عادت من جديد قصة “الجهادي جون” أو من عرف بـ”سفاح داعش”، بعد نشر تسجيل مصور نادر له، جالساً في مقهى بسوريا مع 3 بريطانيين آخرين، التقطتها كاميرا أحد الفارين من تحت سلطة التنظيم في 2014. وتولى “الجهادي جون” تنفيذ عمليات نحر الرهائن الأجانب.
وقد سبق أن أصدر “داعش” في مجلته الأسبوعية “النبأ”، بالعدد 15، ربيع الآخر،1437، نعياً مطولاً عن “سفاحه” الذي كان “بسيط الهيئة، باسم الثغر”، على حد وصفه.
وجاء النعي بعد إعلان مسؤولين أميركيين استهداف “سفاح داعش” في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، بصاروخ هيلفاير من درون وهو في سيارة بمدينة الرقة.
واعتاد الشاب “الباسم”، على حد وصف “داعش”، والملقب بـ”أبو محارب المهاجر”، الظهور في إصدارات “الذبح”، متوشحاً باللون الأسود ومقنعاً، لا يُظهر سوى عينيه، إلا أن التنظيم كان ولأول مرة يخرج في إصدار مجلته بصورتين له، كاشفاً عن وجهه وهويته، مرتدياً فيها الرداء القتالي لـ”داعش”، وهو يقف أمام العربات العسكرية التابعة للجيش العراقي.
وتحدثت المجلة عن بعض تفاصيل “هجرة الجهادي جون”، ونجاحه بالوصول إلى مواقع التنظيم، رغم كونه خاضعاً للمراقبة من قبل جهاز الأمن البريطاني، لعلاقته بعناصر قيادية في حركة شباب الصومال، التابعة لتنظيم القاعدة.
ولد محمد إموازي في الكويت عام 1988، وقدم إلى المملكة المتحدة عام 1994، عندما كان في سن السادسة. يعتقد أنه تلقى تعليمه في أكاديمية “كوينتين كيناستون كوميونيتي”، في سانت جونز وود، شمال العاصمة البريطانية لندن، ثم تخرج لاحقاً من جامعة وستمنستر مختصاً بعلم الحاسبات حوالي عام 2009. وكان آخر عنوان له في المملكة المتحدة قبل سفره إلى الخارج في منطقة كوين بارك شمال غربي لندن.
أثار إموازي انتباه الأجهزة الأمنية في 2009 – 2010، عندما بدأ جهاز الاستخبارات البريطاني (إمي آي 5) ووكالات استخبارية أخرى مراقبة المتطرفين الذين يشتبه في أن لهم علاقة بمسلحين أجانب انخرطوا في صفوف حركة الشباب في الصومال.
ظهر اسمه في وثائق محاكمات شخصين عادا إلى المملكة المتحدة بعد تورط مزعوم بأنشطة متطرفة في القرن الإفريقي، وكان قد اعتقل في الخارج بعد السفر عام 2009 إلى تنزانيا، بعد تخرجه من الجامعة.
تنقل باسم محمد بن معظم، وسافر مع بريطاني آخر يعرف باسم “أبو طالب” ورجل ثالث ألماني تحول إلى الإسلام يدعى “عمر”.
استطاع إموازي تضليل الأجهزة الأمنية في بريطانيا، مستغلاً كذلك الثغرات القانونية، لتجنب الاعتقال في أكثر من مرة خلال جلسات التحقيق، إلى جانب المنظمات الحقوقية. وبحسب منظمة “كيج”، وهي جماعة ضغط تمثل أشخاصاً تقول إنهم ضحايا انتهاكات أجهزة الأمن، إن إموازي اتصل بهم مدعياً أنه عانى من مضايقات من جهاز الأمن “إم أي 5” أثناء محاولته العودة إلى الكويت البلد الذي ولد فيه.
وبحسب بيان تنظيم #داعش فإن رحلة وصول إموازي إلى سوريا عام 1434 كانت قد استغرقت 60 يوماً، لتجاوز الرقابة المفروضة عليه من قبل أجهزة الأمن الأوروبية.
ووفقاً لوسائل إعلام غربية، فقد خضع إموازي قبل رحيله من المملكة المتحدة، لتحقيقات من جانب الـ”إم أي 5″ كمشتبه في كونه عضوا رئيسيا بشبكة متطرفة تعمل بشكل فضفاض في مناطق كامدن وشمال غربي لندن.
وطبقاً لوثائق المحكمة، يقول جهاز الأمن البريطاني إنه حقق في شبكة بريطانية “متورطة بتجهيز تمويل ومعدات إلى الصومال لأغراض ذات صلة بالإرهاب وتسهيل سفر أفراد من المملكة المتحدة إلى الصومال للقيام بنشاطات ذات صلة بالإرهاب”.
وقال جهاز “أم آي 5” إن الجماعة كانت تعقد “اجتماعات سرية… في أماكن عامة من أجل منع السلطات من مراقبة محتوى مناقشاتهم”.
ووفق التنظيم، انضم إموازي فور وصوله إلى سوريا للقتال إلى جانب صفوف جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة بسوريا، قبل أن ينشق عن الجبهة وينتقل للقتال في صفوف “داعش”، بعد إعلان أبو بك