قالت صحيفة الـ ‹غارديان› البريطانية، في تقرير نشر بعددها الصادر اليوم الثلاثاء، ، إنّ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خففت خلال العام المنصرم من القيود على شن الضربات الجوية في كل من العراق وسوريا.
ويقول جوليان بورغر، محرر الشؤون العالمية في الصحيفة: «إن الافتقار إلى الشفافية بشأن قواعد الاشتباك هو السمة المميزة للإدارة (الأمريكية الحالية)».
وأوضحت الصحيفة، إن التوسع في الحرب الجوية هي جزء من النمط العالمي لاستخدام القوة الجوية وبشكل غير مقيد وأوسع نطاق، والذي يعود في جذوره إلى إدارة أوباما، ولكن «تم تحفيزه وتوسيع نطاقه إبان حكم دونالد ترامب».
مشيرة أنه في السنة الأولى من رئاسته، عزا ترامب «الهزائم» التي لحقت بتنظيم داعش إلى تخفيف القيود المفروضة على جنرالاته بشأن استخدام القوة الجوية، قائلاً: «لقد غيرت تماماً قواعد الاشتباك. لقد غيرت جيشناً تماماً».
ونوهت إلى أنّ تفضيل استخدام القوة الجوية والطائرات بدون طيار ضد «الأعداء» خارج ساحات المعارك في أفغانستان وسوريا والعراق ليس جديداً. وأعتبرت أن إدارة أوباما سعت «إلى التخفيف من الكلفة في الأرواح المدنية من جراء المواجهات وأسلحة التحكم عن بعد … لكن في الأسابيع الأخيرة من ولايته، تم رفع بعض تلك القيود».
واعتبرت الصحيفة، أن الجنود العراقيين عانوا من خسائر فادحة في قتال داعش في شرق الموصل، واشتكى قادتهم من أن الأمر «يستغرق وقتاً طويلاً حتى يتمكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من مساعدتهم من الجو». وكشفت أنه تم تخفيف القواعد للسماح لعدد أكبر من «الضباط الصغار في ساحة المعركة باستدعاء الدعم الجوي الفوري». مشيرة إلى أنهم بقوا على هذا النحو في الوقت الذي بدأت فيه معركة داعش في غرب الموصل في شباط 2017. وبعد سقوطها، كان دور الرقة، معقل التنظيم في سوريا.
وبيّنت الصحيفة أنه كان هناك أكثر من 10.000 غارة جوية للتحالف في سوريا والعراق منذ أن أصبح ترامب رئيساً. وأضافت أن ترامب ورث «تلك القواعد الأضعف للاشتباك»، وقرر أن يخففها أكثر، وحث جنرالاته على تكثيف الهجوم على داعش والقاعدة.
ووفقا للإحصاءات التي جمعتها مجموعة مراقبة ‹إيروارز›، كان هناك زيادة بحوالي 50٪ في الغارات الجوية للتحالف في العراق وسوريا في عام 2017 مقارنة مع العام السابق.
وقد أسقط التحالف، والذي جميع طائراته أمريكية تقريباً، 20 ألف قنبلة على الرقة. وبحلول نهاية الحملة التي استمرت خمسة أشهر، أعلنت الأمم المتحدة أن 80٪ من المدينة غير صالحة للسكن، ويعتقد أن 1800 مدني قتلوا. وتقدر ‹إيروارز› أن 1400 من هذه الوفيات نتجت عن القصف بالقنابل الجوية والمدفعية.
وقال كريس وودز، رئيس شركة ‹إيروارز›: «كنا نتوقع دائماً أن تحدث أعلى نسبة من الإصابات بين المدنيين في تلك المرحلة من الحرب، وهذا ما حدث بالضبط»، وأضاف «ما لم نعرفه بعد بدقة هو عدد المدنيين الذين تعرضوا للأذى» نتيجة للتغييرات هذه بقواعد الاشتباك للقوات الجوية.
وقال وودز، إن «الجيش الامريكى لم يوضح بشكل كامل كيف غير قواعد الاشتباك. ولكن ما تغير بالتأكيد هو لهجة الأمر. وبدأ وزير الدفاع جيمس ماتيس ومسؤولون آخرون يسمون الحملة ضد داعش بـ ‹حرب الإبادة›، وهذا ما جرى حتى في المدن المكتظة، حيث كانت الذخائر المستخدمة بالمتوسط هي قنابل ضخمة تبلغ 500 رطل».
وذكرت الصحيفة أن من بين 2.878 مدنياً سورياً قتلوا بسبب الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف في عام 2017، كان أكثر من 80٪ منهم في الرقة
وكان استخدام الطائرات بدون طيار جزءً من التوسع العالمي للحملة ضد داعش. وهو اتجاه آخر بدأ في ظل أوباما ومدده ترامب، دون أن يوضح طرق ونطاق ذلك.
وعلّق أندريا براسو، من ‹هيومن رايتس ووتش› على ذلك قائلاً: «أفيد أن هذه الإدارة قد أدخلت تغييرات، لكنها لم تعترف بذلك علناً. هذه هي خطوة كبيرة إلى الوراء من حيث الشفافية».
وأضاف «أن الطائرات بدون طيار تستخدم بشكل أكثر تواتراً من بين الأدوات التي تتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين، ولكن من الصعب تقييم حجم هذه الخسائر وما إذا كانت مشروعة أم لا».
وخلصت الصحيفة للقول، إن «الاعتماد المتزايد على الطائرات بدون طيار، وانتشار معركة مكافحة الإرهاب في مناطق جديدة بعيدة، حيث يكون الإبلاغ ضئيلا أو غير موجود، مقترناً بقواعد اشتباك غير واضحة .. يهدد بخلق تمييز عشوائي للأهداف بشكل متزايد، وهي حرب عالمية على نحو متزايد، حيث يحتمل أن يتكبد فيها المدنيون الحصة الأكبر من الضحايا».