قال الدبلوماسي الامريكي البارز زلماي خليل زاد إن “حيادية” الرئيس الامريكي دونالد ترامب إزاء الهجوم على كوردستان اعطى رسالة خاطئة لبغداد وجعلها تمضي في معاداة الكورد، داعيا الحكومة العراقية الالتزام بالدستور.
وقال خليل زاد في مقابلة مع تلفزيون اورينت القريب من المعارضة السورية، إن الحيادية الغربية والأمريكية بعثت بـ”رسالة خاطئة” الى بغداد وجعلتها تشعر بأنها في موقع اقوى بفعل الدعم الايراني.
وتابع “لا بد من سياسة احتواء ضد النفوذ الايراني… كان الايرانيون فاعلين جدا في الصراع ما بين الحكومة المركزية والكورد”.
واشار خليل زاد الى ان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لعب “دورا مهما” في السيطرة على المناطق المتنازع عليها.
وقال “الايرانيون يحثون الحكومة العراقية على ان تكون اكثر عدائية (مع الكورد)، وهذا خرق للدستور العراقي الذي يمنع القيام بأي عدوان ضد كوردستان”.
وأعرب خليل زاد عن امله بان لا يقترف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نفس الاخطاء التي ارتكبها القادة السابقون بحق الكورد في العراق.
وحذر الدبلوماسي الأمريكي، الذي سبق وان عمل سفيراً في العراق، من أن أي “حرب اهلية” بين الكورد والعرب ستترك نتائج سلبية “هائلة” على المصالح الغربية والأمريكية في عموم العراق.
وقال “اعتقد انه من المهم لنا وللأوروبيين ان نرسل رسالة واضحة الى السيد العبادي بان يلتزم بالدستور العراقي وان لا يخرقه”.
وحينما سئل عن الاستفتاء قال خليل زاد “الاستفتاء كان خطأً.. لم يكن محسوبا بشكل جيد ولكن الكورد لديهم الحق في حرية التعبير عن رأيهم في ظل الدستور العراقي”.
وتابع “هذا الاستفتاء كان تعبيرا عن الرأي، وهو ما يجب ان يكون مفاجئة لأحد… غالبية الكورد يريدون انشاء دولة خاصة بهم”.
وأشار الى ان رد الفعل من جانب بغداد تجاه الاستفتاء “مبالغ فيها” مبينا انه كان يتعين على الولايات المتحدة ان تكون “اكثر تفاعلا” مع ما يجري على الارض.
وقال خليل زاد “نود ان يعمل الكورد والعراقيون سوية ويتوصلوا الى تفاهم في ظل الدستور العراقي ونريد كوردستان قوية في عراق فيدرالي”.
ومضى يقول “لكن ما يحصل يهدد ذلك”.
وعن مستقبل السنة اوضح خليل زاد أن السنة يتطلعون الى ادارة مناطقهم في اطار “حكم ذاتي” يسمح به الدستور العراقي على الرغم من انهم كانوا من اشد المعارضين للفيدرالية.
وأعرب عن اعتقاده بان الاسباب التي تدفع طهران وبغداد لـ”تخريب الادارة الذاتية الكوردية” تأتي بسبب نجاحها وتحولها الى مثال يحتذى به من قبل الكثير من ابناء السنة.
وأشار خليل زاد الى ان الحكومة العراقية ترفض الفيدرالية لأنها “أن تشعر انها في موقف قوي مبالغ فيه لاسيما وان السنة في موقف ضعيف جدا بسبب داعش”.