1 حزب الدعوة العراقي.. النسخة الشيعية لجماعة الإخوان المسلمين (13 – 13)
محمد المرباطي
الايام البحرينية
الإخوان المسلمين في الواقع الشيعي:
تعود العلاقة بين حزب الله والاخوان المسلمين الى ما قبل تأسيس حزب الله في لبنان، ومعظم كوادر حزب الله كانوا على صلة مع القيادات الاخوانية في العراق ولبنان وبلدان الخليج، كذلك كتب الاخوان كانت تدرس في حلقات حزب الله واللجان الاسلامية والاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين على ايدي رجال الدين في لبنان والعراق وايران، امتدت علاقة الإخوان الى القيادات الايرانية، حيث تولى مرشد الجمهورية الاسلامية السيد علي الخامنئي ترجمة كتب الاخوان للفارسية، وحصل تعاون كبير بين عالم الدين الايراني نواب صفوي وقيادات الاخوان في مصر وسوريا، كذلك العلاقة القوية والمستمرة على اعلى المستويات بين قيادة حركة حماس (احد تنظيمات الاخوان) وقيادة حزب الله، كما اصدر الامين العام السابق لجماعة الإخوان في لبنان الشيخ فيصل المولوي فتوى شهيرة لدعم حزب الله رداً على بعض المواقف السلفية المعارضة للحزب، كما ان مرشد الاخوان المسلمين السابق مهدي عاكف اعلن دعمه لحزب الله.
لقد لعبت حركة حماس عبر رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل ونائب رئيس المكتب موسى ابو مرزوق ومعظم قياداتها وخصوصاً مسؤولها للعلاقات الدولية اسامة حمدان دوراً اساسياً للتواصل بين حزب الله والاخوان المسلمين عامة والجماعة الاسلامية في لبنان على الاخص، وعقدت عشرات اللقاءات التنسيقية بين الطرفين برعاية حماس ومسؤوليها سواء في لبنان او دمشق او طهران والملف الاكثر سخونة والذي برزت فيه الخلافات بوضوح بين حزب الله وقيادات الاخوان المسلمين كان الموقف من التطورات في سوريا بعد اعلان حزب الله دعمه للنظام السوري في حين ان الاخوان المسلمين بكافة تنظيماتهم اعلنوا وقوفهم الى جانب التحركات الشعبية ونددوا بإداء النظام السوري.
فشل أمني:
منذ عام 2012، واجهت حكومة حزب الدعوة برئاسة السيد نوري المالكي احتجاجات شعبية وتمردا مسلحا على نطاق واسع تقوده داعش، ونجت داعش في طرد القوات الحكومية في العديد من محافظات ومدن العراق، كما وقعت أجزاء كبيرة من محافظة الأنبار تحت سيطرة داعش، ويتهم العراقيون المالكي بالمحسوبية وسوء إدارة ثروات النفط الهائلة، ورغم ذلك فاز ائتلاف دولة القانون بأغلبية الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل 2014.
تنحية المالكي عن الحكم:
أعلن نوري المالكي في مداخلة بثها التلفزيون الحكومي تخليه عن السلطة، وتأييده تعيين حيدر العبادي رئيسًا للحكومة العراقية بعد أسابيع من أزمة سياسية أمنية شهدها العراق بسبب هجمات تنظيم داعش، ويشغل نور المالكي الآن منصب الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية، ونائب الرئيس العراقي فؤاد معصوم.
لم تستطع القوى العراقية من اقامة الدولة المركزية العادلة والقادرة على تأمين الامن والتنمية والديمقراطية الصحيحة، بل إن الفساد انتشر بشكل كبير على مستوى الأفراد أو المؤسسات، حيث تشير بيانات هيئة النزاهة العراقية إلى إحالة آلاف الموظفين والمسؤولين إلى القضاء بتهمة الفساد، حتى ان هيئة النزاهة ذاتها اتهمت بالفساد، وأفاد مؤشر الشفافية العالمي الذي يقيس الفساد في 180 بلدًا بأن العراق في المركز الثالث من حيث حجم الفساد، وهي مؤشرات واضحة على فشل حزب الدعوة خلال حكمه للعراق، ولم يحقق أي انجاز يذكر على صعيد المجتمع أو الدولة، ولم ينجح حزب الدعوة تقديم التجربة الإسلامية التي نادى بها مؤسسو هذا الحزب، ولم يسهموا في تحقيق الديمقراطية والحكم الرشيد، ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول هذه التجربة، وأسباب الفشل في تحقيق الأهداف التي رفتعها القيادات التاريخية لحزب الدعوة.
2 هل ترحل أزمات العراق إلى عام 2018؟
احمد صبري
الوطن العمانية
”.. ربما تكون معركة الفساد التي يقودها رئيس الوزراء حيدر العبادي الطامع لولاية ثانية العنوان الأبرز للحدث في العام الجديد نظرا لملفاتها الخطيرة التي ستطاول رؤوسا كبيرة في المجتمع، إلا أن معركة الفساد رغم أنها مطلب شعبي، لكنها بذات الوقت محفوفة بالمخاطر، وقد تكلف العبادي مستقبله السياسي جراء حيتان الفساد المتغولة حتى في رأس النظام.”
يختلف العام الذي نودعه عن العام الذي سبقه رغم أن أزمات العراق ترحل من عام إلى آخر وتلقي بظلالها على العراقيين وتطلعاتهم بوطن آمن ومستقر تسوده العدالة وسيادة القانون، ومثلما كان عام 2017 عاما مليئا بالأحداث والتطورات السياسية والأمنية فإن رياح العام الجديد قد تحمل معها بوادر الانفراج والأمل بعودة النازحين إلى ديارهم والمباشرة بإعمارها وتعويض سكانها سنوات النزوح التي حولتهم إلى لاجئين في وطنهم.
وطفت هزيمة “داعش” في الموصل وحديثة وراوة والقائم وما سبقها من معارك على سواها من أحداث، ما فتح الطريق أمام إعلان النصر النهائي على تنظيم “داعش”. وكاد الاستفتاء على مصير كردستان أن يشعل حربا بين القوات العراقية والبشمرجة الكردية لا سيما حول عائدية كركوك لولا تدخل واشنطن وأطراف عراقية لوأد الفتنة بين العرب والأكراد انتهت باعتراف حكومة كردستان بقرار المحكمة الاتحادية ببطلان الاستفتاء ونتائجه، وتسكين الأزمة بين بغداد وأربيل ولو مؤقتا. غير أن الاحتجاجات الشعبية في السليمانية وضعت القيادة الكردية أمام خيارات صعبة لمواجهة اتساعها.
وشهد العام الذي نودعه انفتاحا عراقيا على محيطه العربي بزيارات مكوكية للعبادي لدول الجوار العربي في محاولة لطمأنة العرب من مخاطر التدخلات الخارجية في شأن العراق.
ورغم محاولات التطبيع بين العراق ومحيطه العربي إلا أن عسكرة المجتمع وتغول الميليشيات وتشريع قانون الحشد الشعبي كان موضع قلق أطراف عراقية وحتى عربية من مخاطر هذا التوجه على موازين القوى في الداخل لصالح طرف يستقوي بالسلاح في صراعه مع الآخرين.
وربما تكون معركة الفساد التي يقودها رئيس الوزراء حيدر العبادي الطامع لولاية ثانية العنوان الأبرز للحدث في العام الجديد نظرا لملفاتها الخطيرة التي ستطاول رؤوسا كبيرة في المجتمع، إلا أن معركة الفساد رغم أنها مطلب شعبي، لكنها بذات الوقت محفوفة بالمخاطر، وقد تكلف العبادي مستقبله السياسي جراء حيتان الفساد المتغولة حتى في رأس النظام.
ويراهن العبادي في معركته ضد حيتان الفساد بالدعم الشعبي وحتى الدولي، إضافة إلى أن الضوء الأخضر الذي حصل عليه العبادي لتجديد ولايته من زعيم التيار الصدري سيعطيه زخما لمواصلة معركته ومواجهة سلفه وخصمه السياسي المالكي الذي ما يبرح بالتشكيك بقدرة العبادي على إدارة الدولة والمجتمع.
وحفل العام الذي نودعه محاولات لتشكيل مرجعية سياسية سنية لمواجهة استحقاقات ما بعد “داعش” ومعطياتها على الأرض، غير أن هذه المحاولات لم ترتقِ إلى مستوى التوافق التام على خوض الانتخابات بقائمة موحدة مثلما جرى في انتخابات عام 2010 التي تصدرت “القائمة العراقية” نتيجة الانتخابات.
ولعل ما يترقبه العراقيون الذين ضاقوا ذرعا بالوجوه السياسية التي هيمنت على المشهد السياسي منذ احتلال العراق حتى الآن أن تفرز المرحلة المقبلة بعد الانتخابات وجوها شبابية جديدة تتمتع بالنزاهة وغير ملوثة بالفساد وعابرة للطائفية؛ حتى لا تتكرر تجارب الانتخابات الماضية التي وضعت العراق في الخانق الذي يتخبط به، ما يتطلب رافعة وطنية تخرج العراق من هذا الخانق إلى فضاء الدولة المدنية العابرة للطائفة والعرق تسودها العدالة ويحكمها القانون.
والسؤال: هل نحن أمام مشهد جديد يترقبه العراقيون قد تظهر ملامحه العام الجديد بظهور طبقة سياسية متجانسة قادرة على إدارة شؤون العراق؟
3 أطفال العراق.. الساقطون سهوا في غمرة الاحتفالات!
د. نبيل نايلي
راي اليوم بريطانيا
“هناك ضرورة أخلاقية لمساعدة الأطفال العراقيين على أن يعيشوا حياة طبيعية. لقد تسببت الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أضرار جسيمة للبنية التحتية للصحة العامة والنسيج الاجتماعي في البلاد. إن الاعتداء غير الرحيم على الأطفال العراقيين ما يزال مستمرا.” الدكتور ومستشار الصحة الدولية سيزار تشيلالا، Cesar Chelala.
رغم أن العراق “السابح على بركة من النفط” على حد قول رامسفلد، كان ثريا وحصل على جائزة الصفر أمي منذ 1982، إلاّ أن عراق جيمس بيكر وعراق من قدموا على دبابات المستعمر حوّلوه في ظرف وجيز من البلد الغني المعطاء إلى متسوّل يعيش على فتات “مساعدات” من نهبوا ثرواته وحولوه إلى البلد الفاشل ونصبوا لحكمه نخبة فاسدة ودستورا طائفيا وربطوا مصيره باتفاقية أمنية وسكرية مخزية مذلة!
لا يزال أطفال العراق هم الضحايا الذين يدفعون ثمنا باهظا لما آل إليه البلد من استعمار وحالة سياسية متعفنة وطبقة حاكمة مهترئة وحروب متعاقبة فضلا عن فظاعات تنظيم داعش ووو. فظاعات بدأت آثارها السلبية على الأطفال تظهر بشكل جلي وملموس.
لا يكاد يمر أسبوع واحد في العراق دون حدوث عنف ما خلف عند الأطفال والبالغين على حد سواء ندوب بدنية ونفسية دائمةّ حتى أن الدكتور هيث السادي أحد خبراء مركز البحوث النفسية في جامعة بغداد، حذّر “من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). علما أن اضطرابات ما بعد الصدمة لها آثار مدمرة على أدمغة الأطفال، ويؤثر سلبا على نموهم في المستقبل. وإذا لم يعالج في حينه يمكن أن يؤدي إلى خلق مجموعة من مشاكل الصحة العقلية.
ولنأخذ بعين الاعتبار أن معظم الأطفال العراقيين الذين يعانون من مشاكل نفسية لن يتم علاجهم الآن، لأن عدد الأطباء النفسيين الأطفال في البلاد غير كاف للتعامل مع أولئك الذين يحتاجون إلى المساعدة. والدكتور حيدر المالكي، هو طبيب نفسي للأطفال في مستشفى أبن رشد في بغداد، واحد من عدد قليل وقليل جدا من الأطباء النفسيين الأطفال المتبقيين في العراق.
تقرير اليونيسف بعنوان “لا مناص”، كشف عن تفاصيل آثار العنف المستمر على الأطفال العراقيين. كما يؤكد هذا التقرير أن 5 ملايين طفل من مجموع الأطفال البالغ عددهم 20 مليونا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. و1 من كل 5 أطفال قد توقف عن النمو وأكثر من 7 في المئة من الأطفال دون سن 5 سنوات يعانون من الهزال!
كما يتعرض الأطفال العراقيون لآثار الأسلحة المصنوعة من المعادن الثقيلة وإلى سموم المواد العصبية الناتجة عن انفجارات القنابل وغيرها من الذخائر، لأن تلك الأسلحة لا تؤثر فقط على أولئك المستهدفين بل على كل من يعيشون في الجوار. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التلوث الناجم عن اليورانيوم المستنفد وغيره من التلوث ذي الصلة بالعمليات العسكرية هو على الأرجح سبب في ارتفاع التشوهات الخلقية عند الولادة والسرطان.
أثرت الحرب واستمرار العنف في البلد أيضا وأحدثا أثرا ومضاعفات خطيرة على تعليمهم ودراستهم. ووفقا للدراسات التي أجرتها اليونيسيف، فإن 3 ملايين طفل لا يلتحقون بالمدارس بانتظام، كما أن 1.2 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نصف المدارس في العراق بحاجة إلى إصلاحات عاجلة!
البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، هي الأخرى، والتي تضررت جراء القصف العنيف، ولم يتم إصلاحها بعد، أدت إلى ضعف نظام الرعاية الصحية الذي يعرض صحة الأطفال وبقائهم تحت طائلة الخطر. ما لا يقل عن 70 في المائة من الأطفال النازحين (من مجموع 1.5 مليون طفل مشرد) تغيبوا سنة كاملة من الدراسة! ولا يحصل الأطفال ذوو الإعاقة على التعليم.
وفي الفترة ما بين كانون الثاني / يناير 2014 وأيار / مايو 2017، قتل 1.075 طفلا وأصيب 1.130 بجراح. وبالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد 231 طفلا في القتال. وعلى الرغم من قوانين مكافحة عمل الأطفال، فإن أعدادا كبيرة من الأطفال يضطرون إلى العمل لكي يتمكنوا من تلبية احتياجاتهم الأساسية ومساعدة أسرهم.
ولقد فشلت كل من قوات الاحتلال الأمريكية البريطانية والحكومة العراقية في الوفاء بأبسط واجباتها الأساسية تجاه أطفال العراق، التي نصت عليها اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل. اتفاقية وقعت عليها كل من العراق وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة رغم من أن هذه الأخيرة هي الدولة الوحيدة العالم التي لم تصادق عليها!
هذا عن أطفال العراق فماذا عن أطفال اليمن وسوريا وليبيا والسودان ووو وفي كل شبر من أواني هذا الوطن المستطرقة والمستباحة. أجيال بأسرها من ضحايا الحرب والدمار والتشريد والجوع والفقر ممن سقطوا سهوا من أمنيات السنة الجديدة وأعياد الميلاد…
كل عام وأنتم بخير!!!