تعلن كل من المملكة العربية السعودية ، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، أنها في ضوء التزامها بمحاربة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، ومكافحة الفكر المتطرف وأدوات نشره وترويجه، والعمل المشترك للقضاء عليه وتحصين المجتمعات منه، وفي إطار جهدها المشترك بالتعاون مع الشركاء الفاعلين في محاربة الإرهاب؛ فإنها تعلن إضافة كيانين وأحد عشر فرداً إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها ومنهم ميسر علي بن موسى بن عبدالله الجبوري.المعروف بابي ماريا القحطاني من جبهة النصرة وبحسب معلومات حصلت عليها “السفير” فإن الجبوري كان ضابطاً في الجيش العراقي ضمن ما سمي “جيش فدائيي صدام”، وبقي فيه حتى احتلال العراق من قبل القوات الأميركية، حيث جرى حل الجيش العراقي وتسريح كافة ضباطه وعناصره، ومن بين ذلك الوحدات التابعة له مثل “فدائيي صدام”.
وقد اضطر الجبوري بعد تسريحه وفقدانه لمصدر رزقه الوحيد، وهو الراتب الذي كان يتقاضاه، أن يعمل في أعمال مختلفة، لكنه في أحيان كثيرة كان يلجأ إلى السرقة، أو ما يسمى في العراق بـ”الحواسم”، ويقصد بها السطو المسلح بهدف السرقة.
ثم لم يطل الوقت بعد احتلال بغداد وحل الجيش، حتى أصدر حاكم العراق الأميركي بول بريمر قراراً بإعادة هيكلة وتدريب جهاز الشرطة، وقد كان ميسر الجبوري من بين المنتسبين لهذا الجهاز، حيث عمل تحت قيادة وإشراف ضباط أميركيين، على رأسهم مؤسس جهاز الشرطة العراقية قائد شرطة نيويورك السابق برنارد كيريك.
وعمل الجبوري فترة من الزمن شرطياً في “سيطرات” شارع بغداد في مدينة الموصل، حيث كان يقوم بملاحقة أعضاء وقيادات التنظيمات المسلحة، سواء التي تشكلت لمقاومة الاحتلال الأميركي أو ذات الصبغة الإسلامية المتطرفة، وحدثت بينه وبينهم الكثير من الاحتكاكات، وقد هددته بعض التنظيمات بأنه إذا لم يترك عمله كشرطي عند المحتل الأميركي سيكون مصيره “الذبح”، وكان الذبح قد بدأ بالانتشار في العراق على يد أبي مصعب الزرقاوي.
لم يكن معروفاً عن ميسر الجبوري أنه ملتزم دينياً، ومجرد قبوله العمل في إدارة بريمر يشير إلى أنه لم يكن لديه رادع داخلي يمنعه من التعاون مع القوات التي تحتل بلاده، وهذا بعيد كل البعد عن خيارات الأشخاص المتدينين، وبالأخص على الطريقة السلفية. لكن الجبوري، تحت وطأة التهديدات ولاسيما بعد تصاعد قوة التنظيمات الإسلامية، قصد “الجهاديين” وأعلن توبته، مبرراً تصرفه بأنه كان مضطراً، ثم ترك عمله كشرطي وانتسب إلى صفوف “الجهاديين”، لكنه سرعان ما قبض عليه واعتقل لعدة سنوات قبل أن يفرج عنه.
وبعد الإفراج عنه جرى تعيينه من قبل “الدولة الإسلامية في العراق” شرعياً في مدينة الموصل، ومن بعدها انتقل للعمل في الحسبة والعلاقات مع العشائر، حيث جرى القبض عليه للمرة الثانية، ثم أفرج عنه. وهذا يطرح تساؤلات عن الفترتين اللتين أمضاهما في السجن، وما حدث بهما، خصوصاً على صعيد علاقته مع الضباط الأميركيين وكيفية استجوابه، وما هي المعلومات التي أقرّ بها ولقاء ماذا؟ كل هذه الأسئلة لا بد أن تكون قد دارت في خلد قيادة “الدولة الإسلامية في العراق” وجعلتها تحيي الشكوك بالشرطي السابق عند بريمر، لذلك فإنها بعد خروج الجبوري من السجن للمرة الثانية قامت بتعيينه في قاطع الجنوب، لكنه رفض تعيينه وقرر الهروب من التنظيم. وبالفعل وصل إلى سوريا في العام 2010 حسب أدق التقديرات.
وفي سوريا افتتح محلاً لبيع الخضراوات، لذلك يطلق عليه خصومه لقب “البقّال”، وعمل في هذه المهنة حتى اندلعت الأزمة. وبحسب معلومات مسربة عن الجبوري فإنه طوال السنتين اللتين أمضاهما في سوريا كان يحاول جاهداً الحصول على تاشيرة سفر إلى الولايات المتحدة، بل إن بعض المصادر أكدت أنه تقدم عدة مرات بطلب للجوء سياسي في أميركا، لكن طلبه كان يرفض في كل مرة. في هذه الأثناء، دخل أبو محمد الجولاني إلى سوريا لتشكيل “جبهة النصرة” بناء على أوامر من أميره زعيم “الدولة الاسلامية في العراق” أبي بكر البغدادي، فسعى الجبوري إلى الاجتماع مع الجولاني، حيث تشير المعلومات أنه كان على معرفة به منذ أيام الموصل، فقرّبه الجولاني وعيّنه “المفتي العام لجبهة النصرة”. وكان هذا التعيين أحد الأسباب التي أغضبت البغدادي من الجولاني ودفعته إلى الإسراع في إعلان قرار الدمج بين “الدولة الاسلامية في العراق” و”جبهة النصرة” وتشكيل تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، بعد أن تزايدت الشكوك لدى البغدادي أن الجولاني يخرج عن سيطرته ويمد جسور التواصل مع زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري، وأن ميسر الجبوري هو مهندس هذه الجسور.
وبالفعل تشير كافة المعطيات المتوافرة أن أبا ماريا القحطاني كان من أبرز المتحمسين لرفض قرار الاندماج الذي أعلنه البغدادي، ولعب دوراً أساسياً في إقناع الجولاني بعدم القبول به، ومن ثم مبايعة الظواهري. ومنذ ذلك الحين أصبح ميسر الجبوري هو المتزعم الفعلي لـ”جبهة النصرة” نتيجة تأثيره الكبير وحضوره المهيمن على الجولاني نفسه، وقد ساعده على ذلك إلمامه بالعلوم الشرعية التي استقى معظمها من مشايخ كانوا معتقلين معه، وعلى رأسهم شيخ يدعى “المياحي”، كذلك خبرته السابقة في الأعمال العسكرية إلى جانب خبرة أمنية لا بأس بها، إضافة إلى أمر مهم هو اتصالاته الواسعة مع مشايخ ورجال دين خصوصاً في السعودية، وهو ما كان يفتقر إليه الجولاني.
وقد اتهم الجبوري عدة مرات من قبل خصومه أنه تواصل مع الشيخ موسى الغنامي الذي يعتبر مقرباً كثيراً من السلطات السعودية، كما كان له اتصالات كثيرة مع الشيخ عبد العزيز الطريفي الذي يؤدي حالياً دوراً بارزاً في الدفاع عن “جبهة النصرة” والهجوم على “داعش”، وقد كانت له عدة فتاوى بعدم جواز مبايعة البغدادي بيعة عامة، ومؤخراً أفتى بضرورة الانشقاق عن “داعش”.
وأخيراً يشار إلى أن وزارة المالية الأميركية أصدرت في كانون الأول العام 2012 قراراً يقضي بفرض عقوبات على بعض قيادات “النصرة”، وشمل القرار شخصين اثنين هما ميسر الجبوري وأنس حسن خطاب (أبو عبد العزيز القطري)، “لعملهما نيابة عن تنظيم القاعدة في العراق”. وبحسب القرار الأميركي “انتقل ميسر علي موسى عبد الله الجبوري من الموصل في العراق إلى سوريا، في أواخر العام 2011 لاستغلال البيئة الأمنية السورية السانحة لنقل أيديولوجية تنظيم القاعدة إلى سوريا وتشكيل مجموعات إرهابية ذات تفكير مماثل. واعتبارًا من منتصف العام 2012، أصبح الجبوري القائد الديني والعسكري لجبهة النصرة في شرق سوريا، كما تولى إدارة معسكر تدريب لأفراد الشبكة. ويشتبه بأن الجبوري شارك في هجوم في العام 2004 ضد نقطة تفتيش لقوات التحالف في محافظة نينوى”.
كما شملت
أولاً: الكيانات
1.المجلس الإسلامي العالمي “مساع”
2.الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
ثانياً: الأفراد
1.خالد ناظم دياب
2.سالم جابر عمر علي سلطان فتح الله جابر
3.ميسر علي موسى عبدالله الجبوري
4.محمد علي سعيد أتم
5.حسن علي محمد جمعة سلطان
6.محمد سليمان حيدر محمد الحيدر
7.محمد جمال أحمد حشمت عبدالحميد
8.السيد محمود عزت إبراهيم عيسى
9.يحيى السيد إبراهيم محمد موسى
10.قدري محمد فهمي محمود الشيخ
11.علاء علي علي محمد السماحي
إن الكيانين المدرجين هما مؤسستان إرهابيتان تعملان على ترويج الإرهاب عبر استغلال الخطاب الإسلامي واستخدامه غطاءً لتسهيل النشاطات الإرهابية المختلفة، كما أن الأفراد نفذوا عمليات إرهابية مختلفة، نالوا خلالها، وينالون دعماً قطرياً مباشراً على مستويات مختلفة، بما في ذلك تزويدهم بجوازات سفر وتعيينهم في مؤسسات قطرية ذات مظهر خيري لتسهيل حركتهم.
وتؤكد الدول الأربع، من خلال مراقبتها، استمرار السلطات في قطر بدعم واحتضان وتمويل الإرهاب وتشجيع التطرف ونشر خطاب الكراهية، وأن هذه السلطات لم تتخذ إجراءات فعلية بالتوقف عن النشاط الإرهابي.
وتجدد الدول الأربع التزامها بدورها في تعزيز الجهود كافة لمكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتؤكد أنها لن تتهاون في ملاحقة الأفراد والجماعات الإرهابية، وستدعم السبل كافة في هذا الإطار على الصعيد الإقليمي والدولي.
وستواصل مكافحة الأنشطة الإرهابية واستهداف تمويل الإرهاب أياً كان مصدره، كما ستستمر في العمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل فعّال للحد من أنشطة المنظمات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي لا ينبغي السكوت من أي دولة عن أنشطتها.
كما تشكر الدول الأربع جميع الدول الداعمة لها في إجراءاتها في مكافحة الإرهاب والتطرف والعنف، وتعتمد عليها في مواصلة الجهود والتعاون للقضاء على هذه الظاهرة التي طال شرها عموم العالم، وأضرت بالإنسانية جمعاء.