يثير مسلحون، مجهولو التبعية، الهلع بين سكان كركوك وطوزخورماتو، وسط ترجيحات بأن يكون هؤلاء من بقايا تنظيم داعش الذين هربوا من الموصل والحويجة إلى جبال حمرين، فيما يقول خبراء إنهم ربما يمثلون تيارا أكثر تشددا من داعش، يعرف بـ “الحازميون”، نسبة إلى داعية سعودي.
ووفقا لمعلومات ومشاهدات عيانية، فإن نحو 500 مسلح ينتشرون في المناطق الفارغة، الواقعة بين مواقع الحشد الشعبي ومواقع البيشمركة، وتحديدا بين قضاء كفري وأطراف طوزخورماتو، فيما يرجح مراقبون أنهم “من بقايا داعش أو فصائل مسلحة مناوئة للعملية السياسية، على غرار التشكيلات العسكرية التي رفعت شعار المقاومة قبل تمدد داعش واكتساحه المشهد”.
وإن المناطق الرئيسية التي تنتشر فيها هذه المجموعة المجهولة، تقع بالقرب من قريتي بلكانة والغرّة التابعة لناحية نوجول في قضاء كفري الذي يشكل النقطة الأخيرة لحدود اقليم كُردستان مع محافظة ديالى وتطل على أطراف بلدة طوزخورماتو التابعة لصلاح الدين ومناطق تابعة لمحافظة كركوك.
وقال شهود عيان إنهم لاحظوا وجود عناصر كُردية وعربية ومن جنسيات أجنبية ضمن المسلحين، وقع أحد منهم يدعى (حاتم) في كمين القوات الأمنية بعد اشتباك. وبعد مقتله تبين أنه من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة ثم لداعش وينحدر من قرية حسرية التابعة لناحية سليمان بك.
وأوضح الشهود أن نشاط هذه المجموعة التي ترفض الاحتكاك بالسكان والرعاة، لم يكن ملحوظا، لكنهم بدأوا مؤخرا في رفع رايات بيضاء ويظهرون بشكل متزايد بعد انتشار القوات الاتحادية في تلك المناطق وانسحاب البيشمركة وبقاء مناطق شاسعة بين الجانبين من دون تغطية أمنية.
وتزامن ظهور هذه المجموعة المسلحة، مع حديث عن صعود تيار جديد، يعرف بالتشدد المفرط، ويغالي في تكفير خصومه. ويلقب أنصار هذا التيار أنفسهم بـ”الحازميون”. وعرف عنهم تطبيق أحكام تفوق في تشددها، المنهج المتطرف الذي يعتنقه تنظيم داعش.
وأثار أصحاب هذا الفكر أكثر من مشكلة داخل تنظيم داعش؛ لأنهم يدعون إلى نهج أكثر تطرفاً مما يعتنقه قيادات التنظيم، ما دعا زعيم داعش أبوبكر البغدادي إلى إصدار أمر بتفيذ أحكام بالإعدام الميداني بحق بعضهم في سوريا، ثم أصدرت اللجنة المفوضة باسم البغدادي بياناً بعنوان “ليحيا من حي عن بينة” حمل هجوماً صريحاً على أعضاء هذا التيار داخل داعش، فرد “الحازميون” بأن بيان اللجنة تضمن أخطاء فقهية وشرعية وفنية، مما دعا اللجنة إلى إصدار بيان ثان، وحذرت العناصر التي هاجمتها من العقاب ووصفتهم بالخوارج وتوعدتهم بالإعدام.
وكان رئيس وكالة الأمن والمعلومات في كردستان/ السليمانية لاهور شيخ جنكي طالباني، حذر في وقت سابق من استغلال بقايا داعش الثغرات والمناطق الرخوة بين البيشمركة والقوات الاتحادية في أطراف كركوك للعودة مجدداً، داعيا الى تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتنسيق الأمني والتواصل ومتابعة فلول داعش والتشكيلات المسلحة.
وأظهرت وثائق صادرة عن مديرية صحة كركوك، أن المقبرة الجماعية التي تم الحديث عن العثور عليها جنوب شرقي محافظة كركوك، تعود لقتلى تنظيم داعش مجهولي الهوية، وليس كما زعمت تقارير سابقة بأنها لضحايا دفنتهم قوات الأمن الكردية.
وبحسب الوثائق ا فإنه تم دفن 17 جثة مجهولة الهوية في مقبرة بمنطقة “بنجى علي” في ناحية ليلان جنوب شرقي كركوك، بموافقة لجنة الطب العدلي.
وكانت وسائل إعلام تداولت، أمس الثلاثاء، أنباء عن العثور على مقبرة جماعية تضم “رفاة عشرات المغدورين الذي يعتقد قتلهم بدافع قومي من قبل الأجهزه الأمنية الكردية بعد العام 2003”.
وقال النائب ريبوار طه، في تصريح صحفي اليوم، ان “الحديث عن العثور على مقبرة جماعية تضم جثثا لمدنيين مغدورين عار عن الصحة وغير دقيق، وفي الحقيقة هذه الجثث تعود لقتلى داعش (مجهولة الهوية)، وبعلم دائرتي الطب العدلي وبلدية كركوك حيث دفنت هذه الجثث بإشراف من قبل لجنة الدفن التي شكلها مجلس محافظة كركوك عام 2006، وقد خصص دونمين في بنجى علي لهذا الغرض”.
وأضاف طه، أنه “بسبب الأكاذيب والادعاءات الباطلة التي أطلقها محافظ كركوك راكان الجبوري واتهامه للكرد في هذه القضية فأننا سنرفع دعوى قضائية عليه، ونطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي، بالإيعاز لمحافظ كركوك للكف عن التصريحات السياسية غير المبنية على معلومات دقيقة وأن يكون عمله تنفيذيا خاصة إن مرحلة ما بعد داعش تتطلب أن يكون الجميع على قدر المسؤولية”.