دفع سكان الموصل ثمن تحرير مدينتهم من قبضة تنظيم داعش بالدم، إذ لقي ما بين 9000 و11 ألفا مصرعهم خلال تسعة أشهر من المعارك، وهي نسبة تزيد 10 مرات عما أعلن سابقا.
وأفادت وكالة أسوشييتد برس (AP) الامريكية بأن عدد قتلى المعركة لم يؤكده التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة ولا الحكومة العراقية ولا “خلافة داعش” المزعومة.
لكن الوكالة قالت إن من تولى تعداد الضحايا المدنيين هم عمال المقابر في المدينة التي أعلن منها داعش دولته الوهمية في 2014، والعاملون في مشرحة المدينة والمتطوعون الذين شاركوا في انتشال الجثث من تحت أنقاض البنايات المدمرة.
وقتل ما لا يقل عن 3200 مدني في غارات أو بقذائف مدفعية أو بقذائق هاون ما بين تشرين الأول/أكتوبر 2016 إلى غاية هزيمة داعش في يوليو/تموز 2017، بحسب تحقيق للوكالة قارن بين قواعد بيانات مستقلة خاصة بمنظمات غير حكومية.
وكان العبادي قد صرح للوكالة بأن 1260 مدنيا قتلوا خلال المعارك.
وأوضحت AP أن قواعد البيانات التي اطلعت عليها تشمل Airwars وهي منظمة مستقلة توثق الغارات الجوية والمدفعية في العراق وسورية، ومنظمة العفو الدولية، وIraq Body Count وتقريرا للأمم المتحدة.
الوكالة قالت أيضا إنها حصلت على قائمة من مشرحة الموصل تضم أسماء 9606 أشخاص قتلوا خلال عمليات تحرير المدينة، مشيرة إلى أن من المعتقد أن مئات القتلى المدنيين لا يزالون تحت الأنقاض.
حوالي ثلث الضحايا الذين يقارب عددهم الـ10 آلاف قتلوا خلال أعمال العنف الأخيرة التي نفذها داعش مع تبدد دولته الوهمية، وثلث آخر لقي مصرعه في غارات للقوات العراقية أو التحالف. فيما تعذر وفق الوكالة تحديد الجهة التي تسببت في مقتل الضحايا الآخرين والذين كانوا في أحياء تعرضت للقصف وشهدت انفجارات خلال المعارك العنيفة التي شهدتها الموصل.
الموصل، ثاني كبريات المدن العراقية، كانت تحتضن أكثر من مليون مدني قبل انطلاق معركة استعادتها من المتشددين الذي أذاقوا السكان ألوانا من العذاب وتفننوا في أشكال القتل والظلم.
وخشية وقوع أزمة إنسانية ضخمة، ألقت الحكومة العراقية منشورات على المدينة أو أبلغ جنود العائلات بالبقاء مكانها عندما اقتربت ساعة الصفر لمعركة الموصل في نهاية 2016.
لكن الآلاف أصبحوا محاصرين في منازلهم عندما أحاطت الخطوط الأمامية بأحياء مكتظة بالسكان تحصن فيها داعش واستخدم مدنيين ذروعا بشرية. وكان مقاتلو داعش قد أجبروا مدنيين على مرافقتهم عندما انسحب التنظيم إلى غرب الموصل. وعمل المتشددون على تكديس المدارس والمباني الحكومية بمئات العائلات.
وكشفت وثائق لمشرحة الموصل أن القتلى المدنيين في المدينة لقوا مصرعهم نتيجة إصابات في انفجارات أو بالرصاص أو بشظايا.