1 وصلوا شيوخا فاسدين
فاروق يوسف العرب بريطانيا
كانت فجيعة العراقيين بمناضليهم العائدين من المنافي أقسى من فجيعتهم بالاحتلال. فمثلما كان جنود الولايات المتحدة غزاة، كان أولئك العائدون غزاة أيضا.
حلت لعنة الاحتلال
وصل المعارضون العراقيون السابقون إلى السلطة وهم في سن لا تؤهلهم لتجديد مشاريعهم السياسية، إن كانت لديهم مثل تلك المشاريع طبعا. البلد الذي دمرته الحروب وصبر شعبه عليها وعلى ما نتج عنها من حصار دولي ظالم لا يستحق مكافأة بائسة من ذلك النوع.
كان الأولى بالمعارضين السابقين الذين يدّعون أنهم حاربوا النظام السابق دفاعا عن العدالة الاجتماعية أن يكونوا منصفين مع أنفسهم، فيقروا بأن دورهم انتهى وما ناضلوا من أجله قد تحقق.
لقد سقط النظام الذي اضطهدهم وشردهم وسلمهم للمنافي الطويلة، وكان عليهم أن لا يسقطوا في غواية السلطة التي ستكون بمثابة الفضيحة التي تعلن عن شيخوخة أحلامهم. كان العراق في حاجة إلى بناة يضخون في جسده دماء حياة جديدة، حياة يستطيع من خلالها استعادة حضوره في المجتمع الدولي، وهو الحضور الذي فقده عبر سنوات ليل عزلته الطويلة.
لقد انتظر العراق عودة أبنائه من الغرب محمّلين بخبراتهم العلمية والإنسانية، فإذا به يقع فريسة لخبراء في الاحتيال والجريمة والتزوير ونشر الفتن والتضليل والتجهيل وتجارة الموت. عمائم سوداء وبيضاء كانت الواجهة لمشروع ظلامي أطبق على العراق.
يومها حلّ الكابوس محل الحلم، واتضح للعراقيين أن أبناءهم من حملة العلم ليست مسموحة لهم العودة لبناء وطنهم وأن بلادهم صارت غنيمة حرب يتقاسمها حزبيون لا تعني لهم العدالة الاجتماعية شيئا.
كانت فجيعة العراقيين بمناضليهم العائدين من المنافي أقسى من فجيعتهم بالاحتلال. فمثلما كان جنود الولايات المتحدة غزاة، كان أولئك العائدون غزاة أيضا.
ما حدث للعراق كان أسوأ ما يمكن توقع حدوثه لبلد يتعرض للاحتلال. لم يكن ما حدث ينحصر في حدود الفضيحة السياسية، حين ضللت الولايات المتحدة الشعب العراقي بوعودها في الديمقراطية والحرية والحياة المعاصرة، في الوقت الذي كانت تسعى فيه إلى إقامة نظام طائفي بل كانت هناك فضيحة أخلاقية، كان فساد العائدين من العراقيين بمعية المحتل عمودها الفقري.
يومها حلت لعنة الاحتلال الحقيقية.
صوريا انتهى الاحتلال الأميركي حين غادرت قواته العراق عام 2011، غير أن المصيبة التي صنعها المحتل لا تزال تخيم على رؤوس العراقيين، وكما يبدو فإن تلك الخيمة المظلمة لن تزول في وقت منظور.
فالشعب الذي خيّب المعارضون السابقون رجاءه لا يملك على المستوى العملي وسيلة للتغيير. لقد ضاعت البوصلة في بلد لم يتعرف أبناؤه على أصول الحياة السياسية. أما بعد أن غزته الأحزاب الطائفية بثقافة الثأر والانتقام فإنه لم يعد متأكدا من أن الخلاص سيحل حين يظهر المهدي المنتظر.
لقد سعى الفاسدون إلى تطبيع الفساد من خلال نظرية انتظار قيام دولة الإمام العادل. وهي فكرة خرافية تستند إلى مرويات تركز على ضرورة أن تمتلئ الأرض فسادا تمهيدا لظهور المهدي. كان من سوء حظ العراق أن يكون كل تلك الأرض.
العراقيون اليوم يائسون لا من حكامهم الفاسدين بل من أنفسهم. وهو ما سيقود إلى ثورة على القيم السائدة، وبالأخص ما يتعلق منها بالتمييز على أساس العرق والطائفة.
ذلك الخيار الصعب لا بد أن يكون مستعبدا في ظل السلطة الدينية التي تمارسها مرجعية النجف. وهو ما يتطلب من شباب العراق أن يبذلوا جهدا كبيرا من أجل إسقاط تلك السلطة وفضح ارتباطها بالفساد.
وليس من باب المبالغة القول إن إصرار شيوخ الحكم على الإمساك بمقاعدهم في السلطة سيكون عاملا ميسرا لنشوء معارضة وطنية، يكون هاجسها الأساس تنظيف القيم من النفايات، ومن ثم البدء ببناء الوطن.
كان بإمكان المعارضين السابقين أن يجنبوا الشعب الذي ضحوا من أجله كل هذا العناء لو أنهم تعففوا وزهدوا بالحكم الذي لا يصلحون له بسبب شيخوختهم. يومها سيكون ذلك الشعب فخورا بهم، بدلا من أن يسعى إلى محاكمتهم بسبب فسادهم.
2 إقليم كوردستان بين الاتهامات والحقائق! كفاح محمود كريم
راي اليوم بريطانيا
عودنا رئيس الحكومة الاتحادية في بغداد على تصريحاته التي تتدفق منذ إجراء الاستفتاء في كوردستان وحتى تصريحاته الأخيرة التي تضمنت سيلا من الوعود التي لم يتحقق منها أي شيء، حيث أكد هذه المرة على إن الحوارات مستمرة رغم وجود من يبعدنا عن بعضنا، ومن هذا التصريح يفهم المرء خيوط اللعبة سواء بين التحالف الوطني أو في ما بين كتلة القانون وأجنحتها مع إقليم كوردستان.
في معظم تصريحاته يحاول الانتقاص من الإقليم بل ويعمل على إقصائه وتشويه سمعته وتسطيح الرأي العام بمعلومات غير دقيقة ومشوشة، ولعل تصريحاته المكررة حول الحدود والمنافذ والمطارات والمعاشات ومنذ عدة أشهر خير دليل على عدم مصداقية ما يذهبون إليه في أنها غير خاضعة للسيادة الاتحادية، حيث يخفي من خلال هذا التكرار المستمر حقيقة أخرى تتقاطع تماما مع أطروحاته، وهي إن السيطرة على كل الحدود العراقية التركية والعراقية الإيرانية من جهة كوردستان لقوات حرس الحدود الاتحادية المشكلة منذ عام 2005م وهي تتبع وزارة الداخلية الاتحادية تجهيزا وتسليحا وأوامرا، أما موضوع مرتبات الموظفين وحجته بأنها يجب أن تخضع للتدقيق فإنها فرية أخرى إذا ما قارنا ما موجود في إقليم كوردستان والبالغ مليون وربع المليون موظف بضمنهم المتقاعدين ومنتسبي الرعاية الاجتماعية، مع الأجزاء الأخرى من العراق حيث يقترب عدد الموظفين من ثمانية ملايين موظف ما بين حقيقي وفضائي، ناهيك عن المخالفات الكبيرة في موضوع التعيينات الوهمية في المؤسسات العسكرية والأمنية وغيرها من المؤسسات الخاصة، ولم نسمع بان الحكومة الاتحادية طلبت من أي من محافظات العراق إخضاع موظفيها للتدقيق، علما بان الإقليم يستخدم وعبر شركات عالمية غاية في الدقة والتطور أسلوب البايومتري لتحديد وكشف أي خلل أو تجاوز أو تكرار هنا أو هناك.
ويدرك العراقيون قبل الكوردستانيين مدى تطور مطار اربيل الدولي ودقة توقيتاته وخدماته ونظافته قياسا حتى بمطار بغداد الدولي وبشهادة سلطة الطيران الاتحادية والدولية، وهو يرتبط منذ افتتاحه مع سلطة الطيران الاتحادي، بل ولا تقلع منه أو تهبط فيه طائرة إلا بموافقة الحكومة الاتحادية، وما يفعله رئيس الحكومة الاتحادية مجرد قرار سياسي يتم استثماره دعاية انتخابية بعد أن نجحت وسائل الدعاية التي يسيطر عليها هو وحزبه من إشاعة الكراهية والحقد ضد الكورد وكوردستان، مما يزيد في شعبيته وصولا للولاية الثانية!
أما تصريحه حول طموحات الكورد ومنها الاستقلال التي تطرق اليها حينما قال لصحيفة اليوم السابع المصرية:
(البعض لا يريد حل الأزمة ويصر على إقامة وطن قومي للأكراد وهذا حلم وطموح، لكننا نرفض ذلك بشكل كامل)
يذكرنا هذا التصريح بتصريحات قادة العراق ممن سبقوه وآخرهم الرئيس الأسبق صدام حسين الذي كان يؤمن بحقوق الكورد ودولتهم لكنه يريدها فوق كوكب آخر(!)، وهكذا حال كل من تسلم مسؤولية هذه البلاد المنكوبة بحكامها، حيث اختارت تلك الحكومات الطريق الأكثر سهولة والأعظم همجية في التعاطي مع القضية الكوردية، وشهدنا جميعا نهاياتها المأساوية وما خلفته للعراق من دمار وتخلف وفقر وتدهور.
إن هذه الحقوق والطموحات والآمال لا توقفها عمليات الحصار وحظر الطيران وقطع الموازنة والرواتب والتصريحات النارية واللئيمة، فقد جرب نظام البعث كل أسلحة الدمار الشامل، وكانت النتائج منذ 1958 وحتى يومنا هذا سقوط تلو سقوط، وفشل ذريع في كل مجالات الحياة، حتى غدت دولة العراق واحدة من افشل وافسد دول العالم، في الوقت الذي كان يفترض أن تكون عكس ذلك تماما بعد إسقاط نظام البعث.
وأخيرا ربما يستطيع رئيس الحكومة الاتحادية أو أغلبيته في البرلمان أن تؤثر على خيارات شعب كوردستان حينما تتباهى حكومته بما تقدمه للمواطنين وتقنعهم باتحاد اختياري حقيقي ومشاركة فعلية نقية نابعة من الإيمان بأننا شركاء اصلاء في هذا الوطن، لا أن يعمل من أجل إفراغ الإقليم من مفهوم الفيدرالية والعودة إلى الحكم المركزي الشمولية، وتهيئة الطريق لأغلبية تتمكن من تعديل الدستور وإلغاء الفيدرالية وتكريس مفاهيم أخرى تم إسقاطها بإسقاط نظام صدام حسين، وإزاء ذلك تمنينا لو قارن بين ما يفعله منذ اختار الحل العسكري واجتياح كركوك، وكيف تصرفت بريطانيا العظمى مع شعب وقيادة اسكتلندا حينما قررا الاستفتاء على الاستقلال، وأن لم تفعل تصريحاته الكثيفة فعلتها في مسح الذاكرة نرجو أن يتذكر كيف تصرفت هذه الدولة العظمى مع جزء من شعبها!
التأثير على الخيارات ليست بفرض الحصار وخنق الشعب وغلق المطارات وإيقاف التعامل مع البنوك وإشاعة الكراهية والتشكيك في كل أمر يتعلق بالإقليم ومحاولة غلق المنافذ لتجويع شعب من خمسة ملايين إنسان، واستقدام الأجانب والاستعانة بهم لإذلالهم!؟
الم تفعل كل ذلك ( لشعبك العزيز في شمالك الحبيب! ) وما تزال!
3 العراق: الموازنة ولعنة السنة الانتخابية ! همام السليم
راي اليوم بريطانيا
قُبيل نهاية عام 2017 ارسلت الحكومة العراقية مشروع موازنة 2018 الى مجلس النواب العراقي لكي تأخذ خطوات اقرارها المعتادة وقد بدأت مرحلة خلافات سياسية حادة بصددها والتي ربما وصلت قُبيل وصولها الى البرلمان؛ إذ انه من المعتاد ان تختلف الكتل السياسية بخصوص الموازنة وتتعرقل عملية اقرارها مؤقتاً ولكن تلك الخلافات والمعرقلات تتضاعف مع موازنات السنة الانتخابية والتي تجد فيها الكتل والاحزاب السياسية منبراً سياسياً واعلامياً لتسويق نفسها انتخابياً ودغدغة مشاعر جماهير تلك الاحزاب والكتل، وفي السياق فقط طفت على السطح تصريحات واضحة وحادة حول موازنة 2018 تتمثل بإعلان رفضها والتحفظ عليها وعدم تمريرها بذرائع مختلفة .
فنوات المحافظات المنتجة للنفط ( المحافظات الجنوبية) اتفقوا على عدم تمرير الموازنة ورفضها واعادتها الى الحكومة لأنها تصادر مشروع البترو دولار وتستبدل الـ 5 دولار بنسبة 5% من الانتاج فقط دون منحها مقابل التكرير والتصدير وهو ما يعده نواب تلك المحافظات امراً لا تلبي طموحات جماهيرهم ويضر بها فضلاً عن عدم احتوائها على تعيينات .
اما نواب تحالف القوى ( المحافظات المحررة) فعبروا عن رفضها لكونها حسب ادعائهم لا تراعي ظروف المدن المحررة واعادة اعمارها واعادة النازحين إلى مناطقهم ولا تنص على اعادة الشرطة المفصولين من ابناء تلك المناطق ولا تنص على دفع الرواتب المتراكمة والمدخرة لأبناء مناطقهم، وقد اعرب بعض النواب عن اتفاقهم على مقاطعة الموازنة مالم تعطي اولوية لإعمار المدن المحررة والمنكوبة واعادة النازحين ، وهو ما يمكننا اعتباره دعاية انتخابية لتلك الكتل وبعض نوابها الذين لم يهموا لأمر مدنهم واهالها طيلة فترة النكبة وما بعدها .
اما نواب التحالف الكردستاني فيطابون بحصة الـ 17% من الموازنة ورفضوا عدم تضمنها مصطلح حكومة الاقليم واعلنوا عن مقاطعتهم لها مالم تعيد لهم نسبة 17% بينما يصر اغلب نواب التحالف الوطني على منحهم نسبة 12.5% من الموازنة .
مما تقدم نلاحظ تجاذبات سياسية حادة بين الكتل السياسية حول مشروع الموازنة فكل طرف يغني على ليلاه ويحاول استقطاب وتحشيد جمهوره خلفه من خلال منبر مشروع الموازنة بالرغم من انها موازنة ارقام تقديرية فقط وموازنة ظروف استثنائية فضلاً عن احتوائها على عجز كبير، وامام كل هذه التجاذبات والخلافات يرجح البعض عدم اقرار موازنة 2018 وتأجيلها لعدة اشهر.
وربما يوجد اتفاق سياسي على عدم تمرير الموازنة بغية احراج الحكومة ورئيسها العبادي انتخابياً من قبل بعض الكتل السياسية التي تريد اعادة ترتيب اوراقها الانتخابية، سيما وان هناك كتل سياسية يمكنها اكمال نصاب أي جلسة تريد قد انسحب واخلت بالنصاب مراراً لأهدافٍ سياسيةٍ بحتةٍ، على خلاف غيرها من موازنات السنوات العادية فموازنة 2017 مثلاً استغرقت شهر واحد لمناقشتها واقرارها .
ولنا في العراق تجربة مرية مع موازنة السنة الانتخابية ونخشى ان يعيد التاريخ نفسه بصورة اخرى، فموازنة 2014 لم تقر بسبب الخلافات بين الكتل السياسية حولها ورحلت من حكومة وبرلمان سابق الى برلمان وحكومة جديدة ومع ذلك لم تقر، وقد جلب لنا الويلات من داعش وسقوط عدة محافظات في حزيران 2014 وشبه انهيار اقتصادي تمثل بانخفاض اسعار النفط وتراجع نسب التصدير وخروج ابار نفطية عن السيطرة وارتفاع الانفاق العسكري فتحولت الموازنة الانفجارية حينها الى كارثة انسانية .
وحينها لم تمرر موازنة 2014 بسبب مقاطعة الكرد لها على خلفية مطالبتهم برفع حصة الاقليم من 17% الى 21% ودفع مستحقات الشركات العاملة في استخراج نفط الاقليم من الموازنة الاتحادية وليس من حصة الاقليم كما طالوا بان يتم تمويل رواتب البيشمركة والموظفين من الموازنة الاتحادية وليس من حصة الاقليم فضلاً عن رفضهم تسليم واردات المنافذ والمطارات، اما الكتل السنية وتحديداً متحدون فطالبوا بتمرير مطالب متظاهري الانبار مع الموازنة بسلة واحدة !! بينما اختلفت كتل التحالف الوطني حول البترو دولار ومانعت رفع حصة الاقليم ، وبسبب تلك الخلافات لم تمرر الموازنة وتبعها ما تبعها من ويلات ونكسات عسكرية واقتصادية وسياسية وغيرها ّ!
فهل ستستمر لعنة السنة الانتخابية مع مشاريع الموازنة الخاصة بها ؟ وهل ستستمر عرقلة اقرار موازنة 2018 طويلاً ؟ هل ستتكر لعنة السنة الانتخابية نفسها فيمر العراق بمنعطفٍ خطير بيئاً واقتصادياً سيما في ضل تصاعد مؤشرات دخلونا في ازمة مائية وجفاف صيف 2018 فضلاً عن ارتفاع سقف الديون والاقتراض الخارجي لإعادة اعمار العراق ؟؟
4 العراق: وانتم ترحلون.. يا نواب مجلس النواب عبد الخالق الفلاح
راي اليوم بريطانيا
إن المشاكل في العراق كثيرة وهي من صنع تجار السياسة الحاليين ولا بد أن يحلها العراقيون أنفسهم ومتى ما استلم زمام الامور المواطن الصالح النقي ، لكانت الامور على خير .مناقشة الميزانية عامة في الايام الاخيرة للدورة التي شارفت على الانتهاء افصحت عن الكثير من السلبيات عند نواب مجلس النواب مع الاسف اهمها الحديث عن فلسفة الخيانه الذي قد يطول ويطول الحديث عنه ، لكن لابد لنا ان نقول ان سقوط النظام البعثي في العراق عام 2003 وما ترتب على ذلك من عواقب كانت خيالية فوق التصور ،الدم رخيص عند من يتلاعبون بالدم والمال من اعضاء مجلس النواب ، لكن قطعاً ليس دمهم، فدم المجلسي او احد افراد اسرتة، يعادل دماء الشعب جميعاً، وهو مستعد ان يضحي في الأرض والشعب وكل شيء في سبيل بقائه في المجلس . و يتعامل بقساوة مع شعبه في احياناً كثيرة لانه هو مغادر هذا المكان والانتخابات القادمة هي الفيصل ، لعدم درايته وضياع الارض والانسان في وطننا بسبب الممارسات العجيبة التي لم نشاهدها في اي برلمان من برلمانات الدنيا . الله سبحانه وتعالى شدد كثيراً على حفظ حياة الأنسان وماله، واعتبر قتل انسان واحد، يعادل قتل الناس جميع ومن يحارب الناس على لقمة عيشهم هو لاشك قاتل ،وضع مجلس النواب العراقي في هذه الايام عند مناقشة الميزانية العامة للبلد مؤلم والهروب من اقرارها والجلوس في زاوية داخل الكافترية للمزايدة على حساب طيبة العراقيين من الخيانات الكبيرة للامانة . عبارة تاريخية مذلة ومخزية للذين يستهينون بالدم ومال العراقيين ، لا نعلم هل يعتقدون انهم يحسنون عملاً. إن خيانة الوطن وإن كانت قبيحة في حد ذاتها، فإنها تزداد قبحاً وفجوراً حينما يكون الوطن الذي يسيء إليه المسيؤون هو العراق الذي ضرب أروع الأمثلة في الإحسان إلى أبنائها، والسعي في رقيهم وإسعادهم، حتى شهد بذلك كل عاقل ومنصف، فما أقبح جرم أولئك الذين يسيؤون إلى مثل هكذا بلد ترعرعوا في ربوعه، وأكلوا من خيراته، ونعموا في ظله و رحمته و أكرامهم غاية الإكرام..
ولتصحيح المسار، فإن فرصة التصحيح متاحة ما دام أن الإنسان فيه رمق، والأمر ليس فقط دنيا تمر بلا محاسبة، بل هناك آخرة، ووقوف بين يدي الله تعالى، وهناك حساب وجزاء وثواب وعقاب، فليبادر هؤلاء إلى التوبة والأوبة، وليتخلصوا من شؤم الخيانة، قبل فوات الأوان وحلول الندم … وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ
5 كنت في بغداد (1)
خالد بن حمد المالك الجزيرة السعودية
توقفت عن زيارة بغداد قرابة ثلاثين عاماً، فقد حالت الأحداث (قسراً) دون زيارتها، كنت زرتها لأول مرة لحضور مؤتمر القمة العربي إثر زيارة الرئيس المصري الأسبق السادات لإسرائيل واعترافه بها، وكانت آخر زيارة لي خلال الحرب العراقية – الإيرانية ضمن وفد رؤساء التحرير المرافقين للملك عبدالله بن عبدالعزيز حين كان رئيساً للحرس الوطن ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وبين هاتين الزيارتين كانت لي زيارة مع الملك فهد حين كان ولياً للعهد، ضمن زيارات أخرى في فترات زمنية مختلفة، وهاأنذا أعود لزيارة العراق من جديد ضمن وفد إعلامي كبير ضم عدداً من رؤساء تحرير الصحف الورقية والإلكترونية.
* *
وزيارة العراق، أو (بلاد ما بين النهرين) كما كان اسمها قديماً، حيث تضم المساحة ما بين نهري دجلة والفرات، هي زيارة لبلاد الرافدين بتاريخها وحضارتها وانفتاحها على العالم منذ القدم، حيث السومرية والبابلية والكلدانية والآشورية والميديون والسلوقيون، وحيث الإمبراطوريات البارثية والرومانية والساسانيون والمناذرة والخلافة الراشدة والدولة الأموية والدولة العباسة والمغول والدولة الصفوية والدولة الأفشارية والدولة العثمانية والانتداب البريطاني، وهكذا هي العراق حضارات ودول، وأنظمة حكم متعددة، -كما وجدتها في المصادر التي رجعت لها- إلى أن انتهى بها المطاف إلى الملكية ثم الجمهورية في العصر الحديث.
* *
اشتهرت العراق بالشعراء والأدباء والكتّاب، كما اشتهرت بالفنون والمهرجانات الثقافية والمتاحف والمكتبات والمقاهي الثقافية، حيث شارع الرشيد وشارع المتنبي في بغداد وغيرهما، وإن كان هذا الحراك الثقافي والفني والإبداعي في مختلف الفنون والثقافات قد خبا إلى حد كبير إثر الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وما صاحبه من نهب لآثار العراق وتدمير لكل ما تميّزت به بغداد من متاحف ومكتبات وقاعات للفن التشكيلي، غير أن هذا لا يلغي تاريخياً أقدميتها وتميزها بالتعليم والموسيقى والمسرح والسينما والصحافة، وأن بغداد كانت وستظل مركز إشعاع لكل العلوم والمعارف، ومصدر إلهام لكل الفنانين والأدباء والشعراء.
* *
اقتصر زيارتنا للعراق على العاصمة بغداد، التي بناها الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور بين عامي 762 و764م وأطلق عليها اسم الزوراء ومدينة السلام وسميت أيضاً مدينة المنصور، وكانت مركز الخلافة الإسلامية وعاصمة الدولة العباسية، وكانت زيارتنا لها من خلال التنظيم والإعداد الجيدين اللذين أعدا من قبل نقابة الصحفيين العراقيين قد ساعد الوفد الإعلامي السعودي في معرفة الكثير من التفاصيل عن الحالة العراقية من خلال اللقاءات بالقيادات العراقية وبالمواطنين والمرور بشوارع وميادين بغداد، حيث تستطيع العين أن تلتقط الصورة الحقيقية عن الوضع والناس وما تركته الحروب من آثار انعكست على ما انتهى إليه الوضع في العاصمة العراقية حتى الآن.
* *
هذا مدخل أو مقدمة أو استهلال لما أريد أن أكتبه على حلقات من انطباعات عن الزيارة الإعلامية لبغداد، أحاول أن أعتمد فيها على ما سمعته ورأيته، دون أن أتخلى عن رأيي الشخصي وما استدعته حالة الاندهاش مما رأيته إيجاباً وسلباً في بغداد، حيث كانت فترة زيارتنا إلى هناك لا تخلو من مشاهد لا يمكن أن يُغض الطرف عنها، أو لا تكون لها فرصتها في القراءة والتحليل حتى ولو كان ذلك على عجل.
6 أعزاز والله أعزاز يا عراق
أحمد الشمراني
عكاظ السعودية
• العراق التي غنى لها ناظم الغزالي، وكتبها حزناً وفرحاً الجواهري، هي من أنجبت لكرة القدم أساطير أحفظ منهم علي كاظم، وحسين سعيد، وفلاح حسن، وأحمد راضي، وقائمة عقد فريد إن خانتني الذاكرة في التذكير بهم سيذكرني التاريخ بقائدهم عمو بابا الذي أكمل مثلث ناظم والجواهري في متحف عظماء من العراق.
• في البصرة كانت مظاهرة الحب والعشق بين السعودية والعراق من خلال قمة رياضية لم تحتج إلى قرار أممي ولا إلى رعاية من البنتاغون أو الكرملين أو الحلف الأطلسي بقدر ما كانت برعاية رياضية من البلدين، كان فيها معالي المستشار تركي آل الشيخ مهندس هذا التجمع الذي يأتي في إطار رفع الحظر عن العراق رياضياً، وتأكيداً أن الفعل السعودي مع الأشقاء يسبق الأقوال.
• فنحن (قيادة وشعباً) سياستنا مع دول الجوار العراق وغيرها تحكمها في البدء المرجلة بعيداً عن ما يسمى باللعب على المتناقضات أو فن الممكن أو القوة الناعمة، فتلك مصطلحات لها دروب أخرى ودول أخرى لسنا منها حينما يكون الأمر مرتبطا بالعراق وغيرها من الأشقاء الحقيقيين، وأعني بالنقيض هنا (غير الحقيقيين) دولة الإرهاب التي بات هواها فارسيا.
• هناك في البصرة كان اللقاء أكبر من أن نختصره في مباراة كرة قدم، وأكبر من أن نعتبره مباراة ودية، بل هو حدث استثنائي بكل ما تعنيه كلمة الاستثناء من معنى، وحدث فيه مشاعر الحب أكبر وأسمى من أن تجسدها عبارات مادحة، لكن هناك للأسف من بانت عليهم الغبنة والقهر من جراء تلك الملحمة، أما لماذا فهذه يعرفها من يعرف من يحكم قطر.
• كل من شاهد المدرجات، وشاهد عبارات الحب والترحاب، وأجواء المباراة، وردة فعلها في الإعلام ردد بكل حب «أعزاز يا شعب العراق والله أعزاز».
• أما من عزفوا على وتر الخسارة وكرسوا لها فهما أقل بكثير من حدث أهدافه أكثر من أربعة فزنا بها ورفع كأسها العراق، الذي كانت رسالته من خلال هذا الحدث التاريخي للعالم «إن العراق آمنة وجاهزة لاستضافة أي حدث رياضي»، وهنا بيت القصيد الذي بنيت عليه قصيدة سلام يا بلد السلام.
• ظلم للعراق ورياضة العراق ألا تستمتع باللعب على أرضها، تلك الأرض التي هي جزء من هويتنا العربية فهي منا ونحن منها.
• أما من أتعبتهم المباراة وقتلتهم أحداثها، التي كان عنوانها السعودية والعراق واحدا، فنصيحتي لهم أن يستنسخوا هذه التجربة السعودية – العراقيه بلقاء عنابي – إيراني تحت عنوان «معاً للتخريب معاً للإرهاب»، وإن أرادوا أخذ الحدث لهالة إعلامية عالمية يلعبوا مع إسرائيل على كأس عزمي بدلاً من هذا اللطم في وسائل إعلامهم!
•• شكراً تركي آل الشيخ.
•• شكراً بلاد الرافدين.
•• فما زال للإبداع بقية.
• ومضة
•• إياك أن تؤذي نفسك بالصبر على علاقات كثيرة الشد، كثيرة الاستفزاز، كثيرة الوجع، مليئة بسوء الظن..
فـ تعيش عمرك تلهث للتبرير وإثبات براءتك،
العلاقات لم تخلق إلا من أجل أن نسعد بعضنا
وإلا فعدمها أفضل.
7 المسافة بين العبادي والمالكي تتسع
احمد صبري
الوطن العمانية
”إن عملية اندماج دولة القانون والنصر في تحالف جديد أمر مرهون بنتائج الانتخابات، ومدى قبول العبادي بتشكيل حكومة أغلبية سياسية في المرحلة المقبلة، وفي حال قبل المالكي ترشيح العبادي لولاية ثانية سيكون بشروط ينظمها التحالف الجديد، وهذا أيضا مرهون بتطورات المشهد السياسي الذي سيعقب الانتخابات.”
كلما اقتربنا من موعد الانتخابات اتضحت ملامح مرحلة ما بعدها، لا سيما التحالفات السياسية التي ستحقق نتائج في السباق الانتخابي المقرر في الثاني عشر من شهر مايو ـ أيار القادم.
ورغم ضبابية مرحلة ما بعد الانتخابات إلّا أن الراشح يشير إلى أن الائتلاف الشيعي الحاكم قد يلتئم مرة أخرى ليشكل الائتلاف الأكبر في البرلمان، ليعيد إلى الأذهان تجربة انتخابات 2010 الذي أقصى فيها تحالف العراقية الذي كان يقوده إياد علاوي، في سعيه لتشكيل الحكومة بتصدره نتائج تلك الانتخابات على حساب قائمة دولة القانون التي كان يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي.
وما يرجح هذه الفرضية ما كشفته مصادر وثيقة الصلة ومقربة من العبادي والمالكي عن أن الرجلين اتفقا سرا مع نحو عشرة قياديين في حزب الدعوة الذي ينتميان إليه يقضي بالتحالف بين قائمتي العبادي والمالكي بعد الانتخابات لتشكيل الحكومة المقبلة،
ويشترط ائتلاف دولة القانون للتحالف مع العبادي قبوله بتشكيل حكومة أغلبية سياسية في المرحلة المقبلة، في حال قبول المالكي بترشيح العبادي لولاية ثانية بشروط ينظّمها التحالف الجديد.
وكانت قيادة حزب الدعوة، قررت مؤخرا عدم مشاركة الحزب في الانتخابات على أن يسمح لأعضائه الترشح ضمن قوائم أخرى. وستكون المرة الأولى التي سيغيب فيها حزب الدعوة عن الانتخابات.
من هنا جاء الاتفاق كحلّ وسط لتجاوز التنافس المتصاعد داخل الحزب على ترؤس القوائم الانتخابية بين أمين عام الحزب نوري المالكي ورئيس الوزراء حيدر العبادي.
ويلفت القيادي الذي رفض الكشف عن هويته إلى أن تحالف النصر الذي يقوده العبادي بات محسوبا على الجناح الأميركي والسعودي، في حين أن ائتلاف دولة القانون الرافض للوجود الأميركي مقرّب من الجانب الإيراني، وهنا تكمن المشكلة في تحالف الطرفين.
إن عملية اندماج دولة القانون والنصر في تحالف جديد أمر مرهون بنتائج الانتخابات، ومدى قبول العبادي بتشكيل حكومة أغلبية سياسية في المرحلة المقبلة، وفي حال قبل المالكي ترشيح العبادي لولاية ثانية سيكون بشروط ينظمها التحالف الجديد، وهذا أيضا مرهون بتطورات المشهد السياسي الذي سيعقب الانتخابات.
وخيار الأغلبية السياسية هو من يروج له المالكي الذي عجز هو عن تحقيقه حتى عندما كان رئيسا للوزراء، ناهيك عن رفض السنة والأكراد الذين يعدّونه تكريسا للدكتاتورية والاستحواذ على القرار السياسي، وتهميش الآخرين في تقرير مصير العراق.
ومع ذلك فإنّ ما تفرزه صناديق الانتخابات ربما سيحدد مسار التحالفات البرلمانية التي سترسم شكل الحكومة المقبلة، سواء كانت توافقية أم أغلبية سياسية.
ومهما قيل حول احتمالات اندماج تحالفي العبادي والمالكي فإن واقع الحال يشير إلى أن المسافة بين الرجلين تتسع يوميا بفعل ما يؤكد عليه العبادي ولو بالإشارة إلى مسؤولية سلفه فيما آلت إليه أوضاع العراق بفعل سيطرة “داعش” على ثلاث محافظات، وهدر وضياع نحو 800 مليار دولار خلال ولايتي المالكي وتغول الفساد، الأمر الذي يرجّح أن العبادي قد يستميل قوى شيعية وحتى سنية للانضمام إلى تحالفه الذي قد يحمله إلى سدة الحكومة مرة ثانية، خصوصا تنامي الرفض الشعبي لتجربة المالكي وما أحدثه من انقسامات سياسية واصطفافات طائفية وضعت العراق على حافة الانهيار بفعل الكوارث التي حلّت بالعراق خلال ولايتيه، فضلا عن تقاطعاته مع دول الجوار العربي.
من هنا يأتي سعي المالكي لتجديد طرح خيار الأغلبية السياسية في البرلمان من جديد في محاولة لسد الطريق أمام أيّ محاولة من خصومة لتحميله مسؤولية الفواجع والكوارث التي حلت بالعراق.