قال كاتب إسرائيلي، الجمعة، إن “قصة غرام جديدة يتم نسجها بين السعودية والعراق بعد 14 سنة من الاغتراب المتبادل”.
وكتب المعلق السياسي الإسرائيلي تسفي برئيل في مقال له في صحيفة هآرتس، أن السعودية تخشى من الوجود الإيراني في المنطقة وتحاول تحسين علاقتها مع العراق بعد سنوات من القطيعة، مستدركا “لكن هذا جاء متأخرا بعد أن تحول العراق إلى دولة برعاية إيران، ولا يبدو أن الفصل بينهما سيكون أمرا سهلا”.
وأشار برئيل إلى أنه في الشهر الماضي طرأ تغير في سياسة السعودية برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، حينما أنشأت مع العراق لجنة تنسيق مشتركة، وقامت فعليا بالتوقيع على اتفاقيات اقتصادية بوجود الراعي الأميركي.
ولفت إلى أن ظهور وفد سعودي تجاري رفيع المستوى في مطار بغداد واستقباله بحفاوة من قبل وسائل الإعلام العراقية مؤخرا، “يعد مفاجئا للعلاقات المتوترة بين البلدين خلال 27 سنة منذ احتلال الكويت من قبل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ولم تهبط من حينه طائرات سعودية في العراق”.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن ما أسماه “الاكتشاف الجديد” للعراق من قبل السعودية “لا ينفصل عن الحرب الشاملة التي تديرها المملكة من أجل كبح نفوذ إيران، ولكن مثلما هو الحال في سوريا ولبنان، يبدو أن هذه العملية أيضا جاءت متأخرة جدا”.
وأوضح أن “فرص السعودية كانت كثيرة من أجل التواصل مع العراق، وذلك بعد حرب الخليج مباشرة، لكنها فضلت مواصلة معاقبة العراق على أنه طور علاقات متشعبة مع إيران، حتى تحول إلى دولة تحت وصاية إيران، وإلى الشريك التجاري الأكبر لإيران”.
وأردف قائلا “الجانب الأهم هو موافقة إيران على العلاقات المتجددة بين العراق والسعودية”، مرجحا أن تكون الموافقة الإيرانية نظرا لتأكد طهران من التزام العراق تجاهها، “وبالتالي تحسين العراق علاقاته مع السعودية يعطيه شرعية أكبر في العالم العربي، وهذا يثبت أن علاقته الوثيق مع إيران لا تحوله إلى دولة منبوذة”.
ورأى برئيل أن استثمارات السعودية بالمليارات في العراق، “يعد أمرا جيدا للعراق وإيران معا”، منوها إلى أنه “نفس التكتيك الذي اتبعته إيران تجاه لبنان، الذي كان يحظى باستثمارات سعودية كبيرة دون أن يؤثر ذلك على قدرة إيران في التأثير على سياسة لبنان”.
وبين أن العلاقة بين السعودية والعراق “يمكن أن تدلل على تحول استراتيجي للسعودية بخصوص الأزمة السورية”، مضيفا أن “الافتراض السعودي يرتكز على الواقع السياسي الذي رسخ روسيا وايران كأصحاب بيت في سوريا”.
ويعتقد برئيل أن السعودية “توصلت إلى استنتاج وهو أن عليها الاختيار لنفسها جبهات جديدة من أجل محاربة إيران، والعراق يمكن أن يشكل ساحة محتملة لمواجهة كهذه، لا سيما من أجل منع خلق ما اعتيد تسميته محور الشر الذي يربط غيران مع سوريا بممر بري”.
وأكد أنه من أجل تحقيق هذا الطموح يجب على السعودية إقناع الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي بإبقاء القوات الأميركية في العراق، رغم أن الحرب ضد تنظيم داعش وصلت إلى نهايتها.