجوم اهدافا صعبة ورموزا قوية».

في 13 آب/أغسطس الماضي، أطلق مسلحان النار على مطعم في الجادة الرئيسية في واغادوغو، ما أدى إلى مقتل 19 شخصا وإصابة 21 آخرين. ولم تعلن أي جهة تبنيها لهذا الاعتداء.

وفي 15 كانون الثاني/يناير 2016، قتل 30 شخصا بينهم ستة كنديين وخمسة أوروبيين في هجوم على فندق ومطعم في وسط المدينة تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.

كما شهد شمال البلاد المحاذي لمالي هجمات جهادية منذ 2015 اوقعت 133 قتيلا، بحسب حصيلة رسمية.

ونشرت فرنسا القوة المستعمرة السابقة في منطقة الساحل، 4 آلاف جندي، وهي تقدم الدعم لقوة مشتركة تضم خمس دول هي بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر.